Becoming a Cat in a Horror Game - 1
1. أنا قطة
كنت أركض كالمجنونة في الشوارع القذرة. كان قلبي ينبض وكأنه على وشك الانفجار، لكنني لم أستطع إيقافه.
لأنه كان هناك أشخاص يطاردونني لقتلي.
ترددت أصداء خطوات الأطفال الذين يطاردونني بإصرار وقسوة.
“أمسكو به! أمسكو به و أقتلوه!”
“القط الأسود سيئ الحظ….!”
عندما سمعت هذا الصوت ركضت بسرعة. أردت التوسلَ من أجلِ حياتي، لكن لم تخرج من فمي سوى صرخات يائسة.
لقد كنت إنسانة قبل أن أكون قطة.
اسمي عندما كنت إنسانة كان ميا يون.
لأنني قد متُ و تجسدت من جديد كـقطة. لا، هل كان هذا حقًا تجسيدًا؟
في أحد الأيام صدمتني سيارة. وعندما فقدت الوعي وفتحت عيني وجدت نفسي في جسد قطة.
تساءلت عما إذا كنت قد تجسدت من جديد كقطة، لكن المشهد من حولي كان غريبًا. شارع غربي يبدو وكأنه شيء من رواية خيالية. الناس يرتدون ملابس غير مألوفة.
هل تجسدت من جديد في عالم آخر؟ كثيرًا ما اقرأ الروايات التي تحتوي على هذا النوع من المحتوى. و لقد كنتُ أفكر دائمًا في داخلي :’ماذا لو حدث لي هذا النوع من الأشياء؟’
لم أكـن أعلم بأنني سـأتجسد كـقطة!
إذا كنت سأتجسد من جديد كقطة، أتمنى لو تم تجسيدي كقطة جيدة تنتمي إلى عائلة غنية!
لقد تم تجسيدي كقطة سوداء في الشارع. كان من الصعب العثور على الطعام، ولم يحبني أحد. بل لقد اضطهدوا كالقطط السوداء التي تجلب الحظ السيئ.
و كان الوضع كما الآن. بالنسبة لأطفال الحي، كنت مجرد لعبة يمكنهم التعامل معها. الصوت الواضح الذي يطلب الإمساك بي اخترق أذني بشكل مؤلم.
بينما كنت أهـربُ مسرعةً طار حجر و سقط بجواري مباشرةً. و مـن الخلف سمعت الضحكات.
“أوه، يالهـا من مضيعة، لقد كنتُ على وشكِ قتله!”
“عليكَ شراء الحلوى للشخص الذي يُخمن بشكل صحيح!”
شعرت أن الدموع ستخرج. لماذا أنا في هذه الحالة؟ لم أكن أرغب في الرجم حتى الموت، لذلك ركضت بكل قوتي.
بينما كنت أركض إلى الطريق الرئيسي لتجنب الأطفال، طار شيء ما وأصابني بقوة في ساقي.
تدحرجت على الأرض من الألم. اقتربت أصوات خطى الأطفال وضحكاتهم. لقد كان كـصوتِ حاصد الأرواح وهو يقترب.
أوه، هل سـأموتُ هكذا؟ نعم، ربما يكون الموت أفضل من العيـش بهذه الطريقة.
أتمنى أن أولد في وضع أفضل في الحياة القادمة.
وبينما كنت على وشك أن أغمض عيني، سقط ظل فوقي. ومثل المعجزة توقفت خطوات الأطفال.
“مهلًا مهلًا. دعنا نذهب.”
“يالها من مضيعة.”
وسمعت أصوات الأطفال النادمة.
ماذا يحدث هنا؟
عندما فتحت عيني رأيت شخصًا يرتدي ملابس فاخرة جدًا يقف أمامي.
هل أنت نبيل؟
لقد كان رجلاً يبدو أنه في الثلاثينيات من عمره وكان وجهه متجهمًا إلى حد ما.
“….هل هذه قطة صغيرة؟”
يبدو أن الأطفال لم يقتربوا مني عندما رأوا الرجل يقف أمامي. نظر الرجل إليّ بـنظرةٍ فارغة، ثم أمسكَ بظهري و رفعني.
