الأميرة تتعامل فقط مع الشيء الحقيقي - 2
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- الأميرة تتعامل فقط مع الشيء الحقيقي
- 2 - أنا لا أشتري البشر ¹
الفصل 2 : أنا لا أشتري البشر ¹
بعد ثلاثة أيامٍ.
سمعتُ صوت شخصين يترددُ في الجبل الهادئ.
“هُناك في ذَلك المنزل يسكُن عمي، أليس كذَلك؟”
“نعم، هَذا صحيح، كونت هيوغو!”
هيوغو ليونيت.
إنهُ ابنُ أخ جدي.
‘ولكن هُناك شرطٌ لذَلك. لا تضعي قدمكِ في هَذهِ الإمبراطورية مرةً أخرى. أبدًا.’
كان هو الشخص الذي طردني.
“أوه، أشعر بالتوتر الشديد. أنْ نقتحم منزل العم، وليس منزل أيَّ شخصٍ آخر!”
“ولكنهُ مريض، رغم أنْ سموه كان قويًا، إلا أنْ لا أحد يصمدُ أمام المرض طويلاً…”
“أنتَ تتحدثُ ببرودٍ لأنك لَمْ تُقابله شخصيًا. كيف لكَ أنْ تعرف أيَّ نوعٍ مِن الأشخاص هو!”
غضب هيوغو فجأةً على مساعدهِ.
المُساعد المذعور تلعثم قائلاً.
“لـ، لكن إذا حدث أمرٌ طارئ، ألَن يأتي آخرون أيضًا لدعمنا؟”
“كان عليهم أنْ يأتوا معي منذُ البداية! مِن الواضح أنْ أختي تُريدني أنْ أواجه الخطر وحدي، اللعنة.”
وأخيرًا، نُطق اسمي مِن فمِ هيوغو الذي كان يًتمتم.
“يجبُ أنْ نحذر مِن تلكَ الفتاة المُسماة إليشيا. بالتأكيد ستكون فتاةً شديدة المُكر!”
“هل تقصدُ حفيدة سموهِ؟ شديدة المُكر؟”
“يكفي أنها تتحملُ طبيعة عمي العنيفة وبقيت معهُ حتى الآن! أشعرُ بالقلق مِن أنها ستكون وقحةً وعديمة الأدب.”
ماكرة؟ وقحة؟ عديمة الأدب؟
رغم أنْ كلامهُ كان أشبهَ بالإهانة، لَمْ أشعر بالأنزاعاج.
لأنني.
“تمهل. سأريكَ ما يعنيهِ أنْ تكون حقًا شديدة المُكر.”
كنتُ أنوي التصرف تمامًا وفقًا لكلامهِ.
بينما كنتُ أستمع لاصواتهم تقترب، أمسكتُ بعصا طويلةٍ.
لقد استعددتُ لهَذا جيدًا بالفعل.
“جيد. هيوغو ليونيت، ستكون أنتَ بدايتي.”
***
عندما وصل هيوغو أخيرًا إلى منزل عمهِ، توقف فجأةً.
كان هُناك امرأةٌ تقفُ في الظل أمام المنزل.
تحملُ على كتفها شيئًا يشبهُ العصا الطويلة…
“مـ، ما هَذا؟”
رُمح؟ محراث؟ شوكة حديدية؟
شعرَ هيوغو بالخوف وصرخ دوّن أن يُدرك.
“آه! مَن أنتِ؟”
“أممم، أعتقدُ أنْ هَذا هو سؤالي.”
“…ماذا؟”
ابتسمت المرأة التي وقفت وهي تحني رأسها مُتسائلةً.
“لكنني سأُجيب. أنا حفيدةُ هَذا المنزل، اسمي إليشيا.”
“ماذا عن تلكَ العصا؟”
“آه، هَذهِ؟ كنتُ أطلِ باب المنزل.”
هل تلكَ الفتاة هي إليشيا؟
نظر هيوغو إليها.
‘هممم، عيناها البنفسجيتان تُشبهان عيون عائلة ليونيت.’
بصراحةٍ، بخلاف ذَلك، لَمْ تكُن تشبهُ العم أو حتى والديها.
فدوق ليونيت كان يتمتعُ بملامحٍ حادةٍ وباردة، لكن كيف تبدو هَذهِ الفتاة؟
‘تبدو وكأنها لا تستطيعُ حتى قتل ذبابةٍ.’
ثم تحدثت إليشيا فجأة.
“لكن لَمْ أسمع مَن أنتما؟”
“هَذا الشخص هو…”
“لا بأس. سأتولى تقديم نفسي. أنا هيوغو ليونيت. كونت فارنوغ وابنُ أخ الدوق ميكيلي.”
كان تقديمُ اللقب والعائلة دائمًا أمرًا مثيرَا بالنسبة له.
لأن ذَلك يجعلهُ يشعرُ بقوة ومكانةٍ عالية.
لكن يبدو أنْ إليشيا لَمْ تُركز على كلمة “كونت”، بل ركزت على شيء آخر.
“ابنُ أخ جدي…؟”
“نعم، لقد جئتُ إلى هُنا مِن أجل…”
“آه، جئتَ لزيارتهِ لانهُ مريض، أليس كذَلك!”
أُربكَ هيوغو قليلاً.
هل دَمُعت عيناها الآن؟ لماذا؟ زيارتهُ لانهُ مريض؟ ما هَذا؟
لكن قبل أنْ يجد فرصةً للرد، بدأت إليشيا تتحدثُ بسرعة.
“يُسعدني قدومكَ. جدي مريضٌ جدًا… أردتُ أنْ أتواصل مع أقاربنا، لكنني لا أملكُ شيئًا للإتصال بهم.”
“أوه، نعم، صحيح.”
“يا إلهي، يجبُ أنْ أقدم لكَ الشاي، لكنني لا أستطيعُ فتح الباب لأنني قد وضعتُ الطلاء على المقبض للتو.”
“أوه، لا بأس، اعتبرني قد شربتُ الشاي بالفعل.”
وجد هيوغو نفسهُ جالسًا على المقعد بجانبها ويتحدثُ معها.
لقد جئتُ إلى هُنا وأنا مُستعدٌ لكسر ذراع تلكَ الفتاة.
هزّ هيوغو رأسهُ بسرعةٍ ليجمع أفكاره.
‘ما هَذا، لِمَ هي بريئةٌ جدًا هَكذا؟ بل وتبدو أنها تُحب العم بشدة. يبدو أنها ستفعل أيَّ شيء مِن أجله.’
بدلاً مِن أنْ تكون وقحةً، كانت سهلةً جدًا.
ضحك هيوغو بشكلٍ خبيثٍ في داخلهِ.
‘لا أحتاجُ لأحضار أختي أو أيَّ شخصٍ آخر. ستكون كًل تلكَ الإنجازات ليِّ وحدي!’
عندما أشار بعينيهِ، أخرج المُساعد الأوراق والشهادات.
عندما أخبرها أنْ ميكيلي صاحب متجر الرهونات هو في الحقيقة دوق، اتسعت عينا إليشيا.
بدأ هيوغو بالكذب والتهديد والإقناع كما خطط.
“السببُ في تدهور حالة عمي هو أنتِ، أليس كذَلك؟ الآن حان الوقت لكي تردي لهُ الجميل.”
تدخل المُساعد قائلاً.
“هُناك أدويةٌ خاصة لا يستخدمُها سوى النبلاء. أنْ ثمنها باهظٌ جدًا، لذا نحتاجُ إلى أموال الدوق المخفية للحصول عليها.”
“إذًا…”
اهتزّت رموش إليشيا الطويلة بحزنٍ وهي تستمع.
“إذا وقعتُ فقط، وإذا تخليتُ عن كُل شيء، ستجعلون جدي يتعافى، أليس كذَلك؟”
“نعم، بالتأكيد!”
هتف هيوغو بسعادةٍ وهو يهمسً ببرود.
“ولكن هُناك شرط.”
“ما الشرط؟”
“لا تعودي إلى هَذهِ الإمبراطورية مرةً أخرى. أبدًا.”
ها.
تنهدت إليشيا بعمق وأومأت برأسها.
“أعطني الأوراق.”
هَذا صحيح!
هيوغو كتم صيحاتهِ الفرحة وسلم الأوراق والقلم لها.
لكن إليشيا، التي أخذت الأوراق فقط، أخرجت قلمها الخاص.
كانت تُتمتم وهي تقرأ كُل البنود قبل أنْ توقع.
“هُنا… آه، لحظةً فقط.”
إليشيا، التي كانت على وشك إعادة الأوراق بعد توقيعها، توقفت فجأةً.
“لكن ماذا لو لَمْ يكُن لدى جدي الكثيرُ مِن الثروة؟ رُبما يكون لديهِ ديونٌ فقط. إذًا، كيف سندفعُ ثمن الدواء…؟”
كاد هيوغو أنْ يضحك.
هل هي قلقةٌ مِن على وجود ثروةٍ لدى العم؟
‘إنها فعلاً لا تعرفُ شيئًا.’
“لَن يحدُث ذَلك أبدًا.”
“كيف يُمكنكَ أنْ تؤكد ذَلك هَكذا؟”
لَمْ يستطع هيوغو أنْ يكشف عن حجم ثروة عمهِ الحقيقية، لذَلك قال وكأنهُ يتفضلُ عليها.
“آه، حتى لو لَمْ يكُن هُناك مال، سأجدُ طريقةً لتدبير الأمر. بما أنكِ ضحيتِ، سأًكافئكِ.”
“إذن، أنتَ تعدُني بأنه لَن يكون هُناك أيُّ مشكلةٍ، صحيح، كونت هيوغو؟”
“نعم. حتى لو لَمْ يكُن هُناك قرشٌ واحد لدى العم، لَن تكون هًناك مشكلة.”
“هل يُمكنكَ قولُ ذَلك مرةً أخرى؟”
سُمع صوتُ طقطقة شيء ما في مكانٍ ما.
هل هو مُجرد شعور؟
أجاب هيوغو بسرعةٍ بسبب توترهِ.
“أعدُكِ بأنه لَن تكون هُناك أيُّ مشكلةٍ. أقول ذَلك باسمي، هيوغو ليونيت.”
“حقًا؟ هَذا مُطمئن.”
كان كلام إليشيا الأخير باردًا بشكلٍ غريب.
لكن هيوغو المُتحمس ظن بأنها حزينةٌ فقط بسبب الظروف، وتجاهل الأمر.
***
كانت إليشيا، قد غادرت المنزل مُرتديةً ملابس مُلطخةّ بالطلاء، تنظرُ إلى المنزل.
‘عندما أراها هَكذا، يبدو الأمر مؤسفًا بعض الشيء.’
قرر هيوغو أنْ يُظهر بعض الرحمة.
فقد انتهت الأمور بسهولة، وبكُل الأحوال لَن يلتقيا مُجددًا.
رمى هيوغو كيسًا بهِ قطعٌ فضيةٌ بعد أنْ أخفى الذهب، وتباهى قائلاً.
“خُذي. لا يوجد الكثير، ولكن اشتري ملابس جديدة.”
“نعم، إنهُ حقًا ليس كثيرًا.”
قالت إليشيا ذَلك بلا تعبيّر وهي تأخذُ الكيس دوّن حتى النظر إليه.
‘ما هَذا؟ أهَذهِ هي الفتاة التي كانت تبكي قبل قليل؟’
شعر ببعض القلق، لكنهُ كان يعلمُ أنه إذا استمر في السؤال، فسيتعكرُ مِزاجهُ فقط.
رُبما هي تشعرً بالسوء لأنها سَـ تُغادر في النهاية، هَذا كُل ما في الأمر.
“إنها المرة الأخيرة، ألا تُريدين رؤية جدكِ قبل رحيلكِ؟”
نظرت إليشيا إلى السماء التي كانت تُضيء بألوان الغروب وتمتمت.
“أعتقدُ أنهُ نائمٌ الآن.”
“حقًا؟ حسنًا، سيكون مِن السهل اصطحابهُ إذًا.”
“…لا. سيكون الأمرُ صعبًا.”
“ماذا؟ لَمْ أسمع جيدًا.”
“لا شيء. آه، الطلاء سيجفُ بعد حوالي ساعةٍ. سأذهبُ الآن.”
استدارت إليشيا وغادرت، مُتجهةً إلى أسفل الجبل.
لَمْ تلتفت إلى الخلف ولا مرةً واحدة.
***
بعد ساعةٍ.
جف الطلاءُ تمامًا.
“أخيراً!”
بمشاعرٍ مُختلطةٍ بين التوتر والشوق، فتح هيوغو الباب وفمهِ مفتوحٌ مِن الدهشة.
“عـ، عمي؟ عمي؟!”
لَمْ يكُن العم في المنزل.
ولَمْ يكُن العم فقط هو المفقود.
“مـ، ما هَذا… ما الذي…!”
في صدمةٍ كبيرة، وجد المنزل حرفيًا فارغًا تمامًا.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة