Oh, my little princess - 1
__ الفصل الأول __
“إنه غريب ، غريب حقًا… “
في تلك الغرفة المظلمة ، حيث تسمع أصوات الحطب المتكسر أحيانًا من ذلك الموقد ، الذي كان ينير الغرفة بشكل خافت .
وعلى الجدران ، تم تعليق نسيج ذو نمط غريب محفور عليه رسومات غير مفهومة وغريبة ، وتوجد أشياء مثل زخارف الجماجم والكريستالات مجهولة الغرض موضوعة في كل مكان ، مما يخلق جوًا مظلمًا ومخيفًا .
كانت هناك امرأة عجوز و أمراة شابة في الغرفة .
جلسوا في مواجهة بعضهم البعض عبر طاولة خشبية كبيرة .
عدد قليل من العملات المعدنية المصنوعة من النحاس التي يمكن تسميته بالعملة النحاسية مبعثرة على الطاولة ، وكانت المرأة العجوز يبدو أنها تتأمل شيئًا ما .
ضاقت عينيَّ المرأة العجوز وهي تحدق في العملة النحاسية.
“آه ، هل حدث شيء للطفل ؟”
لقد سألت المرأة بقلق عندما رأت أن التعبير الذي كان على وجه المرأة العجوز لم يكن عاديًا .
ثم رفعت المرأة العجوز رأسها وحدقت في المرأة .
كانت عينيَّ المرأة العجوز ، واحدة سوداء والأخرى أرجوانية ، تحدقان بها بلا حراك ، مما تسبب في أرتعاش المرأة التي أمامها .
نظرت المرأة العجوز إلى وجه المرأة الشابة
ثم نظرت إلى الأسفل .
ثبتَّ نظرة المرأة العجوز على بطن تلك المرأة الحامل .
بطريقة ما ، شعرت المرأة بالرعب من النظرة المرعبة التي كانت على وجه تلك المرأة العجوز وهي تنظر لها ، لذا لقد لفت المرأة ذراعيها حول بطنها كما لو كانت تحاول حماية الطفل .
قالت المرأة العجوز بينما كانت تضحك .
“ضعِ ذراعكِ .”
نظرت إليها المرأة ومدّت ذراعها الأيسر ، بينما كانت ذراعها اليمنى لا تزال ملفوفة حول بطنها .
أمسكت المرأة العجوز بمعصم المرأة النحيف
كما لو كانت تشعر بالنبض .
همم .
أرتفعت زوايا فم المرأة العجوز المجعدة وقد شكلت أبتسامة غامضة .
على العكس من ذلك ، امتلأت عيون المرأة الشابة بالقلق .
“أنها فتاة .”
“ماذا ؟”
“ألا تستطيعين سماعِ ؟ الطفل الذي في رحمكِ
هو فتاة وليس صبي .”
قالت المرأة العجوز ذلك بنظرة غاضبة على وجهها .
قد غطت المرأة فمها بيديها كما لو أنها لا تصدق ذلك ، ثم سألت بصوت مرتجف .
“آه ، هل هذا حقيقي حقًا ؟ آه ، هل انتِ متأكدة
أنها فتاة وليس صبي ؟”
“سوف تكبر لتكون فتاة جميلة تشبه والدتها ، كما إن مستقبلها مشرق للغاية .”
“آه ، يا إلهي !”
خرجت نبرة مليئة بالفرح من فم تلك المرأة .
***
أضاء القمر الذي كانت تحجبه الغيوم ، الليل بنوره الخافت .
دخلت عربة مزينة بشكل رائع تشق طريقها في هذا الطريق الوعر بين الأشجار الكثيفة .
كانت هنالك زهور زرقاء مرسومة بشكل كبير على باب العربة.
أهتزت العربة بقوة بسبب أنها كانت تسير
على طريق وعر مغطى بالحصى .
نظرت المرأة في العربة من خلال النافذة الصغيرة .
بدأت قطرات المطر تتساقط من السماء واحدة تلو الأخرى .
كان سائق العربة يحث الخيول على الركض بسرعة عندما كان يلوح بالسوط الخاص به .
أسرع أثنان من الخيول ذات الشعر الأبيض بينما كان يخرج منهما صوت الهسهسة والصهيل .
توقفت العربة أمام قصر فاخر كبير .
عندما وصلت العربة ، فتح رجل باب العربة الذي بدا أنه كبير الخدم الذي كان ينتظر عند المدخل .
بمجرد فتح الباب ، نزل الشخص الموجود في
داخل العربة إلى الخارج .
كانت امرأة جميلة بشعر أحمر .
رفعت حاشية فستانها الطويل ودخلت إلى القصر
بخطوات مستعجلة .
لم يتمكن الخادم الذي كان يتبعها من إخفاء تعبير القلق على وجهه عندما شعر بأنها قد تتعثر وتسقط .
على عكس الطقس البارد في الخارج ، فإن الغرفة قد كانت حارة ، لذا خلعت معطفها وسلمته إلى كبير الخدم ، وهي تقوم بتهوية نفسها بيدها .
“لقد أعددت الماء للاستحمام ، هل تودين
الذهاب مباشرة إلى الحمام سيدتي ؟”
سأل الخادم ذو الشعر الرمادي تلك المرأة .
هزت رأسها نافية ثم قالت .
“كلا ، أنا بحاجة إلى مقابلته أولاً ، أين هو ؟”
“السيد في المكتبة الآن .”
عند إجابة كبير الخدم ، صعدت الدرج المؤدي إلى المكتبة .
عندما ركضت على الدرج ، توقفت فجأة واستدارت لتنظر إلى كبير الخدم .
“بالمناسبة ، إيدن سيكون من الأفضل إعادة طلاء غرفة الطفل ، اللون الرمادي باهتًا للغاية .”
“هاه ؟”
صعدت الدرج على عجل ، تاركة وراءها كبير الخدم إيدن ، الذي لم يستطع فهم ما كانت تقوله .
وقد توجهت مباشرة إلى المكتبة .
بعد أن التقطت أنفاسها للحظة أمام الباب المغلق ، طرقت برفق .
عندما سمعت صوتًا يدعوها للدخول ، فتحت الباب قليلًا ، وقد ألقت نظرة خاطفة من خلال هذه الفتحة قبل أن تدخل.
“عزيزي هل أنتَ مشغول ؟”
“لا، كل شيء على ما يرام ، على أيَ حال ، متى وصلتِ ؟”
“وصلت للتو .”
خفت تعابير برنارد عندما نظر إلى روزالين ذات الشعر الأحمر.
عندما دخلت روزالين المكتبة ، وضعَ برنارد الكتاب الذي كان يقرأه جانبًا و ضمّ ذراعيه .
اقتربت منه روزالين وجلست في الكرسي الذي على جانبه .
كانت روزالين أول من تحدث .
ابتسمت بهدوء ووضعت ظهر يدها على خد برنارد .
لاحظ برنارد أن زوجته تبدو أكثر سعادة من المعتاد
وسألها عن ذلك .
“هل حدث شيء جيد ؟ تبدين سعيدةً جدًا .”
“بالتأكيد ، كيف يمكنني ألا أكون سعيدةً عندما تحقق أخيرًا ما نتوق إليه أنا وأنتَ طوال حياتنا .”
بعدما قالت روزالين كلماتها الغامضة ، سأل برنارد
“ماذا تعنين بذلك ؟” ولكنها لم تجيب .
بل سحبت يده ووضعتها على بطنها .
لمس برنارد بلطف بطن روزالين ، وعندما شعرت بحركة غريبة ، ضحكت روزالين بسبب تحرك بطنها ، لقد كانت تلك حركة الجنين .
“عندما تضحكين ، يضحك الطفل أيضًا .”
“عزيزي ، إنها طفلة جميل للغاية .”
“هاه ؟”
أمال برنارد رأسه متسائلاً عما سمعه للتو .
ضحكت روزالين بشدة ثم قالت .
“هذه ابنتكَ .”
“…”
“لقد زرتُ العرافة باربرا اليوم ، أنت تعرفها أيضًا، إنها العرافة الأكثر شهرة في العاصمة ، ذهبت لزيارتها لأعرف متى سيولد طفلي ، ولكنها قالت إن طفلنا سيكون فتاة ، لقد قالت بإن هذه الفتاة سوف تنمو كي تصبح شبيهةً ليَّ ، هل تعتقد بإن هذا سوف يحصل ؟”
“…”
“عزيزتي…”
نظر برنارد إلى زوجته بتعبير مرتبك دون أي رد فعل .
ربما كانت ردة فعل زوجها الصامت غير طبيعية ، لذلك دعته روزالين باسمه وضمت وجهه بكلتا يديها .
وبعد ذلك ، تساقطت دموع برنارد المذهول من
عينيه الذهبية بعد أن عاد إلى رشده .
“عزيزي ؟ هل تبكي ؟”
سألت روزالين ذلك في حيرة من امرها ، لكن دموع برنارد لم تتوقف .
مندهشة ، مسحت روزالين الدموع بيدها ، لكن برنارد لمس بطن روزالين بيده المرتجفة ، والدموع تنهمر على وجهه .
“…لا أستطيع أن أصدق ذلك .”
لم يتمكن برنارد من التحدث لفترة طويلة بسبب مشاعره المضطربة الآن .
فقط عانق روزالين بقوة .
لقد كانت روزالين قادرة على تخمين ما في قلبه ، لذلك لم تقل شيئًا وفقط ربتَّ على ظهره بلطف .
برنارد شويف ، الرئيس الحالي لدوقية شويف ، رجلاً كان كل شيء فيه مثاليًا .
عائلة شويف هي عائلة من النبلاء الذين ساهموا في تأسيس الأمبراطورية وكانت العائلة الوحيــدة من النـــبــلاء في إمبراطورية هيلجا الذين حملوا لقب الدوق ، ولذلك كان لها تاريخ عريق مثل تاريخ العائلة الإمبراطورية .
منذ أنهم شغلوا منصب مستشار الإمبراطورية لأجيال ، مارس برنارد سلطة سياسية قوية وامتلك أكبر منجم للألماس ، لذلك كانت لديه ثروة هائلة .
على الرغم من أن العائلة شويف بدت مثالية من الخارج ولم يكن ينقصها شيء ، إلا أن هناك مشكلة قديمة جدًا في تلك العائلة .
كان أن النساء لم يولدن في هذه العائلة .
لم تولد أي ابنة في عائلة شويف لفترة طويلة تزيد عن مئتان عام .
بغض النظر عن عدد المرات التي ولِدت فيها النساء هنا لمئتان عام ، لم يكن هناك سوى الأولاد و الأولاد والأولاد .
أنجب براونشايد وزوجته ، اللذان كانا الجيل الرابع من أصحاب الأسرة ، ما يصل إلى تسعة أطفال فقط لكي ينجبوا ابنة ، لكنهم كانوا جميعًا أبناء .
لطالما أراد برنارد أن يكون له ابنة ، كانت أمنية قديمة أن يكون لدي ابنة جميلة تشبه زوجتي .
كان لديه ثلاثة أطفال ، لكنهم كانوا جميعًا أولاد .
عندما علم أن الطفل الثالث كان أيضًا ابنًا ، تخلى عن أمنيته في إنجاب ابنة .
كما لقد تدهورت صحة روزالين بعد ثلاث ولادات ، لذلك أعلن برنارد أنه لن يكون هناك طفل رابع لهم .
ولكن بسبب القدر ، حملت روزالين بطفلها الرابع .
ولقد قيل إن ذلك الطفل هو فتاة .
“لم أكن أعتقد أننا سنحصل على أبنة لكن، ذلك قد حدث حقًا .”
تمتم برنارد كما لو أنه لا يزال غير قادر على تصديق المعجزة التي أتت إليه .
نظرت روزالين إلى زوجها بعيون دافئة .
نظر برنارد و روزالين إلى بعضهما البعض وتهامسا بمودة .
لقد تذكرت روزالين شيئًا ما فجأة .
“عزيزي ، يجب أن نغير الاسم الذي وضعناه سابقًا عندما كنتُ أنا و انتَ نظن أن الطفل الذي في رحمي سوف يكون صبي ، لا شك في أن اسم ‘جيلوس’ الذي أخترناه في الماضي سيجعل من فتاتنا محلًا للسخرية .”
“لا تقلقِ بشأن ذلك ، كان هناك اسم كنت دائمًا أريد أن أسمي به ابنتي إذا ما حدث ذلك و أصبحت لديَّ أبنة يومًا ما .”
“ما هو ؟”
سألت روزالين ، وابتسم برنارد وأخذ بيدها .
“ماريان… “
“بالنسبة لماريان…هذا هو اسم والدتكَ .”
امتلأت عيون برنارد بالحنين إلى الماضي ، واصل الكلام وما زال يمسك بيد زوجته .
“هذا صحيح ، هذا هو اسم والدتي التي وافتها المنية ، ماتت عندما كنت صغيرًا جدًا ، لذلك لا أتذكر وجهها حتى…ما رأيكِ ؟ هل يمكنني تسمية ابنتي بإسم ماريان ؟”
“بالطبع حبي .”
أجابت روزالين بصوت ناعم .
شعر برنارد أنه سيبكي مرة أخرى ، لكنه حاول كبح دموعه .
إذا كان لدي ابنة ، كنت أرغب في تسميتها ماريان ، لكنها كانت مجرد فكرة .
لم أفكر مطلقًا في أحلامي أن ذلك سيحدث حقًا .
شعرت روزالين بحركة الجنين مرة أخرى عندما كان برنارد يعطي تعبيرًا غريبًا .
قالت وهي تداعب بطنها .
“يبدو أن ابنتنا تعلم أننا نتحدث عنها ،
هي تتحرك بشكل مستمر .”
انعكست حركات الطفل بشكل واضح على الفستان .
وضع برنارد يده بحذر ورفق فوق بطنها .
“لا أطيق الانتظار لرؤيتكِ يا أبنتي الجميلة .”
عند صوت برنارد ، كانت الطفلة تتلوى بقوة كما لو كانت تجيب .
وضعت روزالين يدها فوق يد برنارد التي كانت على بطنها .
“مرحبًا ماريان .”
“…”
“أمكِ وأبيكِ في انتظاركِ ، أريد أن أراكِ قريبًا .”
حثت روزالين ، التي كانت تهمس للطفلة بلطف ، برنارد على إلقاء التحية أيضًا ، لقد كان يحدق في بطنها بهدوء .
“يجب أن تقول مرحبًا أيضًا .”
حسب كلام روزالين ، أخذ برنارد نفسًا عميقًا .
تردد لفترة ثم أخفى صوته المرتعش وقال مرحبا .
“مرحبا ماريان… “
حاولت إخفاء ارتجافي ، لكن روزالين أعطت ضحكة خافتة صغيرة على الصوت المرتجف الذي لا يمكن إخفاؤه .
أمسكت يد روزالين الناعمة شعر برنارد بلطف .
ولقد عانقوا بعضهم البعض لفترة طويلة .
__ترجمة كاريبي