the count's secret maid - 0- المقدمة
استمتعوا
كان المكانُ مُخيفًا لدرجةٍ أنَّ حتى صوتَ الصريرِ كانَ يُضفِي عليهِ جوًا مُرعبًا.
كلُّ خطوةٍ أخطوها كانت تُصدرُ صوتًا صاخبًا مع كُلِّ لمسةِ حذاءٍ على الأرض،
مما جعلني أَشعرُ بضرورةِ التحركِ بحذرٍ أكبر.
سِرتُ بخطواتٍ مُتوسطةِ السُّرعة، لا بطيئةً ولا سريعة،
حتى وصلتُ أخيرًا إلى بابٍ مألوفٍ، فتوقفتُ عنده.
قبل أن أفتحَ الباب، أخذتُ نَفَسًا عميقًا ثلاثَ مراتٍ متتالية،
ثمَّ أمسكْتُ بمقبضِ الباب وفتحتُه.
غمرتني الظِّلالُ الداكنةُ في الغرفةِ التي كانت أكثر ظُلمةً من الرِّواق.
كانت الغرفةُ مُظلمةً جدًّا لدرجةٍ أنني ترددتُ في الدخول،
لكنني دخلتُ في النهاية وفتحتُ السَّتائرَ الثقيلة.
دخلَ شُعاعٌ قويٌّ من الضوءِ لدرجةٍ أنني اضطُررتُ لإغلاقِ عينيَّ،
ولكنني أتممتُ فتحَ السَّتائرِ بالكاملِ قبل أن أستدير.
في تلك اللحظة، طارَ شيءٌ بسرعةٍ باتجاهِ وجهي.
– دوي!
أرتطمَ الشيءُ بإطارِ النافذةِ وأرتدَّ ليسقُطَ على الأرض.
لقد كانت ساعةً منضدية.
ألقَيتُ نظرةً خاطفةً عليها قبل أن أُوجِّهَ نظري إلى الأمام.
في زاويةِ الغرفةِ، بعيدًا عن النافذةِ حيث كانتِ الظلالُ الكثيفةُ تتجمَّع،
كان هناكَ سريرٌ مغطى ببطانيةٍ،
ويدٌ ممدودةٌ منها، تُمسكُ بإحكامٍ بطرفِ الغطاء.
كانت الارتجافةُ التي أصابت تلكَ اليدَ دليلًا على الضَّعفِ الذي كانَ يسيطرُ عليه.
“أُخرُجي.”
كانَ الصوتُ مُتحشرجًا ومملوءًا بالغضب.
لم أعرهُ اهتمامًا والتقطتُ الساعةَ المنضديةَ من الأرض.
كانت الساعةُ قد تحطَّمت، وبدا واضحًا أنها لم تَعُد تصلحُ للاستخدام.
وضعتُ الساعةَ على الغطاءِ الجديدِ الذي كنتُ أحملهُ،
وأخذتُ نظرةً سريعةً على الفوضى التي كانت تَعُمُّ الغرفة.
الأطباقُ كانت محطمةً إلى قطعٍ صغيرةٍ مُتناثرةٍ على الأرض،
والأدواتُ مثل الشوكِ والملاعقِ كانت بين تلك الشظايا.
لم يكن هناكَ شيءٌ سليمٌ في الغرفةِ.
بدأتُ بالتحركِ في الغرفةِ والتقاطِ الأشياءِ المُتناثرةِ على الأرض،
وفي كل مرةٍ أخطو خطوةً، كان الشخصُ المُستلقِي على السريرِ يرتجفُ.
“أُخرُجي.”
ترددَ الصوتُ مرةً أخرى.
تجاهلتُ الصوتَ مرةً أخرى وتقدَّمتُ نحو السرير.
كان الشخصُ يرتعشُ بشكلٍ لا يمكن تجاهله،
واضطرَّ في النهاية إلى الابتعادِ عن المنضدةِ بجانبهِ،
بحثًا عن شيءٍ آخرَ ليرميه، ولكنه تراجعَ عندما لم يجد شيئًا.
ولكن لم يكن هناكَ مكانٌ للهروبِ سوى السرير.
كان مَشهدُهُ وهو مُستندٌ إلى الحائطِ مُثيرًا للشفقة.
نظرتُ إليهِ بنظرةٍ فاحصة، ثمَّ مَدَدتُ يدي نحوه.
فورَ شعورِه بحركتي، دَفعني بعيدًا بعنف.
“لا تلمسيني.”
ولكنني لم أعرِ الأمرَ اهتمامًا وسحبتُ الغطاءَ بسرعة.
اهتزَّ الشخصُ بشدةٍ عندما سَحبتُ الغطاءَ، مما كشفَ عن وجههِ.
كانَ شعرُهُ الأشقرُ فوضويًّا، وكانت عظامُ رقبتهِ وكتفَيه بارزةً بشكلٍ واضح.
كانت عينيَّ تتفحصان جسمَه النحيلَ الذي كانَ واضحًا
من خلال الملابسِ التي كانَ يرتديها.
عندما رفعتُ نظري إلى وجهِه، رأيتُ العرقَ يتصببُ من جَبِينِه.
حاولتُ أن ألمسهُ مرةً أخرى، ولكنني تلقيتُ ضربةً أخرى.
“لا تلمسيني!”
صرخَ بصوتٍ عالٍ.
“قلتُ لكِ أن تَخرُجي! اخرُجي! اختفي من أمامي!”
مع صدورِ هذهِ الكلماتِ الغاضبة، تنهدتُ بعمق.
كانَ وجهُهُ الشاحبُ مُحتقنًا بالحرارة،
وشِفاهُهُ المُتشققةُ كانت تتنفسُ بشكلٍ مُتقطع.
ومع ذلك، كان يُمسكُ بالبطانيةِ بإحكامٍ لدرجةٍ أنَّ أطرافَ أصابعِه أصبحت بيضاءَ،
كما لو كانَ يحاولُ أن يمنعني من أخذِ البطانية.
“أرحلي، أرجوكِ أرحلي!”
“اهدأ يا سيدي.”
“أُخرُجي! أُخرُجي، أُخرُجـي من هنا…!”
وكما توقعتُ، بدأَ أنفاسُهُ تتسارعُ وصوتهُ يهدأ تدريجيًا.
وجهُهُ الذي كان مُحتقنًا بالحرارة عادَ ليصبحَ شاحبًا مرةً أخرى،
وبدأَ يُمسكُ صدرهُ بشكلٍ مُؤلم.
بسرعة، اقتربتُ منهُ وأخذتُهُ في حضني،
ثمَّ أخرجتُ جهازَ التنفسِ من جيبي ووضعتهُ في فمِه و قُمتُ بمسحِ ظهرهِ بلُطف.
“تنفَّس ببطء.”
حاولَ أن يتحكمَ في تنفسهِ، وبدأَ يتنفسُ ببطءٍ من خلال الجهاز.
تدريجيًا، بدأت حركاتُ صدرهِ العنيفةُ تَهدأ.
بعد فترةٍ قصيرة، أزلتُ جهازَ التنفسِ من فمهِ.
“هاه، هاه.”
“أنتَ بخيرِ الآن.”
كان وجهُهُ مغطى بالعرق، وكانَ شعرُهُ الأشقرُ المُبللُ يتناثرُ على ملابسي.
كإشارةٍ على التهدئة، مررتُ يدي على شعرِه.
فتحَ عينيهِ المُتعَبة ببطء،
كان زوجًا من العيونِ الزمردية ذاتِ اللون الأبيضِ الخفيفِ ينظرُ إليّ.
في تلكَ اللحظة، شعرتُ بدفعةٍ قويةٍ ألقتني إلى الخلف.
“آه!”
سقطتُ من السريرِ بقوة و بينما كنتُ أحاولُ الوقوف،
ظهرَ وجههُ مرةً أخرى فجأةً أمامي.
كان ينظرُ إلى الأمامِ بذهولٍ، ولكن عيناهُ أنحدرتا تدريجيًا إلى الأسفل.
شعرتُ وكأنهُ كان ينظرُ إليّ،
رغمَ أنني كنتُ أعلمُ أن هذا غيرُ ممكن.
كان وجهُهُ الشاحبُ والوسيمُ يملأُ رؤيتي.
فتحَ شفتاهُ المُبللتانِ ببطء.
“أُخرُجي.”
تقلصتْ حينها ملامحي من الغضب.
‘حقًا، هذا الوغدُ اللعين…..’
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: لينا.
~~~~~~
End of the chapter