أنا الزعيم الأخير، لكن المُصنفين الأقوياء يحبونني - 2
“ما هذا…؟”
لم أكمل كلمتي بسبب السعال من الدماء الذي باغتني.
ركلني بارك كي هيوك بقدمه ودفعني إلى داخل المدخل بقوة.
في اللحظة نفسها، ظهرت نافذة النظام أمام أعين الجميع
[لقد دخلتم الطابق العلوي من البرج الأحمر، غرفة شيطان الموت الدموي.]
قال بارك كي هيوك مبتسمًا بخبث
“لقد اكتشفت طريقة جديدة للهجوم. الطريقة التقليدية لا تنفع مع هذا البرج على الإطلاق.”
اقترب مني بارك كي هيوك ببطء، بينما كنت ملقية على الأرض أنزف.
“كل ما علينا فعله هو استدعاء هذا الوحش اللعين باستخدام الدم، أليس كذلك؟ لا يهم إن كان دم وحش أو دم إنسان.”
ثم جرّني نحو المذبح الموجود في وسط الغرفة وألقى بي هناك بقوة. رفع قدمه وسحق يدي بكل ما لديه من قوة.
صدر صوت “كراك”، وكأن عظامي تكسرت. سرعان ما كرر الأمر مع يدي الأخرى. كان الألم لا يطاق لدرجة أنني لم أستطع حتى الصراخ.
حاولت بشدة فتح حقيبة العناصر الخاصة بي لاستعمال حجر الهروب.
لكنني لم أستطع تحريك جسدي على الإطلاق.
“هذا كان مخططه منذ البداية.”
عضضت على أسناني بقوة.
اقترب بارك كي هيوك مني وجلس على ركبتيه أمامي وقال
“لا تموتي بسرعة. إن مُتِ، لن أستفيد منك. لا أريد تكرار هذا العمل مرة أخرى، لذا حاولي أن تصمدي قليلاً.”
ثم طعنني مرة أخرى بسيفه في ذراعي.
“هذا المذبح يحتاج إلى كمية كبيرة من الدم. أليس كذلك؟ أعتقد أنك قادره على ذلك.”
قال ذلك بابتسامة خبيثة.
بدأت أفقد وعيي بسبب الألم. لكنني لم أمت على الفور، تمامًا كما أراد بارك كي هيوك.
بصفتي معالجًا، كان لدي مهارة الشفاء الذاتي التي كانت تعمل بشكل تلقائي رغمًا عني.
ومع ذلك، كانت الجروح التي تسبب بها بارك كي هيوك مختلفة. لم تلتئم أبدًا، بل استمر الدم في النزيف بغزارة.
وبهذا الشكل، كنت أموت ببطء.
الآن فهمت لماذا كنت ضروريه بالنسبة له. كل تصرفاته الغامضة طوال الفتره الماضيه اصحبت واضحة الان.
“هذا المجنون…”
حدّقت في بارك كي هيوك بكل ما أوتيت من قوة، ممتلئة بالغضب لدرجة أنني شعرت بالغثيان، لكن هذا كان كل ما أستطيع فعله.
الدم الذي نزف من جسدي انساب عبر الأخاديد على الأرض متجهًا نحو مركز المنصة.
[الزعيم النهائي شمّ رائحة الدم]
في تلك اللحظة، ظهرت نافذة النظام أمامي.
كانت هذه الرسالة تظهر عندما يُملأ المذبح بالدم، مما يسمح بالانتقال إلى المرحلة التالية.
وكما خطط بارك كي هيوك، تم تخطي النمط الذي يستدعي الوحوش بالكامل.
قال بارك كي هيوك مبتسمًا
“كما توقعت، نجح الأمر.”
“هذا حقًا ممكن.”
ضحك بارك كي هيوك وأفراد فريقه من النقابة بصوت عالٍ، غير مكترثين بوضعي وأنا أحتضر على الأرض.
[من أعمق الظلمات، يظهر الزعيم النهائي]
ظهرت رسالة تحذير جديدة.
وفي نفس الوقت، تجمّعت سحب من الدخان الأسود خلف المذبح، وبدأت تتخذ شكلًا معينًا.
سرعان ما ظهر وحش يشبه الشينيغامي، ملفوفًا بعباءة سوداء بالكامل.
“يا إلهي، مظهره يبعث على القشعريرة.”
قال أحد أفراد النقابة. وكما وصف، فإن رؤية زعيم البرج الأخير وحدها كانت كافية لتبث الرعب في القلوب.
كان وجهه المشوّه القرمزي يظهر بشكل مرعب من بين طيات العباءة السوداء.
قال “بارك كي هيوك” مبتسمًا:
“حسنًا، ركزوا الآن على القتال.”
ثم قاد أفراد النقابة بعيدًا عني، بينما كان حارس النهاية يقترب مني ببطء.
“… الوعد…”.
جمعت ما تبقى من قوتي ونطقت بصعوبة موجّهًا كلامي إلى بارك كي هيوك الذي كان يدير ظهره لي.
“هاه؟ ماذا قلتِ؟”
“الوعد… أوفِ بوعدك…”
استدار بارك كي هيوك ضاحكًا
“أتعني الوعد بإنقاذ شقيقك؟”
ثم أطلق ضحكة عالية مستهزئة.
“هاهاها! أخبريني يا تشون سوري، متى كانت آخر مرة رأيتِ فيها شقيقكِ؟”
متى رأيته آخر مرة؟
لقد زرت مستشفى نقابة الشفاء حيث كان شقيقي يتلقى العلاج أمس فقط.
كنت أذهب لزيارته مرة واحدة على الأقل كل أسبوع، حتى لو كان وضعه حرجًا لدرجة أنني لم أتمكن من الاقتراب منه.
ما زلت أتذكر صورته من خلف الزجاج، وهو متصل بمختلف الأجهزة الطبية التي تبقيه على قيد الحياة.
قال بارك كي هيوك بابتسامة ساخرة
“تشون دان يونغ مات منذ فترة طويلة. الشخص الذي رأيتِه كان مجرد وهم.”
“…ماذا؟”
هل مات شقيقي؟ ما الذي يعنيه هذا الكلام؟
“إن كنتِ لا تصدقين، شاهدي هذا.”
أخرج خاتمًا صغيرًا كان يضعه كأنه غنيمة، ورفعه أمامي.
كان هذا الخاتم هدية مني إلى شقيقي في يوم حصولي على أول راتب. كان خاتمًا سحريًا مرتبطًا بصاحبه، لا يمكن لأحد آخر ارتداؤه إلا إذا فارق صاحبه الحياة.
“كنت بحاجة إلى ذريعة لإبقائكِ بجانبي.”
قال بارك كي هيوك بابتسامة خبيثة.
“الأشخاص المستضعفون الذين لا يملكون أحدًا مثلِك هم موارد مفيدة للغاية. يمكن استغلالهم كما نشاء، واختفاؤهم لا يثير أي شكوك. كما هو الحال الآن.”
كل كلمة قالها كانت كطعنة خنجر في صدري. لم أستطع التفكير، ولم أشعر حتى بالألم من شدة الصدمة.
منذ البداية، كانوا يخططون لاستغلالي بهذه الطريقة.
ارتعش جسدي من شدة الغضب، لكن سرعان ما اجتاحني شعور عارم بالعجز.
كنت أموت ببطء، ولا أستطيع فعل أي شيء.
ابتعد بارك كي هيوك عني بعد أن ألقى كلماته الأخيرة.
في المقابل، كان شيطان الموت الدموي قد اقترب مني حتى أصبح فوق بركة الدماء التي نزفتها.
كان جسده أسود بالكامل، ووجهه القرمزي المشوّه ينبض بالخوف والرعب.
ذلك الوجه التفت بشكل غير طبيعي لينظر إليّ، وعيناه الفارغتان غاصتا في ظلام عميق لا نهاية له، شعرت أنني على وشك أن أُبتلع.
سرعان ما أطلق الوحش طاقة حمراء من جسده، في إشارة إلى أن المعركة الحقيقية على وشك أن تبدأ.
في تلك اللحظة، تساءل أحد أعضاء النقابة بقلق
“حتى لو تجاوزنا نمط استدعاء الوحوش، هل بإمكاننا هزيمة هذا الوحش؟ سمعت أن المرحلة الثانية أصعب بكثير…”
كان على حق. القوة الحقيقية لزعيم البرج الأحمر، تتجلى في المرحلة الثانية.
كانت تلك القوة عظيمة لدرجة أن أي نقابة لم تتمكن حتى الآن من هزيمته، ولم يكن هناك أي دليل أو استراتيجية واضحة لهزيمته.
لكن بارك كي هيوك أجاب بابتسامة متغطرسة
“لم ندفع كل هذا المال ونتحمل عناء إحضار تشون سوري معنا من أجل لا شيء.”
“ما يستطيع التحكم به هو دماء الوحوش مثله، وليس دم البشر. لهذا، لن يتمكن من استخدام قوته بالكامل.”
عند سماعي لتلك الكلمات، بالكاد تمكنت من رفع رأسي.
الشيطان الموت الدموي، الذي كان يبدو على وشك شن هجوم مدمر، توقف في مكانه وكأنه أصيب بخلل.
“واو، هذا حقيقي!”
“نحن فعلاً سننجح في القضاء عليه!”
“كما هو متوقع من قائدنا! حتى هذه الخطة يعرفها، مذهل حقًا!”
أعضاء النقابة تبادلوا كلمات الفخر والاعتزاز وهم يستعدون للمعركة.
وفي أثناء ذلك، بدأت أشعر بصعوبة متزايدة في التنفس. يبدو أن مهارة الشفاء الخاصة بي لم تعد قادرة على مجاراة سرعة النزيف.
“هل ستكون هذه نهايتي؟”
لا، لا يمكن أن يحدث هذا. لقد تحملت كل هذا العذاب حتى الآن، ناضلت بكل ما أوتيت من قوة لأتمسك بحياتي، وما زال هناك الكثير مما أردت تحقيقه.
رغبت في الصراخ، لكن لم أتمكن من البكاء. الموت بهذه الطريقة غير عادل تمامًا.
قبضت على يدي الملطخة بالدماء بقوة. لا يمكنني أن أترك الأمور تنتهي بهذه السهولة. بارك كي هيوك هذا النذل، يجب أن يدفع الثمن.
لم يكن شعوري في تلك اللحظة خوفًا، بل كان غضبًا عارمًا.
“حان الوقت! لننهي هذا الأمر بضربة واحدة!”
سمعت صوت بارك كي هيوك يهتف، ثم شن أعضاء النقابة هجومًا شاملًا على الزعيم المتجمد في مكانه.
انهالت عليه هجمات متألقة غطت أرجاء الغرفة بأكملها.
[تم القضاء على شيطان الموت الدموي]
[تم اجتياز الطابق الأعلى من البرج الأحمر]
بعد هجوم من طرف واحد، ظهرت نافذة النجاح أمام الجميع.
سقط الزعيم على الأرض مصدرًا صوتًا مشوهًا. وبسبب عدم امتصاصه للدماء، لم تبدأ المرحلة التالية.
صرخ أعضاء النقابة بحماس، مستمتعين بنشوة النصر، وكأنهم قد حققوا أعظم إنجاز في العالم.
حاولت التمسك بوعيي حتى يرحلوا، لكن الرؤية أمامي بدأت بالتشوش تدريجيًا.
وكان ذلك آخر ما شعرت به…
…أو هكذا ظننت.
صوت مزعج ومشوه اخترق إذني فجأة.
ما هذا؟ هل هذا هو الموت؟
[تحذير]
[تم اكتشاف وصول غير طبيعي]
في تلك اللحظة، ظهرت نافذة جديدة أمامي
[إعادة تشغيل النظام]
[إعادة البيانات في المكان إلى حالتها السابقة]
[استعادة البيانات جارية…]
فجأة، بدأ العالم من حولي بالتغير.
الجدران المحطمة والمنصة المدمرة بسبب المعركة عادت إلى شكلها الأصلي، وكأن الزمن يُعاد للخلف.
نسيت الألم للحظة وركزت على ما يحدث أمامي. هل من الممكن أن النظام قد اكتشف أن أعضاء النقابة استعملوا وسائل غير شريفة ويقوم الآن بإصلاح الوضع؟
ظهرت على شفتي ابتسامة خافتة عند التفكير بأن خطتهم قد باءت بالفشل.
ولكن، إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه الاستعادة؟
“هل يمكنني… العودة للحياة أيضًا؟”
تمسكت بهذا الأمل، وأنا أراقب هذا المشهد الغريب.
ثم، لاحظت شيئًا جثة زعيم البرج الأخير
“انتظر… هل ستتم استعادته أيضًا؟”
ماذا لو عاد ذلك الكائن المرعب إلى الحياة؟ لا يمكنني القتال الآن…
[الكائنات الميتة لن يتم استعادتها]
ظهرت نافذة وكأنها تقرأ أفكاري، مما جعلني أتنفس الصعداء للحظة.
لكن فجأة، ملأت الشاشة أمامي كلمات حمراء، مما حجب رؤيتي تمامًا
[لا يوجد زعيم في البرج الأحمر]
[حدث خطأ]
[حدث خطأ]
[حدث خطأ]
[حدث خطأ]
[حدث خطأ]
[حدث خطأ]
[حدث خطأ]
[حدث خطأ]
حسنًا، فهمت! أرجوك، توقف قليلاً!
استمرت رسائل التحذير المزعجة في الظهور، وكأنها تسحب روحي معها. لكنها توقفت أخيرًا بعد مرور بضع دقائق.
ثم ظهرت نافذة إرشادية غريبة
[تم العثور على مرشح جديد]
[البرج الأحمر يعتبرك الزعيم الأخير]
[جارٍ تحديث المعلومات…]
ماذا؟
[أصبحت الزعيم النهائي للبرج الأحمر شيطان الموت الدموي]
[تم منحك قدرات شيطان الموت الدموي]
ماذا؟ ماذا يعني هذا؟
نظرت إلى نافذة النظام التي تصدر أصواتًا غريبة وأنا في حالة من الذهول، غير قادرة على فهم ما يجري.
وفي اللحظة نفسها، فقدت وعيي تمامًا.
|ترجمه سول✨🌷.