البحث عن زوج للدوقة - 13
الفصل 13
كان النبلاء يعلمون أنْ لويد كان لديهِ عشيقة.
نظرًا لأن العديد مِن النبلاء كانوا يحتفظون بعشيقاتهم، لَمْ يكَن هُناك الكثير مِمَن يلومون لويد بسبب ذَلك.
لكن هَذا كان مقبولًا فقط في الأماكن الخاصة.
أما في الأماكن العامة التي يتم فيها التعامل مع الآخرين بقناعٍ مِن الرًقي، فلا يُمكن التسامُح مع ذَلك أبدًا.
أحدُ النبلاء لَمْ يتمكن من كبح نفسه وقال:
“كيف لهَذهِ الفتاة التي مِن العامة أنْ تأتي إلى هُنا وتتصرف هَكذا؟!”
اهتزّت أكتافُ لريليكا الضعيفة.
في الماضي، كانت ستشعرُ بالقلق مِن مثل هَذهِ الكلمات، لكنها لَمْ تعُد كذَلك الآن.
‘دوقي يُحاول عبور حدود الطبقات مِن أجلي. وأنا أيضًا سأفعل ذَلك.’
أجابت لريليكا وهي تُعطي عينيها الكبيرتين قوة:
“الطبقةُ الاجتماعية ليست مُهمة. الدوق وأنا نُحب بعضنا بصدق. سأكون زوجة دوقي…”
“اسكتي. اغلقي فمكِ!”
صرخ لويد، وكان وجههُ الوسيم مشوهًا وكأنهُ قد انهار إلى قطع.
نظر إلى لريليكا، التي بدت مذهولةً، وقال لها:
“غادري الآن.”
“دوق، أنا…”
“ماذا تنتظرين؟ امسكي بهَذهِ المرأة المجنونة وأخرجوها فورًا!”
وبأوامر لويد، اندفعت الخادمات مِن الزاوية وسحبن لريليكا إلى الخارج.
“دوق! دوق!”
صرخت لريليكا وهي تكادُ تبكي، لكن لويد لَمْ يوجه إليّها أيَّ نظرة.
لَمْ يكُن لديهِ وقتُ لذَلك.
كان عليهِ أنْ يُبرر الموقف أمام النبلاء الذين بدت وجوههم متجمدةً كما لو أنهم شاهدوا مسرحيةً رخيصة.
وكان هًناك مِن يُراقب عن بعد، وهو كيليان.
بينما كانت لريليكا تُطرد مِن القاعة وهي تبكي، وكان لويد يبتسمُ بابتسامةً مشوهة في الداخل.
تذكر كيليان أرتيا التي جاءت إليّه ذات يوم.
كانت عيناها مليئتين بالثقة عندما تحدثت عن الطلاق الذي كان يبدو شُبه مستحيل.
“هل هي تُحاول الحصول على الطلاق لمُجرد التوسل بالدموع؟”
كانت عيناه الذهبيتان، التي كانت تبدو تُحدق بمملٍ في وقت سابق، الآن مليئة بالاهتمام.
في نفس الوقت، كانت أرتيا في غرفتها تتمتم:
“الآن يجبُ أنْ يكون الوضع قد انفجر.”
لَمْ تكُن بحاجةٍ لرؤية الموقف لتخيُل ما حدث.
لريليكا تم طردُها مِن القاعة، ولويد بقي وحدهُ يبرر أفعاله.
“لقد أظهر لها بعض اللطف، والآن هي فقدت صوابها وأصبحت تقومُ بتصرفاتٍ سخيفة. أبدًا، إنها مُجرد فتاةٍ مِن العامة…”
“هاهاها، يا لها مِن امرأةِ لا تعرفُ مكانتها. جعلت الدوق يمرُ بموقفٍ مُحرج.”
النبلاء في حضور لويد قد يضحكون على هَذا، لكن في غيابهِ، كانوا يتحدثون عن كُل شيء.
“أخذ عشيقتهُ إلى منزله، أوصل بهِ الحال إلى هَذهِ الدرجة. مِن كلام تلكَ المرأة، يبدو أنها تعتقدُ بأنها قد أصبحت دوقة.”
“تفوو، إنها مقيتة.”
لَمْ يكُن النبلاء يهتمون بِمَن يكون عشيقه مَن، سواء كانت مِن العامة أو أجنبية أو حتى عبدةً.
كان لكل شخصٍ ذوقه في اختيار شريكتهِ.
لكن الأمور تختلف عندما يتحداهم شخصٌ ما في سلطتهم.
“غضب النبلاء سيتوجهُ نحو لويد أكثر مِن لريليكا.”
أرتيا كانت تُحدق مِن خلال النافذة.
رأت لريليكا، التي كانت تُسحب بواسطة الخدم، تدخل إلى القصر وهي تبكي مثل طفلٍ صغير.
“أحسنتِ، لريليكا.”
كانت لريليكا قد أضرمت النار، فَهل حان الوقت لتوسيع اللهيب؟
***
كان لويد يعتقدُ بأنه قد قطع كل طرق التواصل مع أرتيا عندما حبسها في غرفتها.
لكن كان غبيًا بِما فيهِ الكفاية.
أرتيا أرسلت رسالةً سرية عن طريق إيلما.
كانت الرسالة قد وصلت إلى اابارونة بينيلوب.
“هل أرسلت لي الدوقة إيدنبيرغ رسالة؟ ما هَذا؟”
كانت بينيلوب اجتماعيةً بطبعها، لكن لَمْ تكُن لها أيُّ علاقةٍ قوية مع أرتيا.
لذَلك، لَمْ تكُن قادرةً على تخمين محتوى الرسالة.
بعد لحظات، عندما قرأت بينيلوب الرسالة، أصبح وجهُها أحمرّ وكأنْ شعرها قد أصبح ملتهبًا.
“هل تقول أنْ دوق إيدنبيرغ حبسَ زوجتهُ في غرفتها؟ وكل ذَلك لكي يعيش مع عشيقتهِ كما لو كانا زوجًا وزوجة؟”
كان زوجُ بينيلوب فاسدًا للغاية. كان يقضي أيامهُ يتنقلُ بين منازل عشيقاتهِ، حتى أصبح يعيشُ تقريبًا بمفردهِ.
لذَلك كانت بينيلوب تكرهُ تمامًا فكرة أنْ يكون للزوج عشيقة.
حرج نفسٌ عميقٌ مِن أنفها، مشوبةً بالغضب والازدراء.
“حسنًا، إذا كان الأمر يقتصرُ على التصرف بشكلٍ غيرِ لائقٍ وقذر، فإنني لا أستطيع أنْ أمنع مجنونًا أن يريدُ أنْ يصبح كالقاذورات. لكن هَذا قد تجاوز الحدود.”
كان لا يجبُ لمس الزوجة.
كان ذَلك الحد الأدنى مِن الاحترام المُقدم مِن الزوج.
كانت بينيلوب ذات طبعٍ حاد، لذا سرعان ما ارتدت ملابس الخروج وتوجهت إلى قصر إيدنبيرغ.
فوجئت الخادمات بزيارتها المُفاجئة، لكن بينيلوب قالت بكل قوة:
“جئتُ لزيارة دوقة إيدنبيرغ.”
اتسعت أعيون الخادمات. لَمْ يكُن هُناك أيُّ سابقةٍ لزيارة سيدةٍ نبيلة مِن نفس سن أرتيا لها مِن قبل.
لكن سرعان ما استعادت الخادمة وعيّها وانحنت رأسها وقالت:
“أعتذر، سيدتي. سيدةُ المنزل مريضةٌ هَذهِ الأيام ولا تستطيعً استقبال الضيوف.”
عادةً، عندما يسمع النبلاء هَذهِ الكلمات، يغادرون القصر دوّن نقاش. لأنهم يعتبرون الجدال مع الخدم تصرفًا غيرَ لائق.
لكن بينيلوب التي كانت مكتوفة الأيدي، ردت بلا تردد:
“سأكون دقيقة، فقط أرشدوني إلى غرفتها. الأمرُ مهم.”
كانت نبرةُ صوتها تعكس إصرارًا واضحًا على لقاء أرتيا اليوم.
لكن الخادمات لِمْ يتراجعن، وفي النهاية، لَمْ تتمكن بينيلوب مِن رؤية حتى شعرةٍ مِن شعر أرتيا، واضطرت للخروج مِن القصر.
همست بينيلوب وهي تكادُ تبتلع غيظها:
“كما كتبت في الرسالة.”
مِن المؤكد أنْ أرتيا كانت مُحتجزةً.
وكان زوجها هو المسؤول عن ذَلك.
كانت بينيلوب بالفعل تكرهُ لويد.
لَمْ يقتصر الأمر على إهانتهِ لزوجتهِ أمام الجميع، بل قام أيضًا بإدخال عشيقتهِ إلى المنزل.
“أيُها الوغد الحقير.”
كان الغضب الذي تراكم لديّها بسبب خيانة زوجها قد انفجر، وأدى بها إلى هَذهِ المشاعر الحادة.
قالت بينيلوب لصديقاتها المًقربات:
“دوق إيدنبيرغ حبس زوجتهُ في غرفتها حتى يتمكن مِن العيش مع عشيقتهِ. كيف يُمكنه فعل هَذا؟”
على الرغم مِن أنْ الخبر كان صادمًا، إلا أنْ النساء لَمْ يجدن صعوبةً في تصديقه.
فبينيلوب لَمْ تكُن مِن النوع الذي يختلقً القصص، وبالنظر إلى ما حدث مؤخرًا مع لريليكا في القاعة، كان الأمر مًمكنًا تمامًا.
كانت القصة المُثيرة التي تتعلق بالزوجة المُهملة والعشيقة الطامعة كافيةً لجذب انتباه النساء.
منذُ ذَلك الحين، بدأ الحديث عن عائلة إيدنبيرغ يتداول بين النساء كلما اجتمعن.
“يبدو أنْ دوق إيدنبيرغ يعتزمُ الزواج مِن امرأةٍ مِن العامة. لهَذا السبب، دخلت تلكَ المرأة إلى قاعة الحفل وبدأت تقول بأفظاظةٍ بأنها ستكون زوجته.”
“هل ما زالت دوقة إيدنبيرغ على قيد الحياة؟ أم أنْ دوق إيدنبيرغ قتلها منذُ فترةٍ طويلة وأخفى هِذا، ثم بدأ اللعب مع عشيقتهِ كما لو كانت زوجته؟”
ومع مرور الوقت، بدأت القصص تزداد إثارة، وزادت مشاعرُ الكراهية تجاه لويد.
وبالمُقابل، نشأت موجة مِن التعاطف مع أرتيا.
**؟
عندما دخل لويد إلى قاعة الحفل، عمّت القاعة حالةٌ مِن التوتر الغريب.
عادةً، كانت النساء يتوجهن إليّه مُبتسمات، لكنهنَ الآن يقفنَ بعيدًا، يهمسنَ مع بعضهن البعض.
لاحظ لويد هَذا التغيّر في الجو، وعبُس وجهه.
“كنتُ أظُن أنْ هَذهِ الإشاعات حول لىيليكا ستنتهي في بضعة أيام، لكن يبدو أنْ الحديث عنها لا يزال مستمرًا.”
لَمْ يكُن أحدٌ ليتجرأ على التحدث عن دوق إيدنبيرغ بشكلٍ غيرِ لائقٍ أمامه، لكن النظرات التي توجهت إليّه كانت مُختلفةً تمامًا عما كانت عليهِ سابقًا.
صرّ لويد على أسنانهِ بإحكام.
“يجبُ أنْ أتخلص مِن هَذهِ الإشاعة الملعونة بأيِّ ثمن.”
هل يجبُ أنْ يُظهر أرتيا معهُ في الأماكن العامة ويظهر حبهُ لها؟
لا، أرتيا في الوقت الحالي مثل القنبلة، وإذا ظهرت أمام الناس، لا يعلمُ أحدٌ ما الذي قد تفعله.
“على الرغم مِن أنْ الإشاعات قد تزداد، يجبُ أنْ أبقيها في غرفتِها كما فعلتُ مِن قبل.”
بعيدًا عن أرتيا، كان هُناك شخصٌ واحدٌ فقط يمكنهُ مساعدته في هَذا الموقف.
***
دخلت ليليكا إلى غرفة لويد.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليجرام》