the count's secret maid - 19- وقت الشاي مع الكونت
استمتعوا
كانت يداي وقدماي متورمتين بسبب الطقس البارد . تحملت البرد وأنا أفرك خديّ المتوردتين بيداي . وعندما عُدت إلى المنزل وجسدي منكمش بهذا الشكل ، استقبلني والدي أحد أبناء الشياطين .
لم أكن أعرف لماذا كان يضربني . اعتدت على الضرب دون معرفة السبب . كان الانكماش هو الطريقة الوحيدة للدفاع عن نفسي . أحيانًا كان إخوتي الأصغر يحاولون إيقاف والدي ، فيتعرضون للضرب بدلاً مني .
ومع ذلك ، كانت أليسيا تلقي نظرة على باولا ثم تدير وجهها . كانت أليسيا الوحيدة من بين إخوتها التي لم تُضرب . كانت طفلة مدللة ربّاها والدها بحنان ، ولكنه فعل ذلك فقط ليتمكن من بيعها بأعلى ثمن يومًا ما .
لكنها لم تكن تعرف ذلك . لهذا كانت متعجرفة .
ثُمَ ، مع اختفاء الأشخاص الذين أمسكوا بيدي واحدًا تلو الآخر ، تمكنت من تحمل الألم والحزن بهدوء . لم أعد بحاجة إلى تلك الدموع .
وفي اللحظة التي أدركت فيها ذلك بنفسي ، استيقظت من كابوسي . لكن بعد ذلك لم أستطع النوم مجددًا .
جلست باولا منكمشة في زاوية . ثُمَ ، بينما أسندت رأسها إلى الحائط ، سمعت أنينًا مألوفًا . أغلقت عينيها وأصغت إلى الصوت الباهت .
خلف ذلك الجدار ، كان هو أيضًا يُقاتل . كان ذلك الصوت يواسيها . ربما كان غاضبًا ، لكنها كانت تستيقظ أحيانًا من كوابيسها لتسمع أنينه . كانت تفرك خديها المحمرتين بالحائط البارد وتذرف الدموع لتطرد الخوف . لتدرك أنها ليست وحيدة .
” إذًا ، هل يعني هذا أن عائلة السير كريستوفر جعلتك هكذا ؟”
” أجل .”
” هل يعرف السير كريستوفر ذلك ؟”
” إيثان لا يعرف . و مِن الأفضل ألا يعرف بعد .”
سألت باولا عما يعنيه . كانت مُتفاجاة لدرجة أنها تلعثمت ، لكن الشخص الذي وجهت إليه أسئلتها كان هادئًا تمامًا .
” أنا فقط أخمّن . لكنني لست متأكدًا . لهذا أراد أن يسألني . هو لا يعرف ما إذا كانت عائلته هي السبب بالفعل .”
” إذًا هل أعطيتهُ إجابة ؟”
“لم يسأل . لانه لا يستطيع أن يسأل .”
” لماذا ؟”
” لأن حالتي ليست جيدة .”
لم تستطع باولا الرد .
” على الرغم من مظهره ، فهو شخص طيب معي . لم يكن ليخترق جميع جروحي ليسألني بينما كنت قد فقدت بصري وأنا أعيش في حالة رُعب .”
عندها فقط فهمت السبب وراء تجنب فينسنت لإيثان . لكن في الوقت نفسه ، أثار ذلك شكوكها . كيف عرف كل ذلك ؟
” لماذا لا تخبر السير كريستوفر ؟”
” لأنه ليس لدي سبب لأخبره .”
رفع فينسنت جفون عينيه . عيون بلون الزمرد ، التي لا تزال غائمة لكنها حازمة ، كانت تحدق مباشرة في الهواء .
” أحيانًا يجب أن تُحفظ الأسرار .”
‘ ….. ‘
انتهى الحديث عند هذا الحد . لزمت باولا الصمت ولم تسأل عن أي شيء آخر . في أعماق قلبها ، دقّت تحذيرات لنفسها بأن عليها ألا تسأل المزيد . منذ ذلك الحين ، لم تذكر المحادثة مرة أخرى ، ولم يضف هو أي تفسير .
لكن ذلك لا يعني أنها لم تكن خائفة . أغمضت باولا عينيها ، وكل ليلة شعرت بكل جسدها بمدى الرعب الذي شكّل عبئًا عليها ، ذلك العبء الذي وُضع على كتفيها المنكمشين .
الأسرار يجب أن تبقى سرية .
تظاهري بأنكِ لم ترِ ما رأيته ، ولم تسمعِ ما سمعتِه ، ولا تقولي أي شيء .
تذكرت مرة أخرى الشروط التي يجب الوفاء بها للعمل كخادمة هنا ، وركزت اليوم على خدمة سيدها .
” سيدي ، استيقظ .”
تحرك الشكل المستدير على السرير ، لكنه لم يخرج . على الرغم من أنه شخص حساس ، إلا أنه كان من المفترض أن يشعر بوجودها منذ لحظة دخولها . عبست باولا وسحبت الغطاء .
” يجب أن تأكل .”
عندما ظهر وجهه ، بدأ الاستاء عبر جبينه . لكن وجهه كان مغطى بالعرق . يبدو أنه كان يعاني من كابوس البارحة ، ومن المؤكد أنه قد أُرهق طوال الليل .
” لقد كنت تتعرق طوال الليل ، لذا من الأفضل أن تستحم أولًا .”
لم تعد رائحة العفن تملأ الغرفة ، وانخفض عدد الأشياء المتناثرة على الأرض بشكل ملحوظ .
أصبح ضوء الشمس الذي يتسلل إلى الغرفة المظلمة مشهدًا مألوفًا ، جزءًا من الروتين اليومي . و مؤخرًا ، بدأ يأكل بانتظام ويعيش حياة شبه طبيعية . ومع ذلك ، ظل متحفظًا وغير متعاون عندما يتعلق الأمر بلمسه أو تقديم المساعدة له .
” أُخرجي .”
أمسك بطرف الغطاء الذي كانت تحاول سحبه . لكن باولا لم تتراجع ، وأمسكت الغطاء بقوة إضافية .
” لقد ملأت حوض الاستحمام بالماء .”
عندما جاءت إلى هنا لأول مرة ، لم تكن تتخيل حتى أن تطلب منه أن يستحم . ولكن بسبب الصراعات الغريبة بينهما والتغيرات التي طرأت في الوقت نفسه ، أصبحت قادرة الآن على مطالبته بذلك .
” مِن فضلكِ أُخرجي.”
تنهد فينسنت بعمق ، وقد بدا الانزعاج واضحًا في صوته . كان من الواضح أنه في مزاج سيئ اليوم .
” سأُساعدك .”
” كما حدث في المرة السابقة ، أليس كذلك ؟“
” حسنًا ، إذن … سأذهب للتحقق من درجة حرارة الماء وأعود .”
هربت باولا إلى الحمام . لم يكن لديها ما تقوله بشأن الحادثة السابقة عندما أسقطته في حوض الاستحمام .
تحققت من درجة حرارة الماء عن طريق غمس يدها فيه ، وبعد فترة قصيرة خرجت من الحمام وتوجهت نحو فينسنت الذي كان مستلقيًا في حالة من الشرود على السرير . عندما وضعت يدها بحذر على جسده ، أدار وجهه بعيدًا عنها . تجاهلت ذلك لأنه أصبح رد فعله مألوفًا الآن ، ورفعت ذراعه الضعيفة ووضعتها حول كتفها . وبمجرد أن سحبته ، نهض ونزل من السرير .
على عكس كلماته القاسية ، بدا فينسنت مسترخيًا اليوم . لذلك استطاعت باولا أخذه إلى حوض الاستحمام بسهولة أكبر مما توقعت .
وضعت باولا يده على حافة حوض الاستحمام ، وبدأ يلمسه متفحصًا . حاولت فك أزرار معطفه بسرعة لتتمكن من مساعدته على الاستحمام براحة ، لكنه أوقف يدها .
” سأتدبر الأمر بنفسي ، أخرجي .”
” هل أنتَ متأكد ؟“
عندما سألته باولا ، متفاجئة من تعاونه المفاجئ ، أومأ ببطء وبدأ بخلع ملابسه . كانت تحدق به بصمت حتى رأته يخلع قميصه ويلقيه على الأرض قبل أن تستعيد وعيها .
” ما الذي يجري ؟“
انحنت باولا بسرعة لالتقاط قميص النوم الذي خلعه . وكان على وشك خلع بنطاله عندما توقف فجأة .
” إذا لم تخرجي، أعرف كيف أتهرب من الاستحمام .”
” حسنًا ، سأخرج .”
تسك .
عندما نقرت باولا على لسانها ونهضت ، تحول وجه فينسنت إلى الجدية عند سماع الصوت . بدأ وكأنه سيقول شيئًا ، لذا وضعت ملابسه على الأرض وخرجت بسرعة من الحمام .
بدأت تمشي في مكان واحد ، محدثة صوت خطوات متتابعة ، ‘ دق ، دق ‘، ثم خفضت الصوت تدريجيًا وتوقفت . بعد ذلك بقليل ، سمعت صوت الماء . لقد دخل إلى حوض الاستحمام .
” ما الذي يحدث فعلاً ؟”
رغم تفاجُئها من تصرفه اللطيف ، قررت أن تركز على الأشياء التي يتعين عليها القيام بها على الفور . أثناء استحمامه ، كان يجب تنظيف غرفته .
كالعادة ، رتبت باولا الأشياء الفوضوية في مؤخرة الغرفة وغيّرت أغطية السرير والوسائد . ثم نظّفت كل ركن وزاوية ، وكنست الأرضية ومسحت الغبار عن الأثاث . عندما أصبحت الغرفة نظيفة إلى حد ما ، توجهت إلى الحمام بفخر .
بعد الاستحمام، كان فينسنت يرتدي ملابسه . أخذت باولا منشفة من درج قريب وجففت شعره المبتل . ربتت على شعره بسرعة بالمنشفة لتجفيفه ، وقبل ذلك بأدب هذه المرة .
” تم تغيير أغطية السرير . يمكنك الذهاب الآن .”
بعد وقت قصير ، بمجرد أن جف شعره ، أمسكت باولا بذراعيه لدعمه . مشى ببطء نحو السرير وجلس . لاحظت حينها أن زرًا في قميصه كان مثبتًا بشكل غير صحيح .
بدا وكأنه يرتدي ملابس جيدة لليوم .
ضحكت باولا بخفة وأعادت فك الزر وأعادته من الأسفل إلى الأعلى .
” الوجبة .”
” هاه ؟ آه أجل ، الطعام سأحضره .”
عادت باولا إلى الباب وجلبت صينية فضية . وبعد تردد للحظة ، جلست على ركبتيها أمام فينسنت . وضعت الصينية على حجره وأخذت ملعقة من العصيدة وأطعمته . قبل فنسنت العصيدة بهدوء وبدأ في تناولها .
كان قد عانى من اضطراب في المعدة في مرة سابقة ، لكنه الآن أفرغ الطبق تمامًا .
أسعد تغييره باولا ، وراقبته بسعادة وهو يأكل . أفرغ الوعاء تمامًا مرة أخرى اليوم . فكرت أنه من الممكن الآن إعداد وجبات تحتوي على قطع صغيرة من الطعام .
بعد أن أخذ كل أدويته ، استلقى فينسنت على السرير النظيف . سحب الغطاء حتى رقبته واستدار لمواجهة الحائط .
” سأنام .”
” حسنًا ، سأوقظك في وقت الغداء .”
غادرت باولا الغرفة وهي راضية ، حاملة معها الغسيل والأطباق الفارغة التي جمعتها مسبقًا .
“السيد يأكل جيدًا هذه الأيام .”
” نعم ، فقد أنهى طعامه بالكامل اليوم .”
عرضت باولا الوعاء الفارغ على الطاهية . تأثرت الطاهية وذرفت الدموع . انضمت خادمة المطبخ ، التي كانت تساعدها ، إلى الحديث بسعادة .
” أعتقد أننا يمكننا الآن تقديم الطعام مع حبات الأرز .”
” سأعد شيئًا جيدًا غدًا !”
هزت باولا رأسها وغادرت المطبخ ، ثُمَ خرجت من الملحق وانتظرت رينيكا .
لكن رينيكا لم تكن وحدها اليوم . كانت برفقة إيزابيلا .
” يبدو أن السيد في حالة جيدة هذه الأيام .”
” نعم ، أنهُ يأكل جيدًا ، وقبل قليل استحم بنفسه . رمي الأشياء ونوبات الغضب ما زالت موجودة ، ولكنها أقل بكثير من قبل . في المرة الأخيرة ، نزل من السرير وسار لفترة .”
تحدثت باولا بهدوء بصوت منخفض لا يسمعه سوى إيزابيلا . أخبرتها أيضًا أنه خرج من الغرفة في المرة الأخيرة . عندما سمعت ذلك ، ظهرت على وجه إيزابيلا علامات المُفاجئة .
لم تُظهر مُتفاجاتها بـالصراخ ، لكن انحناء حاجبيها كان تعبيرًا عن مفاجأتها .
” هذه خطوة كبيرة إلى الأمام . لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا . أتطلع إلى دعمك المستمر .”
” نعم .”
بعد محادثة قصيرة مع إيزابيلا ، اقتربت باولا من رينيكا . أخذت سلة الغسيل منها وأعطتها سلة من الأغطية والملابس الجديدة . بعد ذلك ، ودّعت باولا وعادت إلى الملحق .
كان لدى باولا اليوم وقت أكثر مما توقعت لأن فينسنت كان لطيفًا . كانت قد مرّت فترة طويلة منذ آخر شجار بينهما . بعد يوم طويل من الجدال معه ، كانت تشعر بالإرهاق عند النظر إلى الملحق . ونتيجة لذلك ، كان هذا أول يوم تُلقي فيه نظرة على الداخل بهذه الطريقة .
كان داخل الملحق بشكل عام مرتبًا . سمعت أن الخادمة تأتي لتنظيف الملحق في وقت محدد . لذلك ، لم يكن على باولا أن تهتم بأي شيء آخر ، فقط أن تُركز على سيدها ، وهذا ما أخبرتها به إيزابيلا بعد فترة وجيزة من وصولها .
بفضل ذلك ، كان المكان الوحيد الذي تنظفه باولا هو غرفة السيد . بالإضافة إلى ذلك ، كانت الغرفة التي تقيم فيها باولا مجاورة تمامًا لغرفة فينسنت . الأماكن الأخرى التي كانت تذهب إليها هي المطبخ للحصول على وجبة أو الباب الخلفي لتسليم الغسيل .
‘ يبدو الأمر هكذا .’ نظرت باولا حولها بحماسة ، متفحصة السقف الذي ظل بعيدًا رغم أنها أمالت رأسها إلى أقصى حد ، والديكور الداخلي الذي كان واسعًا جدًا لدرجة أنها لا تستطيع رؤيته بالكامل حتى لو قضت اليوم كله تتجول فيه . كان هذا أول مرة لها في مكان مثل هذا ، لذلك كانت تشعر بالدهشة في كل شيء .
ثم صعدت الدرج الكبير في المُنتصف ، وبدأت تتأمل اللوحات المُعلقة على الجدران واحدة تلو الأخرى .
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: فيفي.
~~~~~~
End of the chapter