the count's secret maid - 16- ضيف الكونت الغريب
استمتعوا
” هذا مُستحيل .”
” لابد أن تَكون هُناك طَريقة أُخرى .”
فكرت باولا في ما يُمكن أن يَكون جيدًا ، لكِنها لم تستطِع أن تَبتكِر شيئًا جديدًا . أرادت أن تُريه ما تُحاول فِعله .
‘ ما الذي يَجب أن أفعلهُ لأُظهِر ذلِك ؟ إنهُ أمر صَعب .’
‘ هل عليَّ أن أريه كيف يأكُل جيدًا ، وينام جيدًا ، ويُجهز أغراضهُ جيدًا ؟‘
لااا ، حتى لو بذل الطرف الآخر مجهودًا كبيرًا ، فإن لم يَقبلهُ الطرف المُقابل على أنهُ هذا هوَ المجهود الفعلي ، فلن يُعتبر ” جهدًا “.
لذا يجب أن يَظهر الجُهد بطريقة يمكن للطرف الآخر أن يفهمها …
هل كان هذا نوعًا مِن المُزاح ؟!
” لا ، لا أستطيع أن أعرف لأنني لا أستطيع الرؤية .”
” يمكنهُ أن يرى … آه !! ”
صفقت باولا بيديها .
‘ لماذا لم أفكر في ذلِك ؟ كانت هُناك طريقة سَهلة جدًّا . لا ، لقد أخبرني بها بالفعل .’
” هذا سيُجدي نفعًا .”
” ماذا ؟”
ألقى فينسنت نظرة على باولا وكأنها تتحدث بلا معنى . نظرت باولا إليه وابتسَمت بِسعادة .
” لا أستطيع . هذا مُستحيل .”
” يُمكِنكَ . الآن فعلها ، إرفع يديك .”
مدت باولا يدها لتصل إليه قليلاً . لكنهُ لم يتحَرك . ألحّت عليه مجددًا .
هــيااا . ثم مد يدهُ مُترددًا ، وبمجرد أن لمس أطراف يدها المنتظرة ، تراجع .
كرر الأمر بِضع مرات ، حيث مد يدهُ مرة أخرى ، و بالكاد تصل إلى راحة يدها . أمسكت بيده على الفور خشية أن يهرب مُجددًا .
” لا بأس . سأتمسكُ بها .”
حاول إيثان بطريقته الخاصة . لم تكن تعرف تمامًا ما كان يقصده ، لكنها قررت أن تفكر ببساطة . حصلت على تلميح من كلام إيثان عندما راهنها .
‘ إذا نجحتِ في إخراج فينسنت من الغُرفة ولو لمرة واحدة ، سأحققُ لكِ أُمنية .’
ما قصده هوَ أنهُ أراد أن يرى ذلِك . حينها يُمكنها أن تُريه . أن يَخرج من الغرفة وحده كما لو كان يرى بعينيه دون أن يساعده أحد .
بالطبع ، لن يكون الأمر سهلاً .
لهذا السبب كانت تفعل هذا ، لتُقنع فينسنت .
تراجعت باولا خطوةٍ إلى الوراء . لكنهُ لم يتحرك على الإطلاق . ثُمَ تراجعت خطوةٍ أُخرى ، لكنهُ فقط انحنى بجسمهِ العلوي للأمام دون أن يخطو خطوةٍ واحدة .
خطت خطوةٍ أُخرى للوراء . فخَفض نظرهُ وأخيرًا خرج مِن السرير .
كان صوت قدميه وهو يخطو على الأرض أشبه بصوت بوق الملائكة .
” ببطء ، خط خطوةٍ واحدة في كلِ مرةٍ ، كطفل يتخذ أولى خطواته .”
” لا تُبالغي .”
رغم قوله لتلك الكلمات ، بدا عليه التصميم حتى عندما خطا خطوةٍ واحدة فقط .
تردد فينسنت للحظة ، ثم خطا خطوةٍ أُخرى بوجه عازم . كانت باولا أمامهُ بخطوة ، تدفع الأشياء التي قد تعيق حركتهُ جانبًا .
” أحسنت ، أنتَ تقوم بِعَمل رائــع .”
” مع ذلِك .”
” لم أؤذِ ساقي .”
كان يمشي خطوةٍ بخطوة ، بتردد ، لكنهُ في لحظة ما بدأ يمشي بخطوات واسعة . نظرت باولا إلى الوراء وقادته نحو الباب . ومع أن سيره كان بطيء ، وصل إلى الباب بِسُرعة .
” أرأيت ؟ لم يكُن ذلك صعبًا ، أليس كذلك ؟”
” لا تُعامليني كأنني طفل .”
‘ أنهُ عَنيد . أعلمُ أنهُ خائف .’
أمسك فينسنت يدها بإحكام حتى شعرت بالخدر . لكنها كانت تدرك مقدار الشجاعة التي احتاجها للخروج من الغرفة . كانت غرفتهُ كبيرة جدًا ، وكانت المسافة بين السرير والباب طويلة . بالنسبة إلى باولا ، كانت مسافة قصيرة ، لكنها بالنسبة لفينسنت كانت رحلة طويلة جدًا .
” أنهُ عمل رائــع .”
” هل ستكونين راضيةٍ الآن وتَسمحين لي بالعودة ؟”
” أعتقدُ ذلك .”
‘ بالطبع ، لستُ مُتأكدة .’
استدار فينسنت بتردد بعد إجاباتها ، مظهرًا انزعاجه . لكنه توقف ، و بقي واقفًا بثبات ، دون أن يتحرك . وعندما نظرت إليه باولا متسائلة عن سبب تصرفه هذا ، بدا وكأنه لا يعرف الاتجاه الذي يجب أن يسلُكه .
” يُمكنك الذهاب من هذا الاتجاه .”
أمسكت بيده لتقوده ، لكنهُ لم يتحرك .
” ما الأمر مَعك ؟”
” لا أستطيع فِعل ذلك .”
” لقد فعلتَ ذلك جيدًا سابقًا .”
” لأنكِ كنتِ تمسكين بيدي وتقودينني . انظري الآن ، لا أستطيع حتى المشي بدونك .”
اختفى ما تبقى من الثقة من وجهه . بدا كطفل ضائع .
كان بالتأكيد رجلًا أعظم وأقوى منها ، لكنه الآن بدا ضعيفًا أمامها ، مثل طفل صغير .
كان هذا يعكس مدى اضطراب حالته .
” سيدي ، أتفق مع السيد كريستوفر إلى حد ما . لا يمكنك العيش هكذا إلى الأبد . لقد تم توظيفي منذ البداية لمعرفة حالتك ، لكن هل يمكن للخدم الآخرين أن يظلوا غافلين إلى الأبد ؟ وماذا عن الأشخاص الآخرين الذين يعرفونك ؟”
تنتشر الأخبار بسرعة قبل أن تتمكن من احتوائها والسيطرة عليها . إذا تسلل أحد الخدم في القصر إلى المُلحق ورأى فينسنت عن طريق الخطأ ، فإن الإشاعة ستنتشر على الفور إذا سربها أحد خدم المُلحق . ثم سيحاول الناس معرفة ما إذا كانت الإشاعة صحيحة أم لا .
” في يوم ما ، سيأتي الوقت الذي يعرف فيه الجميع حالتك يا سيدي . هل ستبقى في غرفتك هكذا إلى الأبد ؟”
“… حسنًا . فهمت ، توقفي عن توبيخي .”
” إذا كنتَ تفهم ذلك جيدًا ، فهذا يكفي .”
” بالنسبة لخادمة ، تتحدثين كثيرًا بلا داعٍ .”
تأفف ، ومسح وجهه بيده . أمسكت باولا بيده وسارت له عائدةٍ إلى السرير . ثم قادته ليخطو نحو الباب مرة أخرى .
وبعد أن فعلت ذلك مرتين أو ثلاث مرات أخرى ، بدا أن فينسنت بدأ يستوعب الأمر . اكتسب القليل من الثقة في خطواته . لذا هذه المرة ، غيرت باولا الطريقة .
” من الآن فصاعدًا ، سأترك يدك عندما نكون في منتصف الطريق .”
” ماذا ؟”
” لا تضغط على نفسِكَ كثيرًا . حتى إذا تركتُ يدك ، كل ما عليك هو الاستمرار في المَشي .”
أدارت باولا جسدهُ المتوتر ووضعته في مكان يمكنهُ الوصول إلى الباب . أمسكت بيده مجددًا وقادته للأمام . كانت خطواته الآن أثقل مما كانت عليه سابقًا .
” لا أستطيع فعل ذلك .”
” يُمكِنُكَ فعلها الآن ، هل يُمكننا أن نترك ايدينا ؟”
“انتظري . لا تتركيها بعد .”
هز رأسه بِسرعة . تراجعت باولا ونظرت خلفها . سألتهُ مرة أخرى عندما وصلت إلى منتصف الغرفة .
” هل يُمكنني الآن ؟”
” ليس بعد .”
وعندما خطت خطوة أُخرى بعيدًا ، سألت مُجددًا :
” ماذا عن الآن ؟”
” ليسَ بعد .”
‘ إلى متى ستستمر في قول ” ليسَ بعد “؟ سنصل إلى الباب قريبًا .’
” سأتركها الآن .”
” انتظري لحظة .”
تركت باولا يده ، وأمسك يدها بسرعة . نظرت إليه وقالت :
” سأتركها .”
” لا ، من فضلك !”
سحبت يدها منه بلا رحمة وتراجعت بسرعة .
توقف عن المشي على الفور . كانت عيناه القلقتان تدوران بشكل هستيري . تبع ذلك حركات يديه التي كانت تبحث عنها في الهواء بلا هدف . تصلب وجهه من التوتر عندما أدرك أن باولا لم تكن بجواره .
طلبت منه باولا أن يمشي كما فعل سابقًا ، لكنه سرعان ما فقد تركيزه وبدأ يتخبط حوله. تراجع بخطوتين إلى الوراء بخطوات صاخبة .
” مِن هُنا يا سيدي .”
” أين ، أين أنتِ ؟”
” هنا ، إلى هذا الجانب حيث أُصدر صوتي .”
تبع فنسنت صوتها وأدار رأسهُ بيأس . لكنه لم يتحرك .
” يمكنك أن تمشي كما أنتَ يا سيدي .”
” لا أستطيع الذهاب .”
” أنتَ لم تتحرك خطوة واحدة حتى الآن .”
” لا أستطيع أن أفعل ذلِك .”
” يمكنك فعلها أنتَ لم تؤذي ساقك .”
مدت بولا يديها له ليأتي . لكنهُ لا يزال متردداً . كانت خطوةٍ واحدة فقط ، لكنهُ لم يستطع أن يستجمع شجاعته بسرعة .
كان الانتظار طويلاً . لم يستطع فنسنت التحرك بسهولة . استمر في التردد وهو يرطب شفتيه الجافتين بلسانه .
انتظرته بولا بهدوء هكذا . عسى أن يستجمع شجاعته ليخطو خطوة ويكون واثقًا من تلك الخطوة . كان عليه أن يَتغلب على هذا الأمر بمفرده .
” لا تقلق . إذا سَقطت ، سأُمسِك بكَ يا سيدي .”
للقيام بذلك ، وضعت بولا كل قوتها في ساقيها . حتى تتمكن من الركض في أي وقت .
كان فنسنت صامتاً . كلما طال تردده كلما ازداد توتر بولا . كانت قلقة من أن يستسلم لأنه لم يستطع فعل ذلك حقًا .
لكن في تلك اللحظة ، خطا خطوة .
خطوةٍ أخرى ، وخطوةٍ أخرى ، وخطوةٍ أخرى أيضًا . بدأ يقترب ببطء من بولا. تراجعت إلى الوراء عن قصد ، ضاربةٍ بقدميها على الأرض .
” نعم ، أنتَ تمشي جيداً .”
وقفت خارج الباب في لحظة ، ووسّعت من خطواتها خلفها . كان يمشي بحذر ، ويحكم على الاتجاه مع صوت خطواتها .
مدت بولا يديها بأسرع ما يُمكن . مدت الجزء العلوي من جسدها حتى تتمكن من الوصول إليه بسرعة في أي وقت . كانت عيناها مثبتة عليه .
سرعان ما وصل فنسنت ، الذي كان يسير بِحَذر ، إلى الباب .
لم يكُن هناك سوى خطوةٍ واحدة مُتبقية الآن .
” الباب أمامكَ مُباشرةٍ “.
وصل إليها . دفع الجزء العلوي من جسده الضخم إلى الأمام . وانحنت هي أيضًا بالجزء العلوي من جسدها وهي تحييه . لكن في تلك اللحظة، داس على شيء لم تكن قد نظفته وانزلق .
انحنى جسده . وبينما كانت تحاول أن تقترب بخطوة أُخرى منهُ ، رفع وجهه فجأة . نظرت عيناه الزمرديتان الصافيتان إلى الأمام مباشرةٍ . وصل إلى بولا كما لو كان يعرف أنها كانت هُناك .
لا تتحركي .
كان هذا ما بدا لها لينقلهُ إليها . أوقفت بولا خطواتها .
وسرعان ما اتخذ فنسنت الخطوة الأخرى واتخذت مركز الصدارة للأمام . وترنح إلى الأمام مرةٍ أُخرى . امتدت يد كبيرة إلى بولا مرة أخرى . فمدت يدها إليه أيضاً . تخطى جسده الباب واقترب منها .
عانقته بولا بأقصى ما تستطيع .
” سيدي !”
انحنت ركبتيه بمجرد أن أصبح بين ذراعيها . وأخيراً جلسَ على الأرض فاصطدم أنفه بكتفها ، وبالكاد منعته من السقوط على الأرض . بعد فترة وجيزة ، شعرت بألم خفيف في ظهرها . لكن سرعان ما نست الألم . شعرت بحرارة جسده بين ذراعيها أولاً .
” هاه ، هاه …”
ظل صوت تنفسه الثقيل عالقاً في أذنيها . كان عرقه يتصبب على مؤخرة عنقه . كانت يدهُ تُمسك ظهرها . وصلت الرعشة في يديه وتوتر جسدهِ إلى بولا . ثم أدركت أنه خرج من الباب بِمفرده .
تصاعدت تلك العواطف .
شهقت بولا وربتت على ظهره .
” لقد قُمتَ بعمل رائع . لقد أبليت بلاءً حسنًا .”
همست مراراً وتكراراً لتهدئته . دفن فنسنت وجهه في كتفها والتقط أنفاسه بهدوء . كان شعرهُ الذهبي يوخز خدها . كان إحساسًا بالدغدغة ، ولكن بدلاً من ذلك ، فركت بولا خدها على شعره . ومع معرفتها بما يشعر به ، لم تستطع أن تتحرك .
جلسا على الأرض هكذا معاً لفترة من الوقت .
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: فيفي.
~~~~~~
End of the chapter