أوه؟ ماذا؟
كنت أراقب الوضعَ من حولي و أنا في حيرة. حملني الرجل و دخل العربة.
و بينما كنتُ متشوقة لمـا سيحدث، سرعان ما دخلت العربة إلى قصرٍ كبير.
“لقد وصلنا، أيها الماركيز دياز.”
فتح السائق الباب و قال ذلك.
ماركيز؟ هل هذا هو الماركيز؟
أمسك بي الرجل مرة أخرى ودخل. كان داخل القصر مبهرًا مثل الخارج. عندها فقط شعرت بالراحة.
واه! أعتقدُ بـأنه سيتم تبنيني في هذا المنزل! هل يمكنني الآن أن أعـيش حياةَ قطة المنزل السعيدة….؟!
بدأ قلبي ينبض، وفي الوقتِ نفسه نزل شخص ما من الطابق الثاني.
لقد كان صبيًا صغيرًا بدا أنه يبلغ من العمر حوالي 7 أو 8 سنوات. كان وجهه، تحت الشعر الفضي الذي بدا وكأنه مصنوع من ضوء القمر، لطيفًا وجميلًا.
ومع ذلك، لم يكن هناك أي عاطفة في عينيه الرمادية الفضية. كان لديه وجه خالي من المشاعر لدرجة أنك ربما تتساءل عما إذا كان طفلاً، لذا بدلاً من التفكير في أنه طفل جميل، كان الشعور بالتوتر له الأولوية.
“أمسك به.”
قال الرجل وهو يرميني على الأرض. بسبب إصابة قدمي لم أتـمكن من الهبوط و سقطتُ بقوةٍ.
…يبدوا أن هناكَ شيء ما ليس على ما يرام.
نظر إليّ الطفل بهدوء ثم حملني بين ذراعيه.
“إيساك، هل يعجبكَ هذا؟”
“نعم، لقد أحببتها.”
إيساك؟ لقد عـرفتُ سابقًا بأن اسمه كان الماركيز دياز، لذا إن أضفنا الاسمين معًا فـسيكون ‘إيساك دياز’.
أعتقد بـأنني قد سمعتُ ذلك الاسم في مكانٍ ما، لكني لا أتذكره. وفي الوقت نفسه، ظهرت نافذة الإخطار أمامي.
[مرحبًا بكم في عالم “ليلة الخوف”.]
‘ليلة الخوف؟’
إيساك دياز.
عنـدها فقط تبادرت هذه الأسماء لـذهني.
كانت لعبة ليلة الخوف آخر لعبة لعبتها قبل أن أموت. و كـان إيـساك دياز هو شـرير هذه اللعبة.
عندما أدركت هوية هذا المكان، تبادر إلى ذهني مشهد على الفور.
مشهد استرجاعي حدث أثناء عملية الكشف عن الشرير.
و كـانت القصة أن عـائلة ديـاز كانت ملعونة منذ وقت طويل، و إبن العـائلة إيساك دياز أصيـب بالجنون.
وخلف السرد تومض صورة إيساك وهو طفل، ممسكًا بيده خنجرًا حادًا. كان يمسك رقبة القطة السوداء بيد واحدة.
قتل إيساك القطة بثقب رقبتها بالخنجر… وكان الاسم الموجود على بطاقة اسم القطة هو “ميا”.
“ماذا ستسميها؟”
ورداً على سؤال الرجل رفع إيساك رأسه ونظر إلى الشخص الآخر.
تسلل شعور مشؤوم إلى الجزء الخلفي من رقبتي.
قال إيساك بوجه خالي من التعبير.
“سـأسميها ميا.”
عند سماع اسم ميا، تحول ذهني إلى اللون الأبيض على الفور. لقد قمت بالاتصال البصري مع إيساك.
“الطفلة المفقودة.”
نعم، الآن يـمكنني فهم كل شيء بالتأكيد.
لقد استحوذتُ على جسد قـطة في لعبة رعب اسمها “ليلة الخوف”. و ليـس هذا فقط، لـقد كنتُ قـطة تموت في مـقطع فيديو قصير من نوع الـ Flash Back.
***
لقد قُضـيَّ علي، قُضـيَّ عليَّ حقًا.
لقد كنت عـالقة في زاوية الغرفة، أقـوم بـلومِ حظيَّ الملعون.
اعتقدت أنني سأنهي حياتي أخيرًا في الشوارع، لكنني الآن عدت إلى المنزل الذي كان من المفترض أن أموت فيه!
ها، ماذا علي أن أفعل؟
بغض النظر عن مدى صعوبة الحياة في الشوارع، لم أكن أريد أن أموت.
متى سأموت؟ اليوم؟ غداً؟ لم تكن هناك معلومات دقيقة في اللعبة، لذلك كان من الصعب تقديرها. ففي النهاية، إنه مجرد فيديو مدته بضع ثوانٍ فقط!
لم يكن لدي أي خيار سوى الهروب من هذا المنزل في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، بسبب إصابة سـاقي فالبكاد يمكنني الحراك.
كيف أهرب، هل سأموت الليلة؟ وبينما كنت أفكر في ذلك، دخل شخص ما إلى الغرفة
لقد كـان إيساك. في لحـظة، شعرتُ بـقشعريرة تسري في عمودي الفقري.
هل يحاول قتلي….؟!
كانت تلك العيون ذات اللون الرمادي الفضي تنظر إلي بلا عاطفة. ثم أمسكني إيسـاك من قفا رقبتي.
ماذا ستفعل بي….؟
وبينما كنت أرتعش، أخذني إيساك إلى مكان آخر.
دخل الحمام وسلمني للخادمة.
“اغسليها.”
“نعم سيدي.”
ماذا؟
وبينما كنت في حيرة من أمري، خرج إيساك وتركني وراءه. بمجرد أن أخذتني الخادمة، عبست.
“آهغ، هذه الرائحة….”
وضعتني في الحوض وبدأت في غسلي. في لحظة، تحول الماء إلى اللون الأسود. كان صوت التذمر، والسؤال عن سبب اتساخي بهذه الطريقة حادًا.
مؤلم، هذا مؤلم….!
صرخت، و لكـن كلما صرختُ أكثر، أصبحت حركات الخادمة أكثر خشونة.
“أنتِ تصـرخين بشكل مـثير للاشمئزاز!”
عندما أنهت حمامي، قامت الخادمة بإخراج الماء مني كما لو كانت تغسل الملابس وجففت فروي بلا رحمة.
كانت ساقاي تؤلماني قليلاً، لكن بعد الاستحمام، تمكنت من شم رائحة الصابون العطري.
أمسكت الخادمة برقبتي ثم خرجت. كان إيساك يجلس على الأريكة ويقرأ كتابًا.
“سيدي، لقد قمتُ بغسل كل شيء.”
“حسنًا. أعطِها لي.”
لقد احتضنني إيـساك بين ذراعيه، و لقد شعرت بالنعومة. لقد كنتُ صغيرة، لكن إيساك أيضًا كان صغيرًا جدًا.
و بينما كان الطفل يحملـني بين ذراعيه، كنت أسمع قلب الطفل ينبض بهدوء. ومن ناحية أخرى، كان قلبي ينبض وكأنه على وشك الانفجار.
كنت خائفة. خائفة للغاية. على الرغم من أنه كان لا يزال طفلاً صغيراً، إلا أنه كان سيقتلني.
“أخرجِ.”
“نعم سيدي.”
كان جسدي يرتجف، ثم رأيـتُ الخادمة وهي تخرج من الباب.
إن كـنتُ أريد الهرب، فهذه هي فرصتي.
نهضت من بين ذراعيه بسرعة وركضت نحو الباب. ومع ذلك، كانت ساقي المصابة تنبض، لذا كان المشي هو كل ما يمكنني فعله.
ومع ذلك، شعرت وكأنني أستطيع الهرب. وبينما كنت على وشك الخروج من الباب، أُغلق الباب بقوة أمامي.
لو لم أكـن حـذرة لتم القبض علي. و بينما كان جسدي يرتجف، كان هناك شعور بالبرد في الهواء.
عندما نظرت للأعلى، رأيت عيونًا بيضاء متوهجة تنظر إلي من الظل.
“إلـى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟”
-ترجمة إسراء