أنا قائدة فرسان البطل الثاني - 12
أصابتني قشعريرة في جميع أنحاء جسدي.
نهضت نينا من السرير على عجل. للحظة، شعرت بألم في كاحلي وكنت سأبكي.
“ماذا بك؟ ماذا يحدث؟”
أجابت نينا على سؤال كيريل.
“لدي شعور بأن شيئًا كبيرًا سيحدث، أين هو زيي الرسمي؟”
“لقد قمت بحرقه. الملابس الاحتياطية تحت السرير.”
أخرجت نينا سلة من تحت السرير. لقد كان المعطف كبيرا وفضفاضا، لكن لم يكن هذا هو الوقت المناسب للقلق بشأن ذلك.
تنهدت كيريل وهي تشاهد نينا وهي تخلع ثوب المستشفى وترتدي زيها الرسمي.
“توقفي عن ذلك. لقد استيقظت للتو ، أنت لست على ما يرام، اذ دخلت معركة في هذه الحالة، فسوف تكونين أول من يموت.”
“أود أن لا أفعل ذلك، لكن لدي شيء مهم يجب القيام به.”
بعد أن ارتدت معطفًا أسودا طويلًا وسيفًا على حزامها، قالت وهي تخرج.
كانت إحدى قدميها بحذاء والأخرى بضمادة.
“كيريل، إذا جاء أشخاص مجهولون، اهربي فقط، لا تنتظريني.”
عبست كيريل في الجو غير العادي.
“ماذا؟ ماذا جرى؟”
“يجب عليكِ الهروب!”
قالت نينا هذا وبدأت في الركض.
“لماذا تأذيتُ في وقت مثل هذا؟ إنه أمر مؤلم للغاية، حقًا!”
على الرغم من شكواها بصوت عالٍ، لم تبطئ نينا. وبدلا من ذلك، زادت من سرعتها تدريجيا.
انفجار-!
الصوت الذي هز الأرض في اللحظة التالية..
وميض أرجواني ملأ مجال الرؤية..
وفي الوقت نفسه، هبت رياح قوية سامة..
“هل انكسر الحاجز؟!”
مع صوت طقطقة، تناثرت ألسنة اللهب الزرقاء فوق المعطف ثم احترقته…
حتى الزي الرسمي، الذي تمت تصنيعه خصيصًا لمنع تلوث بيلاك، لم يستطع تحمل هذا السم القوي.
نينا التي كادت تطير بفعل الريح تمسكت بغصن شجرة، خلعت معطفها ورمته بعيدًا..
وبعد ذلك بدأت بالركض للأمام مرة أخرى.
“اللعنة، اللعنة، اللعنة.”
شتمت نينا وسحبت سيفها..
عندما وصلت إلى مركز الانفجار، كانت المعركة جارية بالفعل.
‘ما هذا الجنون؟’
بدا الأمر كما لو أن جميع البيلاك قد اجتمعوا معًا وأقاموا حفلة..
ولم يتبق سوى بعض الفرسان ..
قامت نينا بسرعة بفحص الأفراد الناجين بنظرتها ، شعرت باليأس في لحظة..
تم القضاء على الفرسان العاديين، ولم ينج سوى اثنين من النخبة.
جان ونائب الكابتن لويس.
‘ماذا عن أدريان؟’
كان أدريان مستلقيا خلف جان ولويس..
صرخت نينا دون أن تدرك ذلك.
“أدريان!”
استجاب جان لصرختها.
“أنه على قيد الحياة! لقد فجّر الكاهن المجنون هذا الشيء وكان قريبا منه…”
“استطعنا النجاة بطريقة أو بأخرى.” تابع لويس.
منع الاثنان الهجوم و بفضل هذا، تمكن أدريان من البقاء على قيد الحياة.
أولئك الذين كانوا بالقرب من الحاجز وقريبين من الانفجار تمزقوا إلى أشلاء.
تم تفجير أحد جوانب المبنى المكعب بالكامل، وكان يتدفق منه شيء يشبه السائل اللزج..
وظل بيلاك يزحف للخروج منه.
ومن بين كل شيء، كان هناك شيء يشبه المخلب الضخم يحاول الخروج من فتحة الحاجز الضيقة.
لذا بدا وكأن بقية الحاجز سينهار…
“نينا! كوني حذرة!”
صاح جان.
الشيء الذي هاجم نينا كان بيلاكًا كبيرًا يشبه الحبار. كانت أرجلها العديدة طويلة جدًا، وكانت كل واحدة منها مغطاة بقشور تشبه الفولاذ.
عندما اصطدم بسيفها، أحدث رنينًا وتطاير الشرر.
“أنا من يحظى بحماية ريح الشمال والصقيع، شفرة الريح العاتية ، الصقيع البارد!”
تألق شعار الروح في ذراعها مثل اللهب تحت الأكمام المطوية.
قطع النصل الأبيض المتجمد الساق الضخمة بضربة واحدة. كما لو قامت بقطع قطعة من الزبدة الطرية..
تم تجميد الجزء المقطوع بلون أبيض نقي. جاءت نينا بسرعة الى جانب جان ولويس.
كان من السهل جمع شتاتهم، ولأنهم كانو قريبين كانو متزامنين بشكل مثالي..
أصبحت المعركة أسهل، ولكن يبدو أن لم النصر يكن واضحا. صرّت نينا على أسنانها.
“لا نستطيع الفوز بهذا.”
كان من الصعب جدًا التعامل مع هذا الحبار الضخم وحده، ولكن بقية بيلاك يتدفقون الى جانبه أيضا..
هذا ولم يتم كسر سوى جانب واحد من الحاجز الآن، فماذا لو تم كسر جميع الجوانب؟
انتشر الضباب الأسود الأرجواني على الأرض ،
كان ينتشر تدريجيا حولها.
بمجرد النظر اليه يمكن استنتاج أن البشر العاديين لا يمكنهم تحمله.
‘علاوة على ذلك، أنا مصابة. تبا.’
“الرياح الشمالية والصقيع. حليففائي القدماء، درع حازم لا يتزحزح، صمت يبتلع كل شيء، درع شتاء كامل!”
عندما رفعت سيفي وصرخت، ظهر درع دفاعي مستدير من الجليد المتجمد.
“السيد الشاب!”
وضعت نينا السيف على الأرض وركعت على ركبة واحدة بجانبهم. حتى مع الدرع، كان جان لا يزال حذرًا من خصمه، اقترب لويس من أدريان لتفحص جروحه..
كان الدم يتدفق بشدة من رأس أدريان.
بينما كان يخلع معطفه الملوث ، عاد أدريان إلى رشده ..
فتح عينيه الضبابيتين، ووقف متعثرا.
انفجار! انفجار! انفجار!
تحدثت نينا بسرعة عندما سمعت صوت القصف المستمر على الدرع.
“من فضلك اترك هذا المكان لي. تراجعا أنتما الاثنان مع السيد”.
لقد كانت جملة قصيرة وموجزة، لكن لم يقبلها أحد.
رد جان
“لا تكون مضحكة.”
ضاقت عينيا أدريان..
بدأ درع نينا ينكسر..
استدارت وتحدثت بسرعة مرة أخرى..
“أنا الوحيدة التي يمكنها إغلاق تلك الفجوة ووضع حد للوحوش. سيدي الروحانيان الوحيدين هنا هما أنت وأنا، ولا يمكننا أن نترك الأمر لك، أليس كذلك؟”
“ولم لا؟”
مد أدريان يده وأمسك ذراعها.
“أنا سأفعلها.”
“لا، ليس مع هذا الجسد. بعد كل شيء، أنت القائد. أنا الوحيدة التي يمكنها فعل ذلك.”
ابتسمت نينا وقامت من مقعدها..
“جان، نائب الكابتن، من فضلكما قوما بعمل معروف لي.”
سأل جان بوجه قلق.
“مالذي تنوين القيام به؟”
شعر وكأنه يعرف ما ستفعله، ومع ذلك سألها..
هزت نينا كتفيها..
“سأقوم بإبرام عقد مع روح جديدة.”
اغمد جان سيفه وأمسك بالدرع..
“حتى لو متِ، سأموت معك. لن أهرب واتركك خلفي.”
“أنا لا أطلب منك أن تهرب، أنا أطلب منك أن تحمي نفسك يا سيدي.”
“لا حاجة لذلك.”
قال ادريان بقسوة محاولا النهوض ، لكن الدوخة جعلت من الصعب عليه الوقوف بشكل مستقيم.
رؤيتي غير واضحة..
قام لويس بدعمه..
“لن أتركك خلفي. إذا كان على شخص ما أن يبقى، فسوف أبقى أنا.”
قال أدريان بعد أن مسح الدم من فمه ..
نفخت نينا خديها..
“أنت حقًا تتحدث بالهراء. اذا تركتك، فلا بد لي من الذهاب إلى شخص ما للإبلاغ عن هذا الأمر. إذا مات السيد الشاب، ماذا سيحدث للعضو الذي هرب وترك قائد الفرسان وحده؟”
خفض أدريان رأسه على كلماتها.
دفعت نينا صدر أدريان.
“قم بواجبك.”
الحياة مسؤولية، والبقاء على قيد الحياة واجب أيضًا.
صر أدريان أسنانه. لم يكن يريد التحرك ولو خطوة واحدة من هذا المكان.
لقد خسر كل شيء بسبب خطإ في حكمه..
….مع ذلك …. مع ذلك…
حتى أنت؟
حتى أنت؟
أنا أكره ذلك، أنا أكره ذلك.
أنا أكره ذلك تماما.
بدونك أنا-.
علقت هذه الكلمات ف منتصف حلقه..
لا أحد يهتم بحياتي لذا دعيني أبقى معك..
“القائد.”
ناداه به لويس.
نظر إليه أدريان بوجه مشوه..
“دعنا نذهب.”
في تلك اللحظة، انكسر الدرع. ركضت نينا على الأرض.
طاردتها أرجل الحبار. تهربت نينا من الهجوم وبدأت ترنيمة طويلة.
“أيتها الشعلة الحارقة، ذات حرارة تحترق وتفجر أي شيء، شعلة تنبع إلى ما لا نهاية. أقدم لك جسدي ودمي وعظامي..
.”
“نينا!”
صاح أدريان..
صرّت نينا على أسنانها.
بدأت طاقتها تستنزف بمعدل لا يصدق.
كائن ضخم بشكل مخيف جعلها تشعر كما لو كانت النهاية.
“أقدم روحي إلى مذبحك المشتعل بلا نهاية…”
زادت حرارة الهواء وأمسكت نينا سيفها بإحكام.
“تعال يا صاحب اللهب الأحمر!”