Oh, my little princess - 7
__ الفصل السابع __
كان الليل عندما كان كل من في القصر نائمين .
خرج صوت صرير خافت عندما فٌتِحَّ باب غرفة نوم الأطفال.
بايير الذي كان أول من أخرج رأسه قليلًا خارج الغرفة ، أستطاع التأكد من خلال ذلك إنه لا يوجد أحد في الجوار .
كان بايير يسير في المقدمة ممسكًا بالشمعدان .
[توضيح/الشمعدان هو عبارة عن قطعة ديكور تُستخدم عادةً لحمل الشموع.]
حيث سار لويس و مانون وراءه .
“أخي ، لماذا لا يوجد أحد هنا ؟”
“لأنه قد حل الليل بالفعل الآن .”
“الجميع ينام بشكل طبيعي في وقت كهذا .”
“أنا خائف ، ماذا لو خرجت الاشباح أمامنا الآن ؟”
“أين هي الأشباح برأيكَ ؟”
وبِخهٌّ بايير قائلًا إنه غبي ، لكن مانون لم يكن يعتقد إن الطابق الثاني سوف يكون مظلمًا جدًا هكذا ، مما جعله خائفًا أكثر فأكثر وقد كان ينظر مرارًا وتكرارًا خلفه خوفًا من ظهور الاشباح .
كما لم يكن مانون يعتقد أبدًا بإنه سوف
يسقط مع لويس على الارض ، حيث حدث ذلك
بسبب تشبثَّ مانون الخائف بـ لويس كثيرًا .
بعد فترة وجيزة ، عندما وصلوا إلى الدرج المؤدي إلى الطابق الأول ، حذر لويس مانون .
“مانون ، لقد وصلنا إلى الدرج الآن كما إن
المكان مظلم جدًا ، لذلك احرص على
عدم السقوط مرة أخرى .”
“أجل أخي .”
نجح الأطفال الثلاثة في نزول الدرج بأمان
دون أن يصدروا أيَ صوت .
كان الطابق الأول ، مثل الطابق الثاني ، يسوده الهدوء .
كان الطابق الثاني هادئًا لدرجة أن صوت دقات الساعة الكبيرة التي كانت في الزاوية يٌسِمع بصوتٍ وكأنه عالٍ بشكل غريب .
لقد كانت هنالك مشكلة .
المشكلة هي…إنه لم يكن أيَ أحد من هؤلاء الثلاثة يعرف مكان وجود غرفة الطفلة .
“أين هي غرفة الطفلة ؟”
“لا أعلم ، أعتقد أننا سنضطر إلى البحث عنها .”
بينما كان بايير و لويس ينظران حولهما في الطابق الأول ، سٌمِعَّ فجأة صوت سعال .
دوى صوت السعال القوي في صمت القصر .
مانون الذي كان متفاجئًا بصوت
السعال هذا ، حاول الإختباء على عجل .
لكنه كان متأخرًا بالفعل ، حيث فتح الباب وخرج شخصًا ما .
الشخص الذي خرج هو إيدن الذي كان يحمل فانوسًا .
“من هذا ؟”
لكن ، بما إنه قد خرج من غرفة نومه هذا يعني بإنه كان نائمًا وذلك بسبب إنه لم يكن يرتدي نظاراته ، و بدون نظاراته فإنه بالكاد يستطيع رؤية أشكال الأشياء من حوله .
نظر إيدن حوله بينما كان ممسكًا بالفانوس .
لكن المناطق المحيطة كانت هادئة كما لا يمكنه رؤية أي شيء .
هز إيدن كتفيه ودخل الغرفة .
“يبدو أنني سمعت بشكل خاطئ…”
عندما دخل إيدن الغرفة كان الأطفال الثلاثة يختبئون في المساحة الفارغة خلف الدرج .
كان مانون محظوظًا بشدة لأن إيدن كان يعاني
من ضعف البصر ! وبينما كان مانون سعيدًا ، همس
بايير بصوت خافت وضربه على رأسه .
“كاد أن يمسكنا بسببك .”
“ارغغ…”
مانون الذي كان يبكي بسبب ضربة بايير المؤلمة ، فرك المنطقة المؤلمة بيده .
في ذلك الوقت ، اكتشف لويس شيئًا ما و أشار إليه بإصبعه .
“أعتقد بإن الغرفة التي نبحث عنها هناك .”
“أخي ، كيف تعرف ذلك ؟”
“فقط تلك الغرفة مضاءة .”
كما قال لويس ، كان الضوء الخافت يتسرب من تلك الغرفة فقط .
نظر الأطفال الثلاثة إلى بعضهم البعض ثم أقتربوا
من تلك الغرفة .
لكن بايير الذي كان مترُّددًا ، غير قادر على فتح الباب حتى عندما كان يمسك بمقبض الباب أمامه مباشرة .
كان خائفًا من الدخول لسبب ما .
“أخي ، لماذا لا تدخل ؟”
“سأدخل …”
“أخي ، إذا لم تدخل ، سأدخل أنا أولاً !”
عندما كان بايير و لويس واقفان أمام الباب دون فتحه بسبب خوفهما ، تدخل مانون الذي كان الأبعد من الخلف وأصبح فجأة أمام بايير و لويس وقام بفتح الباب .
فتح الباب وكان اول شيء رأوه هو شارلوت النائمة على سرير في الزاوية .
شعر الثلاثة بالدهشة ، لأنهم لم يتوقعوا أن تكون شارلوت موجودة في الغرفة لكنهم تنهدوا بإرتياح عندما سمعوا صوت شخير شارلوت النائمة .
أخيرًا ، تحولت أعينهم إلى المهد الذي كانت الطفلة فيه .
اول من أقترب من المهد كان مانون .
ركض مانون إلى المهد بسرعة وبدون أيَ تردد للحظة .
كان المهد مرتفعًا مقارنة بما كان يبدو عليه ، لذلك كان على مانون أن يرفع أصابع قدميه قليلًا للنظر .
حتى عندما رفع أصابع قدميه كان أرتفاعه مشابهًا لارتفاع المهد ، لكن لم تكم هناك صعوبة في رؤية وجه الطفلة .
“واااه…إنه أحمر حقًا !”
كان شعر الطفلة أحمر مثل الزهور .
أعجب مانون بالطفلة التي كانت تحمل نفس لون شعر روزالين .
نظر إلى الوراء حيث كان يقف بايير و لويس وقال .
“لديها نفس لون شعر أمي !”
بناءٍ على كلمات مانون ، أقترب لويس من المهد .
ذهبت ونظرت في الداخل .
هناك ، كما قال مانون ، توجد طفلة
بشعر أحمر مثل روزالين تنام بهدوء .
لم يكن أمام لويس خيار سوى إشاحة نظره عن الطفلة التي كانت مطابقة لتلك التي رسمها في رأسه .
نظر لويس إلى الطفلة لفترة ثم نظر إلى الخلف .
لاحظ لويس بايير الذي كان لا يزال بعيدًا .
على عكس لويس ومانون ، لم يتمكن بايير من الاقتراب .
“أخي ، لماذا تقف هناك فقط ؟”
“هذا…”
“أقترب وأنظر فحسب .”
نادى لويس بايير الذي كان مترددًا للحظة إلا إنه أقترب من المهد متظاهرًا بإنه ليس متردد .
“…”
صغيرة .
كانت هذه هي الفكرة الأولى التي خطرت في ذهنه عند رؤيتها .
لكن مثل إخوته الصغار ، لم يستطع بايير أن يرفع عينيه عن الطفلة لحظة رؤيتها .
رائحة الحليب الخفيفة ، ومظهرها الصغير والناعم ، ومن جهة اخرى الأيدي والأقدام الصغيرة التي جذبت انتباههم بطريقة ما .
عند النظر إلى الطفلة ، شعر بايير بالرغبة في لمس وجنتيها .
“أخي ، هل يمكنني أن ألمسها ؟”
أهتز كتف بايير الذي أصبح مضطربًا ، عندما شعر وكأنه تم قراءة أفكاره .
الشخص الذي أجاب على سؤال مانون هو لويس .
“كلا ، قد تستيقظ الطفلة مانون .”
“ما زلت أرغب في لمسها ، أعتقد أنها ستكون ناعمة للغاية.”
امتلأ صوت مانون بالحزن .
لويس الذي قال ذلك ، كانت لديه نفس أفكار مانون أيضًا .
بدا خدّيها ناعمين حقًا .
حدق الأطفال الثلاثة بصمت في وجه الطفلة النائمة .
هذه الطفلة في بعض الأحيان كانت تتحرك او تتقلب من حين لآخر بشكل عشوائي أو تتحدث بأشياء غير مفهومة أثناء نومها ، مع تغيير تعبير وجهها بإستمرار ، لكن على الرغم من كل ذلك ، كانت تبدو لطيفة وجميلة للغاية .
“هل الأطفال لطيفون جدًا هكذا ؟”
همس مانون وسأل .
لم يكن بايير أو لويس من سأل ، بل كان مانون الذي رأى الطفلة لأول مرة ، لذلك بدا فضوليًا للغاية بشأنها .
كان من المدهش رؤية جسدها الذي كان يبدوا وكأنه دمية صغيرة كما كانت لديها أيديَّ صغيرة للغاية مع وجه صغير وناعم .
كان سؤال مانون لطيفًا ، أجاب لويس بإبتسامة على وجهه .
“نعم ، جميع الأطفال لطفاء .”
“ليس بالضرورة أن يكون ذلك صحيحًا ، فأنكَ لم تكن هكذا مانون .”
على عكس لويس ، أضاف بايير بصوت فظ .
فتح مانون فمهُّ وحاول أن يقول شيئًا
لبايير ، لكنه لم يقل شيئًا في النهاية .
ومع ذلك ، كانت الطفلة غارقة في نوم عميق ، غير مدركة أنه كان هنالك أشخاص يشاهدونها .
قام بايير ، الذي كان لا يزال يراقب الطفلة ، بمد يده لأنه بدا وكأنها قد نامت بشكل أعمق مما كان متوقعًا .
وقبل أن تصل يد بايير إلى خد الطفلة ، أوقفه لويس الذي كان بجانبه .
“أخي ، توقف ماذا ستفعل إذا أستيقظت الطفلة ؟”
“لا تقلق ، لن تستيقظ بسهولة .”
أجاب بايير بهدوء وحرص على تحريك يده
على خد الطفلة بينما يشاهده لويس بوجه قلق .
كان الجلد الذي يلامس أطراف أصابعه ناعمًا و دافئًا .
شكلت زوايا فم بايير قوسًا يدل على أبتسامته من تلقاء نفسه عند شعوره بلمسها في أطراف أصابعه .
“أخي ، ما رأيك ؟ كيف هو ؟”
“أنها دافئة…”
بناءً على كلمات بايير ، رفع مانون أصابع قدميه كي يصل إلى المهد ، راغبًا في لمس الطفلة أيضًا ، لكنه لم يستطع الوصول إليها فَصِرَّخ قائلًا .
“أريد أن ألمسها أيضًا !”
“مانون ، صه ! سوف تستيقظ شارلوت بسببك .”
عندما أرتفع صوت مانون ، تحدث لويس معه محاولًا اخفاض صوت مانون .
عندها فقط ، سمعوا صوت تحرك شارلوت .
الأطفال الثلاثة الذين أصيبوا بالذعر ألتفتوا جميعهم ونظروا إلى الخلف .
بينما كانت شارلوت مستلقية ، تحركت بضجر لبعض الوقت ثم في لحظة مفاجئة ، رفعت جسدها من السرير .
توقف الأطفال بذعر بينما كانت تعابيرهم تدل على مدى قلقهم .
لحسن الحظ ، لم تنتبه لهم شارلوت واستلقت مرة أخرى بعد تعديل البطانية التي كانت فوضوية .
فقط بعد أن سمعوا شخير شارلوت مرة أخرى تنهدوا بارتياح .
“هاااه…ظننت إنها سوف تمسكنا أخي !”
“مانون ، كن هادئًا قليلًا فقط ، هل تريد إيقاظ الجميع ؟”
“ليس هذا كل شيء…أعتقد بإن الطفلة قد أستيقظت !”
بايير ولويس ، اللذان كانا ينظران إلى شارلوت
عند كلمات مانون ، أدارا رأسيهما على عجل للنظر إلى المهد .
في الوقت نفسه ، كانت هنالك عيون ذهبية تحدق بهم .
تجمدت تعابير وجوه الأطفال الثلاثة ، بايير و لويس و مانون .
استيقظت الطفلة لكنها وعلى عكس توقعاتهم لم تبكي .
لقد نظرت فقط إلى الأولاد الثلاثة
الذين كانوا ينظرون إليها بنظرة محيرة .
نظر بايير و لويس و مانون ، الذين صُدموا لدرجة أنهم تجمدوا ، إلى الطفلة دون أن يقولوا أي شيء .
ضحكت الطفلة التي كانت تنظر إليهم بمرح .
“ضحكت الطفلة !”
همس مانون بصوت مليء بالدهشة والبهجة في الوقت نفسه .
لكن ، بايير لم يتحدث كان فقط
يشاهد الطفلة بينما كان عقله فارغًا .
زوايا عينيها التي كانت مطوية بشكل طفيف عند ضحكها وكذلك وجنتيها اللتان ظهرت عليهما غمازات صغيرة لطيفة زادت من جمالها لدرجة جعلته غير قادر على الكلام .
لقد كانت جميلة جدًا .
بدا أن لويس يشعر بنفس الشعور .
نظر مانون الى الطفلة بعيون متلألئة .
‘أريد أن ألمسها !’
القى نظرة سريعة على أخوته بهذه الفكرة في ذهنه .
لحسن الحظ ، كان أخوة مانون منشغلين بالتفكير .
قال مانون للطفلة قبل أن يتمكن لويس ، الذي كان بجانبه ، من إيقافه .
لامست إصابع مانون خدها الصغير .
مانون الذي ضغط على خدها برفق كي لا يؤذيها ، لقد أعجب بها مرة أخرى أكثر ! قد فتح فمه وقال .
“كما قال أخي ، أنها حقًا ناعمة و دافئة ! تشبه
كعكة هشة و رقيقة !”
أنها مثل الحلوى ! كان الشعور بخد الطفلة شعورًا غريبًا ، وعلى الرغم من ذلك لمس مانون الخد الآخر للطفلة برفق .
قال بايير شيئًا لمانون ، بينما كان متسائلًا حول ما إذا كان من الجيد لمس الطفلة .
“إذا لمستها هكذا ، فإنك ستؤذيها .”
“كلا ، لقد لمستها بحذر شديد .”
كانت أجابته هكذا ، ولكن ، كما قال بايير ، سحب مانون يده سرًا ، لأنه كان قلقًا حقًا ما إذا كانت الطفلة ستصاب بإذى بسببه .
لكنه لم يستطع ، كان ذلك لأن الطفلة أمسكت بإصبع مانون .
“هاه .”
أتسعت عينيَّ مانون حينها .
على الرغم من أنه حاول أخراج أصبعه ، لكن وعلى عكس مظهرها ، كانت قبضتها قوية للغاية .
قال مانون بصوت مذعور .
“أخي ، ماذا عليَّ أن أفعل ؟ أعتقد بإن الطفلة لن تتركني !”
“ليس الأمر أن الطفلة لن تتركك ، بل أنك لا تتركها ، هل تحاول خداعي ما هي القوة التي تمتلكها طفلة برأيكَ ؟”
“كلا ، هذه الحقيقة !”
أجاب مانون بصوت يدل على إنه مظلوم ، لكن بايير أستمر بعدم تصديقه .
بينما كان مانون يتحرك بشكل عشوائي لتحرير يديه ، لكن محاولته لم تنجح إذ كانت الطفلة تمسك بإصبعه بإحكام .
بدا مظهر مانون مضحكا حتى للطفلة ، لذلك ضحكت الطفلة .
في حين كانت الطفلة تَضْحك بصوت عَالٍ ، لاحظ
الجميع تِلْكَ اللَّحْظَةَ التي ضحكت فيها لدرجة تحولت
أعْيُنُهُم جَمِيعًا نَحٌّو الطَّفْلة ، بَعْدَ أن كانت تَضْحَك بهدوء قَبْلَ قليل .
“لطيفة…”
كان بايير هو الذي أخرج أفكاره الداخلية دون إدراكٍ منه .
أغلق بيير فمه على عجل ، وعلى ما يبدوا فإنه قد تفاجأ بما قاله ، لكن لويس ومانون لم يهتموا بذلك على الإطلاق .
لأنهم كانوا يفكرون في نفس الشيء مثل بايير .
أبقى لويس عينيه على وجنتيَّ الطفلة دون حراكٍ .
ربما بسبب ضوء الشموع ألا أن عينيها
الذهبية كانت تلمعان بشكل غريب .
“إنها ذهبية…”
عندما تمتم لويس وهو ينظر في عينيَّ الطفلة ، أومأ بايير برأسه أيضًا .
عندها فقط أدرك مانون لون عينيَّ الطفلة وهمس .
“إنها مثلنا ، أليس كذلك ؟”
“نعم ، مثلنا تمامًا .”
“يبدو وكأنها أختنا حقًا .”
أومأ لويس برأسه عند سماعه تمتمة مانون .
كان من الواضح أن الطفلة ، ذات شعر أحمر مثل والدتهم وعيون ذهبية مثلهم ، هي أختهم الصغرى ، كانت هذه حقيقة لا يمكن أنكارها .
مانون ، الذي كان يتحدث طوال الوقت ، أبقى فمه مغلقًا لسبب ما ونظر إلى الطفلة قبل أن يفتح فمه .
“أخي ، هذا…أنا لن أكره هذه الطفلة بعد الآن ، بل أنني أشعر بالأسف عليها .”
“تشعر بالأسف عليها ؟”
سأل لويس عن ذلك بسبب عدم فهمه ، كلمات مانون .
أجاب مانون بصوت حزين .
“هذه الطفلة أيضًا فقدت والدتها مثلنا ، لكن ، نحن ذهبنا مع أمي في نزهة دومًا كما أننا تناولنا الكوكيز والكعك الذي كانت تصنعه لنا ، كما كانت أمي تغني لنا تهويدة عند وقت النوم ، لكن هذه الطفلة لم تفعل أي شيء من هؤلاء كما أنها لن تستطيع فعل ذلك أبدًا .”
“…”
بدا بايير ولويس في حيرة من كلمات مانون .
لماذا لم يعلموا أنهم ليسوا الوحيدين الذين فقدوا والدتهم…؟
“هل يجب أن نتوقف الآن…؟”
“أجل .”
أومأ بايير برأسه على سؤال لويس .
توقف مانون للحظة ، ودعاهم قائًلا أنتظروا !
“ماذا عليَّ أن أفعل ؟ الطفلة لا تزال تمسك بيدي .”
كانت الطفلة لا تزال ممسكةً بإصابع مانون .
أصبحت تعابير لويس وبايير في حيرة أكثر .
“هل يمكنني أستخدام القوة لأخذ يدي ؟”
“كلا ، ماذا لو أصيبت الطفلة ؟”
“لكن لا يمكنك الاستمرار على هذا المنوال هكذا .”
“أعتقد أنني سأضطر إلى الانتظار حتى تنام الطفلة .”
“لكن ، كيف سنعرف متى سوف تنام ؟”
“هذا صحيح ، ولكن…”
ظهرت تجاعيد على جبين لويس وهو يفكر بشكل جدي .
في ذلك الوقت ، خطرت فكرة جيدة إلى مانون ثم قال .
“ألن نجعلها تنام إذا قام أحدنا بالتربيتَّ
عليها ؟ تمامًا مثلما اعتادت أمي أن تفعل لنا !”
‘أنها فكرة ليست سيئة ، إليس كذلك ؟’
أومأ بايير و لويس برأسيهما ، كما لو أن اقتراح مانون مقبول.
ولكن كانت هناك مشكلة .
من سيقوم بالتربيت عليها ؟
كان الأطفال الثلاثة ينظرون إلى بعضهم البعض فقط دون أن يتقدم أيَ أحد إلى الأمام .
تحدث مانون و لويس أولًا .
“كأخوة كنا نود فعلها ، لكنك أنت الأخ
الأكبر لذا يجب عليكَ أنتَ فعلها .”
أرتعش كتف بايير عندما أخذوا كونه ‘الأخ الأكبر’
حجة لكي يتهربوا من فعل ذلك .
كان لويس ومانون معًا في هذا القرار !
‘أنتَ هو أخي الكبير لذلك يجب أن تقوم بهذا !’
أضطر بايير للموافقة بسبب أصرارهم .
بعد التردد لفترة ، مد بايير يده .
ثم ربتَّ على رأس الطفلة بحذر ، ولم يكن
الأمر سريعًا ولا مؤلمًا .
بالطريقة التي اعتادت روزالين على فعلها كثيرًا .
نظرت الطفلة إلى وجه بايير ، دون أن تعرف ما الذي كان يفعله .
“…”
لكن بعد فترة ، استطاعوا رؤية أن جفون الطفلة تزداد ثقلًا أكثر فأكثر .
تباطأت حركة الطفلة إلى أن أغلقت عينيها تدريجيًا .
خفت يد الطفلة التي كانت تمسك بإصبع مانون .
كانوا يستطيعون بوضوح سماع صوت أنفاسها التي أصبحت منتظمة .
السادة الثلاث ، كلا ، بل نستطيع القول الإخوة الثلاثة نظروا إلى أختهم الصغرى التي كانت نائمة بهدوء .
كانت تلك هي اللحظة التي خُلِق فيها ثلاثة أخوة حبهم إلى أختهم الصغرى التي تعهدوا بإنهم سيحبونها أكثر من أي شخص آخر .
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي