أنا قائدة فرسان البطل الثاني - 11
***
كانت القلعة هادئة في الليل.
جلس أدريان بجانب السرير واستمع إلى تنفس نينا المحموم.
شعر بثقل في قلبه عندما سمع تنفسها الثقيل ورأى خدودها تحمران من الحرارة.
بلل منشفة جديدة و وضعها على جبهتها.
المرة الأولى التي التقى بها كانت عندما كان في التاسعة من عمره.
في ذلك الوقت، كان قد تخلى بالفعل عن معظم حياته..
حتى عندما كان طفلاً، كان يعلم أنه لم يتبق لديه الكثير من الوقت للعيش..
ابتسمت فتاة المطبخ الشابة التي جاءت في ذلك الوقت بنفسها اليه وقالت: «مرحبًا يا سيدي». عندما قالت ذلك، شعر بالحرج، لكنه اعتقد أنها لم تكن تقصده.
لانه في ذلك الوقت، لم يلقبه أحد في القصر بـ “السيد”.
نظر الجميع إلى الدوقة التي وصلت حديثًا ورأوا أيضًا لامبالاة الدوق..
لقب السيد لم يكن يخصه بصفته ابنا غير شرعي. كان الابن الأكبر الوحيد للدوقة المولود حديثًا هو “السيد” ..
ومع ذلك، أصرت نينا على مناداته بـ “السيد الشاب”. كانت الوحيدة إلى جانبه.
كان الأمر غريبًا جدًا لدرجة أنه تساءل عما إذا كان هذا نوعًا جديدًا من القتلة الذين أرسلتهم الدوقة لقتله..
لكن لم يكن كذلك..
كان الأمر غريبا ولكن لا..
نظرًا لأن نينا كانت الوحيدة التي لقبته بالسيد، فإن الشخص الوحيد الذي كان عليه حمايته هو نينا..
ثم الشعور عندما نادته بـ “أدريان” ، كان كالشعور بالحرية..
زفر أدريان وأزال الشعر الذي كان ملتصقًا بوجه نينا بعناية.
في كل مرة تمرض فيها، يغرق قلبي ويصبح فمي جافا ويصعب التنفس.
“… السيد..؟”
كان صوت الغمغمة متصدعًا جدًا. وضع أدريان بلطف قشة مصنوعًا من القصب بالقرب من فمها..
بعد أن أخذت بضع رشفات من الماء، تنهدت نينا وأغلقت عينيها وتمتمت.
“إن هذا يذكرني بالأيام الخوالي ………..”
عبس أدريان معتقدًا أنه يعرف ما كان يفكر فيه. حدث لا ينبغي أن يتكرر مرة أخرى في الحياة.
الحادثة التي سهر فيها طوال الليل يصلي حتى لا تموت نينا.
كان ذلك عندما شربت نينا الشاي الذي قدمته له الدوقة بدلاً منه.
كان الشاي الذي سكبته الدوقة واضحًا وشفافًا. اللون الذهبي للشاي الجميل.
كنت أعرف أنه مسموم قبل أن أشربه، لكن لم أتردد في حمل الكوب بيدي.
كان لديه بعض المقاومة للسم، وقرر أنه لن تكون فكرة سيئة أن يشربه هنا ويؤكد وضعه كضحية.
لكن نينا انتزعت الكأس من يده وشربته دفعة واحدة..
عندها تغيرت القصة بأكملها..
“نينا…!!”
كانت هذه هي المرة الأولى التي ينادي فيها اسمها بهذا الشكل.
رفع رأسه لطلب المساعدة عندما رأى دماء حمراء زاهية تتدفق من يد نينا وهي تغطي فمها..
في ذلك الوقت، أدرك شيئا مرة أخرى..
أنه لا يوجد أحد إلى جانبه.
وقف الخدم المصطفون بصمت بوجوه عادية وكأن شيئا لم يحدث. اخذت الخادمة الكوب الذي سقط على الأرض وأعادته إلى مكانه.
ابتسمت الدوقة بلطف وملأت الكأس مرة أخرى..
ابتسامة نبيلة وأنيقة..
كانت تبتسم مثلما كان هو يبتسم دائمًا..
عانق نينا التي كانت تشعر بالبرد وخرج من القصر. أخرج حصانًا وركبه واتجه نحو الفرسان.
وفي ظلام الليل دعا روحه. فتح الظلام طريقا سريعا له، فقفز مسافة طويلة عبر الظلال العميقة ليصل إلى المجموعة.
كانت هذه هي المرة الأولى التي شعر فيها بالامتنان لكونه متعاقدا روحيًا.
‘في ذلك الوقت، لم يكن هناك وقت للتفكير مرتين.’
كانت نينا بين ذراعيه تبصق الدم بشكل متقطع، والآن توقفت حركتها تمامًا. أصبح تنفسها الخشن ضعيفًا أكثر وأكثر، ولم يكن أمامه خيار سوى التوسل إليها..
“عندما وصل إلى مقر الفرسان ووضع نينا أمام كيريل، قال كيريل بتعبير مظلم. لا أستطيع أن أضمن حياتها.”
لعدة أيام … صلى.
لحسن الحظ، تعافت نينا، وقال كيريل إن ذلك بفضل الأرواح..
“ولكن مرة أخرى.”
حدث هذا مرة أخرى.
تنهد..
شعر أدريان أن نينا أصيبت بالأذى لأنها كانت معه.
على الرغم من أنني أعلم أنني يجب أن أبقيها بعيدًا، إلا أنني لا أستطيع السماح لها بالرحيل بسبب أنانيتي.
بالطبع، نينا ليست من سيتقبل إذا انفصل عنها..
صديقة طفولته..
هكذا سمت نينا علاقتهما. لم ينكر أدريان ذلك حقًا أيضًا..
لأنه ليس خاطئا..
ولكن أعتقد أنه ليس كافيا…
قام أدريان بتغيير المنشفة المبللة مرة أخرى وهمس لنينا.
“عودي للنوم.”
ضحكت نينا بشكل مشرق على تلك الكلمات. ودون أن تدرك ذلك..
مثل طفل جيد سقطت نينا في نوم عميق مرة أخرى.
انحنى أدريان إلى كرسيه.
‘الدائرة السحرية.’
فرك جبهته.
كانت هناك أشياء مزعجة تحدث في الداخل والخارج.
دوق لوفرين لديه ثلاثة أبناء..
ابنه غير الشرعي وطفلا الدوقة..
توفي الطفل الأكبر منذ ثلاث سنوات..
ونجا أدريان من التسمم. ربما لا تحب الدوقة أنه يسيطر على الجماعة المسلحة التي تسمى فرسان الظلام.
ومع ذلك، بيدو أن الدوقة كانت هادئة بعد ذلك..
‘هل هي تحاول كسر الحاجز؟’
لم أستطع حتى أن أتخيل مقدار الخسائر إذا تم كسر الحاجز وتدفق تلوث بيلاك.
‘سيكون من الأفضل إبلاغ المعبد.’
المعبد هو من يدير الحاجز، وليس الدوق..
أغلق أدريان عينيه وهو يفكر في هذا.
***
-يمكننا أن نلتقي مرة أخرى بالتأكيد. اذا كنت….
تحدث الصوت كما لو كان وعدا. صوت حلو ولطيف.
فتحت نينا عينيها.
سقطت دموعها لأن الصوت الجميل كان لا يزال حيا في أذنها. لكن…
‘أنا لا أتذكر ماذا كان الحلم.’
تذكرت فقط تلك الكلمات الأخيرة. هل كان حلما حزينا لذا نزلت هذه الدموع؟
‘ومع ذلك، كان صوتًا ودودًا.’
هل هو بسبب الحرارة؟
عندما فحصت جبهتي، لم تكن هناك حمى. انخفضت الحمى ولكن آلام عضلاتي مازال لم يختف .
فتحت نينا فمها..
“جسدي كله يؤلمني.”
“شعورك بالألم دليل على أنك على قيد الحياة.”
قالت كيريل وهي تنفث دخانًا من غليونها.
عندما أدرت نظري، رأيت كيريل جالسة على كرسي، وترتدي رداءً أبيض كالعادة.
كانت تضع نظارة على عين واحدة ، قالت إن بصرها جيد جدًا حتى بدون استخدام مثل هذه الأشياء.
بما يتناسب مع خشونة فرسان الظلام، كانت كيريل أيضًا قاسية للغاية..
حتى لمسة يدها أثناء العلاج وكلماتها..
“كيريل، ألا تعتقدين أن المريض يحتاج أحيانًا إلى كلمة دافئة تريحه أو لمسة لطيفة؟”
“هل أنا طبيبة؟”
“ألست كذلك؟”
“لا، أنا باحثة.”
أخرجت كيريل غليونها من النافذة بوجه يشير إلى أن نينا كانت تتحدث هراء..
“لا أستطيع أن أصدق ذلك، كل هذا الوقت، كنت أعتقد تماما أنكِ طبيبة، لا أصدق أنني فحصت من قبل شخص لم يكن حتى طبيبا..”.
عندما تمتمت نينا بصوت غير مصدق، قالت كيريل: “أنا أفضل من بعض المحتالين”. وابتسمت ابتسامة عريضة.
تابعت وهي تضع يديها في جيوبها.
“على أية حال، لحسن الحظ أنك مقاومة للسموم. لو كان شخصًا آخر، لكان قد دُفن هناك منذ وقت طويل”.
أومأت نينا برأسها عندما اشارت كيريل الى المقبرة.
حسنا هذا صحيح..
فكرت كيريل في إخبارها أن القائد قد غادر بعد أن سهر طوال الليل وهو يرعاها، لكنها تراجعت عن ذلك.
بدلا من ذلك، أعطت نصيحة..
“لكن عليكِ البقاء تحت المراقبة لأسبوعين على الأقل..
لذا لا تتحركِ دون داع. لقد استيقظتِ للتو بعد ثلاثة أيام.”
“ثلاثة أيام ؟ يا إلهي.”
قالت نينا في مفاجأة … ثم رفعت رأسها فجأة.
كانت حركة مثل الأرنب الذي شعر بخطر في محيطه. لذلك جفل كيريل دون أن يدرك ذلك.
“المكان هادئ.”
تحدثت نينا بهدوء وأومأت كيريل برأسها.
“القلعة فارغة اليوم.”
“هل من الممكن أنهم تركوني خلفهم وانتقلوا الى مكان اخر؟ حتى أنهم لم يأخذ كيريل معهم؟”
أنزلت كاحليها بحذر إلى أسفل السرير، واحتضنت نينا جانبها وأطلقت أنينًا..
“لا، معظم أفراد الوحدة اليوم توجهوا نحو الحاجز.”
“ماذا؟”
“تلك الدائرة السحرية التي أبلغتي عنها ، جاء شخص من المعبد ليتحقق منها.”
“من المعبد؟”
“نعم، بما أن هناك شخص خارجي، فقد أخذوا النخبة جميعا كمرافقين”
.
“….”
أخذت نينا نفسا عميقا.
إبادة فرسان الظلام.
على الرغم من أنني كنت أعرف ذلك في رأسي، كان هناك شيء غريب.
كان أدريان حذرا على الدوام. وكان الفرسان متفرقين دائمًا.
‘هل هذا هو؟!’
إنه حتى معبد..
أليس الشرير الأخير للقصة من المعبد؟