ألم تكن بطلة في رواية ندم؟ - 013
“أ… أنا آسفٌ. آه…”
كان الرجل المرتديًا قلنسوة سوداء يئن من الألم، ممسكًا بساقه التي تعرضت للركل، وراكعًا على ركبتيه.
في منتصف الليل، بينما كان الجميع نائمون، وكانت السماء ملبدة بالغيوم التي حجبت ضوء القمر.
وقف رجل على الطريق الخالي، على بعدٍ قليل من القصر، يحدق في الرجل الراكع أمامه.
“هاه…”
أطلق الرجل زفرة ضجرٍ، بينما كان يدفع شعره الطويل بعيدًا عن وجهه.
انسابت خصلات من شعره الأسود القاتم بين أصابعه الملفوفة بالضمادات. وفي تلك اللحظة، لمعت عيناه السوداوان بنظرة باردة وحادة بشكل مدهش.
“لقد حذرتك من لفت الأنظار.”
كان صوته العميق والمخيف يبعث القشعريرة.
ارتجف الرجل الراكع من شدة الخوف، واهتزت كتفاه، ثم انحنى حتى لامس وجهه الأرض.
“لقد كنتُ مهملًا، وارتكبت خطيئة لا تُغتفر. ولكن أرجوك، امنحني الرحمة لمرة واحدة فقط… أغ!”
لم يستطع الرجل، الذي كان يتوسل بوجه شاحب في هذه الليلة الصيفية، أن يكمل حديثه، إذ تمايل جسده وسقط على الأرض.
نظر كريس، الذي نقر بأصابعه، ببرود إلى يد الرجل الميتة التي كانت تستقر على حذائه، وركلها بعيدًا بلا مبالاة.
“لقد تأخرت. أنا أعتذر.”
ظهر رجل آخر بهدوء في تلك اللحظة، خلع غطاء رأسه وركع على إحدى ركبتيه أمام كريس.
كان وجه الرجل مغطى بالظلام، لكن ندبة طويلة تمر عموديًا عبر إحدى عينيه كانت واضحة للعيان.
“تخلص من الجثة.”
أمر كريس ببرود، وكأنما كان يتعامل مع قمامة.
أشار الرجل الراكع بإيماءة سريعة، فظهر رجال كانوا مختبئين في الظلام، أخذوا الجثة واختفوا بسرعة.
مرة أخرى، بقي شخصان فقط على الطريق الخالي.
“أي تقدم في المهمة؟”
“أعتذر. لم نتمكن بعد من العثور على أي شيء.”
“هاه…”
أطلق كريس زفرة قصيرة غير راضٍ عن الإجابة، بينما رفع الرجل الذي كان يرتدي الرداء رقبته بانتظار ما سيأتي.
“أولاً، تحقق مما إذا كانوا مرتبطين بالمعبد.”
لكن هذه المرة، لم يسلب كريس حياة الرجل بلا رحمة كما فعل في وقت سابق.
شعر الرجل بمسؤولية أكبر وامتنان أعمق، فانحنى بشكل أعمق.
“نعم، مفهوم.”
“الخطة؟”
“سيتم تنفيذها دون تأخير.”
“حسنًا. يمكنك الذهاب الآن.”
“… هل أداوي جرحك؟”
عند سماع هذه الكلمات، ألقى كريس نظرة على إصبعه الملفوف بالضمادة.
لقد أعادت لفه، لكنه لا يختلف عن السابق.
كان العمل غير متقن. على الرغم من أن الضمادة كانت ملطخة بالدماء الحمراء، إلا أن الجرح قد عولج بشكل صحيح وكان النزيف قد توقف بالفعل.
ظل يحدق في إصبعه الملفوف بشدة في الظلام لفترة، ثم ابتسم قليلاً وقال: “لا بأس. يمكنك الانصراف.”
“مفهوم.”
أعاد الرجل ارتداء قلنسوته واختفى في الظلام.
“أتساءل كم تعرف سيدتي.”
ببريق من الفضول في عينيه، عاد كريس بهدوء إلى القصر وكأن شيئًا لم يحدث.
تحت الشجرة الكبيرة.
كانت ساشا تراقب كريس بهدوء وهو يغادر، مخفيةً وجودَها بعناية.
* * *
أخيرًا، انتقل مستأجر جديد إلى الطابق الثالث.
“إذا واجهتِ أي إزعاج أو كنتِ بحاجة لأي شيء، فلا تترددي في إخباري في أي وقت.”
قالت فينديا بابتسامة لطيفة وهي تنظر إلى المستأجرة الجديدة في الطابق الثالث.
“أنتِ حقًا مجتهدة.”
مر رون بجانبها، مرتديًا ثيابًا فاخرة كعادته، وأضاف هذا التعليق وهو ينقر بلسانه ويهز رأسه، وكأنه يشفق عليها.
لماذا لا يهتم بشؤونه الخاصة؟ نظرت فينديا إلى رون الذي كان يرتدي زيًا جديدًا مرة أخرى. لم يسبق أن رأته يرتدي نفس الزي مرتين.
على أي حال، تجاهلت فينديا تعليقه وحافظت على ابتسامتها الودية تجاه المستأجرة الجديدة، سيسيليا.
المستأجرة الجديدة في الطابق الثالث كانت امرأة تبلغ من العمر 29 عامًا، واسمها سيسيليا. وكما كان متوقعًا، لم يكن لها لقب، مما يعني أنها لم تكن من النبلاء.
“…نعم.”
ردت سيسيليا بإيماءة طفيفة ووجه خالٍ من التعبير، على عكس ابتسامة فينديا المشرقة. كانت تتفحص المكان بقلق، كما لو كانت تبحث عن شيء مفقود.
رغم الجو المحرج، لم تظهر فينديا أي تأثر، فقد كانت حريصة على عدم إزعاج المستأجرة الجديدة.
لاحظت فينديا أن سيسيليا لديها حقيبة واحدة كبيرة فقط.
اعتبرت فينديا ذلك فرصة لمساعدتها، فمدت مفتاحها إليها بابتسامة ودية.
“هل هذا كل ما لديكِ من أمتعة؟ إذا كان هناك المزيد، يمكنني مساعدتكِ في حملها.”
“لا حاجة لذلك.”
لكن عرضها الدافئ قوبل برد بارد.
دفعت سيسيليا مظروف المال إلى فينديا وأخذت المفتاح بسرعة.
ارتعشت فينديا من الدهشة.
‘لماذا يدها باردة بهذا الشكل؟’
كانت يد سيسيليا باردة كقطعة من الجليد، لدرجة لا يمكن أن تكون حرارة جسم إنسان.
كانت فينديا مشغولة بتلقي الإيجار لدرجة أنها لم تلاحظ حتى الآن أن سيسيليا كانت تقريبًا بنفس طولها، لكنها كانت أنحف بكثير.
[أوهانا: أحس ورا سيسيليا قصة مش سهلة.]
كان وجهها هزيلًا للغاية لدرجة أن وجنتيها كانتا غائرتين، وتحت عينيها دوائر داكنة، وكانت شفاهها جافة وشاحبة.
عند ملاحظتها لنظرة فينديا، شدّت سيسيليا شفتيها بقوة وقبضت على يديها.
“آه، أنا آسفة. لم أقصد…”
“اهتمي بشؤونكِ.”
نظرت سيسيليا إليها بحدة، ثم حملت حقيبتها الكبيرة ودخلت المبنى بسرعة.
حتى وهي تدخل، لم تخف حذرها.
“إنها حقًا غير ودودة. وغير مهذبة أيضًا.”
توقفت ساشا عن الكنس واقتربت من فينديا وهي تهمس.
“ربما هي شخص انطوائي.”
لم تستطع فينديا أن تشيح بنظرها عن سيسيليا التي كانت تبتعد. كانت تشعر بالقلق بسبب حذرها المستمر وبرودة يديها غير العادية.
“إنها مشبوهة جدًا. هل نراقبها؟”
قال كريس، الذي كان يكتفي فقط بالحراسة مؤخرًا بسبب إصابة إصبعه، وهو يقترب منهما.
ضحكت فينديا من خوفهما وقالت:
“الإفراط في الاهتمام بشخص لا يرغب فيه يُعد إزعاجًا لا أكثر.”
كانت كلماتها صحيحة، فهز الاثنان رأسيهما دون اعتراض.
عادت ساشا إلى داخل القصر لتحضير الغداء، بينما ذهب كريس للقيام بجولة سريعة كحارس.
بعد أن بقيت بمفردها، توجهت فينديا للجلوس على الكرسي الهزاز في الظل.
“هل هناك أحد؟”
ظهر زائر فجأة.
رفعت فينديا رأسها لترى من كان يتحدث، ووجدت شخصًا يقف عند البوابة على أطراف الفناء.
بسبب المسافة، لم تستطع رؤية وجهه بوضوح، لكنه كان يرتدي زيًا أخضر.
كان هناك شارة فضية على شكل وجه بومة تلمع تحت أشعة الشمس على كتفه.
“لماذا الشرطة هنا؟”
عرفت فينديا ذلك على الفور. كان ذلك الزي يرمز إلى شرطة الإمبراطورية.
ظهور الشرطي غير المتوقع جعلها تشعر بالتوتر.
هل هذا بسبب شيء يتعلق برون؟ أم أن عائلة الكونت روز قد بلغوا الشرطة لاعتقالي؟ لكن كيف عرفوا؟
اسمها الحقيقي لم يكن فينديا روز، بل كان “ديا”.
بفضل دينروس، كانت تعيش باسم جديد وهوية جديدة، لذا من الصعب العثور عليها.
ولكن من الصعب، وليس المستحيل.
لحسن الحظ، لم يرها الشرطي بعد.
بينما كانت تفكر فيما إذا كانت ستهرب أو ماذا ستفعل، توقفت عربة فاخرة أمام البوابة.
سارع السائق بفتح باب العربة، فانحنى الشرطي بزاوية 90 درجة سريعًا للشخص الذي نزل منها.
“مرحبًا، ماركيز!”
“هاها. نعم، سأصبح ماركيز قريبًا.”
“بالطبع! من غيرك يمكنه أن يخلف عائلة هيدن؟”
في الساحة الهادئة، كان صوت الشرطي المتملق واضحًا لفينديا.
الرجل الذي كان يُعامَل بهذه الاحترام، والذي يُدعى فالدي، كان لديه شعر قليل متبقي على رأسه.
كانت عيناه مائلتين إلى الأسفل، وأنفه مسطح، وشفتاه دهنيتين، كان شعره القليل مثبتًا بالشمع، مقسومًا بتسريحة 2-8، مما جعله يبدو في أوائل الأربعينات من عمره.
من خلال ملابسه والخواتم المزينة بالجواهر التي كان يرتديها على جميع أصابعه العشرة، كان من الواضح أنه شخص ثري.
“هيدن؟”
كان هذا اسم الإقليم ال
ذي زارته مؤخرًا في منطقة “ذا لاين” التجارية.
الاسم كان مألوفًا لها.
ولكن لماذا يأتي شخص من عائلة هيدن إلى هنا؟
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
ترجمة : اوهانا
انستا : Ohan.a505
الواتباد : Ohan__a505