أنا الحفيدة الوحيدة لأقوى دوق - 5
“هاهاها، هذه الطفلة هي ابنتي. ايفي، قولي لهم مرحباً.”
“اه، مرحبا!”
“مرحبًا، إيفي. اسمك جميل جدًا.”
ابتسم الرجل الأكبر بينهم ولوح بيده في وجهي.
أومأت برأسي إليهم بابتسامة محرجة.
“لقد جئتِ في الوقت المناسب.”
حينها، اقترب مني الرجل الأصغر بين المجموعة، وهو نفسه الذي طرح عليّ أسئلة مريبة في الغابة قبل قليل.
حدّق فيّ من أعلى إلى أسفل، وكان يبدو في مثل عمري تقريبًا.
كانت تعابيره جامدة، وعيناه باردة.
نظرت إليه في ذهول.
نظر الصبي إليّ وأشار سريعًا إلى سيف إكسكاليبر في يدي.
“دعينا نعقد صفقة. أعطني هذا.”
قال ذلك وهو ينظر إلى أبي و اكمل حديثه وكأنه واثق أن الأمر محسوم.
لقد تفاجأت بهذا التحول المفاجئ للأحداث، فنظرت إلى الصبي.
م-ماذا تريد؟
سيفي إكسكاليبر؟
لماذا فجأة أصبح الجميع يطمعون في سيفي اليوم؟
شعرتُ بالضيق و هززت رأسي بقوة رافضةً تمامًا التخلي عنه، بينما نظرتُ إلى أبي طلبًا للمساعدة.
بدوره، وضع يده على رأسي وربّت عليها بلطف، وعلامات الإحراج ترتسم على وجهه.
“هاها، أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك. إذا كنت في عجلة من أمرك، يمكنني أن أريك سيفًا آخر.”
“لا، أريد هذا السيف.”
‘ألست مجنونا تمامًا؟ قال لا! لماذا أنت عنيد جدًا؟’
هز الصبي رأسه بقوة كما لو لم يكن هناك مجال للتفكير مرتين.
حدقت في الصبي بنظرة غير مصدقة.
ثم وقف رجل آخر ببطء من مقعده، واقترب من والدي وأحنى رأسه.
“سأعطيك المبلغ الذي تريده من المال.”
لا! لن أوافق مهما كان المبلغ الذي تدفعه!
تشبثتُ بسيفي أكثر، ونظرتُ إلى أبي بعينين دامعتين، وكأنني أقول له: “أبي، تصرّف! هؤلاء المجانين يريدون سرقتي!”
اعتقدت أنهم كانوا جزءًا من مجموعة المحاربين الأبطال من الطريقة التي ظهروا بها بشكل “مريب” في الغابة.
لكن عندما رأيت كيف حاولوا أخذ السيف من طفلة تبلغ من العمر تقريبا الثماني سنوات، أعتقدت أنهم كانوا مجرد أغبياء.
إذن دعونا نطردهم، يا أبي!
شدّدتُ على كم أبي، أطلب منه أن ينهي هذا الأمر بسرعة. لكن أبي، بعد تفكير قصير، انحنى قليلًا وقال بصوت ثابت:
“أنا آسف. هذا السيف ليس للبيع. من فضلكم، عودوا من حيث أتيتم.”
“هاه…؟ ليس للبيع؟”
“نعم، هكذا هو الأمر.”
“ما مدى عظمة هذا السيف الذي لا يمكنك بيعه لأمير هذه الإمبراطورية؟”
لقد استمعت بهدوء إلى الحوار الذي دار بين والدي والصبي الوقح، لكن فكي انخفض عند سماع الكلمات التي خرجت من فم الصبي.
‘م-ماذا قال للتو؟’
لماذا بحق السماء جاء أمير الإمبراطورية إلى هذا المكان المتواضع؟
رفعت رأسي لألقي نظرة جيدة على وجه الصبي.
كانت ملامحه تحمل مزيجًا من البرود والفخر، ومع شعره الفضي اللامع والعينين الحادتين، لم يكن هناك مجالٌ للشك.
‘العيون الشبيهة بالياقوت التي ترمز إلى العائلة الإمبراطورية!’
هل تقول أن هذا الطفل الوقح هو حقًا أمير هذه الإمبراطورية؟
نظرت إلى والدي بدهشة.
وكان والدي لا يزال واقفا أمام الصبي ورأسه منخفضا.
من خلال موقف والدي، وتعليق الصبي، ومظهر الرجال الواقفين خلفه…. بدا الأمر كما لو أن الصبي كان حقًا امير الإمبراطورية.
يا له من جنون. إنه الأمير حقًا
انتظر لحظة… إذًا، أمير الإمبراطورية جاء ليأخذ سيفي؟ وأبي رفض طلبه؟
يا إلهي… هل يمكننا حقًا رفض طلب الأمير بهذه الطريقة؟ هل سيرد علينا بقطع رؤوسنا؟!
بلعت ريقي بتوتر وصليت بشدة حتى لا يكون الصبي الذي أمامي طاغية لا يرحم.
شعرتُ بالخوف، وبدأت أودّع إكسكاليبر في عقلي.
“إكسكاليبر، وداعا….”
حتى لو أنقذتني اليوم، إذا أرادك الأمير الإمبراطوري، فلا خيار أمامي سوى التخلي عنك.
لأن حياتنا أغلى بمليون مرة من مجرد سيف.
ولكن في تلك اللحظة.
[من قال أن هذا أمر مقبول؟! جسدي الثمين ليس شيئًا يمكن شراؤه وبيعه!]
كان السيف في يدي يرتجف بقوة.
قفزتُ من الصدمة وحاولتُ تهدئته، لكنه استمر بالصراخ.
“أصمت أيها الأحمق!”
[لقد صدمني سماع ذلك! هل تريد أن تمتلكني، أليس كذلك؟ حسنًا، إذا كنت تريد جسدي الثمين، دعني أخبرك أنني لست مثل الخردة المعدنية الموجودة في السوق والتي يمكنك امتلاكها بسهولة!!!]
وبينما كان السيف يهتز ويصدر ضجيجًا، تحول انتباه الجميع في المنزل نحوي.
‘أوه، يبدو انني وقعت في مأزق…؟’
ضحكتُ بارتباك، وأنا أفكر في طريقة لإصلاح ما قاله هذا السيف عديم الأدب.
ربما يمكنني إنكار أي علاقة لي به والتخلي عنه؟
لكن السيف لم يصمت.
[أنتِ حمقاء! أليس لديكِ أي إحساس بالمسؤولية؟! كيف يمكن أن تكوني سيدتي؟! الع°نة!” ]
طنين، طنين-
وبينما استمر السيف في الاهتزاز، فتح الرجل العضلي ذو الشعر الأحمر خلف الصبي فمه.
“هل… هل يهتز السيف؟”
“أه؟ أ-أوه، لا، إنه فقط… مجنون قليلًا، هاهاها!”
حاولت إيجاد عذر، ولكنني فتحت عيني على اتساعهما عندما أدركت أن الرجل سأل “هل السيف يهتز؟” وليس “هل السيف يتحدث؟”.
“عمي!”
“نعم؟”
“ألا تسمعه يتحدث الآن؟”
[يا حمقاؤ! أنت الوحيدة التي تستطيعين سماع صوتي!! أنت فقط!]
“هل تسمعه يتحدث؟”
“إيفي، هل يمكنك سماع هذا السيف يتحدث؟”
أمسك والدي خدي ونظر إلي في عيني، فأومأت برأسي دون أن أقطع الاتصال البصري معه.
“نعم…”
“حقًا؟”
“آه، صحيح! هل لا تستطيع سماع ذلك يا أبي؟ هل يستطيع أي منكم سماع ذلك؟”
تجاهلت يده ونظرت إلى الرجال في منزلي.
في تلك اللحظة، أمال الصبي، الذي كان ينظر إليّ بعينين ضيقتين، رأسه قليلاً وقال.
“لا، أستطيع سماعه.”
“ماذا؟!”
اقترب الصبي مني ومد يده إليّ، لذا وضعت سيف إكسكاليبر في يده دون تردد.
[يا لك من خائنة!!]
بززز-!!
اهتز السيف بقوة كما لو كان يحتج، لكنني لم أهتم.
“اوه كفاك صراخا اصمت.”
سلمت سيف إكسكاليبر للصبي على الفور وتراجعت خطوة إلى الوراء.
[ايتها الحمقاء! أنت طفلو صغيرة لا تمتلك شجاعة ولا حس المسؤولية! كيف يمكنك أن تكون سيدتي؟!]
“هل هذه الطفلة هو سيدتك؟”
[ماذا يتحدث عنه هذا الطفل؟]
أوه لا، هذا قد ينتهي بشكل سيء.
أمسكت بكم والدي بينما كنت أشاهد السيف المتكلم، الذي لم يتردد في التحدث بوقاحة مع أمير هذه الإمبراطورية.
أوه لا يا أبي، نحن جميعًا محكوم علينا بالهلاك بسبب ذلك.
لكن الأمير لم يغضب بل سأل بابتسامة ساخرة.
“سأسألك مرة أخرى. هل هذه الفتاة هي سيدتك؟”
[نعم! جسدي ليس شيئًا يمكنك شراؤه وبيعه بسهولة!!!]
لا، ليس كذلك.
إنه بالتأكيد شيء يمكنك شراؤه وبيعه بسهولة.
لقد أردت التدخل وإغلاق فم إكسكاليبر الآن، لكنني لم أستطع أن أخطو خطوة واحدة عندما كان الأمير في مزاج سيئ بشكل واضح.
يا إلهي، أنا سيئة الحظ اليوم.
نظرت إلى والدي.
لقد فعلت ذلك لأنني اعتقدت أنه لن يكون هناك وقت أفضل لقول الكلمات الأخ
يرة من الآن. ربما سيسلمني وصيته أيضًا.
لكن أبي لم يكن خائفًا… بل كان يحدّق في السيف المتذبذب في يد الأمير باهتمام.
ثم، بعد لحظة صمت، ابتسم بخفة وقال:
“هاها… سيف يختار سيده، إذًا هذه القصة حقيقية…”
ترجمة:لونا