الأميرة تتعامل فقط مع الشيء الحقيقي - 1
0. مُقدمة:
متجرً الرهن كان يعجُ بالزبائن.
مِن بينهم، كان هناك عميلٌ واحدٌ كان لديهِ صوتٌ عالٍ بشكلٍ خاص.
“أبي، دعنا نذهب فقط! أنتَ لن تحصُل على المبلغ الذي يستحقُه هَذا!”
“أنتِ لا تفهمين أبدًا.”
“لستُ بحاجةٍ للذهاب إلى الأكاديمية حقًا، لذا…!”
ابنةٌ ذاتُ تعبيرٍ مُنزعج، وأبٌ يبدو أكثر انزعاجًا مِنها.
قد فهم الموظفون ما يفعلُه هَذا الأب وابنتُه ويبدو أنهم يعرفون الوضع جيدًا دون الحاجة إلى سؤالهم.
‘أعتقدُ أنكَ قد أتيتَ بسبب عدم أمتلاككَ ما يكفي مِن المال لرسوم الأكاديمية الخاصة بأبنتك.’
بينما كُنت أفكر ، ابتسمتُ وألقيتُ التحية.
فكرتُ في الأمر وابتسمتُ وأنا ألقي التحية.
“مرحبًا، أيها الزبون. أنا إليشيا، خبيرةٌ في التقييم. هل يُمكنني رؤية ما جلبته؟”
“آه، نعم. هل يُمكنكِ إلقاء نظرةٍ على هَذهِ القطعة؟ حصلتُ عليها عندما كنتُ أعملً في البحر في شبابي مِن خلال رهان! إنها بمثابة تعويذة حظٍ لي.”
“أبي…”
“لا تقولي شيئًا، يا فتاة. إذا حصلنا على 100,000 ، سيكون ذِلك جيدًا.”
نظرتُ إلى الفتاة ورأيتُها مُكتئبة.
‘لابد أن بيع تعويذة الحظ التي تحملُ ذكريات والدها مِن أجل الأكاديمية أمرٌ مُحزن.’
وإذا كان تقييمي لها مُنخفضًا، فسوف يزيدُ الأمر سوءًا.
رغبتُ في تقديم تقييمٍ عالٍ، لكن القواعد هي القواعد.
أخذتُ العدسة لأتفحص العملة، ثم ابتسمتُ قليلاً.
‘أجل، إنها حقًا تعويذةٌ للحظ.’
نظرتُ إلى الأب الذي كان يُراقبني بوجهٍ متوتر وابتسمت.
“هل حصلتَ على هَذهِ العملة مِن خلال رهان؟”
“نعم، هَذا صحيح.”
“هل كان ذَلك في مضيق كاليكو؟”
“كيف عرفتِ ذَلك…؟”
“مِن السهل التعرف عليها.”
فتحتُ الصحيفة التي كانت لدي وأريتها للأب المُندهش.
كانت هُناك.
[…أنها معروفة بأسم ‘عملة كاليكو الذهبية’، تم بيعها في مزادٍ بمليون جولد…]
“ماذا؟!”
“مليون جولد؟!”
بدت الصدمة واضحةٌ على وجهي الأب والابنة، فأعطيتهم بطاقة.
“الحالة العامة للعملة جيدة، وهي من الذهب الخالص. أنا أيضًا أرغبُ في شرائها، لأن هَذهِ هي المرة الأولى التي أرى فيها عملة كاليكو الذهبية. لكنكما ستحصلان على مبلغٍ أكبر إذا قمتما ببيعها في المزاد. اخبروهم باسمي عند ذهابكم، وسوف يعاملونكما بشكلٍ جيد. جربوا الأمر.”
“يا إلهي…!”
“شكرًا جزيلاً! شكرًا لكِ، يا سيدة التقييم!”
مِن الواضح أنها كانت تعويذة حظٍ حقيقية، فقد تم حلُ مشكلة رسوم الأكاديمية.
لوحتُ بيدي مودعةً الرجل وابنته وهما يُغادران بسعادة.
الزبون التالي، الذي كان يُراقب الموقف، تمتم بهدوء.
“لقد سمعتُ عن هَذا مِن قبل، ولكن… الخبيرة هُنا صادقةٌ حقًا. مِن الجيد أنني قد جئتُ إلى هُنا.”
“هاها، أنتَ تبالغ في مدحيّ يا سيدي.”
“هل هَذا السبب الذي يجعلُ الأميرة أيضًا تأتي إلى هُنا؟”
“آه-!”
كيف تسربت هَذهِ المعلومة؟
كان يتحدثُ وأختنقتُ قليلاً مِن المفاجأة عند سماع اسمٍ غير متوقع.
همس الزبون بسرية.
“سمعتُ أن قائد فرسان القصر، وحتى الكاردينال مِن المعبد يزوران هَذا المكان. هل هَذا صحيح؟”
“حسنًا، الأمر فقط-…”
“وليس ذَلك فقط.”
نظر الزبون حوله بعيونٍ مُتلألئة.
“حتى الدوق مورو يزور المكان، أليس كذلك؟”
“حسنًا… أمم.”
“صحيح؟ صحيح؟! يا لهُ مِن شيءٍ مُذهل. أشخاصٌ مثلهم يزورون هَذا المتجر!”
‘ما هَذهِ القدرة الخارقة على جمع المعلومات التي يتمتع بها هَذا الزبون؟’
كنتُ أفكر في الأمر عندما سألني الزبون بوجهٍ مليء بالفضول.
“ما الذي يشترونهُ منكم عادةً؟ أنا حقًا فضولي!”
“حسنًا، هم لا يشترون أيِّ شيء.”
“حقاً؟ إذن هل يأتون للبيع؟”
“لا هم لا يأتون هُنا للبيع أيضًا.”
“ماذا؟ إذا لم يكونوا لا يشترون ولا يبيعون، فهل هم مُجرد… زبائن مُزعجين؟”
‘مَن لا يُدرك أنهُ مُزعج هو المزعج.’
بدا أن الزبون الذي يطرحُ الأسئلة دون توقف هو كذلك.
حاولتُ كبح تذمري في داخلي وفكرت.
نعم، هؤلاء الأشخاص.
‘إنهم مزعجون بالفعل، لكنهم ليسوا مزعجين تمامًا، يالهَذا الأمر المعقد.’
حتى نعرف كيف أصبح هؤلاء الأشخاص زبائن لمتجر الرهونات الخاص بي، علينا أن نعود قليلاً إلى الماضي.
عندما عُدت.
أنا، إليشيا ليونيت، وأنا الآن أعيشُ حياتي الثانية.
1. الحياة الأولى:
نهاية حياتي الأولى كانت بائسةً جدًا.
لقد تعرضتُ للضرب حتى الموت.
“يااا، هَذهِ الفتاة قد بدأت تسعُل دمًا!”
“أليست ميتة؟ اخبرتُكم أن لا تضربوها كثيرًا! كنا فقط نحاول سرقة العِقد…!”
“اهربوا بسرعة قبل أن يأتوا فرسان الدوقية!”
بالضبط، كنتُ على حافة الموت بسبب الضرب.
عندما كان الثلج يتساقطً بهدوء، طارت جريدةٌ مع الريح.
تحت إعلان المطلوبين في الجريدة، كانت هُناك مقالةٌ تقول:
[…لقد تم العثور على جثةٍ مجهولةٍ في موقع حريقٍ في حيٍ فقير بالقرب مِن العاصمة الإمبراطورية، وتبين أنها للدوق السابق ميكيلي فيوكيداد ليونيت مما أثار الصدمة…]
“لقد مات جدي.”
بعد أن قرأتُ الخبر عن العثور على جثة جدي، لم يعُد لدي سببٌ لأعيش من أجله.
حتى أنني لم أعُد أشعر بالألم.
“جدي…”
كنتُ أعيشُ مع جدي في منزلٍ صغير، لكن قبل ثلاث سنوات، قد طُردت.
أقربائي الذين ظهروا فجأة قالوا إن جدي كان دوقًا.
“جدي كان دوقًا؟”
قبل أن أتمكن مِن استيعاب القصة التي لم أسمع عنها مِن قبل، أُجبرتُ على التوقيع على عقد.
《عقد التخلي عن الهوية》
《عقد التخلي عن الممتلكات》
《عقد التنازل عن جميع الحقوق》
كانت عقودًا مِن الواضح أنه لا يجب التوقيع عليها بأي حال.
لكن لم يكن لدي وقتٌ للتحقق منها، لذا لم يكن لدي خيارٌ سوى التوقيع.
“إذا وقعتُ فقط، ستقومون بعلاج جدي، أليس كذلك؟”
“نعم، بالطبع! كيف سنتركُ الدوق الذي وجدناه بعد عناء؟”
وعدوا بعلاج مرض جدي.
كان مِن المستحيل رفض هَذا الشرط.
“ولكن هَناك شرطٌ واحد. لا تعودي إلى هَذهِ الإمبراطورية مرةً أخرى. أبدًا.”
وبهِذا، غادرتُ الإمبراطورية في ليلةٍ وضحاها.
المكان الذي وصلتُ إليه بصعوبة كان دولةً تُدعى مملكة مورو.
كنتُ أعيش أيامي يومًا بيوم مِن خلال القيام بالأعمال اليدوية، وأدى ذِلك العمل الشاق إلى تدهور صحتي.
“لكنني استطيع الصمود. ما دامت صحةُ جدي بخير، كان بإمكاني التحمل. ولكن…”
[…عائلة ليونيت قامت ببيع مُمتلكات الدوق السابق، وعملية الميارث تمت بسلاسة…]
مات جدي.
ولم يمت بهدوء في سريره، بل بسبب حريق.
والأسوأ مِن ذِلك، أن جُثته وُجدت كجثةٍ مجهولة في حيٍ فقير؟
الأدوية باهظةُ الثمن والأثاث الفاخر، كل ذِلك كان كذبًا.
“كيف… كيف يُمكن أن يحدث هَذا…؟”
وفوق ذَلك، تم بيع متجر الرهونات.
كان جدي دائمًا يقول إنهً لن يُغلق المتجر أو يبيعهُ مهما حدث.
لكن عائلة ليونيت تركت جدي ليموت ولم تُحقق حتى أمنيته.
“لم أفقد العِقد، لكنني فقدت كُل شيء آخر.”
نظرتُ إلى العِقد الأحمر، الذي حافظتُ عليه رغم الضرب المُميت، بنظرةٍ فارغة.
كان هَذا العِقد هو الشيء الوحيد الذي استطعتُ أخذهُ عندما طُردت، وهو الرابط الوحيد بيني وبين جدي.
كان الدمُ الأحمر، الذي يُشبه العِقد، يسيلُ على الأرض.
كنتُ أشعر بالظلم. كنتُ حزينةً حقًا.
في اللحظة التي شعرتُ فيها بأنها النهاية، وبالرغم مِن أنني لم أكُن أؤمن بالحاكم، وجدتً نفسي أصلي.
“يا شجرة العالم، فقط أعطني فرصةً واحدة، أرجوكِ… فقط مرةً واحدة…”
وقبل أن أنهي صلاتي، فقدتُ قوتي.
أغمضتُ عيني.
آخر شيء رأيتُه كان الثلج المُتساقط على العِقد وظل شخصٍ يقفُ أمامي.
“مسكينة.”
كانت تلكِ الكلمات التي همس بها الظل الذي وقف أمامي.
***
عندما أغمضتُ عيني، كان الليل حالك السواد في مُنتصف الشتاء…
لكن الآن، كان أمامي ضوءٌ ساطع.
فتحتُ عيني، وحدقتُ بذهولٍ في النافذة، بل في الستائر المُعلقة على النافذة.
“مُستحيل.”
لا يُمكن أن يكون هَذا وهمًا.
كانت تلكَ الستائر قد صنعها جدي بنفسه.
نهضتُ بسرعةٍ ونظرتُ في المرآة.
عيناي البنفسجيتان اللتان لم تنتفخا. البيجاما ذات المربعة التي أحببتها. شعري الوردي الطويل الناعم.
والعِقد الذي كنتُ أرتديه منذُ طفولتي التي لا أتذكرها.
“لقد عُدت…”
عُدت إلى المنزل.
عُدت إلى الوقت ما قبل أن أموت في شوارع مملكة مورو.
إذا كان هَذا صحيحًا، فهَذا يعني…
“جدي، جدي.”
ركضتُ بسرعةٍ إلى أسفل الدرج.
وهُناك…
“جدي!”
“يا لهَذهِ الضوضاء. هل ذاهبتُ إلى مكان ما؟”
كان جدي هُناك.
“جدي! هل هَذا أنتِ حقًا؟ هل تعرف مَن أنا؟ مَن أكون، جدي؟”
“هل تقومين باختباري فور أن فتحتي عينيكِ؟ لقد أخذتُ دوائي، لا تقلقي. أنتِ إليشيا، حفيدتي الوحيدة.”
كان جدي يشربُ شايًا داكنًا.
عندما ركضتُ وعانقتُه، أدار عينيه لكنهُ مسح وجهي بلطف.
عندما لمست يداهُ الكبيرة والمُجعدة وجهي، أدركتُ أنني قد عُدت حقًا.
“لماذا وجهكِ يبدو هَكذا؟ هل رأيتِ كابوسًا؟”
“نعم، كان حُلمًا سيئًا للغاية.”
“ماذا، هل رأيتِ وحش الجزر في حلمكِ؟”
“نعم، حُلم يُشبه ذَلك. ما زلتَ تتذكر أنني لا أستطيع أكل الجزر، جدي؟”
“حتى لو نسيتُ كُل شيء، لن أنسى ذَلك، يا فتاة!”
كنت على وشك البكاء مِن فرحتي لأن جدي لم يتغير.
لكن لم يكُن هُناك وقتٌ لذلك. نظرتُ إلى التقويم ونهضتً بسرعة.
‘بعد ثلاثة أيام.’
لقد عدتُ إلى الوقت قبل ثلاثة أيام مِن ظهور أقاربي فجأة لطردي.
‘ثلاثة أيام. بقيت ثلاثة أيام.’
نظرتُ حول المنزل الذي كان مُمتلئًا بالملاحظات المُعلقة، مسحتُ أنفي وتوجهت نحو جدي.
“جدي.”
“ماذا، يا فتاة؟”
“أنتَ تعرفُ أنني أحبُكَ كثيرًا، أليس كذلك؟”
“هاه، ما هَذا التملق؟”
ضحك جدي بهدوء، وكان مِن الواضح أنهُ مسرورٌ عندما ارتفعت زوايا شفتيه ببطء.
“هل تريدين مني أن أشتري لكِ شيئًا لذيذًا؟ أو هل تحتاجين إلى شريطٍ أو ثيابٍ جديدة؟”
“لا، ليس هَذا ما أريده.”
كان جدي، الذي رباني لأكثر مِن 20 عامًا بعد وفاة والديَّ المُبكرة، هو حياتي وعائلتي الوحيدة.
نظرتُ إلى وجه جدي بعاطفةٍ للحظة، ثم تنهدتُ وتظاهرتُ بأنني طبيعية.
“حقًا، جدي، أنتَ ذكيٌ جدًا. لكن ليس هَذا ما أريده.”
“إذن ماذا تريدين؟”
“أم، حسنًا، ليس شيئًا كبيرًا…”
جمعتُ يدي كما لو كنتُ أصلي.
ثم أنهيتُ صلاتي مِن الحياة السابقة التي لم أتمكن مِن إنهائها.
‘في هَذهِ الحياة، لن أسمح لأيِّ شيء بأن يُؤخذ مني أبدًا.’
“أعطني الختم، جدي.”
لا جدي، ولا متجر الرهونات، ولا حياتي.
لن أسمح بأن يُؤخذ مني أيِّ شيء مرةً أخرى.
ابتسمتُ ابتسامةً كبيرة.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة