التقطتُ الشرير من روايه رُومانسية مُدمرة - 5
“هل يمكن أن يكون هذا مذكورًا في اليوميات أيضًا؟”
شعرت بالارتباك، لكنني مجددًا جمعت يديَّ ووضعتها على عينيّ، ونظرت من النافذة.
“وجدته!”
حينها، رأيت أحد اللصوص الميتين يتحرك بظهره قليلاً وكأنه يرتعش.
لكن في الحقيقة، كان هناك أسفل جسده هر صغير رمادي اللون يبكي بيأس.
“يا إلهي… هل عليّ أن أذهب إلى هناك؟”
بدأت أضرب قدمي بقلق. لم أكن أملك الشجاعة للخروج بعد، رغم أن اليوميات ذكرت أن أي سحر في هذا القصر لن يؤذيني. لكنني لم أستطع الوثوق بهذه المعلومة بسهولة.
ماذا لو خرجت وتعرضت لوابل من السهام مثل هؤلاء اللصوص؟
ولكن، هل يمكنني ترك ذلك القط الصغير المسكين هناك؟
كان قراري سريعًا. صعدت إلى الطابق العلوي وخلعت غطاء الوسادة من السرير وربطته حول فمي وأنفي، حتى لا أستنشق الرماد الأسود المتناثر في الهواء.
بعدها، فتحت الخزانة ووجدت حذاءً بني اللون، أخذته ونزلت إلى الطابق السفلي. كان الرجل هناك، وجهه شاحب، فسألني:
“هل تنوين الخروج؟”
لم أجب على سؤاله. يداي المرتجفتان أمسكتا مقبض الباب.
“لا تترددي. لا تترددي. عليّ إنقاذ القط.”
“أوه!”
بمجرد أن فتحت الباب الأمامي، اندفعت موجة من الهواء الساخن تغمرني.
للحظة، شعرت وكأن العالم لم يتبقَّ فيه سوى أنا، الرجل داخل القصر، والهر الذي سأذهب لإنقاذه.
هل مات لويس دي كاكاو، وكل الشخصيات الأخرى، والجميع؟
عبستُ من شدة الحرارة التي جعلت التنفس صعبًا، وأخذت خطوة حذرة خارج القصر.
“مياو! ميااو!”
صوت بكاء الهر العالق تحت الجثة أصبح أكثر وضوحًا.
بدأت أسرع خطواتي نحو الهر. نظرت خلفي عدة مرات، لكن لم يكن هناك أي وابل من السهام يلاحقني.
ربما كان ما كُتب في اليوميات صحيحًا: طالما أنا داخل نطاق القصر، فلن يؤذيني شيء.
قلبي ينبض بقوة بينما أقترب وأجلس على الأرض بجانب الهر. عندما رآني، بدأ يبكي بصوت حزين.
“ميااو! ميااو!”
“حسنًا، فهمت. تعال، سأساعدك!”
وضعت يدي على الجثة، التي لم أرغب حتى بلمسها، ودفعتها بكل قوتي. بمجرد أن فتحت فجوة صغيرة، اندفع الهر خارجها بسرعة. قفز فورًا إلى حجري، حيث رفع فروه وبدأ يرتجف.
كان يبدو صغيرًا جدًا، وكأنه ولد حديثًا. يا ترى، كم كان مرعوبًا؟
“يا صغيري، تعال معي.”
“ميااو!”
كان الهر حذرًا، لكنه لم يرفض لمستي. عندما حملته بين ذراعيّ، ركضت بسرعة نحو القصر.
أردت أن أنسى بأسرع وقت ممكن أنني لمست تلك الجثة.
كل ما فكرت به هو تنظيف الهر، التأكد من أنه ليس مصابًا، وإحضار شيء ليأكله.
“لن أخرج من القصر مرة أخرى… أبدًا.”
بمجرد أن عدت عبر الباب الأمامي، أغلقته خلفي وجلست على الأرض منهارة. كان قلبي ينبض بعنف وكأنّه سيخرج من حلقي.
في هذا اليوم، استيقظت في جسد شخص جديد. العالم من حولي كان قد انتهى. وشهدت موت الناس أمام عيني.
كيف يمكنني تجاوز هذه الصدمة؟
لا أعلم. إذا كانت هذه هي الحياة في روايات التجسد، فأنا أفضل العودة إلى عالمي الأصلي.
“مياو!”
“آسفة… هل أنت جائع؟”
قلت ذلك بصوت مرتجف بينما كنت أحتضن القطة الصغيرة. ثم رفعت رأسي فجأة.
ماذا سيحدث لهذه القطة لو عدت إلى عالمي الأصلي؟
لا أعلم شيئًا على الإطلاق. وهذا ما يجعلني أشعر بالعجز.
بينما كنت أدفن وجهي في فرائها الناعم، قام كيلِيان بقرع الأرضية الرخامية بأظافره، وكأنه يذكرني بوجوده.
صحيح، كنت قبل قليل مهددة بالموت على يديه.
“أنك تعرفينني، لن أجادل في ذلك.”
قال كيلِيان، مستكملاً حديثه السابق، وكأنه غير مهتم بمدى الجهد الذي بذلته لإنقاذ القطة.
لكن… ألم يكن يحدق بي بنظرات مخيفة قبل قليل؟ كيف تحول كل شيء فجأة إلى هذا الهدوء؟
“هل يوجد أحد في هذا المنزل غيرك؟”
كان عليّ الإجابة بـ”نعم”، لكنني تأخرت في الرد. قبضت يدي على القطة الصغيرة بحزم.
كيلِيان ليس مجرد شخص خطير لأنه وسيم. بل لأنه قاسٍ ووحشي حقًا.
لم أكن قد وضعت خلفية واضحة لماضيه في القصة، لكنني جعلته زعيمًا لعالم الجريمة.
إذا اكتشف أنني الشخص الوحيد في هذا القصر الكبير…
شعرت بقطرات العرق البارد تسري على ظهري. بحثت سريعًا بعيني عن أي شيء يمكنني استخدامه كسلاح، بينما كنت أفتح وأغلق فمي بلا جدوى.
ما الذي كنت أفكر فيه حين ضربت رأس هذا الرجل بملعقة وأمرتُه بأن يتحدث باحترام؟!
يبدو أنني كنت أتصرف بجرأة جنونية.
“لماذا لا تجيبين؟”
“………”
“أه… هل هو بسبب عدم استخدامي لغة الاحترام؟ إذًا دعيني أسأل مجددًا.”
“ه…ه…ه… هناك!”
“هناك أشخاص في المنزل؟”
“نعم… نعم، هناك.”
“هذا غريب. كان المنزل هادئًا جدًا منذ البداية.”
لقد انتهى أمري. في أول يوم لي داخل هذه الرواية، سأفقد حياتي.
رفعت رأسي بقوة محاولة إخفاء ارتجاف جسدي.
“لماذا تسأل عن وجود أشخاص في المنزل؟ هل هذا مهم؟”
“بالطبع إنه مهم.”
ابتسم كيلِيان ابتسامة مشرقة. في ظروف عادية، ربما كنت سأتوقف عن التفكير وأحدق فيه بانبهار. لكن الآن، كل ما أستطيع رؤيته هو الخنجر بجانبه.
هل يمكنني أن أكون أسرع من هذا الرجل، الذي يستطيع قطع رقبة شخص دون أن يشعر أحد، وأمسك بالخنجر أولاً؟
بصراحة، يبدو الأمر مستحيلاً.
“ما الذي يجعلك متوترة هكذا؟”
“م…ماذا؟ أنا؟”
“نعم.”
كنت أتمنى لو يتوقف عن استخدام هذا الأسلوب الزائف في الكلام المهذب. لم أشعر بأي احترام، بل بدا وكأنه يسخر مني، مما زاد من شعوري بالانزعاج.
“هل تعتقدين أنني سأؤذيك؟ فقط لأن المنزل فارغ؟”
“وكيف لي أن أكون واثقة؟ ربما تريد قتلي والسيطرة على هذا المنزل!”
“لم أفكر في ذلك إطلاقًا…”
رفع كيلِيان حاجبيه المرسومين بعناية، وكأنه تفاجأ بكلامي. ثم، وكأنه لاحظ فجأة الخنجر بجانبه، أطلق تنهيدة خافتة.
“أوه… كنت تنظرين إلى هذا طوال الوقت. هاك، خذيه.”
“ماذا؟ لِماذا؟”
لأنني كنت مرتبكة بعد أن كشف عن أفكاري، خرجت مني كلمات الاحترام دون أن أدرك.
“ليس لدي أي نية لإيذائك.”
قال ذلك بينما دفع الخنجر برفق على الأرض حتى وصل إلى المدخل.
لم أفهم ما كان يقصده تمامًا، لكنني شعرت أن امتلاك سلاح للدفاع عن نفسي قد يكون فكرة جيدة، لذلك أخذته دون تردد.
“فكري بالأمر. حتى لو حاولت إيذاءك هنا، فإنني فقط سأعرض نفسي للخطر مرة أخرى.”
“ما الذي تقصده؟”
“العلامة السحرية على مؤخرة رقبتك.”
“عفواً؟”
أشار بإصبعه إلى مؤخرة عنقه. كانت تلك العلامة السحرية التي لم أتمكن من رؤيتها حتى أثناء الاستحمام.
“لست خبيرًا في السحر، لكن حتى مبتدئ مثلي يمكنه التعرف على تركيبة سحرية بهذا الوضوح. بناءً على ما حدث للتو، أستطيع أن أقول إنه طالما أنت داخل هذا المكان، فلا أحد يستطيع لمسك بسهولة.”
قال كيلِيان ذلك، ثم فجأة تظاهر بأنه مظلوم. انحنى قليلاً بكتفيه العريضتين، وأسقط نظراته مثل جرو مهجور تحت المطر.
“لذلك، لدي طلب صغير.”
“لا أريد سماعه.”
“ألن تستمعي حتى؟”
“لأنني أشعر أنني أعرف بالفعل ما تريد قوله.”
قبل أن أرى تلك العيون الحمراء كالأحمر القاني، لم أكن أعرف هوية كيلِيان الحقيقية. لهذا السبب سمحت له بالدخول إلى القصر، بل واعتنيت بجروحه.
أنا الشخص الذي كان مستعدًا للعيش مع لصوص، لكن إذا كان هذا الشخص هو زعيم العالم السفلي، فهذا شيء آخر تمامًا.
حتى الآن، لا يمكنني أن أثق تمامًا بأن العلامة السحرية ستتمكن من حمايتي.
كيف يمكنني أن أترك رجلاً خطيرًا مثله يعيش في هذا القصر؟
“ألا تحتاجين إلى خادم في هذا المكان؟”
“لا… لا أحتاج.”
قطبت جبيني وأنا أفكر في كلامه الذي بدا سخيفًا. ثم أخذ كيلِيان يتظاهر بمراقبة تعابير وجهي وهو يدفع شفتيه قليلاً.
“ماذا عن طاهٍ؟”
“هممم.”
“أنا جيد في الطهي، كما تعلمين.”
ما الحيلة التي يحاول تنفيذها الآن؟ هل كان طعامي سيئًا جدًا لدرجة أنه يفكر في استبدالي؟
نظرت إلى الطبق المقلوب بأسى.
“فكري في الأمر. ألا تشعرين بالوحدة وأنت تعيشين في هذا المكان الواسع وحدك؟ إذا وظفتني، فسأكون هنا كل ليلة…”
“كل ليلة ماذا؟! ما الذي تحاول قوله؟!”
لم أستطع فهم نواياه، لكن في أعماقي، بدأت أشعر ببعض التردد.
إذا أخرجته من هنا، هل سأتمكن من العثور على شخص آخر؟
وقبل كل شيء، هل سيخرج بهدوء إذا طلبت منه ذلك؟
كيلِيان يعرض الآن أن يكون ممسحة أقدامي. بالطبع، لا أستطيع التأكد مما إذا كان جادًا أم لا، ولكن…
لا! ما الذي أفكر فيه؟!
لا يمكنني السماح لنفسي بالانجراف. كيف يمكنني أن أعيش وحدي مع رجل خطير مثله؟!
~ ترجمه سول.