السيدةُ بندلتون [Miss Pendleton] - 5
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- السيدةُ بندلتون [Miss Pendleton]
- 5 - السيدةُ بندلتون (4)
الفصلُ الخامــسُ: السيدةُ بندلتون[4]
تذبذبت عينا الآنسة بندلتون.
“أعلم أنّ ما قدمته لكِ كان له حدود. وأخطاء والديك التي تركوها خلفهم تُثقل كاهلكِ. ولكن، رغم ذلك، كان بإمكانكِ أن تلتقي بعدد لا يُحصى من الرِّجال الطيبين الذّين كانوا سيحبُّونك. لكنَّك كنتِ تحاولين جاهدةً تجنّب تلك العلاقات لأكثر من اثني عشر عامًا. لماذا؟ هل جفَّ الحب في قلبــــــــــــــــــــــك؟”
أمسكت الآنسة بندلتون بيد جدتها وسحبتها بعيدًا عن وجهها برفق. ثم أدارت رأسها ونظرت إلى النّار في الموقد. كان ذلك لإخفاء تعابير وجهها عن جدتها. كان الأمر دائمًا على هذا النحو. الآنسة بندلتون كانت تخفي كل شيء عن نفسها عندما يُثار موضوع مماثل. تعابير وجهها، أفكارها، حتّى مشاعرها.
توقفت الآنسةُ بندلتون للحظة ثم تحدثت بصوت واضح لا يظهر فيه أي إنفعال.
“لم أُفكر قط أنّ ما قدمتهِىلي كان ناقصًا. بل تلقيته بوفرة. لم يكن كله لي في الأصل. كنت دائمًا ممتنة. <دائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمًا>”
“ألا تلومينني مُطلقًا؟”
التفتت الآنسةُ بندلتون إلى السيدة أبيجيل.
“على ماذا ألومكِ؟”
“أعني، على منحكِ لي اسم بندلتون.”
“ألم تندمي أبدًا يا جدتي؟ على إعطائي اسم بندلتون.”
نظرت السيدة أبيجيل إلى الآنسة بندلتون للحظة، ثم أغمضت عينيها وهزت رأسها.
“أبـــــــــــــــــــــــــــــــــدًا.”
“وأنا كذلك. لم ألومكِ أبدًا. لقد كنت راضية بكل ما قدمتهِ لي، وكنت سعيدة جدًا. أنا سعيدة الآن. لذا، يا جدتي، دعينا نتوقف عن الحديث عن هذا الآن. عليكِ أن تستريحي.”
و قبل أن تتمكن السيدة من قول أي شيء، نهضت الآنسة بندلتون من مقعدها واستدعت الخدم في الطابق السفلي للذهاب إلى الفراش.
جاء الخدمُ وساعدوا السيدة أبيجيل في الذهاب إلى الفراش، ورتبوا السرير ثُمَّغادروا. بقيت الآنسة بندلتون بجانب جدتها لتناول دوائها.
تناولت السيدة أبيجيل الدواء بهدوء ونظرت إلى وجه الآنسة بندلتون. كان وجهها غائرًا وحزينًا.
استطاعت السيدة أبيجيل أن تخمّن نوع الذكرى التّي كانت تطفو في رأسها. لم يكن لديها خِيار سوى أن تلفظ السؤال الذي كانت تبتلعه.
“هل السببُ هو الرَّجل الذي تخلى عنكِ؟”
توقفت الآنسة بندلتون عن الحركة ونظرت إلى جدتها. بادلت السيدة أبيجيل إلى الآنسة بندلتون بتعبير هادئ.
“لن أطرح عليك أيَّة أسئلةِ أخرى. لذلك أجيبيني. هل صحيح ما كان الناس يتناقلونه همسًا؟ هل تخليتِ عن الحبِّ بسبب الرَّجل الذّي خدعك وتخلى عنك؟“
وضعت الآنسة بندلتون بهدوء الورقة التي كانت تلُّف الدواء وكوب الماء جانبًا. كان تعبيرها مُختلفًا عن ذي قبل. كان تعبيرًا لا يمكن قراءتُه على الإطلاق. وبدلًا من الإجابة، خفضت رأسها، وقبّلت جبين السيدة أبيجيل وهمست،
“تُصبحين على خيـــــــــــر، يا جدتي.”
سُرعان ما غادرت الآنسة بندلتون الغُرفة، وهديلُ فستانها يتردد.
في تلك اللّيلة، ارتدت الآنسة بندلتون ثوب نومها، وصفّفت شعرها، وركعت عند سفح السرير كالعادة. وصلّت بخشوع.
“عسى أن يعيش آل مورتون، الذين تزوجوا بسعادةٍ وإنسجام لبقيّة حياتهم؛ وعسى أن يُفتح أفضل مستقبل لكلٍّ من الآنسة هايد والسيد فيرفاكس، اللذان لا يستطيعان النّوم الآن؛ وعسى أن تُمنح الصحّة لجدتي، وتُخفّف همومها؛ وأخيرًا، عسى أن يُمنح السلام للرَّجل الذي تخلى عنّي قبل اثني عشر عامًا.”
———————
بعد أسبوع من زفاف آل مورتون، علمتُ برفض الآنسة هايد للزواج.
كتبت لي شقيقةُ الآنسة هايد، روزماري هايد السّابقة، لأنَّها باتت السيدة ألكسندر ماكلين الآن، زميلتي السّابقة في المدرسة الداخلية، عن المشاكل في عائلتها.
ألبست السيدة هايد الآنسة هايد على الفور وقادتها إلى غرفة الرسم، حيث سُرعان ما تُركت وحيدة، وبعد خمس دقائق غادر السيد فيرفاكس آل هايد. لقد فعلوا ذلك بسرعة في اقتراح الزواج، والرّفض، والإقناع، وحتَّى رَفضت الإقناع مرّة أخرى.
لكنَّ التداعيات كانت طويلة ومروعة. فالسيدة هايد، حينَما اكتشفت أن إبنتها قد رفضت عرض السيد فيرفاكس للزواج، انهارت ببساطة. وإتّصل جون بالسيناتور، وكانت السيدة هايد [الوالدة] تصرخ في وجه الآنسة هايد [الإبنة حين] بينَما كانت في حالة غيرِ طبيعية. في نهاية الرسالة، كانت هناك ملاحظة قصيرة بأن جين، الأخت التّي تسببت في الحادث، حبست نفسها في غرفتها ورفضت الخروج. وكانت روزماري نفسها مشغولة جدًا برعاية جين لدرجة أنَّها لم تستطع الاهتمام بها، لذلك طلبت منّي زيارة عائلة هايد عندما يكون لديها الوقت لتهدئة جين.
ذهبتِ الآنسة بندلتون على الفور إلى عائلة هايد ومعها سلّة من بسكويت التوت، الُمفضّل لدى الآنسةِ هايد. بمُجرّد دخولها الباب الأمامي، غمرها جو كئيب. كان الجوَّ المُزعج بشكل خاص الذي يملأ المنزل عندما تكون السيدة في مزاج سيئ.
سلّمت الآنسة بندلتون سلّة البَسكويت للخادم وتبعته إلى غُرفة الرسم. و سُرعان ما دخلت السيدة ماكلين بوجه مُتعب. وفورَما رأت الآنسةَ بندلتون تخلّصت من كآبتها وإبتسمت ببهجة، وذهبت لتعانق صديقتها بقوة.
“مضى وقت طويل يا لورا! كيف حالُكِ؟”
“أجل. لم أركِ منذ تعمِيد ماري جين. كيف حال زوجك؟“
“إنه بصحة جيدة كما هو الحال، بصحة جيدة جدًا، صحتُه جيّدة بشكل غريب.”
جلس الاثنان لتناولِ الشّاي. السيدة ماكلين، التي تزوّجت من القاضي ماكلين قبل ست سنوات بترتيب من الآنسةِ بندلتون، زاد وزنها وأصبحت تتمتع بهالة وقورة، وبدت وكأنها مضيفة وقورة.
ولكن عندما كانت تلتقي بالآنسة بندلتون، كانت تعود إلى الفتاة التي كانت عليها في سن المُراهقة، والتّي كانت تُخربش في كتاب قواعد اللّغة الفرنسية، وتُمنع من تناول العشاء، وتأكل البسكويت في السّرير.
تنهدت السيدةُ ماكلين وهي تقضم بَسكويت التُّوت في الوعاء كما كانت تفعل عندما كانت مراهقة.
“أنا أموت بسببكِ، حقًا. إذا كنتِ تُحبينها فِعلا، فلا يوجد شيء يمكنك فعله لها. أنت تحاولين أكل جين، أوليس؟”
“كما أنّ السيدة هايد ستكون مستاءة أيضًا. لنكن صادقتين، السيد فيرفاكس رجلٌ لا تريدين خسارته من نواحٍ عِـــــــــــدّة.”
“نعم، أعلم. لكنَّها ليست من سيتزوج. هي تتدخل في حياة جين كثيرًا. خاصّة مع جين. إنَّها تبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، لكنّها ما تزال تقرء جميع مذكراتها ورسائلها. هي تتدخل حتّى في شعرها والزخارف التّي تُغطي على ملابسها.”
انفجرت السيدة ماكلين غاضبة.
“قد تكون جين جامحة، لكن هل كانت مُبتذلة أو واجهت أي مشاكل؟ إنها ذكية وبارعة، ورجل مثل السيد فيرفاكس سيتقدم لخطبتها. هي فقط من تعتقد أن جين فتاة سيــــــــــــــــــــــئة.”
إبتسمت الآنسة بندلتون بشكل خافت لصديقتها. كان خطأ أختها، حينها والآن بالطبع الآنسةُ هايد نفسها كانت شابّة لامعة.
“نعم، الآنسة هايد شابة ذكية جدًا.”
“كنتُ أقلق بشأن كيفية زواجها لأنَّها كانت كذلك. لكن كما تعلمين في هذه الأيّام، بتُّ أعتقد أنّ جين يمكنها أن تعيش بمفردها. العالم يتغير. الأمر صعب، لكنَّ النساء يمكنهن كسب أموالهن الخاصة. جين يُمكنها فعل ذلك أيضًا. إنها فقط لم تنضج لأنها لا تحصل على الدعم الكافي.”
إرتشفت السيدة ماكلين رَشفةً من الشاي وتابعت.
“لو لم يتم الاستيلاء على منزلنا في هاوورث، لما تركت جين المدرسة بهذه السرعة. كانت ستدرس بجدٍّ ورُبَّما أضحت معلمة. كانت درجاتها جيدة، ومهاراتها في الكتابة مُذهلة، لذلك كان بإمكانها أن تُصبح معلمة أدب.“
تنهدت بعمق.
“إذا ما إستطعتُ إقتراض القليل من المال من زوجي، فسأُعلِّمها أي شيء وأرسلها. لكن كم مرّة قد اقترضتُ من جون لبدء عمل تجاري؟ ما زلت لا أستطيع دفع الفائدة للآن، وفي كل مرّة أراه يتحول وجهي إلى اللون الأحمــــــــــــــــــــــر.”
تخطّت الآنسة بندلتون موضوع المال المحرج وأجابت بطريقة تتفق مع رأي السيدة ماكلين حول أختها.
“لا أعتقد أن الآنسة هايد ستكون سعيدة إذا تزوجت. فالاستقرار والراّحة التي يجلبها الزواج ستكون أكثر من اللازم بالنسبة لها، حتَّى بالنسبة لألطف وأروع رجل في العالم.”
“هذا بالضبط ما أقوله. الزّواج شيء لا يمكن أن يفعله إلا الشخص المُناسب. الزواج صعب. إنه مؤلم عندما يمرض الأطفال، وخاصَّة عندما تتشاجرين مع زوجكِ… أنا أحبَّه كثيرًا، لكنني أتفاجأ أحيانًا لماذا كنت غير صبورة عندما كنت عذراء. لا أريد أن تمر جين بذلك. فهي لن تكون قادرة على تحمله أبدًا.”
رَثَت السيدة ماكلين وضع جين المؤسف، وظُلم والدتها، والخلفية المثيرة للشفقة المحيطة بجين لبعض الوقت.
استمعت الآنسة بندلتون إلى القصة وإعتقدت أنه كان من الأفضل لو لم تتزوج صديقتها روزماري في وقتٍ مبكر جدًا. بقدر ما كانت تعلم، كانت السيدة ماكلين العضو الوحيد في العائلة الذي فكر بهذه الطريقة في الآنسة جين هايد.
ومع ذلك، كان على السيدة ماكلين مُغادرة منزلها بمجرد تحسّن صحة والدتها. إذْ أنَّه لم يكن لديهَا مكان هنا، بل مع القاضي ماكلين.
تحدثت الاثنتانِ لفترة طويلة، ولكن سُرعان ما قاطع حديثهما مُنداةُ السيدة هايد للسيدة ماكلين.
خرج الاثنان وصعدا درج القصر. ستعود السيدة ماكلين إلى والدتها في غُرفة النوم في الطابق الثاني، وخططت الآنسة بندلتون لزيارة السيدة هايد ثم الصعود إلى غرفة الآنسة حين في الطابق الخامس. وصل الاثنان إلى غرفة نوم المرأة في داخل الطابق الثاني. طرقت السيدة ماكلين باب غرفة النوم.
طرقت الباب ودخلت. وقفت الآنسةُ بندلتون أمام الباب تعدل شعرها لتبدو مرتبة أمام المرأة،
في الداخل، سمعوا السيدة ماكلين تقول إن الآنسة بندلتون قد أتت. ولكن سرعان ما سُمع صوت السيدة هايد الأجش من الداخل.
“أخبريها أن تعود. أكره منظر العانس.”
“عما تتحدثين يا أمي؟”
“صديقتك المقربة دمرت زواج جين. لقد حاولت أن تجعلها عانسًا مثلها!”
“ما الخطبُ في لورا؟ لما هل بسبب لورا لا تريد جين الزواج؟”
“قد رأيتُ آل مورتون وأزواجهم في يوم زفافهم، كما أنّهم ظلوا ممسكين بيد يعضهم البعض لمدّة جيدة، لذلك اعتقدت أنَّا قد تساعد جين على الزواج، لكنَّها دمرت الأمر بدلاً من ذلــــــــــــــــــــــك”
“لورا ليست مخطئة. إنَّه مجرّد اختيارٍ من جين. ولماذا يجب على جين أن تتزوج من الأساس؟”
“السيدة بندلتون عظيمة، [إيمي: تقصد الجدة] لذلكَ سأرفع رأسي عاليًا حتّى لو بعتُ نفسي. عندما كنَّا على وشك الموت ولم يكن لدينا منزل أو مال، أعطت تلك السيدة جين الطعام والملبس. لكن لم يكن يجب أن أجعلها تذهب مع جين في المقام الأول.”
“قد كنتِ سعيدة جدًا في المرة الأخيرة لأنَّها زوجتني برجل صالح. هل تعلمين يا أمي، هل هو رجلٌ تافه؟”
“كان بإمكانها أن تكون بخير بدون الآنسة بندلتون. لو تركت جين في الشارع، لكان هناك من يلتقطُها. ما الفائدة من تدمير زواجها؟ هل الآنسة بندلتون ستجلب لها رجلًا ثريًا آخر؟ يا إلهي، لم يكن يجب أن أتفاعل مع فتاة لا أساس لها في المقام الأول!”
إيمي: حسبي الله عليك شمطاء حية، فكرو منيح يا جماعة قبل ما تختارو تعيشو في هيك حِقبة زمنية.
هاد كان فصل اليوم أعتذر عن التّرجمة البطيئة
أحاول أطلع أحسن حوار لأن الترجمة من الكوري صعبة مثل ما تعلمون.
لو رأيتُم أو أحسستم بأنّ هنالك مشاكل أو أخطاء في الحوار سأكون سعيدة لو أخبرتموني كي أُعدّلــــــــــــــــــــــها.
لو عجبتكم ترجمتي ما تنسوا تتابعوني على حساب الانستغرام إسمــــــــــــــــــه:
@fluorite7_