الشخصية الإضافية،محتالة - 3
“يا آنسة، دعيني أساعدك في الاستعداد.”
“نعم….”
قد مرَ يومان منذ أنهُ كان من المفترض أن يأتي سيباستيان.
جلست على منضدة مُزينة وعيناي مغمضتان ومنتفختان، بعد أن أمضيتُ الليلة السابقة أفكر في أفضل طريقة يمكنني بها خَداع سيباستيان.
كنت أهيئ نفسي لأنني اشعرُ بالألم عندما تقوم الخادمات القاسيات بتحميمي.
كانت الخادمة الأولى التي رأيتها اليوم مختلفة عن الأخريات، حيث كانت تمشط شعري بعناية.
“يا آنسة، تبدين أكثر جمالاً اليوم.”
“ماذا؟”
كان ذلك صحيحًا.
بشرة بيضاء، وشعر وردي، وعينان تلمعان كالزمرد.
ملامح جميلة وواضحةُ المعالمِ.
كانت إسبين حسنةَ المظهر بشكل ملحوظ بالنسبة لشخصية جانبية.
“سيزورني سيباستيان اليوم، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“أعتقد أن السيد سيباستيان لطيف جداً. إنهُ ودود معنا نحنُ الخادمات، وأيضاً انهُ خلوق.”
“حقاً؟”
هذا غريب ليس لديها الحس السليم لتعرف مثل هذه الأخلاق.
في المرآة، أطلت الخادمة بفمها بزاوية واحدة فقط.
“كم تبدين حسنة المظهر مع السيد الشاب. إنهُ رجلٌ جيد.”
‘حسنة المظهر؟ إسبين حسنة المظهر مع سيباستيان.’
لقد كان ” سيباستيان ” مجرد رجل و ليس رجلاً وسيماً مهما كانت نظرتكِ إليه.
“أتمنى أن تتزوجه انستي، لأنهُ لا يوجد أفضل منهُ.”
“هل تعتقدين أن (سيباستيان) رجل لطيف؟”
“نعم ،إنه كذلك بالطبع، إنهُ رفيع المستوى ولطيف، ولكنه متواضع جداً لم أقابل في حياتي أميراً أكثر وسامة ولطافه منهُ.”
“حقا؟ شكرا لكِ. يبدو أن لديّ خادمة تُعطيني نصائح جيدة جداً اذاً ما اسمك مرة أخرى؟”
“اسمي جين”
“فهمت (جين).”
‘إذن أنتِ (جين الفأر الذي ارسلها سيباستيان )الى القصر.’
‘إنه من السخيف أن تعرف خادمة هوية سيباستيان بينما الخدم الاخرين لا يعرفونه.’
أنها تسلم نفسها كمتواطئة مع سيباستيان.
بالكاد استطعت أن أكتم ضحكاتي على استمرارية جين في الثناء على سيباستيان، غير مدركة بالخطأ الذي ارتكبته.
* * *
‘قفِ، ركزي.’
وأنا أقف أمام الصالة حيث كان سيباستيان ينتظر، أخذت نفسًا عميقًا.
عندما أعبر من هذا الباب، يجب أن أبدأ تمثيلي.
‘من الآن فصاعدًا، أنا انسة شابة أرستقراطية عاشقة، والرجل الذي أمامي ليس المحتال الذي شعرت به، بل هو أمير. أمير.’
بعد أن رددت هذهِ الكلمات في دماغي، فتحتُ الباب وصدحتُ بصوتً عالٍ
“سيباستيان “
قفز سيباستيان، الذي كان جالسًا على كرسي في الصالة، يمضغ بشراهة قطعة بسكويت، عند رؤيتي.
“إسبين!”
اندفع (سيباستيان)نحوي بابتسامة مبتهجة، مَثل شخصاً لا يريد أن يتفوق عليه احداً.
يبدو أنه لم يلاحظ أنه لا يزال هناك فُتات من البسكويت في زاوية فمه.
“سيباستيان، لقد اشتقتُ إليك.”
بدا سيباستيان مندهشًا من مودتي، ولكن كمحتال جيد، سرعان ما ربت على رأسي ورمقني بنظرة المودة.
“أنا أيضًا اشتقتُ إليكِ كثيرًا.”
“أكثر مني.”
واو، إذا مت الآن، سأكون وصمة عار.
شعرت وكأنني سأموت من التمثيلية التي اقوم بيها.
و لكن هذا ما كنت أحتاجه الآن لأخدع (سيباستيان) تماماً.
نظرة المرأة البريئة، المغرمة بالحب و العمياء عن كل شيء آخر.
بهذه الطريقة، سيظن (سيباستيان) أن خطته قد نجحت، ولن يشك فيّ.
“هاها، لا بد أنكِ افتقدتني كثيراً.”
“بالطبع اشتقتُ إليك، تفكيري فقط في سيباستيان”.
انتفضت زوايا فم سيباستيان من تعابير وجهي التي يبدو كانها افكر في نفسي.
“إسبين، بالمناسبة، ماذا عن ما طلبتهُ في المرة الأخيرة….”
قاطعت سيباستيان، كان على وشك أن يخبرني عن الختم.
كان أحد الأشياء التي تعلمتها من تعرضي للاحتيال من قبل حبيبي و ذهابي إلى مركز الشرطة كان ذلك هو أهمية المبادرة.
فهؤلاء المحتاليين يُسيطرون على الحوار لكي يحصلوا على الإجابات التي يريدونها من الشخص الآخر، لذا كان من المهم بالنسبة لي أن أتولى أنا السيطرة على المحادثة، وليس هو.
“سيباستيان، لماذا لا تجلس، لدينا الكثير لنتحدث عنه.”
“ماذا؟”
جلس سيباستيان وقد بدا متفاجئًا بعض الشيء.
“سيباستيان، هل تغيرت؟”
“تغيرتي؟ لستُ متأكد”
“لقد حصلتُ على فُستاناً جديد، ألا تعتقد أن الفُستان الأرجواني يبدو رائعاً عليَّ؟”
“نعم، إنهُ كذلك. تبدين رائعة فيه”
“اجل، أنا وسيباستيان منسجمان معاً، أليس كذلك؟”
“نعم. بالمناسبة يا اسبين أليس لدينا شيء آخر مهم لنتحدث عنه….”
“أنتَ تعرفُ، شيء مهم. انظر إلى أقراطي.إنهما بنفس لون عينايَ، أليس كذلك؟”
“نعم. إنها جميلة جداً. لكن المهم الآن….”
“و أكثر من ذلك، هذه القلادة تناسبني حقاً، أليس كذلك؟ إنها تجعل رقبتي تبدو أنحف….”
بينما كنت أثرثر في حديثي عن أشياء لم يكن يريد الحديث عنها، كُنتُ مُستشعرةً حدود صبرهِ، فصرخ سيباستيان في وجهي .
“إسبين، هذا ليس بشأن الفستان أو المجوهرات!”
“سيباستيان……. هل أنت غاضبٌ مني؟”
نظرت إليه بتعبير مصدوم.
“لا، ليس هذا….”
“كل ما في الأمر أن سيباستيان هو الشخص الوحيد الذي أتحدث معهُ حول هذهِ المواضيع……. أردت فقط أن أتحدث مع شخص ما أيضاً…….”
أدرت رأسي بصوت متهدج ومنتحبة، فنهض سيباستيان المرتبك من مقعده.
تململ وبدأ في تهدئتي.
“لا يا اسبين. الأمر ليس كذلك.”
“ألم تعد يا سيباستيان تُحبني؟”
“قطعاً لا، إنا اعرف كم أحبكِ، لكنني كنت في عجلة من أمري لحل مشكلة الوضع الآن حتى أتمكن من إخجراكِ واسعادكِ.”
“حقاً؟”
“اسبين. نحن مقدر لنا أن نكون معاً، صدقيني.”
‘ انهُ يبصق الاكاذيب في وجهي.’
كدت أن أعُجب بالطريقة التي بصق بها الكذبة وكأنه يتنفس.
“نعم، نحن مقدر لنا أن نكون معاً، وقد عرفت ذلك بمجرد أن وقعت عيناي على سيباستيان”.
“أعرف ذلك. لذا لا تشككي في حُبي”.
أمسك سيباستيان، الذي كان أمامي الآن، بيدي ووضعها على وجهه.
يا للقرف.
ملمس الزيت الزلق على أطراف أصابعي.
صرخت أصابعي طالبةً التحرر، لكنني تماسكت.
“إذاً يا سيباستيان، هلا أسديتَ لي معروفاً؟”
“معروفاً؟”
أمسكت بالورقة والقلم الذي أعددته له.
“أريدك أن تكتب لي رسالة هنا. حتى أتمكن من إخراجها عندما يكون سيباستيان غائباً.”
“سأكتب بقدر ما تريد يا اسبين.”
“ممممم أما بالنسبة للمحتوى، يا عزيزتي اسبين.حُبنا سيدوم إلى الأبد، أريد أن يكون مكتوباً هكذا، ولا تنسى أن تضعى اسمك في الأسفل”.
كتب سيباستيان ما طلبتهُ منهُ بالضبط.، لم يكن لديه أي فكرة عن كيف سأستخدم هذه الرسالة،.
“شكراً لك يا سيباستيان”.
عندما رأى سيباستيان مزاجي الجيد، تحدث بحذر، كما لو كان الوقت مناسبًا.
“اسبين أين الختم؟”
“أوه، هذا هو……. لم أتمكن من العثور عليه.”
تحولت عينا سيباستيان، اللتان كانتا تتلألأان بالترقب للحظة، إلى البرودة.
“ماذا تعنين؟ ألم تقولي في المرة السابقة أن الختم سيكون هذا القصر؟”
” لقد ظننت ذلك، لا بد أن أبي قد أخذه معه عندما ذهب إلى قصر الكونت.”
“قصر الكونت؟”
لقد عبس وجه سيباستيان على غير المتوقع.
“نعم إنه مع كبير الخدم، لذلك أنا متأكدة.”
“هاه، حسناً، ماذا أفعل إذن، لقد كنتُ أثق بإسبين فقط، وأنا لا أمتلك الختم الآن.”
“هل أنت غاضب مني الآن؟”
“لا، ليس الأمر كذلك.”
تنهد سيباستيان بشدة وتحدث بهدوء، مَثل الذي كان على وشك أن يفقد أعصابه مرة أخرى.
“كما تعلمين، من دون هوية جديدة، لن أتمكن من دخول مملكة أركاديا، وقد أموت.”
“ألا يمكننا العيش في الإمبراطورية؟”
“لا! يجب أن أعود إلى مملكة أركاديا بأي ثمن.”
“همم حسنا، سأحضرها لك عندما يعود والدي من قصر الكونت.”
“كلا !”
قفز سباستيان على قدميه.
“لم لا؟ “هل هناك أي سبب يمنعكَ من الإنتظار حتى يعود أبي؟”
بالطبع هناك سبب.
سيكون من السهل بما فيه الكفاية أن يحتال وينجو بفعلته عندما يكون بمفرده في القصر، ولكن سيكون من الصعب أن يفعل ذلك في وجود الدوق. لذلك بدا عازمًا على استغلال غياب الدوق لإنهاء الأمور.
“ليس هناك وقت يجب أن اعود.”
“إذًا هناك طريقة واحدة فقط، وهي أن أذهب أنا إلى قصر الكونت.”
“هل يمكنكِ فعل ذلك ؟”
استقام وجه سيباستيان مثل الحديد.
“نعم. ولكن… هناك مشكلة.”
“أية مشكلة؟”