البحث عن زوج للدوقة - 67
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- البحث عن زوج للدوقة
- 67 - السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع...⁸
الفصل 67 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…⁸
مع مرور الوقت، زاد عددُ النساء اللواتي اقتربنَ مِن أرتيا. اقتربت قصتًها أيضًا مِن نهايتها.
“وأخيرًا، جاء اليوم الذي حكم فيهِ جلالة الإمبراطور بشأن الطلاق. أمرنا جلالتُه بأنْ نُعبر عن رغباتنا وأسبابنا كل على حدة. لقد أخبرتُ جلالته عن مُعاناتي خلال زواجي وتوسلت إليّه.”
“وفي النهاية، وافق جلالتُه على طلاقي.”
كانت تفاصيلها حيةً وكأنْ السيدات شهدنَ الموقف بأنفسهن، مِما جعل بعض النساء يتأثرن بشدة. بل إنْ بينيلوب كانت على وشك البكاء.
“لا بد أنْ الأمر كان صعبًا جدًا عليكِ. لكن مِن الجيد أنكِ حصلتِ على النتيجة التي تُريدينها.”
كان الطلاق وصمة عارٍ في مُجتمع النبلاء، لكن المفاجئ أنْ الانتقادات ضد أرتيا لَمْ تكن كبيرة.
ذَلك لأن سمعة لويد كانت في الحضيض بين النبلاء، وكان الجميع يرون أرتيا كضحية. بل إنْ بعض النساء اللواتي يعشنَ زواجًا غير سعيد شعرنَ بالتعاطُف معها، ولَمْ يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تحول هَذا التعاطف إلى إعجاب.
أصبحت نظرات النساء أكثر دفئًا، فابتسمت أرتيا. لكن عندها فقط، صدح صوتٌ حاد.
“سيدة إيدينبرغ، بغض النظر عن الظروف، لا ينبغي أنْ تتحدثِ عن الطلاق بهَذهِ الجرأة.”
كان الصوت يعود إلى فريجيا.
‘إذن لَمْ تكُن تجننب لنظري مُصادفة.’
كان واضحًا أنْ فريجيا تحملُ ضغينةً ضد أرتيا، والسبب على الأرجح…
“يبدو أنْ السيدة إليزيوم غيرَ راضيةٍ عن طلاقي.”
لَمْ تُحاول فريجيا إنكار ذَلك.
“الزواج عهدٌ مُقدس يتم أمام الحاكم. يجبُ على الزوجين بذل الجهد للحفاظ على علاقتهما حتى آخر العمر. إذا كنتِ قد أنهيتِ زواجكِ لمُجرد أنهُ كان صعبًا، فعلى الأقل كان عليكِ أنْ تشعُري بالخجل مِن ذَلك.”
كانت نظرةُ فريجيا قاسية، وكأنها معلمةٌ صارمة تلقي درسًا في الأخلاق.
لكن أرتيا لَمْ تكًن طالبةً مُطيعة تخفضُ رأسها عند سماع أيَّ انتقاد.
“أنا لا أعتبرُ الطلاق شيئًا أفتخر به، لكنني أيضًا لا أراهُ خطيئةً أخجلُ مِن التحدث عنها. كُل ما فعلتُه هو بذل قصارى جهدي في حياتي.”
“مِن أجل أنْ أجد سعادتي.”
“…..!”
ارتعشت أهدابُ فريجيا الطويلة بوضوح.
“لكن، مهما يكُن، الطلاق هو…”
تدخلت ماريغولد، قاطعة حديثها.
“يكفي، فريجيا. إذا ارتفع صوتُكِ أكثر، فسيُعتبر ذَلك تصرفًا غيرَ لائق تجاه جلالة الإمبراطورة التي اقامت هَذهِ المناسبة.”
قطبت فريجيا حاجبيها قبل أنْ تقول ببرود.
“آمل أنْ تُدركي يومًا ما قُدسية الزواج، سيدة إيدينبرغ.”
ثم أدارت رأسها بعيدًا، كما لو لَمْ تعُد ترغب في مواصلة الحديث.
“يا لها مِن امرأةٍ وقحة!”
احمرّ وجهُ بينيلوب غضبًا وهمّت بالرد، لكن أرتيا أوقفتها.
على عكس بينيلوب الغاضبة، ظلّت أرتيا هادئة تمامًا.
فهي كانت تتوقع مواجهة مثل هَذهِ المُعارضة عاجلًا أم آجلًا، نظرًا للطبيعة المُحافظة لمجتمع النبلاء.
‘لكنني لَمْ أتوقع أنْ تكون فريجيا، التي تحظى بإعجاب الجميع، هي مَن ستتصدى لي.’
كانت نفوذ فريجيا هائلةً وقد ظهر ذَلك بوضوح.
قبل لحظات، كانت العديد مِن النساء مُتعاطفاتٍ مع أرتيا، لكن الآن، خيم البرودٌ مفاجئ على الجو.
لو واصلت الجدال، لَن يؤدي ذَلك إلا إلى زيادة الاستياء ضدها.
‘سأتوقف هُنا. في النهاية، كان هدفي اليوم هو الإعلان عن عودتي إلى المجتمع.’
كان مِن المؤسف أنها لَمْ تحصُل على دعم الجميع بسهولة، لكن في المُقابل، جعلها الجدل مع فريجيا محط أنظارٍ الجميع.
لذَلك، اختارت أرتيا الاستمتاع بالحفل بهدوء دوّن لفت الأنظار أكثر.
رغم أنْ العديد مِن النساء تجنبن الاقتراب منها مراعاةً لفريجيا، لَمْ يكُن الحال كذَلك بالنسبة للجميع.
تقدمت إحدى النساء نحوها.
“ماذا حدث لدوق إيدينبرغ بعد الطلاق؟ هل صحيح أنهُ غادر إلى الخارج مع عشيقته؟”
على الرغم مِن فظاظة السؤال، لَمْ تُظهر أرتيا أيَّ انزعاج، بل أجابت بابتسامة هادئة.
“لستُ مُتأكدة. لَمْ يعُد لي أيُّ علاقةٍ به، لذا لا أعلم شيئًا عن حياتهِ الآن.”
“آه…”
لَمْ تترك أرتيا المرأة تغادر وهي تشعر بخيبة أمل لعدم سماع ما أرادت.
“بالمُناسبة، هل شاهدتِ مؤخرًا عرض ‘صلاة الإمبراطور’ الذي عُرض في القصر، سيدة كويليت؟”
لَمْ تتفاجأ المرأة بمعرفة أرتيا لاسمها بقدر ما تفاعلت مع شيء آخر.
“بالطبع! إنهُ العرض الذي يؤدي فيهِ ميخائيل الدور الرئيسي!”
كانت أرتيا تعلم أنْ هَذهِ المرأة مِن أشد المُعجبات بالمُمثل ميخائيل.
لَمْ تستطع المرأة إخفاء حماسها، حتى أنها تخلّت عن تحفظها الأرستقراطي، واتسعت فتحتي أنفها بفعل الانفعال.
“هل شاهدتهِ، سيدة إيدينبرغ؟”
“للأسف لَمْ تُتح لي الفرصة، لكنني سمعتُ الكثير مِن الثناء على العرض. خاصة أداء ميخائيل، فقد قيل إنهُ كان رائعًا…”
“بالتأكيد! ميخائيل هو أعظم ممثلٍ في الإمبراطورية!”
ومِن هُنا، لَمْ يُذكر موضوع الطلاق بين أرتيا وتلكَ السيدة مُجددًا.
سرعان ما تحولت المُحادثة إلى مواضيع أخرى، الممثلون، العروض المسرحية الممتعة، الأغاني المُفضلة، والحلويات الرائجة.
كلما أُثير موضوع شيق، انضمت المزيد مِن النساء إلى النقاش، وانفجرن بالضحك.
“لَمْ أكُن أعلم أنٌ لديكِ قدرةً رائعة على التحدُث، سيدة إيدينبرغ!”
كانت أرتيا خجولةً للغاية في السابق، مِما منعها مِن التحدث بسهولة، لكنها قرأت عددًا لا يًحصى مِن الكتب، وكان في ذهنها آلاف القصص التي يُمكن أنٌ ترويها.
“لطالما كنتُ واثقةً مِن مهاراتي في الحديث.”
ازدادت ثقة أرتيا، واستمرت في الحوار بحماس.
مع ارتفاع ضحكات النساء حولها، بدأت الأخريات اللواتي كنّ في الجانب الآخر مِن القاعة بالتنصت، مُتسائلات عن سبب هَذا الجو المرح.
لكن بعضهن، رغم فضولهن، تظاهرن بعدم الاهتمام بسبب وجود فريجيا، التي لَمْ تلقِ نظرةً واحدة باتجاه أرتيا.
وقبيل انتهاء الحفل، اقتربت بعضُ النساء مِن أرتيا.
“سيدة إيدينبرغ، لقد استمتعنا حقًا اليوم. هل يُمكنكِ حضور حفل الشاي الذي سأقيّمه قريبًا؟”
“……!”
كانت مُجرد دعوةٍ عادية، لكنها بالنسبة لأرتيا كانت بمثابة الخطوة الأولى نحو حياة اجتماعية جديدة.
“سأكون سعيدةً جدًا بالحضور إذا دعوتِني.”
بعد أنْ أعطت إجابتها، نظرت أرتيا إلى بينيلوب، التي كانت بجانبها طوال الحفل.
رفعت بينيلوب إبهاميها بابتسامةٍ عريضة، في إشارة إلى نجاحها.
بعد انتهاء الحفل، غادرت جميع النساء إلى منازلهن… باستثناء أرتيا.
كان السبب في بقائها هو ظهور نوكتورن عند انتهاء الحفل.
“سيدتي، هل يُمكنكِ تخصيص بعض الوقت؟ الأمير كيليان يرغبُ في التحدُث معكِ.”
“آه، حسنًا.”
أصبحت أرتيا مُعتادةً على استدعاء كيليان لها، لذا أومأت برأسها وتبعته دوّن تردد.
لَمْ تعد تتساءل عن سبب طلبهِ رؤيتها، لأن تصرفاتهِ كانت دومًا غير متوقعة.
عند دخولها إلى غرفة الاستقبال، شهقت أرتيا بصوتٍ مُنخفض.
كان كيليان جالسًا هُناك، وقد تأنق مِن رأسهِ حتى أخمص قدميه بشكلٍ مثالي.
‘يا إلهي، لقد اهتم بمظهرهِ أكثر مني! هل هو في طريقه إلى حفلٍ ما؟’
لكنها لَمْ تكُن تعلم أنْ كيليان كان ينوي في الأصل حضور حفل الشاي الإمبراطوري.
“سموك، هَذا التجمع مُخصصٌ للنساء. إذا حضرهُ رجُل، فسيتعرضُ للسخرية.”
قال نوكتورن ذَلك، مِما جعل نظرات كيليان تشتدّ حدة.
“مَن يجرؤ على قول ذَلك عني؟”
“بالطبع، أيُّ شخصٍ يحرصُ على حياتهِ لَن ينطق بهَذا الكلام علنًا. لكنه سيظل يُفكر به… ورُبما حتى سيدة إيدنبرغ نفسها.”
“……!”
بِمُجرد سماعه لذَلك، قرر كيليان التراجع عن الحضور.
لكنهُ استدعى أرتيا بدلاً مِن ذَلك، لأن الحفل لَمْ يكُن مهمًا بالنسبة له… بل هي.
عندما رآها بعد غياب، كانت ترتدي فستانًا أزرق فاتح.
“تبدو مثل قطرة ماء.”
قطرةٌ صافية شفافة تتلألأ تحت أشعة الشمس.
ظل كيليان يُحدق فيها لفترةٍ طويلة قبل أنْ يسأل.
“هل استمتعتِ بالحفل؟”
على الرغم مِن أنها حاولت الاستعداد نفسيًا لأيِّ شيء قد يقوله، إلا أنْ هَذا السؤال فاجأها.
‘استدعاني فقط ليسألني عن الحفل؟’
مرةً أخرى، أظهر اهتمامهُ بأشياء غيرِ متوقعة.
تنهدت أرتيا في داخلها، متيقنةً مِن أنه شخص لا يُمكن التنبؤ به أبدًا.
“نعم، لقد استمتعتُ كثيرًا بفضل التنظيم الدقيق مِن العائلة الإمبراطورية. وأود أنْ أعبر عن امتناني بهَذهِ المناسبة.”
اعتقدت أنْ ردها كان رسميًا ومثاليًا، لكن كيليان لَمْ يتوقف عن طرح الأسئلة.
“ما أكثرُ شيءٍ أعجبكِ فيه؟”
“……?”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة