البحث عن زوج للدوقة - 69
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- البحث عن زوج للدوقة
- 69 - السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع...¹⁰
الفصل 69 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…¹⁰
كانت كلمات ماريغولد لاذعة، لكنها كانت الحقيقة. لَمْ تُنكر داليا ذَلك.
“أتفقُ معكِ، لكن ليس بالضرورة أنْ يكون احتمال الفوز مرتفعًا للحلم بلقب إيثيريال.”
كانت أيُّ امرأةٍ نبيلة تحلُم بأنْ تُصبح إثيريال، سواء كانت ابنة عائلةٍ مُنهارة، أو أجنبية، أو سيدةً عجوز ذات شعرٍ أبيض، أو حتى امرأةً مطلقة.
خفضت فريجيا رموشها الخفيفة وهمست بصوتٍ خافتٍ جدًا وهي تستمع بهدوء إلى حديثهما.
“لا، يجبُ أنْ أكون أنا إيثيريال هَذا العام.”
لَمْ تسمع ماريغولد تلكَ الكلمات، لكنها لاحظت وجه فريجيا الجاد، فَواستها.
“لا تقلقي، فريجيا. داليا وأنا، إلى جانبكِ. إذا اجتمعنا نحنُ الثلاث، يُمكننا تحقيق أيُّ شيءٍ نريده.”
عندها فقط ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على وجه فريجيا الجميل.
***
انتشر خبر مواجهة فريجيا مع أرتيا في حفل الشاي الذي أُقيّم في القصر الإمبراطوري بسرعة.
ما كان يُمكن أنْ يُعتبر مُجرد خلافٍ بسيط بين امرأتين تحول إلى قضيةٍ كبيرة بسبب موضوع الطلاق.
“كلام السيدة إليزيوم صحيح، الطلاق ليس أمرًا يُفتخر به. بل هو شيءٌ ينبغي أنْ نخجل منه.”
“يا إلهي، هل تقولين ذَلك وأنتِ تعلمين أيَّ نوعٍ مِن الأشخاص كان زوج السيدة إيدينبرغ السابق؟ كيف يُمكنها العيش مع رجلٍ كهَذا؟”
“حتى لو كان الزوج قاتلًا، فَعلى الزوجة أنْ تبقى معهُ مدى الحياة. فَهُما زوجان!”
اندلع جدالٌ حاد بين السيدات النبيلات.
نظرًا لطبيعة المُجتمع النبيل المُحافظة، ولأن شعبية فريجيا كانت ساحقة، فقد انحازت الأغلبية إلى رأيها.
إضافةً إلى ذَلك، نظرًا لأن مُعظم النساء كُن يأخذن بعين الاعتبار موقف سيدات الزهور، لَمْ يكُن هُناك الكثير مِمَن يرغبنَ في التقرب مِن أرتيا.
“هل هَذهِ الدعوات مِن السيدات النبيلات؟”
“نعم.”
كانت في يد بيبي دعوتان فقط.
“إذا قارنتها بالسيدات اللاتي ينشطنَ في المُجتمع، فَهَذا عددٌ ضئيلٌ جدًا. وحتى مِن بينهما، واحدةٌ من بيني.”
عندما علمت بينيلوب أنْ أرتيا بالكاد تتلقى دعوات، بدأت بإرسال الرسائل إليّها يوميًا.
عندما فتحت إحدى الرسائل، وجدت داخلها كلماتٍ مكتوبة بخط بينيلوب القتالي المميز.
[تعالي متى شئتِ! أنتِ ضيفتي المُميزة.]
“مِن الجيد أنْ يكون لدي صديقةٌ تشجعني، فلا مجال للإحباط!”
ابتسمت أرتيا بسعادةٍ، ثم فتحت الظرف الآخر.
كلارا فون شريكس.
كانت المرأة التي قابلتها في حفل الشاي بالقصر الإمبراطوري، والتي أرسلت لها دعوةً للمرة الثانية بالفعل.
“ارسلت دعوةً أخرى… يبدو أنها مُعجبةٌ بي.”
كانت أرتيا تشعرُ بالأمر نفسه.
كلارا، ذاتُ الوجه المُستدير اللطيف والعينين الصغيرتين المُستديرتين كحبات الفاصوليا، كانت امرأةً صادقةً وبريئة.
“بسبب شخصيتها هَذهِ، لا تخشى سلطة فريجيا وتُرسل لي الدعوات.”
وبينما كانت أرتيا تقرأ الرسالة مُبتسمةً، اتسعت عيناها فجأة.
“تُريد أنْ نلتقي على انفراد؟”
حتى الآن، كانت كل الدعوات لحفلات شاي يحضُرها عدة أشخاص. أما أنْ تُرسل دعوةً فردية، فذَلك يعني أنْ العلاقة أصبحت شخصية أو أنْ هُناك أمرًا سريًا يجبُ الحديث عنه.
ما الأمر؟
“هل ترغبُ في أنْ نُصبح صديقتين؟”
احمرّت وجنتا أرتيا البيضاء مثل الخوخ، لكنها لَمْ تتردد في إرسال رد بالموافقة على الدعوة.
وبعد أيام، زارت أرتيا منزل كلارا.
رحبت بها كلارا بابتسامةٍ بريئة، وكأنها تكتبُ على وجهها عبارة ‘أنا شخصٌ طيب’.
“أهلًا وسهلًا بكِ. سعيدةٌ جدًا بحضوركِ.”
“بل أنا مَن يجبُ أنْ أشكركِ على الدعوة.”
ابتسمت أرتيا وهي تمدُ يديها علبةٍ زجاجية أنيقة. كانت هديةً صغيرة تحرصُ على إحضارها في كُل مرةٍ تُدعى فيها.
“في آخر مرةٍ التقينا، لاحظتُ أنكِ كنتِ تسعلين، لذا جلبتُ لكِ هَذا. إنه شاي مصنوعٌ مِن الكمثرى والزنجبيل والعسل، سيفيدُكِ إنْ شربتهِ صباحًا ومساءً.”
اتسعت عينا كلارا بامتنان وهي تضمُ الزجاجة إلى صدرها.
“كنتُ أحاول ألا أسعل أمام الناس… كيف عرفتِ؟”
“لأنكِ شخصٌ عزيزٌ عليّ.”
قالتها أرتيا بنبرةٍ مازحة نصفُها صادق ونصفُها مزاح، لكن كلارا شهقت وتأثرت بشدةٍ، ثم سرعان ما ظهر الحُزن على وجهِها.
“حقًا…؟ إذا كنتِ تهتمين بأحدهم، فستُلاحظين الأمر، أليس كذَلك؟”
ابتسمت كلارا بمرارةٍ وهي تنظرُ إلى أرتيا، التي كانت تُحدق بها بعينين مُتسعتين.
“زوجي لَمْ يُلاحظ أبدًا أنني أعاني مِن مشاكلٍ في حلقي منذُ عدة أشهر. لأنهُ لا يهتم بي على الإطلاق.”
“آه…”
“في الحقيقة، السبب في أنني أردتُ لقاءكِ على انفراد هو التحدُث عن زوجي. أنتِ تعرفينهُ، أليس كذلك؟”
كان زوج كلارا هو الكونت شريكس، وهو معروفٌ في المُجتمع النبيل بأنهُ زير نساء سيئ السمعة.
حين أجابت أرتيا بصمتٍ عبر نظراتها، واصلت كلارا حديثها.
“كان زوجي مشهورًا بمغامراتهِ النسائية حتى قبل الزواج.”
ومع ذَلك، أصر والدا كلارا على تزويجها منه.
كان لديهِ كُل الصفات المثالية: لقبُ الكونت، ثروة، عمرٌ مُناسب، ومظهرٌ جذاب.
أمسك والداها بيديها وقالا:
“كلارا، لا يوجد رجلٌ وسيم لا يملك بعض النساء حوله. التفكير في ذَلك أمرٌ سخيف.”
“لكن…”
“وعلى أيِّ حال، بِمُجرد أنْ يتزوج الرجل، تُصبح زوجته هي الأهم. إذا كنتِ جيدةً معه، فَسيتغيّر.”
لَمْ يكُن لدى كلارا خيارٌ في الأمر.
أومأت برأسها وعيناها تدمعان.
“لَمْ يكُن هُناك داعٍ للقلق، فقد كان لطيفًا جدًا معي. ابتسامتُه الدافئة جعلتني أمل في المُستقبل.”
“إذا بذلت جهدي، فَسيتغيّر.”
بذلت كلارا كل ما في وسعها لتكون زوجةً محبوبة.
كانت تستيقظُ مبكرًا كل صباح لتعتني بمظهرها، وتستقبل زوجها بابتسامةٍ حتى عندما يعود مُتأخرًا. كانت تُدير شؤون المنزل بعنايةٍ، وتهتمُ بملابسهِ وطعامه.
لكن…
“لَمْ يتغيّر زوجي أبدًا. بعد فترةٍ قصيرة مِن زواجنا، بدأ يعود إلى المنزل تفوح منه رائحة الكحول، وكانت ياقة قميصهِ، التي قمتُ بكيّها بنفسي، ملطخةً بأحمر شفاه امرأةٍ أخرى.”
ارتعش صوتُ كلارا وهي تتحدث.
“في البداية، حاولتُ تجاهل الأمر. كنتُ أعلم أنه لَن يتغيّر بين ليلةٍ وضحاها. لكن مهما حاولتُ، لَمْ يتغيّر أبدًا، حتى وصلتُ إلى الحد الذي لَمْ أعد أتحمله.”
في إحدى الليالي، عاد إلى المنزل تفوح منه رائحة عطر امرأةٍ أخرى، تمامًا كما كان يفعل دائمًا. لكن هَذهِ المرة، صرخت كلارا في وجهه.
“توقف عن مقابلة نساءٍ أخريات!”
كانت هَذهِ أول مرةٍ في حياتها تصرُخ في وجههِ بغضب.
لكن البارون شريكس لَمْ يغضب. ولَمْ يبدُ عليهِ أيُّ شعورٍ بالندم.
اكتفى بالابتسام ببرود وهو يقول:
“حبيبتي، ما تقولينه يُشبه أنْ تطلبي مٍن سمكة القرش في البحر أنْ تتوقف عن السباحة.”
“ماذا؟”
“إذا كنتِ تشعرين بالوحدة، يُمكنكِ أيضًا مُقابلة رجلٍ آخر. لَن أمانع إطلاقًا.”
“يا له مِن هراءٍ سخيف.”
خرج صوتٌ بارد مِن أرتيا، التي كانت تستمعُ بصمت حتى تلكَ اللحظة.
عندما نظرت إليّها كلارا باندهاش، غطّت أرتيا فمها على الفور.
“أنا آسفة. خرجت الكلمات دوّن تفكير.”
كان ذَلك تعليقًا قاسيًا لتقولهُ عن زوج شخصٍ آخر، لكن كلارا لَمْ تغضب، بل ابتسمت.
“لا، في الواقع، أخبارُكِ بذَلك يشعرُني بتحسن.”
“……”
“في كل مرةٍ كنتُ أشكو فيها لعائلتي أو لصديقاتي المُقربات، كانوا يخبرونني فقط بأنْ الرجال جميعهم هَكذا، وأنْ عليّ التحمّل. لكنني كنتُ أعرف أنْ أرتيا لَن تقول ذَلك.”
“ولماذا تعتقدين ذَلك؟”
“لأنكِ مررتِ بتجربة زواجٍ سيئة مثلي. لَمْ أخبركِ بهَذا مِن قبل، لكن عندما سمعتُ خبر طلاقك، كنتُ سعيدةً جدًا. لقد أضأتُ شمعةً على كعكة واحتفلتُ بالأمر!”
تلألأت عينا كلارا بحماس.
“بالنسبة لي، أنتِ ثورية، لقد شققتِ طريقًا جديدًا!”
اتسعت عينا أرتيا بدهشة.
“بالطبع، سمعتُ بعض الأشخاص يتحدثون عن طلاقي بإيجابية، لكن لَمْ يُرحب بهِ أحدٌ بهَذا الحماس مِن قبل.”
لِمْ تكُن قد تطلّقت لتسمع آراء الآخرين عنها، لكن كلمات كلارا جعلتها تشعرُ بالسعادة.
“أنا سعيدةٌ لأنكِ ترين الأمر بهَذهِ الطريقة. لكن هل هَذا يعني أنكِ ترغبين في الانفصال عن زوجكِ؟”
اتسعت عينا كلارا وهزّت رأسها بسرعة.
“لا، لا أملكُ الشجاعة لذِلك. إلى جانب ذِلك، زوجي ليس لديهِ أيُّ عيوبٍ أخرى سوى خيانته.”
حتى والداها، وجميع مَن حولها، كانوا يعتقدون أنْ زواجها كان أكثرُ مِما تستحق، وكانوا يغبطونها عليه.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة