إدارة الأراضي العاطفية بين الآنسة الضعيفة والأمير المطرود - 8
كنت أنتظر، مشدودة الأعصاب، أن يعانقني الأمير ألكساندر. محاصرة عند الحائط، لم يكن بوسعي الفرار مهما فعل. بسبب طلبي “عانقني”، بدا الأمير مختلفًا عن المعتاد: تعبير جدي، قليل من الرهبة، وجاذبية طاغية.
أغمضت عينيّ دون وعي، نادمة قليلًا. هكذا، لن أرى ما يفعله أو تعبيره. في ظلمة المخزن، كيف يبدو وجهه الآن؟ الفضول يعتريني. لكن فتح عينيّ والنظر إلى وجهه القريب؟ ذلك أكثر إحراجًا من أن أتحمله.
وضع الأمير يديه برفق على كتفيّ، فارتجفتُ. “ها قد حان العناق…” فكرتُ، وخفقان قلبي يعلو. انتظرت… لكن يداه لم تتحركا. “ما الخطب؟”
فتحت عينيّ بحذر. كان وجهه قريبًا جدًا، فانتفضتُ. لكنه كان متجمدًا، خداه قرمزيان، ويداه على كتفيّ دون حراك. بدا كمن يشجعني قائلًا “هيا!”، لا كمن يعانقني.
“سمو الأمير؟”
دارت عيناه مرتبكًا: “أ-ألا يعتبر هذا عناقًا؟”
“لا، لا يعتبر.”
“حقًا؟”
“نعم.”
توقعت أن يحيط خصري أو ظهري ويضمني بقوة. قال “أنتِ من أردتِ ذلك” بجدية أربكتني، لكنه توقف عند لمس كتفيّ! حدّقنا ببعضنا. أشاح بعينيه الزرقاوين وأطرق: “عندما لمست كتفيكِ… خجلتُ فجأة.”
“هناك توقفتَ؟”
“لأن العناق يعني التصاقنا!”
صحيح، العناق يقتضي ذلك، لكن وعيه المبالغ به جعلني أشعر بالخجل أيضًا. يداه الكبيرتان الدافئتان على كتفيّ جعلتاني أدرك أنه لو أراد، لسيطر عليّ بسهولة… وأنا كنت سأقبل ذلك. لكنه وضع يديه بلطف فقط، محمر الوجه، في حيرة، مما جعله عزيزًا على قلبي.
نفخت خديّ متظاهرة بالتذمر: “ألم تقل إنك ستفعل أي شيء؟”
“آ-آسف…” أطرق متأسفًا، فضحكتُ: “أمزح فقط.”
لو كان ميخائيل، لعانقني بسلاسة وربما قبّلني. لكنني أفضل الأمير اللطيف الذي يخجل من مجرد لمس كتفيّ. لهذا أنا هنا. لكن إطلاق سراحه الآن يبدو مؤسفًا.
“سمو الأمير… إن لم تعانقني، فامسح على كتفيّ قليلًا.”
“ماذا؟”
“كما تفعل بشعري، بديلًا للعناق… ألا يمكن؟”
“ب-بل يمكنني ذلك!”
بدأ، ووجهه أحمر، يمسح كتفيّ بحذر. شعرت بدفء يده عبر كمي، لمسة رقيقة كمن يتعامل مع جوهرة هشة. تمنيت لو كانت أقوى، لكن دفؤها كان مطمئنًا.
نظرت إليه وفكرت: إن لم يعانقني، لمَ لا أعانقه أنا؟ هو أمامي، غير متيقظ، منشغل بكتفيّ. بامتداد يدي، سأصل خصره، مكملة عناقًا مثاليًا بسبب فارق الطول. لكن كلمته “التصاق” أعادت الحرارة إلى وجنتيّ. مثله، أنا أيضًا أخجل من العناق. مجرد التخيل يكاد يفقدني صوابي. وإن وجدَني وقحة؟
لكن إن لم يفعل، يجب أن أفعل. بالشجاعة، خطوة واحدة تكفي. تنفست بعمق، مددت يدي نحو خصره… ثم سمعت صوت ارتطام.
انتفضنا معًا، نظرنا إلى الجهة المقابلة للرف. هناك، فتى جميل صغير القامة، بتعبير “أُوقعتُ”، كان قد ارتطم بالرف وأسقط شيئًا. كان فيليكس، مساعد الأمير، بزي الخادم الأنيق، يضحك بخجل.
“ضيّعت فرصة عناق الأمير!” فكرتُ بأسف، لكن الأمر تفاقم سريعًا. خلف فيليكس، رجل بزي بيروقراطي فاخر، بأزرار ذهبية تدل على رتبة رابعة. مسؤول بهذا الارتفاع؟ واحد فقط هنا.
قال فيليكس بمرح: “هذا، على ما يبدو، سعادة الحاكم السابق تريبوف.”