البحث عن زوج للدوقة - 72
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- البحث عن زوج للدوقة
- 72 - السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع...¹³
الفصل 72 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…¹³
قبل لحظةّ واحدةٍ فقط، كان على وشك أنْ يقول ‘قبل قليلٍ كنتَ قد أخبرتني ألا أقدم تقارير غيرَ ضرورية’، لكنه لَمْ يستطع قولها.
“يُقال إنها تُشارك بنشاطٍ كبير في الفعاليات الاجتماعية.”
“هَذا كُل شيء؟”
“هل تُريدني أنْ أتحرى المزيد؟”
“… لا داعي.”
التحري أكثر مِن ذَلك سيكون بمثابة انتهاكٍ لحياتها الخاصة، ولَمْ يكُن كيليان ينوي فعل شيءٍ تافه كهَذا.
‘يُمكنني الذهاب ورؤيتها بنفسي.’
بعد بضع ساعات، تحوَّل كيليان إلى قطٍ أسود وتوجه إلى قصر إيدينبرغ.
لحُسن الحظ، لَمْ تكُن أرتيا هَذهِ المرة ترتدي ملابسها الداخلية كما حدث في ذَلك اليوم، بل كانت ترتدي فستانًا منزليًا مريحًا.
كانت جالسةً على المكتب تكتُب شيئًا بتركيزٍ شديد، لكنها أشرقت بابتسامةٍ عندما رأت القط الأسود يظهر عند النافذة.
“نوي!”
أشارت أرتيا بيدها لتدعوه للدخول.
‘إنْ كانت تدعوني بإصرارٍ هَكذا، فسيكون مِن غير اللائق عدم الاستجابة.’
بخطواتٍ أنيقة، دخل القط الأسود إلى الغرفة وقفز فوق المكتب. كان هُناك رسالةٌ موضوعة فوقه.
عندما رأت أرتيا نظرات القط الأسود الموجهة نحو الرسالة، تحدثت باندهاش.
“هَذا ليس مثل تلكَ الأوراق السابقة (ملفات الخاطبين التي رتبتها كاثرين)، لا يُمكنكَ تمزيقه. إنها رسالةٌ مهمةٌ جدًا.”
رسالة؟
شعر القط الأسود بشكلٍ غريزي بشيءٍ مشؤوم ونظر سريعًا إلى الورقة.
「أريدُ أنْ أغرق في عينيكِ حتى أختفي تمامًا.」
“…..!”
ارتفع ذيلُه الطويل بشكلٍ مُفاجئ.
بعيونٍ مُتسعة، نظر إلى أسفل الورقة ليرى توقيع شخصٍ بخط ذكوري قوي.
「مِن إدوارد، الذي يعيشُ داخل قلبكِ.」
في تلكَ اللحظة، تردد صوت نوكتورن في ذهنهِ، ذَلك الذي سمعه اليوم.
“هُناك شخصٌ يُدعى إدوارد يُرسل رسائل غراميةٍ طويلة ويهزُّ قلوب السيدات.”
خرجت مخالبٌ حادة مِن بين كفي القط الأسود، الذي كان دائمًا يبدو كقطٍ صغيرٍ ناعم عندما يكون مع أرتيا.
أراد تمزيق ذَلك الخطاب البغيض المكتوب باسم ‘إدوارد’ على الفور.
كان على وشك رفع كفهِ بوجهٍ مُتجهم ومخيف، لكن…
“نوي~”
صوت أرتيا جعلهُ يستعيد وعيّه فجأةً، فأنزل كفهُ سريعًا.
‘إذا لمستُ الرسالة، ستغضبُ أرتيا فون إيدينبرغ.’
‘رُبما ستكرهني.’
‘وهَذا أمرٌ لا أريده.’
شد القط الأسود كفيه الدائريتين بقوة.
“لا تلمسها.”
رغم أنْ مُجرد النظر إليّها كان يُشعل الغضب في داخله، إلا أنْ تلكَ الرسالة تخُص أرتيا فون إيدينبرغ.
… لكن يُمكنه العبث بشيءٍ آخر بدلًا مِن ذَلك.
تلكَ الليلة، عندما عاد كيليان إلى القصر الإمبراطوري، أصدر أمرًا لنوكتورن.
“أحضر ذَلك المدعو إدوارد فورًا.”
ماذا؟ هل يقصد إدوارد الذي ذكرتُه صباح اليوم؟
“ما السبب؟”
لَمْ يكُن كيليان عادةً مهتمًا بمثل هَذهِ الأمور، لذا افترض أنْ هُناك سببًا وجيهًا لا يعرفُه، لكن…
“لأنه كتب رسالةً مُقرفة ومخزية.”
إلى أرتيا فون إيدينبرغ، بكُل وقاحة.
عندما رأى نوكتورن النظرة المُخيفة في عيني كيليان، ابتلع ريقهُ بصعوبة.
‘هَذهِ ليست نظرة شخصٍ غاضب مِن مُجرد رسالةٍ غرامية.’
‘لو كان خائنًا مدانًا بتدبير انقلاب، لكان قد نظر إليّهِ بطريقةٍ أكثر رأفةً مِن هَذهِ.’
على أيِّ حال، عندما يُظهر كيليان تلكَ النظرة، فإنْ أسرع طريقةٍ للحفاظ على حياتهِ هي تنفيذ أوامره على الفور.
نشر نوكتورن شبكة التجسس التابعة للأمير، والتي تُعرف باسم “سرب الجرذان”، لجمع المعلومات، وبعد ساعتين بالضبط، قدم تقريره.
“سموك، لقد اكتشفنا هوية إدوارد.”
“قلتُ أحضروه أمامي، متى طلبتُ منكَ معرفة هويته؟”
“ولكن… هوية إدوارد… إنها السيدة إيدينبرغ نفسها.”
“…..؟!”
اتسعت عينا كيليان مِن وقع الكلمات غير المتوقعة.
“لَمْ يكُن هُناك شخصٌ يُدعى إدوارد منذُ البداية. لقد كانت السيدة إيدينبرغ تكتبُ الرسائل تحت هَذا الاسم.”
“ولماذا فعلت ذَلك؟”
هل يُعقل أنْ أرتيا فون إيدينبرغ تُفضل النساء؟
شعر ببرودةٍ تسري في جسدهِ عند هَذهِ الفكرة المُفاجئة.
لحُسن الحظ، أوضح نوكتورن سوء الفهم على الفور.
“لقد كتبت الرسائل لمُساعدة بعض السيدات اللواتي تعرفهنَ. الفكرة كانت أنْ يغضب الأزواج عندما يعلمون أنْ زوجاتهم تلقين رسائل حُبٍ مِن إدوارد، فَيشتعل غضبُهم كالمجانين.”
تمامًا كما تفعلُ أنتَ، يا جلالتُك.
احتفظ نوكتورن بهَذهِ الجملة لنفسه.
“في البداية، كان الأمر مُجرد مزحةٍ، ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح هُناك عددٌ متزايد مِن السيدات اللواتي يجدنَ العزاء الحقيقي في تلقي رسائل مِن إدوارد الوهمي. بل إنْ بعضهنَ يطلُبنَ مِن السيدة إيدينبرغ أنْ تكتبَ لهنَ رسائل حتى دوّن أنْ يكون هُناك سببٌ محدد.”
ما الذي تفعلينهُ بالضبط، أرتيا فون إيدينبرغ؟
وضع كيليان يدهُ على جبينه بإحباطٍ، بينما راقب نوكتورن تعابيرهُ بحذر.
“هل تريدُ مني أنْ أحضر إدوارد الآن؟”
رمقهُ كيليان بنظرةٍ وكأنه يسأله إنْ كان قد فقد عقله. كما توقع نوكتورن، انحنى قليلًا.
“بما أنني أنهيتُ تقريري، سأغادر الآن.”
بعد أنْ أصبح وحده، استرخى كيليان على كرسيهِ وأطلق زفرةً صغيرة.
“إذًا، كانت الرسالة مِن تأليف أرتيا فون إيدينبرغ…”
تذكر محتوى الرسالة التي قرأها قبل ساعاتٍ قليلة.
كان الأمرُ غريبًا.
فالكلمات التي بدت مُثيرةً للاشمئزاز بالنسبة له قبل قليل، لَمْ تعُد كذَلك بعد أنْ عرف أنها مَن كتابتها…
「مِن أرتيا، التي تعيشُ داخل قلبُكَ.」
“… هَذا يجعلُ قلبي يشعرُ بدغدغة.”
بدأ كيليان يفهم الآن لماذا تلجأ السيدات النبيلات إلى أرتيا لطلب الرسائل.
***
في صالونٍ مزين بالورود، جلست ثلاث سيداتٍ جميلات يطلق عليهنَ لقب سيدات الزهور.
قالت ماريغولد، التي كانت تضعُ طقمًا مِن الألماس الأرجواني الكبير.
“هل سمعتنَ عن السيدة إيدينبرغ؟”
أومأت داليا برأسها بهدوء.
“يُقال إنها تستمعُ إلى مشاكل السيدات، خاصةً فيما يتعلق بشؤون الزواج، ويشاع أنها تُقدم نصائح جيدةً في هَذا المجال.”
تجهم وجهُ فريجيا الجميلة وقالت باستياء:
“لا أفهم ذَلك. ألا يشعرنَ بالخجل مِن مُشاركة أمورهنَ الخاصة مع شخصٍ آخر؟”
ابتسمت ماريغولد ابتسامةً خفيفة.
“عندما تواجه المرأة وقتًا عصيبًا، فإنها ترغبُ في الحديث عنهُ مع أيِّ شخص. بالطبع، هَذا لا ينطبق علينا.”
كانت السيدات الثلاث الحاضرات في هَذهِ الجلسة محط أنظار جميع نساء المُجتمع الراقي بسبب كمالهنَ في كُل شيء.
كنَ جميلاتٍ وأنيقات وثريات، ويتمتعنَ بعلاقاتٍ زوجيةٍ مثالية.
لَمْ يكُن لديهنَ ما يدعوهن للشكوى لأيِّ شخصٍ آخر، أو بالأحرى، لَمْ يكُن ينبغي لهنَ ذَلك.
عانقت ماريغولد فريجيا مِن الخلف.
“على الرغم مِن أنهنَ يُسمين الأمر استشارة، إلا أنه لا يختلف عن مُجرد الاستماع لقصص الآخرين. إنهُ أشبه بالباعةٍ في المتاجر الذين يلوحونَ بذيولهم بسعادةٍ وهم يستمعون إلينا فقط ليبيعوا بضاعتهم. قد يُرضي ذَلك مشاعر السيدات، لكنهُ لنَ يجلب لهنَ الاحترام.”
تنهدت فريجيا بارتياحٍ وأومأت برأسها موافقة.
***
بعد بضع ساعات، أقيمت حفلةٌ راقية.
كانت الحفلة مِن تنظيم فريجيا، التي تُعرف بأنها زهرة المُجتمع، مِما جعلها حدثًا تحلم جميع السيدات النبيلات بحضوره.
كانت وجوه المدعوات مليئةً بالحماس.
“شكرًا لدعوتكِ لنا، سيدة إليزيوم.”
كانت فريجيا مُمسكة بذراع زوجها، وابتسمت بعذوبةٍ.
“أنا التي يجبُ أنْ أشكركنَ على الحضور.”
احمرّت وجوه السيدات على الفور.
“يا إلهي، كم هي جميلة…”
“على الرغم مِن أنني امرأة، إلا أنني أشعرُ بخفقان قلبي كلما رأيتُها!”
مِن مكانٍ قريب، شاهدت ماريغولد هَذا المشهد وابتسمت بخفة.
“لا أحد يستطيعُ إبعاد نظرهِ عن الأميرة.”
“ليس مُستغربًا، فقد زادت مِن صرامة روتينها التجميلي في الفترة الأخيرة لدرجة أنْ أيَّ سيدةٍ نبيلة عادية لَن تجرؤ على تقليدها.”
كانت فريجيا تتبعُ نظامًا غذائيًا صارمًا، وتقضي ساعاتٍ في العناية بشعرها، وتتحملُ جلسات تدليكٍ مؤلمة، بل وتجنبُ التعرض لأشعة الشمس حتى لا يتغيّر لون بشرتها.
ونتيجةً لذَلك، كان جمالها يزداد يومًا بعد يوم.
“مِن المُمتع مشاهدتها، لكن يبدو أنها تُبالغ. لماذا تبذل كُل هَذا الجهد وهي بالفعل جميلة؟”
“لأنكِ وأنا أصبحنا إيثيريال.”
اتسعت عينا ماريغولد بدهشةٍ.
“ماذا تعنين؟”
“ما أعنيهِ هو أنْ لقب إيثيريال لَمْ يعُد شيئًا نادرًا بيننا. لذا، عليها أنْ تُصبح إيثريال مرةً أخرى. فَهَذا هو السبيل الوحيد لتكون المرأة الأكثر تميزًا في هَذا المجتمع.”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة