إلى عزيزتي خلفَ المدفأةِ - 6
الـفصـل 06
「إلى إينوك غرير الغريب.
إذن، أنتم ترتدون زي الخادمات القدامى أثناء الطهي؟ أم أنني بدأتُ أفقد القدرة على قراءة الكلمات بشكلٍ صحيح؟
لا، أنتظر لحظة. أشرح ليّ بالتفصيل! هل ما ترتديهِ هو تنورة أم ماذا؟ كانَ حديثك عن ‘الملابس السوداء‘ غامضًا للغاية، مما يجعلني أشك في الأمر! أخبرني فورًا، هل ترتدي بنطالًا أم تنورة؟
لقد بدأتُ بالفعل أتخيلك مرتديًا التنورة.
يبدو أنني فقدتُ عقلي تمامًا في هذا المكانٍ اللعين. أنا آسفة، لم أكن هكذا من قبل……بالمناسبة، لن أكرهك حتى لو كنتَ ترتدي تنورة، هل تفهم؟ إذا كانَ الموقد يتحدث، والطيور تقدم النقد، فبإمكانك أيضًا أرتداء التنورة.
لكن لماذا يجلس بجانبي شخص يسألني عما إذا كانت لديّ أخبار جيدة؟ ماذا؟ ألا يسمح ليّ بالحصول على بعض الأخبار الجيدة؟
— هـ. أ」
「إلى الآنسة هيلين الغريبة أكثر فأكثر.
ماذا؟ تنورة؟ ماذا تقصدين؟ هل تعنين أنني أرتدي ملابس تتدلى بدون أزرار وتأخذ شكلٍ الجرس؟
لا، بالطبع لا! كيفَ يُمكنني أرتداء شيء غير مريح كهذا! كما أخبرتكِ من قبل، علينا أن نطير على المكانس عبر السماء! كيفَ يُمكننا ركوب المكنسة بملابس تتطاير؟ الأمر نفسهُ ينطبق على الطهي. إن أرتداء مثل هذهِ الملابس سيكون بالتأكيد مزعجًا، أليسَ كذلك؟ سيكون……فارغًا للغاية!
التنورة هي قطعة ملابس قد تؤثر على كرامة الساحر. ليسَ فقط أنا، بل حتى السحرة الآخرون لا يرتدون مثل هذهِ الملابس علنًا. لكن عند النوم، فهي مريحة للغاية! لذلك أستخدمها في تلك الأوقات.
هل كنتِ تستمتعين بارتداء التنورات، يا هيلين؟ أتساءل لماذا تجدين متعة في تخيل مظهري وأنا أرتدي تنورة! هل هناك شيء خاص بشأن التنورات؟
أعتقد أن التنورة هي زيكِ المفضل، أليسَ كذلك؟ لذلك تريدين أن تجعليني أرتدي واحدة، أليسَ كذلك؟
أنا آسف لخيبة أملكِ، لكن قول الحقيقة أفضل من الكذب!
لكن، لماذا كنتِ متحمسة لدرجة أن الشخص بجوارك لاحظ ذلك؟
في ليلة أتخيل فيها زي الخادمة القديم.
إينوك غرير.」
「إلى الآنسة هيلين، التي أختفت فجأةً.
أكتب هذهِ الرسالة وأنا في حالةٌ يرثى لها! مظهري الآن لا يُمكن لأحد أن يحتملهُ. لقد غطيتني الرماد بالكامل! إذا كنتِ تتساءلين لماذا حدث ذلك، فقد كنتُ للتو في شجار مع المدفأة.
كانَ كل شيء يسير بسلاسة بيننا، وفجأةً أنقطع التواصل! أعتقدتُ أن هناك مشكلة في المدفأة! لذلك قمتُ بفحصها قليلًا……لكنها غضبت فجأةً وقالت إنها ليست مخطئة، وأنكِ لم تكتبي ليّ. ثم بدأت تنفث الرماد عليّ!
بعد ذلك……ماذا حدث؟ بعد أن هدأت المدفأة بالكاد، جلستُ لأكتب لكِ مرةً أخرى. لكن هل حقًا لم تكتبي ليّ؟ بدأ ليّ أنهُ لم يكن خطأ المدفأة.
لكنني لا أريد أن أصدق أنك توقفتِ عن كتابة الرسائل ليّ. هل أصبحتُ غير مرغوب فيهِ فجأةً؟ هل خيبتُ ظنكِ بشيء ما؟ ربما……لأنني أعترفتُ بأني لا أرتدي التنورات؟
كانت مراسلتكِ أحد أكبر أفراح حياتي اليومية. حتى أثناء عملي، كنتُ أتخيل كيفَ سيكون ردكِ التالي، وعند عودتي إلى المنزل، كنتُ أترقب بشوق ظهور اللهب في المدفأة. لكن الآن، بعد أن أنقطعت الأخبار من مدفأتي، لا أجد سبيلًا للتخفيف من شعور الفراغ الذي ينتابني.
إذا كنتُ قد ارتكبتُ خطأ، فأتمنى أن تكوني كريمة بما يكفي لتنبهيني إليهِ! أو على الأقل، أغضبِ مني! لقد أخطأتُ بالتأكيد، لكنني لا أعرف ما هو خطئي، وأمضي الوقتٍ ساهرًا، قلقًا، دون أن أتمكن من النوم.
أو……إذا كنتِ لا ترغبين في مراسلتي بعد الآن، فإن هذهِ الرسائل ستصبح عبئًا عليكِ، كضيف غير مرغوب فيهِ يطرق بابكِ باستمرار.
سأحترم رأيكِ دائمًا. لأنني أحبك. نعم، أجد صعوبة في الاعتراف بهذا، لكن كانَ عليّ أن أكتبهُ! لم أكن قد عبرتُ عن مشاعري تجاهكِ في أي من رسائلي السابقة. عندما أدركتُ ذلك، شعرتُ بالندم الشديد. كنتُ على ما يبدو معتادًا على مشاعري لدرجة أنني افترضتُ أنك تعرفينها.
أشعر بالندم لعدم قول ذلك من قبل، لكنني أحبكِ حقًا! إذا قرأتِ هذهِ الرسالة، فلتعرفي ذلك. سيكون هذا كافيًا بالنسبةً ليّ.
لقد كنتُ سعيدًا بمعرفتكِ، يا هيلين.
إذا شعرتِ بالملل أو أشتقتِ لسحري، فلا تترددي في مراسلتي!
مدفأتي مفتوحة دائمًا من أجلكِ!
في ليلة يواسيني فيها الغراب
إينوك غرير.」
「إلى إينوك الأحمق.
هل تعتقد أنني يُمكنني الرد على رسالتك؟ لقد اكتشفتُ رغباتي أمام شخص لم أرهُ أبدًا! في الأصل، هذا كلهُ خطأك لأنك لم تشرح ليّ الأمور جيدًا! ماذا سأفعل الآن؟ لقد جننتُ تمامًا!
الآن، إنتهى كل شيء. كل محاولاتي للتصرف بشكلٍ طبيعي قد باءت بالفشل. لقد كشفتُ كل شيء عن خيالي السخيف الذي كنتُ أحاول إخفاءهُ، والآن، ماذا ستظن بي؟ لنكن صريحين، هل تعتقد أنني منحرفة؟ لكن بعد كل هذا، ما الفائدة من الإنكار؟ ما الذي يدعو أمرأة لأن ترغب في إلباس رجل زي خادمة قديمة إن لم تكن منحرفة؟
لكن، ماذا يُمكنني أن أفعل! لكل أمرأة رغباتها الخفية، وهذا طبيعي. طالما لم تظهرها للآخرين، فهذا لا يعتبر خطيئة، أليسَ كذلك؟ لكنني كشفتها لك تمامًا! يا إلهي!
كنتُ أخطط لقطع التواصل معك من شدة الخجل. أعتقدتُ أنك لن ترغب في الاستمرار في مراسلتي بعد أن عرفت أنني منحرفة. لكن ماذا؟ تقول إنك كنت تنتظر رسائلي؟ أنك حتى تحبني؟
ماذااا؟ هل أنتَ جاد؟ إذا كنتَ لا تزال تقول إنك تحبني بعد قراءة تلك الرسالة السخيفة، فلا بد أنك مجنون مثلي! إذا كنتَ شخصًا عاقلًا، فمن الأفضل أن تبتعد عني! لكنك تقول إنك ‘تحبني‘!
هذهِ العلاقة المليئة بالفوضى لم أعهدها منذُ فترةٍ. أعتقد أننا انتهينا. لا يُمكننا الاستمرار في علاقة مدمرة مثل هذهِ.
مع ذلك، أشكرك على الذكريات الجميلة التي صنعتها ليّ.
لقد قمتُ بإفسادها بتحولي إلى منحرفة.
أنا آسفة، إينوك. كنتُ خجولة جدًا لدرجة أنني اضطررتُ لكتابة رسالتي هذهِ بلغتي الأصلية حتى لا تتمكن من قراءتها. أنا حقًا آسفة!
— هـ. أ」
「إلى عزيزتي الآنسة هيلين.
لم أكن أعرف أنكِ تحملين هذهِ الأفكار! لكنني الآن أشعر بالارتياح! على الأقل، لقد تأكدتُ أنني لم أرتكب خطأ ما!
هيلين، لا تقلقي، حقًا! حقيقة أنكِ تمتلكين هذهِ الأذواق لا تزعجني على الإطلاق! لذا لا داعي للقلق، حسنًا؟ هناك أشخاص أكثر غرابة بكثير، وهذا الأمر لا يعتبر شيئًا مقارنة بذلك.
لقد كنتِ قلقة من أنني قد أكرهكِ، في حين كنا نفكر بطريقةٍ مختلفة تمامًا! لقد كنتُ أشعر بالشيء نفسهُ!
حسنًا، الآن بعدما تبين أنني لا أكرهكِ، وأنكِ لا تكرهينني، يُمكننا أعتبار هذهِ الحادثة منتهية. أنا سعيد جدًا لتلقي رسالتكِ مرةً أخرى!
هل يُمكننا أن نعود أصدقاء مرةً أخرى؟
سأنتظر ردكِ!
في مساء مليء بالسعادة
إينوك غرير.」
「كيفَ قرأت رسالتي؟ هل تتحدث لغتنا؟
— هـ. أ」
「إلى عزيزتي الآنسة هيلين.
بالطبع، فهي أيضًا لغتي!
لماذا؟ هل كانَ مفاجئًا أنني فهمتُ ما كتبتيهِ؟
إينوك غرير.」
يُتبع….