البحث عن زوج للدوقة - 12
الفصل 12
لَمْ يكُن الأمر صعبًا للتفسير.
لويد الذي كان يرى الخادمات مُجرد قطع غيارٍ يُمكن استبدالها في أيِّ وقت، بدأ فجأةً في مُحاولة استخدام بيبي.
وكان الشخصُ الوحيد الذي يُمكنه تقديم مثل هَذهِ النصيحة هو إيلما.
بدلاً مِن تقديم أعذارٍ سخيفة، أومأت إيلما برأسها.
“نعم، لقد أخبرتُه. لكن مِن فضلكِ لا تسيئي فهم نيتي. لِمْ أخبر السيد عن بيبي بهدف الإساءة للسيدة. كنتُ فقط أريدُ التأكد مِن ولائها للسيدة.”
“……”
“كما توقعت، تركت بيبي السيدة وهربت، ناسيةً كُل ما قدمتهُ لها السيدة.”
ركعت إيلما وأمسكت بيدي أرتيا.
“لكنني لستُ مثلها. أرجو أنْ تُعطيني فرصةً لأكون اليد المُخلصة للسيدة.”
‘إيلما تفعلُ ذَلك لأنها تعرفُ أنني أملك نقطة ضعفها. إذا لَمْ أتمكن مِن استخدامها، ستغيّر موقفها فورًا.’
امرأةٌ مثل الثعبان.
لَمْ تشعر أرتيا بأيِّ حُبٍ أو ثقةٍ تجاه إيلما. ولكن في وضعها الحالي، حيثُ كانت معزولةً تمامًا، كانت بحاجةٍ إلى قوة إيلما.
صنعت أرتيا تعبيرًا مليئًا بالمشاعر وقالت:
“في هَذهِ الظروف، أنْ تقفي بجانبي… يبدو أنني أسأتُ فهمكِ، إيلما.”
“سيدتي!”
ابتسمت إيلما ابتسامةً مُشرقة تجاهها، وقالت أرتيا:
“بيبي اختفت، ومراقبةُ لويد أصبحت أكثر شدة. لا أحد سيُساعدني الآن سواكِ. هل ستُساعدينني؟”
“بالطبع! أخبريني بِما تُريدين!”
أومأت إيلما برأسها كأنها كانت تنتظرُ هَذا الطلب.
همست أرتيا في أذن إيلما.
***
“يُحب الدوق الأشياء الجذابة، فَهل يجبً أنْ أرتدي هَذا؟”
أصبح وجه لريليكا عبوسًا على الفور بينما كانت تختارُ ملابسها الداخلية وتُغني.
وكان السبب هو إيلما التي دخلت الغرفة.
“ماذا تفعلين هُنا؟!”
أجاب لويد على صراخ لريليكا التي طلبت طرد إيلما:
“إيلما هي خادمةٌ جلبتها مٍن منزل عائلةٍ نبيلة. أردتُ أنْ أعطيها فرصةً أخرى بعد أنْ خدمتني لفترةٍ طويلة. لريليكا لطيفة، أليس كذلك؟”
في الواقع، لَمْ يكُن لويد يكُن أيَّ مشاعرٍ تجاه إيلما.
كان فقط كسولًا لدرجة أنهُ لَمْ يرغب في تعيين شخصٍ جديد يُطابق ذوقه بشكلٍ كامل.
كما لَمْ يرغب في زيادة عدد الأشخاص الذين قد يكتشفون الفساد الذي يُمارسه باستخدام أموال إيدنبيرغ.
بعدما قال لويد ذَلك، لَمْ تعًد ليليكا قادرةً على التحدًث بغضب. ولكن كانت لا تزال تشعرُ بالاستياء تجاه إيلما.
“اخرجي الآن، أيتُها الخائنة!”
أخذت لريليكا الملابس الداخلية التي كانت في يدها ورمتها تجاه إيلما.
وسقطت إيلما على ركبتيها أمام لريليكا بعدما أصابتها الملابس الداخلية المُزينة بالدانتيل.
“مِن فضلكِ استمعي إليّ، آنسة لريليكا. في ذَلك اليوم، كنتُ فقط أريدُ أنْ أحميكِ مِن العقاب الذي كان يُمكن أنْ تلقيه السيدة.”
“لكن كيف يمكنكِ حبسي في الغرفة؟!”
“صحيح. بغض النظر عن نواياي، تسببتُ في إيذائكِ يا لريليكا.”
أخفضت إيلما رأسها إلى الأرض.
“أنا آسفة. إذا أردتِ مُعاقبتي، فأنا مًستعدةٌ لذَلك.”
“……!”
اتسعت عينا لريليكا الكبيرة بشكلٍ مُفاجئ.
كانت لريليكا مِن عائلةٍ فقيرة، ولَمْ تكًن مُعتادة على رؤية أحدٍ يعترفُ بخطأه بهَذهِ الطريقة.
أدركت إيلما أنْ لريليكا كانت مُترددة، فاستغلت الفرصة وقالت:
“فقط اعلمي شيئًا واحدًا. إيلما دائمًا ستكون إلى جانبكِ يا آنسة لريليكا.”
“……”
“لذَلك حتى عندما أمرت السيدة بجعل الآنسة لريليكا تجوع، كنتُ أرسل الطعام سرًا لكِ.”
لَمْ تأمر أرتيا بذَلك، ولكن لريليكا لَمْ تكُن تعلم ذَلك.
سواء كان ذَلك صحيحًا أم لا، كانت إيلما بالنسبة للريليكا شخصًا خاصًا.
منذُ اللحظة التي دخلت فيها لريليكا القصر، كانت إيلما تعتني بها كأنها ابنةٌ نبيلة، بعنايةٍ واهتمام بالغين.
وأخيرًا، بدأ وجهُ لريليكا في التراخي.
“…… بما أنكِ قلتِ ذَلك، سأصدُقكِ.”
ابتسمت إيلما ابتسامةً عريضة مع دموعٍ في عينيها.
“أنتِ حقًا شخصٌ لطيف، آنسة لريليكا. مظهركِ الجميل يُخفي قلبًا طيبًا مُختلفًا عن تلكَ السيدات النبيلات القاسيات.”
انتفخ خد لريليكا بشكلٍ طفيف.
كانت هَذهِ الكلمات دائمًا ما تجعلها تشعرُ بالسعادة.
‘امرأةٌ سهلة.’
ضحكت إيلما في نفسها ثم فتحت فمها.
“لقد جئتُ بمعلومةٍ سريةٍ لأريح قلب لريليكا. هل ترغبين في سماعها؟”
“ما هي؟ اخبريني بسرعة.”
ردت لريليكا بتعجُل، فهمست إيلما لها.
“وصلت مؤخرًا وثيقةٌ تؤكد طلب الطلاق مِن العائلة الإمبراطورية.”
“……!”
لقد أخفى لويد تمامًا حقيقة وصول وثيقة الطلاق مِن العائلة الإمبراطورية. فَلَمْ يكُن هناك فائدةٌ مِن معرفة أحدٍ لذَلك.
نظرت لريليكا إلى إيلما بصدمةٍ، فقالت إيلما لها:
“السيد يُريد الطلاق مِن السيدة ويريدُ أنْ يتزوجكِ أنتِ كزوجةٍ رسمية. لأنهُ يحبُكِ حقًا.”
كانت كلمات إيلما بعيدةً جدًا عن الحقيقة.
ففي الواقع، كان لويد هو مَن كان يُقاوم الطلاق.
لكن لريليكا، التي كانت تجهلُ تلكَ التفاصيل، شعرت بأنْ كلام إيلما كان مُمكنًا.
مِن الصعب تصديق أنْ أحد النبلاء قد يُطلق زوجتهُ ليتزوج امرأةُ فقيرة، ولكن لريليكا كانت في حالةٍ لا تُصدق.
لقد التقت بالنبلتء وأحبت واحدٌ منهم، وهَذا بحد ذاتهِ كان مُعجزة.
وبالنسبة لريليكا التي اختبرت معجزةً واحدةً بالفعل، بدا كلام إيلما وكأنهُ شيءٌ مُمكن.
تخيلت نفسها وهي تقفُ بجانب لويد مرتديةً فستان الزفافٍ الأبيض، ووجهُها احمرّ خجلاً. نظرت إليّها إيلما وقالت:
“ماذا لو جعلتِ السيد سعيدًا بتقديم دعمكِ الكبير له؟”
“كيف؟”
اختفت مشاعرُ الخيبة مِن لريليكا تجاه إيلما منذُ فترة.
‘إيلما هي مَن تهتمُ بي أكثر مِن أيِّ شخص.’
لمعت عينا لريليكا الكبيرة بالحماس.
كانت تبدو بريئةً تمامًا، مثل طائرٍ صغير لا يعرفُ شيئًا عن العالم.
وكانت هَذهِ هي الجاذبية التي جعلت لويد يقعُ في حبها، ولكن إيلما لَمْ تستطع إلا أنْ تضحك بسخرية.
‘إنها ليست بريئةً، بل غبية. كيف تُفكر في دخول عالم النبلاء بعقليةٍ كهَذهِ؟’
حاولت إيلما أنْ تُخفي ضحكتها وهمست في أذن لريليكا بأحلى صوتٍ يُمكنها أنْ تستخدمه.
***
في قاعة الحفل التي كان يحضرُها النبلاء.
سأل النبلاء لويد وهو يقفُ بمفردهِ:
“لماذا جئت وحدكَ يا دوق إيدنبيرغ؟”
كان مِن المًعتاد حضور الأزواج معًا في مُناسباتٍ كهَذهِ، وليس الحضور بمفردهِ.
ابتسم لويد ابتسامةً اجتماعية وأجاب:
“زوجتي مريضةٌ ولَمْ تتمكن مِن الحضور.”
“أوه… أتمنى أنْ تتحسن قريبًا.”
قال النبلاء كلماتٍ لا معنى لها بينما أظهرت وجوههم تعبيراتٍ غيرَ صادقة.
لَمْ يكُن أيٌّ منهم مهتمًا بأرتيا.
كانوا فقط يشعرون ببعض الأسف لعدم رؤية عرض أرتيا وهي تُلاحق لويد مثل الكلب المذعور.
بعدها بدأ لويد والنبلاء يتحدثون عن موضوع آخر.
لَمْ يكُن لويد موهوبًا بشكلٍ استثنائي في الكلام أو المعرفة.
لكن بفضل لقب دوق إيدنبيرغ ومظهرهِ الوسيم، كانت العديدُ مِن النساء النبيلات يكُنّ له إعجابًا.
بينما كان يُلاحظ النساء اللواتي يضحكنَ مِن حديثه، انحرف فمُ لويد في ابتسامةٍ خفيفة.
‘هَكذا يجبُ أنْ تكون النساء.’
أنثويةً وجميلةً ومليئةً بالجاذبية.
كانت مُختلفةً تمامًا عن أرتيا التي كانت دائمًا باهتةً كما لو كان الجو غائمًا.
‘لكن مؤخرًا، تغيّرت قليلاً.’
بدأت أرتيا تُحدق فيهِ بثقةٍ دوّن أيِّ خوف، وهَذا كان… نوعًا ما مُثيرًا للاهتمام.
في تلكَ اللحظة، بينما كان لويد يُرطب شفتيهِ بلسانه، سمع فجأةً في قاعة الحفل صوتًا لطيفًا ممزوجًا بضوضاء التنفس.
“دوقي!”
كاد لويد أنْ يُسقط كأس النبيذ الذي كان يحملهُ.
“ماذا؟ كيف…؟”
“قررتُ أنْ أكون جريئةً مثلكَ يا دوق. سأصبحُ المرأةً المُناسبةً للجلوس بجانبكَ.”
أجابت لريليكا بوجهٍ مُتحمس بينما شابكت ذراعها في ذراع لويد.
في تلكَ اللحظة، اجتاح الصمت البارد قاعة الحفل.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليجرام》