ابنة دوق الجليد تذوب بلطف على يد الفارس الذئب الشيطاني - 1
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- ابنة دوق الجليد تذوب بلطف على يد الفارس الذئب الشيطاني
- 1 - فسخ الخطوبة وإثبات القديسة العظمى
“إليز كلوفيا، أفسخ خطوبتي بكِ.”
أعلن ولي العهد هذا الأمر ببرود، مما جعلني أرفع حاجبي قليلاً بدهشة.
كنا في مكتب والدي، دوق كلوفيا، لم يكن هناك سوى ثلاثة أشخاص في الغرفة: ولي العهد، والدي، وأنا.
كان حضوره في هذا المكان مألوفًا بسبب الشراكة بينه وبين والدي في بعض المشاريع، لكن الدعوة المفاجئة لإبلاغي بفسخ الخطوبة كانت غير متوقعة تمامًا.
انحنيت بلباقة وفقًا لقواعد السلوك اللائق للسيدات، وسألته بهدوء:
“يا صاحب السمو ألفين فيرناك، خطوبتي بك قد تمت بأمر ملكي منذ طفولتنا، فما السبب الذي يدعوك لفسخها الآن؟، أرجو شرح التفاصيل.”
“هذا هو الأمر، يا إليز، إن سلوكك المتصنع هذا يثير اشمئزازي، أنتِ تفتقرين إلى الدفء الإنساني، شعرك الأشقر الباهت، وعيناك الزرقاوان كسماء الشتاء، وبشرتك البيضاء كالبورسلان… كلها تبدو كأنها مصنوعة، لا أريد امرأة غريبة مثلك كزوجة لي.” (انت بتشتم ولا بتمدح)
قال ألفين ذلك، مشوهًا ملامحه الوسيمة في تعبير عن الاشمئزاز وهو يمرر يده عبر شعره الفضي الرمادي. كان والدي، دوق داريوس كلوفيا، يراقبني بوجه يحمل سخرية خبيثة.
“هل فهمتِ الآن، يا إليز؟ أنتِ باردة ومتعجرفة، ولهذا فقد ولي العهد إعجابه بك. ربما عليك أن تعيدي النظر في تصرفاتك.”
لم أكن أعتقد أن هذه الكلمات يمكن أن تصدر من والدي الذي يربطني به نفس الدم، كنت أعلم منذ زمن طويل أنه لا يحبني، لكن سماع هذا الأمر مباشرة كان مؤلمًا. وبينما كنت أصمت، ابتسم ألفين بسخرية باردة.
“حتى بعد كل هذا التوبيخ، لم تذرفي دمعة واحدة. هذا يثبت أنك باردة المشاعر. امرأة مثلك لا تليق بأن تكون أميرة ولي العهد. المرأة التي تستحق حبي هي… هي، تعالي، يا لارا!”
بمجرد أن نادى ألفين، دخلت لارا، أختي غير الشقيقة، بابتسامة مشرقة، خلفها، وقفت والدتها، زوجة والدي الثانية.
“ألفين ساما!”
اندفعت لارا، التي تبلغ من العمر 17 عامًا، نحو ألفين كطفلة صغيرة، متشبثة به بدلال، بدأ ألفين يمسّد شعرها الذهبي بلطف، وكأنها كنز ثمين.
لارا هي أختي غير الشقيقة، وليس بيننا دم مشترك، بعد وفاة أمي مباشرة، أحضر والدي زوجته الجديدة، وهي امرأة من عامة الشعب، إلى منزل الدوقية مع ابنتها لارا، يبدو أن علاقة والدي بهذه المرأة كانت موجودة قبل وفاة أمي، ومنذ ذلك الحين، أغدق الحب على لارا ووالدتها، بينما كان يعاملني دائمًا ببرود.
“ألفين ساما، هل ستجعلني حقًا زوجتك؟”
“بالطبع.”
ابتسمت لارا ابتسامة ملؤها السعادة وهي تتشبث به، ثم نظرت نحوي بعينين مليئتين بالتفاخر.
…ما هذا العبث؟
رغم أنني كنت في موقف عزلة تامة، إلا أن عقلي كان هادئًا بشكل مدهش.
“إليز، وافقي على فسخ الخطوبة، والداك يرغبان بشدة في خطوبتي مع لارا.”
“لا أفهم، ليس لدي مانع في التنازل عن مقعدي كأميرة ولي العهد، ولكن، ماذا عن دوري كمرشحة للقديسة العظمى؟”
‘أنا مرشحة لمنصب القديسة العظمى وأيضًا خطيبة الأمير ألفين’
وُلدت وأنا أحمل علامة القديسة على صدري الأيسر، مما جعلني مرشحة لمنصب القديسة العظمى، في هذا القارة، تُولد امرأة تحمل هذه العلامة كل بضعة عقود في كل دولة، وتُعتبر ممثلة للسيدة “أورا”. ومن واجبها أن تدعم شعبها كقديسة عظمى لكل أمة، في مملكة فيرناك، تُحدد القوانين أن تتولى المرشحة لمنصب القديسة العظمى منصبها رسميًا في اليوم الذي تصبح فيه أميرة ولي العهد.
“بالطبع، سنجعل لارا تتولى أيضًا منصب القديسة العظمى.”
“…ماذا؟”
لم أستطع إخفاء صدمتي.
“ما الذي تقوله؟، هل تنوي تجاهل العلامة المقدسة التي أحملها على صدري؟، القديسة العظمى ليس مجرد لقب يُمنح بسهولة، بل هي مسؤولية تتعلق بأمن الدولة، لا يمكن التعامل مع هذا الأمر وكأنه لعبة!”
“لا تكوني درامية، القديسة العظمى مجرد رمز زينة لا أكثر، عملها يقتصر على الصلاة في الكنيسة المركزية ودعم الروح المعنوية للشعب. أما المهام العملية، مثل القضاء على الوحوش وتطهير السموم، فتقوم بها القديسات الأدنى رتبة.”
انفجر الأمير ألفين وعائلة كلوفيا بالضحك على كلماته.
“هل أنت جادٌ فيما تقول؟”
كان من الواضح أنهم يسيئون فهم الدور الحقيقي للقديسة العظمى، هذا المنصب الذي يدعم الدولة بأكملها لا يمكن أن يُترك بيد أشخاص يفتقرون للوعي بحجم المسؤولية، شعرت بالحاجة الملحة لحماية هذا الدور، الذي يُعد دليلاً على وجودي وهدف حياتي.
وضعت يدي على صدري الأيسر، حيث العلامة المقدسة، هذه العلامة هي دليل على أنني القديسة العظمى المنتظرة، وهي السبب الوحيد الذي يجعل لوجودي قيمة.
“لن أسمح أبدًا بنقل منصب القديسة العظمى إلى لارا! المرأة التي تحمل العلامة هي الوحيدة المؤهلة لتكون قديسة عظمى وأميرة ولي العهد، هذا قانون هذا البلد، ولا يمكن تغييره بقرار فردي من الأمير ألفين!”
ابتسم ألفين بسخرية باردة، وقال:
“بالضبط، العلامة المقدسة التي تحملينها تُسبب الكثير من المشاكل. لهذا قررت أن انتزع علامتك وامنحها للارا. إذا امتلكت لارا العلامة، فلن يستطيع والدي أو الكنيسة الاعتراض على شيء.”
“نقل العلامة المقدسة؟ كيف يمكن نقل علامة محفورة على الجلد لشخص آخر؟”
بدأت هذه الفكرة الغريبة تثير في نفسي الرعب، خاصة مع الصمت الغريب والابتسامات المبهمة على وجوه الحاضرين. شعرت بخوف عميق، وبدأت أتراجع خطوة للخلف، لكن فجأة، أمسك بي والديّ بقوة.
“ما الذي تفعلانه؟ أطلقا سراحي! والدي! سيدتي!”
“لا تتحركي، إليز.”
“نعم، ابقي مكانك حتى ينتهي الأمير من الطقوس.”
“طقوس؟”
تقدمت أختي الصغيرة لارا بخطوات واثقة نحو الأمام. كان وجهها الجميل قد تحول إلى نظرة مليئة بالجنون.
“أعطيني علامتك المقدسة، أختي. أليس كذلك؟ كنت دائمًا تعطيني كل شيء… إذن، أعطيني هذه أيضًا.”
“ماذا تقولين؟ هذا جنون!”
لم تلتفت لارا إلى احتجاجي، وبدأت تمد يدها نحو ياقتي في محاولة للكشف عن صدري بالقوة. حاولت الإفلات، لكن والديّ أمسكاني بإحكام ومنعاني من المقاومة.
“توقفي، لارا! ماذا تفعلين؟”
“أوه، دائمًا تتظاهرين بالسمو حتى الآن. واو، فعلاً هناك علامة حمراء تشبه الوردة على صدرك. أتساءل، إذا اختفت هذه العلامة، ماذا سيحدث لكِ؟… هذا ممتع جدًا! ألفين، أرجوك، افعلها!”
تراجعت لارا خطوة إلى الخلف وهي تنادي الأمير ألفين، شعرت بالإذلال والخوف يجتاحني، خاصة عندما رأيت الأمير يتقدم نحوي ممسكًا بخنجر غريب يشع ضوءًا أحمر مخيفًا.
“سيد ألفين؟ ما الذي تنوي فعله؟”
ابتسم الأمير ابتسامة ساخرة، ورفع الخنجر ليلمع بريقه الدموي في الضوء.
“لا تقلقي، لن أقتلك، هذا مجرد أداة سحرية قديمة صنعتها بناءً على نصوص غامضة تم اكتشافها في مقبرة العائلة المالكة. إنها قادرة على نقل العلامة المقدسة من شخص إلى آخر.”
شعرت بالرعب يتسلل إلى أعماقي عندما اقترب النصل البارد من جلدي. لم أستطع النطق بأي كلمة، وكأن الصوت قد خُنق في حلقي.
“لا أريد هذا… ليساعدني احدهم!”
لكن حتى تلك الصرخة لم تستطع الخروج. كنت أعلم أن لا أحد سيأتي لإنقاذي.
استمر الأمير بطقوسه الغريبة، وشيئًا فشيئًا، شعرت بالقوة تغادرني. عندما انتهى، حررني والديّ من قبضتهما، وسقطت على الأرض بلا حراك.
“هل انتهى الأمر بهذه السرعة؟ كنت أعتقد أنك ستقتلها!”
سمعت صوت لارا المرح، لكن كلماتها كانت قاسية ومرعبة. استدار الأمير نحوها، وسلّمها الخنجر.
“احتفظي بهذا الخنجر معكِ دائمًا، لارا. ستستغرق العلامة بعض الوقت لتنتقل بالكامل إليكِ.”
“شكرًا! أحبك يا سيد ألفين!”
كانت لارا تحتفل وكأنها حصلت على هدية، بينما أنا فقدت وعيي تدريجيًا وسط تلك المشاعر المختلطة من الإذلال واليأس.
وقبل أن أفقد وعيي تمامًا، سمعت الأمير يعطي والديّ تعليماته الأخيرة:
“تأكدوا من أن لا أحد يعلم بما حدث. ادعوا أنها فقدت عقلها بسبب صدمة اختفاء العلامة المقدسة فجأة. عزلوا إليز عن العالم الخارجي تمامًا.”
تلاشى صوتهم تدريجيًا، وغرقت في ظلام دامس.