أنا قائدة فرسان البطل الثاني - 01
كان القصر هادئا ومسالما.
و كل شيء مغطى باللون الأسود.
ستائر سوداء، وملابس سوداء.
رأس الثور المعلق على الحائط يلقي بظله على الأرض.
فجأة تحدثت نينا بصوت منخفض.
” هذا مرير.”
رفع أدريان رأسه، الذي كان يقرأ كتابًا بجانب النافذة.
“نينا، هل ستستمرين في التحدث بنفس نبرة جان؟”
“ولكن الجميع يشعر بالمرارة.”
كان بإمكانهم رؤية البخار من أنفاسهم كلما تحدثوا، فعلى الرغم من أنهم كانوا داخل غرفة. كانت الغرفة التي أعطيت لهم تقع في زاوية القلعة، ولم يتم إعطاؤهم حطبًا حتى..
ابتسم أدريان.
“صحيح أنني ابن غير شرعي.”
“ليس هناك حاجة لذكر هذا. علاوة على ذلك، هل كان خطأك أن ابنها مات؟”
تذمرت نينا..
لقد بدا شعرها أنيقًا بفضل أدريان الذي قام بقصه، ولكن هذا ليس كل شيء.
مع شعرها القصير وزيها الرسمي الفضفاض قليلاً، بدت مثل فارس فقير وهي تقف في الظل.
لقد حضروا جنازة في وقت سابق.
لا، كلمة “الحضور” إيجابية للغاية. لقد تم استبعادهم طوال الجنازة.
لم يكن أدريان قادرًا حتى على الوقوف مع بقية أفراد عائلته.
كان لدى دوق لوفرين ثلاثة أبناء.
الابن غير الشرعي، أدريان، وأبناء الدوقة، جيرالد وجايدن.
على الرغم من أنه طفل غير شرعي، إلا أن الدوق اعترف بأدريان وأعطاه الحق في الخلافة.
بالطبع، جيرالد وجايدن كان لديهما اليد العليا..
اليوم هو جنازة جيرالد. كانت نينا تعلم تمامًا ما ستفعله الدوقة التي فقدت ابنها الأكبر.
وهي هنا لايقاف هذا الأمر.
يبدو أن أدريان، صديق طفولتها وزميلها الفارس، كان تائهًا في أفكاره..
إنها تعلم مدى قوة أدريان، ومع ذلك لا يمكنها إلا أن تشعر بالقلق.
‘كيف يمكنه البقاء على قيد الحياة في عالم قاسٍ كهذا؟’
تم إرسال زملائهم جان وكيريل ولويس نائب قائد الفيلق، إلى مقرهم أمس.
كان السبب هو أنه لا يمكن ترك غابة البنفسج دون حراسة لفترة طويلة. حاول أدريان إعادة نينا أيضًا، لكنها رفضت.
مع نظرة عجز، سمح أدريان لنينا بالبقاء..
دق دق-
“ادخل.”
مع رد أدريان، اقتربت نينا وفتحت الباب..
لسبب ما، كان هناك خادم يقف هناك.
منذ اليوم الأول لوصولهم، لم يروا أيًا من الخدم في أمكانهم، لذلك كان عليهم أن يتجولوا ويبحثوا عن الخدم بأنفسهم ليسألوا عن الجدول الزمني..
جان، المرتزق السابق، كاد أن يضرب خادما بالأمس..
والآن جاء إليهم خادم أولاً؟
“الدوقة تريد منك الانضمام إليها لتناول الشاي.”
لقد كانت دعوة لا يستطيع أدريان رفضها.
عبست نينا.
في مثل هذه الأوقات، تقوم باستخدام الخادم الذي لم يسبق رؤيته من قبل.
“أفهم ذلك. سأجهز نفسي-“
“لقد طلبت حضوركٓ فوراً.”
ضاقت عيون نينا.
وقفت وساقيها مفتوحتين على مصراعيها، بينما وقف أدريان وأغلق كتابه.
“إذا كانت في عجلة من أمرها، فسأراها على الفور. نينا، هل يمكنك البقاء هنا من فضلك…”
لاحظت نينا تعبير أدريان المهزوم.
“لا يمكن.”
أومأ برأسه، ثم تبعته نينا مباشرة، بينما لم يقل الخادم شيئًا.
كلما مشيا أكثر، أصبح القصر أكثر إشراقًا. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة كانت في قلعة البحيرة الفضية، لذا كانت نينا مرتبكة بعض الشيء بشأن الاتجاهات.
وكان القصر خلابا.
لقد كان الجو دافئاً عندما دخلوا غرفة الدوقة.
استقبلتهم الدوقة دون الوقوف.
كانت ترتدي ثوبًا أسودًا للحداد وعقدًا من اللؤلؤ الأسود، وكانت بشرتها فاتحة اللون. ومع ذلك، كان تعبيرها، على النقيض من ذلك، باهتًا.
“تحياتي للدوقة.”
انحنى أدريان بأدب، وكان شعره يتدفق برفق.
“اجلس.”
عندما جلس أدريان، صبّت له الدوقة كوبًا من الشاي.
تقدمت نينا خطوة للأمام، وكانت تنوي القيام بالروتين المعتاد.
_____________________________
1.) التأكد من عدم وجود سم في الشاي.
_____________________________
“لا بأس، نينا.”
بصوته الناعم كالألحان، منعها أدريان من أخذ الكأس.
تحدثت الدوقة.
“هناك شيء كنت أفكر فيه هذه الأيام. كان جيرالد طفلاً ذكيًا ورائعًا للغاية.”
اختفى صوت الدوقة بالنسبة لنينا. الشيء الوحيد الذي سمعته هو صوت فنجان الشاي الزجاجي عندما التقطه أدريان.
‘هذا هو.’
هذا هو الأمر. هذا ما يجب أن يكون الأمر.
لا، لا يهم إذا لم يكن كذلك.
‘لا أستطيع أن أسمح له بالدخول إلى فمه!’
بمجرد أن رفع أدريان الكأس، أمسكت به نينا من يده وأخذته بعيدًا، مما أدى إلى تناثر السائل الفاتر على يدها.
ابتلعت نينا الشاي.
كانت رائحته الغريبة تحوم حول طرف أنفها.
“نينا!!”
نهض أدريان من مقعده في لمح البصر، وسقط كرسيه إلى الخلف.
في تلك اللحظة، بدا وكأن زهرة من النار قد ازدهرت داخل معدتها وحرقها.
غطت نينا فمها على عجل.
لم تتمكن من الوقوف بشكل مستقيم، وكان الدم يتسرب من خلال الفجوة بين أصابعها.
‘إنه مؤلم.’
شعرت وكأن معدتها تذوب، وانهارت في المكان الذي كانت تقف فيه.
“نينا، نينا!”
صرخات أدريان كانت تشبه صراخ وحش تم نقله إلى مسلخ.
“سعال، سعال…”
كانت نينا مذهولة لأنها سعلت الكثير من الدم.
‘لا يمكن، كيف تمكن أدريان من البقاء على قيد الحياة بعد شرب هذا الشاي؟’
لف أدريان ذراعيه حول نينا، التي انهارت، ونظر حوله.
كان الخدم المصطفون يضعون وجوهًا هادئة وكأن شيئًا لم يحدث.
أحضر الخادم الذي كان يقف بجانبه كوبًا جديدًا ووضعه على الطاولة، فملأت الدوقة الكوب ببطء.
“تعال، دع هذا المرافق الوقح هناك وتناول مشروبًا.”
أمسك الفرسان بكتفي أدريان، وهذا يعني أنهم سيجبرونه على العودة إلى مقعده.
شد أدريان على أسنانه وعانق نينا بقوة أكبر.
لقد شعر بالخوف عندما أحكم قبضته عليها.
لم يكن خائفا هكذا من قبل.
لم يكن غاضبا هكذا من قبل.
قفز من مكانه، وفي الوقت نفسه ارتفعت الظلال حوله، وصاح الفرسان.
كانت الظلال عند قدميه تواجه الأعداء بكل عزم وإصرار. كان مشهدًا غريبًا.
الابتسامة التي كانت دائما على وجهه اختفت تماما.
“ابتعد.”
قال هذه الكلمات من باب الرحمة وليس التهديد، ولكن الرجال لم يفهموا.
توقف الفرسان، إذ يعتبر توجيه السيف إلى أدريان، الذي يحق له خلافة الدوق، خيانة.
لكن لم يظن أحد ذلك. ولم يظن أدريان ذلك أيضًا. تجاهلهم وبدأ في الركض.
“الظلام، مزقهم جميعا.”
لقد نفذ روح الظلام أمره بأمانة.
تدفق خليط من الصراخ والبكاء. ولم يصب خصومه بأذى من الطعنات، ولم يجرحوا. لكن لم تكن هناك أي مشاعر أو رحمة في لمسة الروح.
واصل أدريان الركض مخلفًا وراءه رائحة دموية . وصل على الفور إلى الطابق السفلي، وسحب حصانًا بالقوة من الإسطبل، ثم انطلق مسرعًا خارج المكان.
لقد توسل وهو يحمل نينا، التي كانت متجمدة من البرد، بين ذراعيه.
“لا تفعلي هذا بي يا نينا. من فضلك، من فضلك.”
أرادت نينا رؤية وجهه لكنها لم تستطع فتح عينيها.
لم تتمكن حتى من رفع اصبعها.
كانت النار والجليد يتصارعان داخل جسدها، وكان جسدها يتغير باستمرار بين الساخن والبارد.
لم تكن نينا تنوي التمرد ضده، فقد كان الجليد بداخلها يائسًا لحمايتها من النار التي كانت تحرقها في الداخل.
تحاول روحاها “الرياح الشمالية” و”الصقيع” إبطاء انتشار السم.
بينما كانت تشعر وكأنها تغرق تحت نهر جليدي، حلمت نينا بمشهد من ذاكرتها.
ذكراها من “عالم مختلف”.
_____________________________
اهلين~
حبيت الرواية ولما دورت على ترجمة كانت سيئة وحرفية فقررت اترجمها من الأول اتمنى تستمتعون💚