الباندا الحمراء هي زوجة الابن التي تحظي بالحب. - 2
الفصل الثاني
“هاي! لماذا لم تأتِ والدتك بعد؟ هل تخلت عنك؟”
“لا! أمي لم تتخلَّ عني!”
“لقد تخلت عنك لأنك قذرة، كسولة، وعديمة الفائدة. أنتِ مجرد طفيلية لا قيمة لها سوى التهام الطعام.”
غطّت “ليتسي” أذنيها بقوة لتتجنب سماع كلمات “لينغ لينغ” المزعجة. ورغم إنكارها المستمر، لم تصدق “لينغ لينغ” كلمة واحدة مما قالته.
“أخبرتكِ! أمك لن تعود أبدًا للبحث عنك.”
شعرت “ليتسي” بالظلم، وأيضًا بالخوف.
**”ماذا لو لم تعد أمي حقًا؟”**
رغم ثقتها بحب والدتها لها، إلا أن الموعد الذي وعدت به والدتها قد مر منذ وقت طويل.
**”ماذا لو حدث لها شيء سيئ؟”**
“لا! لا، لا، لا!”
صرخت “ليتسي” بشدة، مذعورة من الشك الذي بدأ يتسلل إلى قلبها. دفعتها “لينغ لينغ” بغضب، غير مكترثة بمشاعرها.
*ارتطام.*
سقطت “ليتسي” على الأرض، تعض شفتيها بقوة.
“أمي لم تتخلَّ عني.”
حقًا، لم تتخلَّ عني. أمي لن تفعل ذلك أبدًا.
“أنتِ لا تعرفين شيئًا… لا شيء على الإطلاق.”
أنتِ لا تفهمين كم تحبني أمي… لا تفهمين.
“من فضلكم… دعوني أجد أمي… أريد أن أراها.”
جلست “ليتسي” على الأرض وبدأت في البكاء. كانت تفتقد والدتها بشدة. كان انتظارها في منزل “فايرين” أمرًا مرعبًا، ومحزنًا، ووحيدًا للغاية.
“إذا ساعدتموني في العثور على أمي، سأفعل أي شيء…”
وفي تلك اللحظة…
“حقًا؟”
بدأ وجه “لينغ لينغ” يدور وكأنه داخل دوامة. ألوان غير متجانسة – خوخي، وأسود، وأخضر، وأصفر – تشكّلت بسرعة لتُكوِّن حلقة رمادية.
“هل ستفعلين أي شيء حقًا؟”
لم تعد “لينغ لينغ” “لينغ لينغ”. ورغم أن الكيان الجديد كان غريبًا، إلا أن “ليتسي” لم تخف من صوته اللطيف.
“نعم، أستطيع.”
أجابت “ليتسي” بسرعة، مما جعل الكيان الجديد يضحك بشدة.
“يبدو أنك بحاجة إلى تدريب على النطق.”
“أنا أتدرب بالفعل.”
“جيد، لأنكِ ستكونين…”
لم تستطع “ليتسي” سماع الكلمات الأخيرة بوضوح.
### ✦ ✦ ✦
استيقظت “ليتسي” فجأة، تمسح دموعها المبللة من على وجهها.
**”كان عليّ التحوّل إلى شكل بشري قبل النوم.”**
لو كانت على شكلها البشري، لكانت قد مسحت دموعها بملابسها، ولكن شكلها الحيواني جعل وجهها مبللًا بالكامل، مما سيستغرق وقتًا لتجفيفه.
بينما كانت تفرك وجهها بالفراش، انتابتها فجأة فكرة غريبة.
**”لماذا لا أشعر بالألم؟”**
كانت قد تعرضت لإصابة شديدة في رأسها ليلة البارحة بعد أن اصطدمت بالجدار.
“هممم…”
وضعت “ليتسي” يدها الصغيرة على رأسها، تتحسس الجرح، ولكن…
“لا يوجد جرح.”
كان الأمر غريبًا. فهي ليست من فصيلة السحالي المعروفة بسرعة تعافيها، ولا من التماسيح ذات القدرة العالية على الشفاء. ومع ذلك، شُفيت تمامًا بين ليلة وضحاها.
**”وأيضًا، أظن أنني رأيت حلمًا… ولكن ماذا كان؟”**
تذكرت ظهور “لينغ لينغ” في الحلم، لكن شيئًا آخر ظهر أيضًا. كيان غريب، قال لها شيئًا لم تستطع تذكره.
وفي تلك اللحظة، حطّ على جبينها حشرة بحجم كف اليد.
“آه! حشرة!”
شهقت “ليتسي” بفزع، مشددة قبضتيها. ارتطمت الحشرة برأسها وكأنها مستاءة، ثم فتحت فمها الصغير.
“يا إلهي! هل رأيتِ يومًا حشرة جميلة مثلي؟ هل هناك مشكلة في نظرك؟”
“م-ما هذا؟”
لمعت عينا “ليتسي” وهي تنظر للحشرة الصغيرة. بدت كإنسان صغير، بأجنحة خضراء لامعة تخللتها نجوم متناثرة. تمامًا مثل الجنيات التي كانت والدتها تحكي لها عنها.
“إحم!”
سعلت الحشرة، تدور حول “ليتسي” قبل أن تقول:
“هل ذكرتك بشيء؟ ربما *ديزني* أو الفتى الأخضر الذي يرتدي ملابس ضيقة؟”
عندما سمعت ذلك، تذكرت “ليتسي” القصص التي كانت والدتها ترويها قبل النوم.
“جني؟”
“بالضبط.”