أنا الزعيم الأخير، لكن المُصنفين الأقوياء يحبونني - 3
***
الهواء النقي ملأ رئتي. في تلك اللحظة، استعدت وعيي.
لم أعد أشعر بأي ألم. كما شعرت بأن الغثيان الذي لازمني طوال فترة وجودي في البرج قد اختفى تمامًا.
أخيرًا، شعرت أنني أستطيع العيش الآن.
‘هل خرجت من البرج بعدما استعاد النظام وظائفه؟’
عندما طعنني بارك كي هيوك، ظننت أنني لن أخرج أبدًا. فتحت عيني وألقيت نظرة حولي. لكن كل ما حولي كان لا يزال مظلمًا وباردًا.
اختفى شيطان الموت الدموي والمحاربين تمامًا، ووجدت نفسي لا أزال في أعلى طابق من البرج، على المذبح، مغطًى بالدماء.
مع ذلك، كانت العظام المكسورة والجروح الناتجة عن الطعن قد شُفيت بالكامل.
‘ما الذي يحدث هنا بحق السماء؟’
بدأت أستعيد الأحداث ببطء في ذاكرتي.
في اللحظة التي كان فيها البرج ينهار وكنت على وشك الموت، ظهر خطأ ما. ثم ظهرت رسالة تقول إنني أصبحت الزعيم النهائي لهذا البرج.
قيل إن قدرات شيطان الموت الدموي قد انتقلت إلي…
‘هل يمكن أن يكون هذا منطقيًا؟’
بينما كنت غارقة في الذهول، استعدت رباطة جأشي بسرعة.
حسنًا، لنفتح نافذة الحالة.
إذا كان هناك أي شيء قد تغيّر، فلا بد أن يظهر في نافذة الحالة.
【معلومات الشخصية】
الاسم: تشون سوري
العمر: 24 سنة
التخصص: داعم
المهنة: معالج
الرتبة: F
المهارات الخاصة:
الشفاء المقدس (F)
التعافي الذاتي (C)
لم يتغير شيء حتى الآن.
لكن في الأسفل ظهر شيء جديد لم يكن موجودًا من قبل.
ظهرت كلمة “الصفحة التالية” باللون الأحمر. ورغم أن ذلك بدا مشؤومًا للغاية، لم أستطع إلا أن أضغط عليها.
【معلومات الوحش】
الاسم: تشون سوري (الشيطان الدموي)
الخصائص: الظلام
المهنة: الزعيم النهائي للبرج
منطقة الظهور: الطابق الأعلى من البرج الأحمر – المذبح
فركت عيني في دهشة.
يا إلهي، وحش؟! لماذا أُعطيت لي الخصائص؟ وماذا يعني منطقة الظهور؟
كان الوصف المرفق بي أشبه بما يُكتب في موسوعة الوحوش.
جلست فجأة في حالة من الصدمة.
الزعيم النهائي للبرج؟ أنا؟! ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
هل من المفترض أن أؤدي دور الزعيم في هذا البرج من الآن فصاعدًا؟
بعد أن هدأت بصعوبة، جلست على المذبح غارقة في التفكير.
أولاً، ماذا حدث لأولئك المحاربين؟ ومن الواضح أن الطابق الأعلى من البرج ما زال موجودًا بحالته الكاملة، مما يعني أن محاولتهم لاختراق البرج قد باءت بالفشل.
لم يكن ما رأيته من استعادة الجدران والمذبح مجرد وهم.
لابد أنهم كانوا غاضبين جدًا، خاصة بعدما تلاشت المكافآت التي كانوا يعتقدون أنهم حصلوا عليها كما يذوب الثلج.
في تلك اللحظة، شعرت باهتزاز طفيف بالقرب من ساقي. كان الهاتف يهتز.
أخرجته وفتحته لأجد بضع رسائل نصية، لكنها كانت كلها رسائل غير مرغوب فيها.
حسنًا، هذا متوقع. ليس هناك أحد يرسل لي رسائل على أي حال.
لقد دمرت علاقاتي الاجتماعية منذ زمن بعيد بسبب انشغالي الكامل بجمع المال لتغطية تكاليف علاج أخي.
لكن ما أدهشني هو أن الشبكة تعمل حتى داخل البرج. نظرت إلى الشاشة بفضول، ولاحظت فجأة تاريخ اليوم.
‘لقد مر يومان منذ دخولي البرج؟!’
إذن كنت مستلقيًا هنا فاقدًا للوعي لمدة يومين كاملين.
رغم ذلك، لم أشعر بالجوع ولم تنخفض طاقتي، وهو أمر غير متوقع. ربما أثناء وجودي داخل البرج، لا أحتاج إلى أنشطة الحفاظ على الحياة مثل تناول الطعام.
أمسكت الهاتف مجددًا ونظرت فيه. كيف هو الوضع في الخارج الآن؟
هل يمكنني الخروج من البرج دون مشاكل؟ شعرت بالقلق من احتمال أن يكون “محاربو الإله” قد تمركزوا عند مدخل البرج. كما كنت أتساءل عما إذا كانت هذه الحادثة قد أصبحت معروفة للعامة.
فتحت الإنترنت وبحثت عن أخبار تتعلق بالبرج. ظهرت عدة مقالات ذات صلة.
تشير التقارير إلى أن البرج الأحمر قد أُغلق لأسباب غير معروفة، وأن هيئة الإدارة تقوم بالتحقيق في السبب.
إغلاق؟ هل يمكن أن يكون ذلك بسبب الخطأ الذي حدث؟ إذن، لا يمكن لأحد الدخول إلى البرج حاليًا؟
قررت زيارة مجتمع صيادي الوحوش الشهير للاطلاع على النقاشات.
[العنوان: لماذا أُغلق البرج الأحمر فجأة؟]
هل يعرف أحد السبب؟
[التعليقات:]
—لا أعرف، فجأة ظهرت رسالة تقول إنه تحت الصيانة.
—يقال إن هيئة الإدارة تحقق في الأمر.
—هذا مربك، لم يكن هناك أي تحذير مسبق.
[العنوان: لماذا أغلقوا البرج؟]
كان فريقنا يخطط لزيارة البرج هذا الأسبوع. لقد استأجرنا دعمًا خاصًا واشترينا معدات مؤقتة، هل هذا حقيقي؟
حتى إننا دفعنا مبلغًا إضافيًا للحصول على تذاكر الدخول بسبب ضيق الوقت، كل هذا هباء الآن.
[التعليقات]
—هههه، اذهب إلى الممر البحري.
الرد:الحصول على تذاكر للممر البحري صعب جدًا.
—حاول التحدث مع الدعم لتعديل الخطة.
—الحصول على دعم هذه الأيام أصبح أمرًا صعبًا للغاية.
الرد:حقًا، الدعم الآن أشبه بالنبلاء!
—من فضلكم، لا تنفقوا الأموال الإضافية بلا داعٍ.
[العنوان: لم أدرك قيمته إلا بعد أن فقدته…]
البرج الأحمر كان ذا قيمة كبيرة…
لا يوجد مكان أفضل من البرج للحصول على الشهرة… أرجوكم، أعيدوا فتحه…
[التعليقات]
—هذا المنشور مليء بالعاطفة.
—هل يمنح البرج نقاط شهرة كثيرة؟
↳ نعم، لكن ليس بتكلفة فعّالة.
إذا لم يكن لديك المال، فمن الأفضل الذهاب إلى الجزر.
—لا تقلق، من المحتمل أن يعاد فتحه قريبًا.
[العنوان: أليس هذا أمرًا خطيرًا؟]
خلال فترة إغلاق البرج الأحمر، لا أحد يعرف كيف قد يتغير.
ماذا لو أطلقوا الوحوش عند إعادة فتحه؟
إذا حدث شيء كهذا مجددًا، قد تكون نهاية كوريا بالفعل.
[التعليقات]
—لا تتحدث بكلام مشؤوم.
—لا أعتقد ذلك؛ لم يحدث أي شيء طوال العامين الماضيين.
كان البرج الأحمر، بصفته “صدعًا خاصًا”، يجذب اهتمام الكثيرين، لذلك انتشرت الأخبار حوله بسرعة.
“الصدوع الخاصة” تختلف عن الصدوع العادية؛ فهي تستمر في الوجود حتى يتم حلها، وتتطلب شروطًا خاصة للاجتياز.
رغم وجود ردود فعل مختلفة حول البرج، إلا أن المنشورات المتعلقة به لم تكن كثيرة بعد.
بحثت أيضًا عن معلومات حول توشين. ولكن الأمور كانت هادئة، ولم يكن هناك أي حديث يُذكر.
ورغم أن هيئة الإدارة تحقق في سبب إغلاق البرج، يبدو أنهم لم يتمكنوا بعد من الكشف عن الجرائم التي ارتكبتها تلك النقابة.
كان هناك منشور واحد فقط يتحدث عن نقابه توشين، لكنه لم يكن ذا اهتمام كبير…
[العنوان: سمعت أن نقابة توشين تمكنت من اجتياز المرحلة الأولى لإله الدماء قبل إغلاق البرج]
—لماذا لم يُثر هذا أي ضجة؟ أليست هذه أول مرة تنجح فيها نقابة خارج النقابات الثلاث الكبرى في اجتياز المرحلة الأولى؟ إذا نجحوا بالفعل في الاستيلاء على البرج، فسيكون هذا أمرًا مذهلًا.
[التعليقات]
—حتى النقابات الثلاث الكبرى لم تتمكن من حل البرج طوال عامين، فهل تتوقع أن ينجح محاربو الإله؟ هههه.
—أي ضجة؟ نقابة مغمورة تحاول؟ بالطبع لن يُثير هذا اهتمام أحد.
→ ربما أثار الأمر بعض الضجة في مقرهم فقط.
→ ماذا؟ هل تُعتبر توشين نقابة مغمورة؟ هذا غير معقول.
—توشين ليست نقابة مغمورة، إنها كبيرة إذا نظرنا إلى حجمها.
هههه، يبدو أن من يغضبون في الردود هنا هم من النقابة أنفسهم.
حتى لو كان بارك كي هيوك من الرُتب العليا (S)، إلا أنه يُقلل من قيمته بشدة.
كان هذا كل شيء تقريبًا.
شعرت بغصة في حلقي. هل يدرك الناس ما حدث بالفعل؟ أن نقابة توشين كانت على وشك النجاح في الاختراق؟ وأنهم ضحّوا بحياة شخص واحد لتحقيق ذلك؟
بل إنهم استغلوا موت أخي أيضًا…
عندما تذكرت تلك الحقيقة، شعرت أن رأسي يمتلئ بالفوضى.
“تشون دان يونغ مات منذ وقت طويل.”
فجأة عادت كلمات بارك كي هيوك إلى ذهني.
“ما رأيته كان مجرد خدعة.”
لم أستطع تصديق تلك الكلمات وقتها، ولكن الآن، عندما أفكر في الأمر، يبدو ذلك ممكنًا تمامًا.
في المستشفى، كنت أرى أخي من بعيد فقط. لم يُسمح لي بالدخول إلى غرفته بحجة أنه كان في العناية المركزة. كنت أصدق كلام الموظفين دون شك.
لكن الآن، عندما أفكر في الأمر، كل ذلك كان مجرد أعذار.
قبل عشر سنوات، عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري وألتحق بالمدرسة المتوسطة، بدأت تظهر فجوات في العالم بشكل متزامن.
دون أي تحذير مسبق، بدأ الجحيم. الناس، دون أن يعرفوا شيئًا، جُرّوا إلى داخل هذه الفجوات.
كانت تلك الفجوات تؤدي إلى مساحات أخرى غريبة تُسمى “الزنازين”، مليئة بالعقبات المرعبة والوحوش الغريبة. وكما هو متوقع، فقد عدد هائل من الناس حياتهم هناك، وكان والداي من بين هؤلاء الضحايا.
في ذلك الوقت، كان أخي يبلغ من العمر ستة عشر عامًا فقط، ولكنه اضطر إلى أن يتحمل مسؤولية إعالتنا كرب للأسرة.
كان يعمل ليلًا ونهارًا لتوفير تكاليف المعيشة. لم يخبرني مطلقًا بطبيعة العمل الذي كان يقوم به، ولكن بدا واضحًا أنه لم يكن عملًا آمنًا.
عندما كان يعود إلى المنزل، كانت جروحه تغطي جسده بالكامل. وفي سن التاسعة عشرة، استيقظت لديه قوى خارقة، وكان من الفئة A.
في ذلك الوقت، لم يكن في كوريا سوى أقل من خمسين شخصًا من الفئة A، رغم أن العدد قد زاد قليلًا الآن.
حتى ذلك الحين، كانت هناك قوانين تُجبر كل من ينتمي إلى الفئة B أو أعلى على الخدمة الإلزامية في إدارة حكومية تُعرف بـ”هيئة الإدارة”. وهكذا، اضطر أخي أيضًا للانضمام إلى الهيئة.
وبعد عامين، مع تصاعد اعتراضات أصحاب القوى الخارقة على الخدمة الإلزامية، تم إلغاء هذا القانون.
بعد إنهاء خدمته الإلزامية، عمل أخي لفترة كعامل حر قبل أن ينضم إلى نقابة توشين.
لم تكن توشين واحدة من النقابات الثلاث الكبرى المعروفة، لكنها كانت نقابة كبيرة وسريعة النمو بشكل مذهل.
في ذلك الوقت، استيقظت أنا أيضًا، لكنني كنت من الفئة F، مما جعلني أشبه بالشخص العادي. ومع ذلك، تمكنت من الحصول على وظيفة مكتبية في شركة صغيرة.
وأخيرًا، بدا أن حياتنا كأخوين قد عادت إلى الاستقرار، واعتقدت أننا سنتمكن من العيش بسعادة مجددًا.
لكن، في العام الماضي، تلقيت اتصالًا من نقابة توشين.
|ترجمة سول💞.