أنا قائدة فرسان البطل الثاني - 07
تبادر الى ذهن نينا الحادثة رقم 3…
إذا كانت الدوقة تحاول تسميم أدريان، ألن يكون هذا هو الوقت المناسب!
بالطبع يجب أن أتبعه.
“عندما يوشك على تناوله أقطع الصمت، إنه سم!” تخيلت مشهداً سأصرخ فيه هكذا..…
لكن في النهاية انتهى بي الأمر بشربه.
حسنًا، لم يكن هناك طريقة أخرى غير شربه.
“نينا! نينا، أنت على قيد الحياة، أليس كذلك؟ “
حاولت نينا الرد على الصوت الخافت في مسمعها.
لقد كان صوتًا لم يكن مثل صوت ادريان المعتاد. صوت فقد كل رباطة جأشه وهو يتوسل.
كانت نينا باردة وكان ادريان خائفا من هذا.
إذا ماتت هكذا… إذا تركته وراءها…
رغم أنه كان طويلا، إلا أنه كان لا يزال صبيًا في السادسة عشرة من عمره. واصل المشي عبر الثلج بعد أن تخلى عن حصانه الذي انهار من التعب
الليل، كانت هذه هي المرة الأولى التي يصلي فيها من أجل أن يأتي الليل.
كان الثلج يتساقط في كل مكان، لذا لم يكن هناك ظل أو ظلام.
تنعكس الشمس على الثلج وتنشر نورها
لم يكن في الحقل الثلجي سوى الضوء.
بدأت الشمس بالغروب أخيرا، ازدادت الظلال، تمكن بالكاد من الانغماس في الظلام.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يسير فيها في الظلام بنفسه، ولكن لم يكن هناك طريق آخر.
“الظلام، حيث لا يوجد طريق أو ضوء يرشدك، من فضلك أرشدني إلى مكان هادئ.”
بينما كان يسير عبر الظلام، فكر في فرسان الظلام، المكان الوحيد الذي كان بجانبه..
عندما خرج أدريان من الظلام، فتح جان، الذي كان يشعل النار، عينيه على نطاق واسع.
“القائد؟”
“كيريل! أين كيريل؟!”
وقفت الطبيبة كيريل بسرعة عند سماع اسمها.
“ماذا حدث- عفوًا.”
مد أدريان نينا نحوها…
“نينا، شربت نينا السم..”
قالت كيريل وهي تضع نينا على الأرض.
“سم؟ دعني اتحقق .”
كان سلوكها هادئًا جدًا لدرجة أن أدريان تساءل عما إذا كانت كيريل غير مدركة لخطورة الوضع.
“كانت تسعل دمًا، وبالكاد تتنفس، كما أنها باردة جدًا.”
أمسك نائب الكابتن لويس بكتف أدريان.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الفرسان أدريان الذي كان يتمتع دائمًا بابتسامة هادئة ورزينة، يتحدث بكلام غير مفهوم بهذه الطريقة.
“ستكون بخير. بالمناسبة، هل تمكنت من قطع الطريق بالظلام؟”
أومأ أدريان.
نظرت كيريل إلى نينا المستلقية وضحكت.
“مالأمر؟”
سأل لويس. فردت كيريل
“عمري أكثر من 40 عامًا، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شيئًا كهذا، هل يجب أن أقول إنها معجزة أم أمر مذهل؟”
“تحدثي بسرعة.” قال ادريان
هزت كيريل الأربيعنية كتفيها، كان شعرها الأبيض المموج مربوطاً بإحكام.
من بين الفرسان، كانت الأكبر سنا بينهم.
سيشير الفرسان الى كيريل اذا سئلوا من لبث في فرسان الظلام أطول فترة.
“لقد قامت بإبطاء انتشار السم عن طريق خفض درجة حرارة جسما مما جعل قلبها ينبض ببطء، كحيوان في سبات. لم أكن أعلم أن هذا ممكن بالنسبة للبشر. لا أعرف أي سم هو . ولكن أولاً تحتاج الى السوائل.”
نظرت كيريل حولها.
“سيكون من الأفضل اخذها الى مكان آمن قبل العلاج، بمجرد أن يبدأ العلاج سيبدأ جسمها في العمل بشكل طبيعي.
لكن ذلك سيكون مؤلما للغاية.”
وهكذا قامت المجموعة بحزم أمتعتهم بسرعة. بدأت عملية إزالة السموم في قرية مجاورة.
عندما بدأت كيرل في ازالت السموم، تراجعت الأرواح. وفي الوقت نفسه، بدأ السم في الانتشار.
تلوت نينا، وسعلت دما، وخدشت الأرض بأصابعها.
لقد كانت ليلة فظيعة بالنسبة لنينا، وكذلك للمجموعة أيضًا، وأكثر من ذلك بالنسبة لأدريان.
** *
بعد أن استعادة نينا جزءا من صحتها، انتقلوا إلى الغابة الأرجوانية حيث يقع المقر الرئيسي لفرقة الفرسان.
تضرر الجزء الداخلي من فمها وحلقها وبطنها، وعانت نينا من اليرقان، لكنها نجت بشكل ما.
وبعد شهرين، تعافت تمامًا، حتى كيريل أعجبت بقوتها.
لا أعرف كيف، لكن أعتقد أن نظري قد ساء بسبب السم.
‘لم أصبح عمياء على الأقل رغم ذلك.’
على أية حال، أصبح بصري ضعيفاً.
أنا أفهم لماذا كانت حياة أدريان قصيرة في الرواية. لقد كان حقا سما رهيبا.
“ماذا تقصد؟”
“نينا.”
كانت إجابته موجزة، وسألت نينا مرة أخرى.
“هل أنت غاضب؟”
في الليلة التي كان الجميع يشربون فيها نخبا لتحسن صحة نينا، جاء أدريان إلى غرفتها.
“القائد؟”
تمتمت وهي تفرك عينيها. كانت الغرفة مظلمة، ووقف أدريان بصمت عند المدخل.
“لماذا فعلتِ ذلك؟”
كان صوت أدريان باردا. تراجعت نينا واستقامت. المكان مظلم ولا أستطيع رؤية وجهه بوضوح.
“هل أنت غاضب؟”
بدا صوتها سخيفا.
“هل أنت غاضب مني؟ “
لم يكن لكلماتها لون. تم تلاوة الكلمات ببساطة كما لو كانت تقرأ كتابًا.
اقترب أدريان ببطء. لا، هل هو أسرع قليلاً مما تعتقد؟
وقف أمام نينا. انعكس ضور القمر على وجهه كالتمثال.
لقد كان قريبًا منها.
“لماذا يجب أن أكون غاضبًا؟ لقد شرب مرؤوسي المخلص السم من أجلي، ألا يكفي أن أشيد به؟ إنه يوم عظيم بالنسبة لي لتهنئة نفسي على وجود مثل هذا المرؤوس.”
“أنت غاضب.”
“لا تتحدثي بهذه الطريقة.”
أمسك أدريان بكتف نينا.
“بهذه الطريقة، وكأنني قلق على لا شيء، أنتِ..
يبدو الأمر كما لو أن كل هذا لا يمثل شيئا جللا بالنسبة لك.”
“أدريان.”
لم يجب ادريان على نداء نينا. وكانت يده القوية لاتزال تمسك بها.
“علمت أن الشاي كان ساما من رائحته قبل أن أشربه .”
“إذا!”
“لكن أدريان حاول أن يشربه.”
بدا أدريان وكأنه قد ضرب على رأسه. ارتخت القوة من يديه. ونهضت نينا من مقعدها.
“لقد علمت بذلك منذ اللحظة التي ركبت فيها العربة، أليس كذلك؟ ولهذا السبب رفضت مجيئي معك”.
تم دفع أدريان إلى الخلف.
وقفت نينا بشكل محرج وعقدت ذراعيها.
“لا تظن أني حمقاء يا أدريان.”
“لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة أبدًا.”
نظر إليها بوجه شاحب.
كيف يمكن أن أفكر فيك بهذه الطريقة، نينا؟
ماذا يجب أن أفعل لك؟
“لا أعرف لماذا كنت تفكر في شربه، ولكن من الأفضل أن تكون مستعدًا ، في المستقبل سأشربه من أجلك، وإذا كنت ستطعن، فسأخذ الطعنة عنك.”
“نينا!”
حوصر أدريان في الزاوية وصرخ، فردت عليه نينا بتعبير وكأنه يقول: “ماذا؟”.
نفش شعره ثم ابتلع لعابه محاولا اختيار كلماته. لا، لم يستطع الاختيار.
فتح فمه وكأنه يكشف عن نفسه.
“نينا، إذا شربت السم أو طعنت بسكين، فسيكون ذلك مشكلة لي.”
توجهت عيناه إلى نينا.
لقد بدا متعبًا وهو يتحدث، لذلك فتحت فمي بدلاً من ذلك.
“أعلم أنك اعتقدت أن شرب السم هو الطريقة الأكثر هدوءا للخروج من هناك. لأن لديك بعض المقاومة للسموم. “
كما سيؤدي ذلك الى تخفيف مراقبة الدوقة له. ربما أراد ذلك..
اتسعت عيون أدريان.
ضحكت نينا.
“مالأمر؟ أنا أحب أدريان، ولكن هذا لا يعني أنني عمياء. أعرف أن أدريان ليس خروفاً جاهلا.”
بعد كل شيء، كنت تعتقد أنني حمقاء، أليس كذلك؟
ضاقت عينيها ولوح بيده نافياً.
“لا، هذا ليس كذلك…”
كانت إجابتها غير متوقعة على الإطلاق.
نينا، التي كانت تعرف في البداية أنه كان هذا النوع من الأشخاص، كانت لا تزال مندهشة.
لقد كان سطحيًا للغاية حتى أنه ظن أن عاطفتها كانت مجرد تعاطف مع السيد الشاب المحتقر.
لقد أدركت نينا في ذلك.
“لذا لا تفكر في ايذاء نفسك. ماذا إذا مت في سن صغيرة؟”
“وماذا عنك؟”
سأل أدريان فجأة.
“ماذا عنك يا نينا.”
وماذا عني بدونك؟
ابتلع أدريان كلماته بصعوبة ونظر إلى نينا.
قالت نينا وهي ترفع يديها بأدب.
“سأكون حذرة أيضا.”
ظهرت نظرة ا
لشك على وجه أدريان، لكن نينا تحدثت مرة أخرى.
“حسنًا، هذا هو أفضل ما يمكنني قوله كوني فارسة من الفرسان السود في الغابة الأرجوانية حيث لا أمان بوجود بيلاك.”
مدت نينا يدها وكذلك ادريان..
تصافح الاثنان
“إنه وعد.”
ضحكت نينا ..
“نعم من فضلك.”