إدارة الأراضي العاطفية بين الآنسة الضعيفة والأمير المطرود - 7
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- إدارة الأراضي العاطفية بين الآنسة الضعيفة والأمير المطرود
- 7 - "قلتَ إنك ستفعل أي شيء، أليس كذلك؟"
باختصار، كان الحاكم السابق لأرخانغيلسك، وفقًا لما رواه رئيس البلدية، يجمع الرشاوى ويختلس الأموال خارج راتبه الرسمي، مكدّسًا ثروة شخصية. أدى ذلك إلى معاناة أهل المدينة الفقراء، الذين كانوا يكابدون أصلًا تحت وطأة الضرائب الباهظة، فما بالك بجشع حاكم يبتزّهم أكثر؟ كان العبء ثقيلًا بلا شك.
“لكن ذلك أمر انتهى، فلا بأس. المشكلة الحقيقية هي… تاج الحديد للملك القديس.” قالها رئيس البلدية بوجه مظلم.
في أرخانغيلسك ديرٌ كبير نسبيًا، كان مركز المدينة قبل نشأة الميناء. وفيه كنزٌ موروث يُعرف بـ”تاج الحديد للملك القديس”، يعود إلى الملك الذي نشر تعاليم الكنيسة في لوسي قبل قرون، ويُعد رمزًا للمدينة وقيمتها العظمى. هذا ما تعلمته من الكتب، وأنا ممتنة لتحضيري المسبق.
“الحاكم السابق ينوي سرقة هذا التاج ونقله إلى العاصمة. لكنه رمز مدينتنا، آخر أمل لهذا المكان المتداعي. لذا، أتوسل إليكم، سمو الأمير، استرجعوه بسلطتكم.”
تبادلت أنا والأمير النظرات. إن صحت رواية رئيس البلدية، فهذه فضيحة كبرى. يجب التحقق من الأمر، لكن مثل هذا الفعل لا يُغتفر لموظف حكومي. بما أن الحاكم السابق لا يزال هنا لتسليم المهام، يتعين كشف الحقيقة واتخاذ الإجراءات.
“حسنًا. بصفتي أميرًا وسيد هذه المدينة، أعدكم بالتعامل مع الأمر بحكمة.”
كلماته الحاسمة جعلتني أراه بطلًا حقيقيًا. أميرٌ بمعنى الكلمة!
“شكرًا لكم…” أومأ رئيس البلدية مرتاحًا.
☆
استمعنا لأهل المدينة والقرى والدير، فتأكدنا من صدق كلام رئيس البلدية. ثم توجهنا إلى المبنى الذي كان الحاكم السابق يستخدمه للعمل، لنفحص الدفاتر والمخازن. لحسن الحظ، كان غائبًا، إذ يقيم في قصر على الجانب الآخر من المدينة.
كشف الأمير عن هويته عند المدخل، قائلًا إنه جاء “لتسلم إدارة أرخانغيلسك”، فسمح الحارس بدخولنا بسهولة. في المخزن الواسع المغبر، قلبّت الدفاتر وطابقتها مع الموجودات. كان هناك خلل واضح.
“لا يُعقل أن تكون الثروة قليلة إلى هذا الحد.”
“أنتِ محقة، أليسا.” أجاب الأمير وهو يتفحص المخزن.
أرخانغيلسك اليوم مدينة فقيرة، لكنها كانت غنية في الماضي. الدفاتر تظهر اختفاء جواهر وأسلحة من تلك الحقبة، أو غياب موجودات يفترض وجودها. يبدو أن الاختلاس حقيقي. كان الأمير يتحقق من الرشاوى في ركن آخر، حيث وجدنا جواهر متراكمة في زاوية دون تسجيل، على الأرجح جمعها الحاكم من المدينة لنفسه.
قررت النظر في دفتر آخر على رفٍ عالٍ بالقرب من الحائط. بدا مشبوهًا، وإن كان مرتفعًا قليلًا، فبامتداد ظهري قد أصل إليه، أنا الصغيرة القامة. وقفت على أطراف أصابعي، مددت يدي… وفشلت. لم أنتبه لصندوق تحت قدمي، فتعثرت، وفقدت توازني، وسقطت للخلف.
المخزن ضيق، محاط بالرفوف من كل جانب، وخلفي رف مليء بأسلحة ودروع حديدية ثقيلة. لو ارتطمت به، لانهار عليّ، وربما سحق رأسي. قد أموت… لعنت غبائي في تلك اللحظة. الموت هنا سيكون مهينًا جدًا، وأنا لم أفد الأمير بعد! وتساءلت: هل سيحزن الأمير لو متّ؟
في لمحة، اجتاحت تلك الأفكار ذهني، ثم شعرت بأحدهم يعانقني من الخلف. “ماذا؟”
أحاطتني يدان كبيرتان وجسد مطمئن. سمعت صوتًا ناعمًا: “هل أنتِ بخير، أليسا؟”
ارتحت لصوت الأمير. لقد أمسكني قبل السقوط. “ش-شكرًا…” كنت مرتعبة، وممتنة لنجاتي. جسدي لا يزال يرتجف. الموت بسبب هذا الغباء كان سيجعلني أخجل من مواجهة الأمير، لكن بفضله نجوت.
ثم أدركت شيئًا مذهلاً: “أنا… أعانق الأمير لأول مرة!”
معانقة خفيفة من الخلف، لكنها تبدو كما بين العشاق. “أ-أم… سمو الأمير…” احمر وجهي مجددًا. عادة سيئة لديّ الخجولة: مشاعري تظهر فورًا.
زال خوف الإصابة، وحل محله خجل العناق. نظرت إليه بطرف عيني، فانتبه لوضعنا، فاحمرّ خداه وابتعد بسرعة. أحب رؤيته يحمر خجلاً، رغم أن قول “لطيف” قد يكون وقحًا. لكن معرفة أنني السبب تسعدني. كنت أتمنى لو طال العناق أكثر، مستذكرة دفء يديه. لم نتبادل قبلة أو حتى عناقًا من قبل، فهذه خطوة إلى الأمام.
سعل الأمير متظاهرًا بالجدية: “لو أردتِ شيئًا من مكان مرتفع، كان عليكِ طلب مساعدتي.”
صحيح، كان يجب ألا أجازف بمفردي. كدت أتسبب بكارثة لولا وجوده. “آسفة، أردت مساعدتك لكنني أزعجتك بدلاً من ذلك.”
هز رأسه بسرعة: “لا ألومك. أنتِ تبحثين بحماس، ملاحظاتك دقيقة، ووجودك دعم كبير، لا إزعاج. أنا سعيد بكِ هنا.”
اتسعت عيناي، وابتسمت. أنا مفيدة له! تأكيد حاجته لي جعلني أطير فرحًا. ابتسم الأمير: “لكنني شعرت بالضيق لأنكِ لم تعتمدي عليّ. طولي كان سيجنبكِ الخطر.”
“أ-استخدم سموك؟ هذا أمرٌ كبير…”
“لا تهتمي بذلك. أنا هنا مجرد ماركيز فقير بأرض وأتباع قليلين. أخاف إصابتك أكثر، وسعادتك أولويتي. إذا احتجتِ شيئًا أو أردتِ شيئًا، قولي لي. سأفعل أي شيء.”
نظر إليّ بعينيه الزرقاوين المتلألئتين بلطف. يا له من شخص رقيق، يريد مني قبول عطفه. “سأفعل أي شيء”، قالها. ربما يمكنني طلب شيء أناني قليلاً.
“سمو الأمير… لدي طلب.”
“ما هو؟” تلألأت عيناه بفضول وترقب. ترددت، أشحت بنظري: “هل يمكنكَ أن… تعانقني قليلاً كما فعلت للتو؟”
“ماذا؟”
“أ-أعني… عناقك يطمئنني ويشعرني بالراحة. أهذا… مستحيل؟”
جمعت كل شجاعتي. أنا جبانة، ولولا قوله “أي شيء”، لما تجرأت. احمر وجهه مجددًا، نظر إليّ مترددًا: “إن كان مستحيلاً، لا بأس! آسفة لطلب شيء غريب الآن…”
هز رأسه صامتًا، ثم حدق بي بعينين صافيتين. تراجعت خطوة من التوتر، فاصطدمت بالجدار. تقدم نحوي، محاصرًا إياي. لا مفر. يبدو أنه سيحقق رغبتي.
خجلت فجأة، لكن التراجع متأخر. ظننت أنه سيعانقني من الخلف كالسابق، لكن العناق الطبيعي يكون من الأمام، وهذا قصده. كان خجولًا، لكن عيناه تحملان جدية نادرة: “أنتِ من أردتِ ذلك، أليسا.”
“نعم…”
مد يديه نحوي. خفق قلبي بعنف، فتخيلت اللحظة التالية، وأغمضت عينيّ بهدوء.