البروفيسور أقوى تنين مهووس بمساعدته التي فقدت ذاكرته - 5
“هاك… هاك… هاه!”
شعرتُ بطعم الدم في حلقي وأنا ألهث بسرعة. مرة أخرى، طارت نحوي طماطم أخرى بسرعةٍ فائقة.
أدرت جسدي ببراعة لأتجنب الطماطم المتطايرة نحوي.
“كيااه!”
سووووش!
تحطمت الطماطم على أرضية ساحة التدريب بلا رحمة، بينما نقر الأستاذ بلسانه “تسك تسك” وهو يمسك بطماطم جديدة في يده.
“لاشا، لا تتجنبيها، بل استخدمي السحر.”
“كيف أفعل ذلك وهو لا يعمل؟!”
“همف! ما الذي لا يعمل؟ وأنتِ تلميذتي على أي حال! استقبلي الطماطم التالية!”
إنه مجنون.
لا، بل إنه تنين مجنون!
جرني الأستاذ كلينت إلى ساحة التدريب، ثم بدأ فجأة بإلقاء الطماطم الموجودة في عشر سلات نحوي.
في البداية، نجحت. طماطم طارت فجأة نحوي فصدتها لا شعوريًا بالسحر.
لكن ما يجب أن أتدرب عليه ليس النظام اللاواعي، بل النظام الواعي…
لذا، فتحت عينيّ على وسعهما وحاولت التعامل مع الطماطم الطائرة بوعيي.
سوووش!
الوعي؟ أي وعي!
حاولت استخدام السحر لكنه لم يعمل، وانتهى الأمر بالطماطم وهي تلطخ طرف فستاني باللون الأحمر.
منذ ذلك الحين، أصبت بحالة هلع، وها أنا أستخدم جسدي لأتجنب الطماطم بعناية حتى الآن.
يا لها من لعنة!!
“هذا… هاك، هاك، هذا إساءة للمساعدين!”
“المساعد هو مجرد نوى، أليس كذلك؟”
“المساعدون بشر أيضًا!”
ركل الأستاذ الأرض بأناقة ليطلق قذيفة سريعة، ثم ألقى الطماطم.
“لا تتجنبيها، بل قومي بالتقاطها!”
“كيااااه!”
صرختُ وأغمضت عينيّ بقوة.
انفجرت الطماطم في الهواء بصوت “بوك”. نقر الأستاذ بلسانه مرة أخرى.
“استخدام النظام اللاواعي. نقطة جزاء واحدة.”
“نقطة جزاء؟ أي نقطة جزاء؟”
“مجرد نقطة جزاء. لا أحسب نقاط الجزاء أو الجوائز، لذا في النهاية تصبح نقاطًا بلا معنى لا أعرف مجموعها.”
فلماذا تعطيني إياها إذن؟
“حسب ما تفعلينه، يمكن أن أكون ملاكًا أو شيطانًا. لذا استخدمي السحر الواعي، لاشا.”
“حتى لو قلتَ ذلك… كياك!”
“لاشا، السحر هو القوة.”
تدحرجتُ على الأرض غريزيًا لأتجنب الطماطم التي يلقيها الأستاذ الذي يتفوه بكلام يشبه ما يقوله المحتالون.
“أنقذوا المساعدين!”
هل طريق المساعد دائمًا بهذا الطول والوعورة؟
لم أكن أعرف.
***
هل يوجد في هذه المملكة جهة يمكنني أن أشتكي إليها أقوى أستاذ ربع تنين؟
فكرتُ في فكرة بدت سخيفة حتى بالنسبة لي.
يقال إن عمر ذلك الأستاذ التنين يبلغ على الأقل مئتي عام، وقد تجاوز الذكرى المئوية الأولى كأستاذ في هذه المدرسة، مما يجعله أستاذًا عتيقًا للغاية.
بمعنى آخر، لا توجد في المملكة جهة يمكنها تلقي شكوى ضد هذا الأستاذ القاسي.
ففي النهاية، هو أقدم من المملكة نفسها!
خرجتُ من ساحة التدريب متثاقلة الخطى، وشعري وملابسي ملطخة بالتراب وبقايا الطماطم في حالة يرثى لها.
“لقد تعبت. سأعود لأرتاح…”
في تلك اللحظة، اقترب الأستاذ.
رفعتُ ذراعيّ غريزيًا للدفاع عن نفسي، لكن لحسن الحظ، لم تطير أي طماطم.
“تسك، هل تنوين التجول في المدرسة بهذا المنظر؟ سيعجب الطلاب كثيرًا.”
“…ألست أنت من جعلني هكذا؟”
نظر إليّ الأستاذ بنظرة استياء من أعلى إلى أسفل – هل هذه النظرة الافتراضية للأستاذ تجاه المساعد؟ – ثم أصدر صوت “طق” بأصابعه.
فجأة، اختفى التراب وبقايا الطماطم من شعري وملابسي كما لو غُسلت.
“السحر هو الأفضل للغسيل.”
“واو……”
دهشتُ من اختفاء البقايا بسلاسة مذهلة.
لكن، ليس هذا بمثابة إعطائي المرض ثم الدواء؟ لقد أصبحت الآن على وشك الإصابة بفوبيا من الأستاذ التنين والطماطم.
مع ذلك، لسداد ديوني، يجب أن أحافظ على علاقات اجتماعية جيدة…
هززتُ رأسي بلامبالاة.
“شكرًا، أستاذ. سأعود الآن إلى سكني…”
“هل أكلتِ؟”
“…أكلت، نعم، أكلت…”
“إن لم تكوني قد أكلتِ، فلنذهب لنتناول الطعام معًا.”
“…حسنًا.”
تبعته وأنا نظيفة الجسد لكن منهكة الروح.
خرجنا من مبنى المدرسة وهبطنا من الجبل. كان هناك ساحة كبيرة أسفل الجبل المنخفض مباشرة.
قال الأستاذ:
“رغم أنكِ فقدتِ ذاكرتك، قد تعود بعض ذكرياتك المفقودة إذا جربتِ تناول ما كنتِ تحبينه أو مشيتِ في الطرق التي اعتدتِ سلوكها. ربما كنتِ تترددين كثيرًا إلى هذه الساحة. فالطلاب والمساعدون يترددون غالبًا إلى الساحات القريبة من المدرسة.”
“نعم…”
“الآن، سنذهب لتناول ما تحبينه من طعام.”
شعرتُ بالفتور.
حتى ديف قال إنني كنتُ أشرب القهوة المرة كثيرًا، لكنني لم أحب تلك المرارة.
فكيف يمكن للأستاذ أن يعرف بالتفصيل ما يحبه تلميذ عادي مثلي؟ هذا مستحيل.
قررتُ ألا أتوقع شيئًا وتبعتُ الأستاذ بهدوء إلى مطعم ما.
بعد أن جلسنا، صرخ الأستاذ بصوت عالٍ دون النظر إلى قائمة الطعام وطلب:
“معكرونة بالطماطم لشخصين!”
“…”
“ما بكِ، لاشا؟”
…طماطم، طماطم، طماطم!
لقد وصلتُ إلى مرحلة أشعر فيها بالغثيان من مجرد رؤية الطماطم، ناهيك عن الخوف.
هل كنتُ أحب معكرونة الطماطم قبل أن أفقد ذاكرتي؟ هذا مضحك. هذا بلا شك مضايقة!
‘لكن إلى من أشتكي؟’
كما قلت، الأستاذ كلينت ريدروسي هو شخصية موجودة منذ زمن يفوق تاريخ المدرسة والمملكة.
لذا، بصفتي مساعدة بسيطة وبشرية وضيعة، جلستُ بهدوء أنتظر خروج الطعام.
ظهرت أمامنا معكرونتان بالطماطم تفوح منهما رائحة حمضية منعشة والبخار يتصاعد.
يبدو أن الأستاذ زبون دائم هنا، إذ خرج الطاهي ذو الشعر الأبيض بنفسه ليقدم الطعام.
“تناولاه بشهية، سيد ريدروسي.”
“شكرًا.”
حتى قبل لحظات، كنتُ أكره الطماطم بشدة…
لكن بعد التدحرج في ساحة التدريب والجوع الذي شعرتُ به أمام الطعام، لم أستطع المقاومة.
عبثتُ بالمعكرونة بسبب كبريائي الجريح، فنظر إليّ الأستاذ وهو يشبك ذراعيه وأشار برأسه:
“لا تعبثي بها وكلي بسرعة، لاشا.”
“حسنًا.”
“كنتِ تحبين الطماطم ومعكرونة الطماطم والتفاح أكثر من أي شيء. ولونك المفضل هو الأحمر أيضًا.”
“…حقًا؟”
هل كنتُ مهووسة باللون الأحمر والفواكه الحمراء إلى هذا الحد؟
أليس من المحتمل أنه رآني أتناول الطماطم والتفاح بالصدفة واعتقد أنني أحبها؟
والأهم، لو كان أستاذًا لطيفًا ودقيقًا يعرف ما يحبه تلاميذه، لما عذبني بهذا الشكل في ساحة التدريب.
كبتّ غضبي المتصاعد مرة أخرى وتناولتُ لقمة من المعكرونة.
“…إنها لذيذة.”
نظر إليّ الأستاذ بتعبير “ألم أقل لكِ؟”.
نظرتُ إليه خلسة من الجهة المقابلة، ثم أفرغتُ طبق المعكرونة بنهم.
عندما فكرتُ في الأمر، كانت هذه أول وجبة لائقة أتناولها منذ استيقاظي بعد فقدان ذاكرتي.
***
“شكرًا، أستاذ. تناولتُ طعامًا لذيذًا. سأذهب الآن…”
“اتبعيني يا تلميذتي.”
“…حاضر.”
حاولتُ الهرب إلى المهجع بعد تناول الطعام، لكن الأستاذ أمسكني على الفور.
قال إن التجول في الساحة قد يعيد بعض ذكرياتي المفقودة.
“من الواضح أن هناك الكثير من الطلاب. والمحلات هنا تستهدف الطلاب أيضًا.’
كانت الشوارع مليئة بمحلات الحلوى، ومتاجر الأدوات التعليمية، ومحلات الزي المدرسي، ومحلات الأسلحة، والمكتبات.
أشار الأستاذ إلى إحدى المكتبات:
“تلك المكتبة هي التي أرتادها دائمًا. لنذهب إليها.”
“حسنًا.”
عندما دخلنا المكتبة، رحب بنا صاحبها، وهو رجل في منتصف العمر يرتدي نظارات سميكة، بحرارة:
“يا إلهي، أليس هذا السيد ريدروسي! مرت أسابيع منذ آخر زيارة.”
“مر وقت طويل. كنتُ مشغولًا بالحوادث والمشاكل.”
وقفتُ خلف الأستاذ، أستمع بأذن واحدة لحواره مع صاحب المكتبة بينما أتجول بنظري في المكان.
في تلك اللحظة، رأيتُ طلابًا يختارون الكتب في عمق المكتبة.
كانوا بوضوح من أكاديمية ديكلا، لكنهم بدوا متفاجئين لرؤية وجه الأستاذ، ثم شحبوا عندما رأوا وجهي وأغلقوا الكتب التي كانوا يقرأونها.
“آه، يا أطفال، لا تهتموا بي، يمكنكم الاستمرار في القراءة…”
“آه، آه، آه، وداعًا!!”
ثم هربوا من المكتبة بسرعة.
شعرتُ بالأسى تجاه هؤلاء الأطفال الذين يتحملون التنين لكنهم لا يطيقون المساعدة الساحرة، لكنني شعرتُ بالمرارة أيضًا.
في هذه الأثناء، كان الأستاذ منهمكًا في نقاش حاد مع صاحب المكتبة دون أن يلاحظ حزني:
“مر أكثر من أسبوعين منذ آخر زيارة، وهذا كل ما لديك من كتب جديدة؟ أنت تعلم أن هذه متعتي في الحياة. إذا كنت تعلم، فاحصل على المزيد.”
“بالطبع، أعلم جيدًا. أنت الوحيد الذي يقرأ مثل هذه الكتب هنا. لكن السوق ليست جيدة هذه الأيام، ولا يصدر الكثير من الأعمال.”
أطللتُ برأسي من خلف ظهر الأستاذ. كان صاحب المكتبة يُظهر ثلاثة أو أربعة كتب.
ما نوع الكتب التي يشتريها ويقرأها أستاذ تنين من المكتبة؟
بما أنه أستاذ بارز في عالم السحر، هل هي أطروحات تحتوي على فرضيات جديدة؟
أو ربما كتب عن التربية لتعليم الطلاب بشكل أفضل؟
أو تقنيات التدريس؟
أو ربما “100 طريقة لرمي الطماطم على المساعدين”؟
قرأتُ العناوين المكتوبة على ظهر الكتب.
كانت العناوين كالتالي:
“<ظروف التجسد في جسد الشريرة النبيلة>، <أنا الدوقة القبيحة لكنني الآن إمبراطورة>، <أنا أسوأ شريرة في العالم لكنني أيضًا سيدة فنون قتالية>، <أنا مجرد جارية مهملة لكن الإمبراطور يفضلني وأهلي بدأوا يندمون>… ما هذا كله؟”
— ترجمة إسراء