أكرهك أكثر من أي شئ في العالم - 027
آه، ذلك الرجل الشبيه بالشبح. كيف بحق السماء لا يتعثر بالأشياء هنا؟
نظرت ريت إلى إيفان بوجه ساخط.
“ما الذي يهمك؟”
“في ثلاث دقائق، دستِ على قدمي والدي خمس عشرة مرة، وأسقطتِ خمسة أشياء من حولكِ . بين مكسورة و متضررة”.
“….”
“أنتِ تحاولين كسر كل شيء في منزلي ، لذلك أنا أهتم .”
نظر ريت أخيرًا حولها .
كانت الأشياء من حولهم متناثرة على الأرض كما لو مرت زوبعة. وكما قال إيفان، تحطم مصباح المكتب على الأرض، وتمزقت صفحات الكتاب المفتوح كما لو أن أحدًا قد داس عليه.
ولكن الأهم من ذلك، أن ريت لم تدرك حتى أنها دست على قدم الرجل خمس عشرة مرة بسبب الإلهاء المطلق.
ريت خفضت رأسها.
“أنا آسفة يا سيدي .”
“لا يا ريت. لقد توقعت ذلك إلى حد ما.”
هل كان يتوقع ذلك…؟
وهل تجاوزت تلك التوقعات…؟
أقترب إيفان من ريت الذي أصيبت بالصدمة.
“ارقصِ معي .”
“….”
“لن تفشلِ .”
ضحكت ريت على لهجته الجادة.
“كيف يمكنك أن تكون متأكدًا لهذه الدرجة؟”
“جربِ.”
“لا أريد ذلك.”
“أم يجب أن نراهن؟”
أثار ذكر الرهان اهتمام ريت.
“… أي نوع من الرهان؟”
ارتفعت شفاه إيفان إلى إبتسامة ، وبدأ ممتعًا للعين.
“إذا لم يتم الدوس علي مرة واحدة خلال أغنية واحدة بأكملها، فأنتِ شريكتي بالحفل .”
“وإذا خطوت عليك؟”
“ثم سأمنحكِ شيئًا واحدًا تريدينه .”
أي شيء تريده…؟
أصبح تعبير رييت مفتونًا. كان هناك بالفعل شيء ما بين متعلقات إيفان قد لفت انتباهها .
مؤخرًا، أشترى إيفان سيفًا. لقد كان أكبر قليلاً من الخنجر العادي، وأنيق المظهر، وبدأ رائعًا، ويناسب تمامًا ذوق ريت.
لقد طلبت من والدها ذات مرة أن يحصل لها على نفس الشيء، ولكن بعد حادثة إصابة صموئيل بالسيف، كل ما سمعته هو إلحاح والدها على الإبتعاد عن السيوف.
أومأت ريت.
“حسنًا، أنا أقبل الرهان.”
الآن بعد أن وصل الأمر إلى هذا الحد، كانت تتظاهر بأنها تدوس على قدم إيفان عن طريق الخطأ بطريقة أو بأخرى.
لم تعد ممارسة الرقص مصدر قلق لرييت.
“أعتقد أننا سنحتاج إلى مساحة أكبر قليلاً.”
نظرت ريت حول المكتب الفوضوي وتحدثت. وبما أنها تبدو وكأنها ستكون معركة شرسة، فقد احتاجوا إلى مكان يمكنهم فيه تقليل الضرر.
“ماذا عن غرفتي؟”
“بالتأكيد.”
كانت غرفة إيفان أكبر قليلًا من المكتب. علاوة على ذلك، لتجنب إظهار مهاراتهم الرهيبة في الرقص لأي شخص، لا يمكن أن تكون قاعة الاستقبال ، بل يجب أن تكون مكانًا سريًا. كانت غرفة إيفان مناسبة، تمامًا كما قال.
ذهبت ريت مع إيفان إلى الغرفة، هما الاثنان فقط.
فكرت في طلب الحكم من الرجل العجوز، لكن بدأ أنه منهمك في قراءة الكتب عن الحجارة الروحية، لذلك بقي في المكتب .
دخلت ريت غرفة إيفان بتوتر . لنفكر في الأمر، لقد مر وقت طويل منذ أن دخلت غرفة هذا الرجل. عندما أدركت هذه الحقيقة، شعرت بعدم الارتياح دون سبب، لكنها تخلصت منه بسرعة.
“لماذا أصبحت عاطفية؟”
وبينما كانت تتخلص من هذا الشعور المحرج، مد إيفان يده بأدب.
“هل نبدأ؟”
“بالتأكيد.”
أمسكت ريت بيد إيفان. كانت درجة حرارة أيديهم دافئة قليلاً. عندما بدأت الموسيقى في العزف، اصطحب إيفان رييت بمهارة. كان الأمر مختلفًا عما كان عليه سابقًا مع الرجل العجوز.
إذا كان الرجل العجوز يتحرك بجمود إلى حد ما، كان إيفان يتحرك برشاقة وسلاسة.
“الآن، سوف نتجه إلى اليمين.”
همس إيفان. ريت ابتلعت لعابها بتوتر . لقد كانت فرصة مثالية. كانت تتظاهر بارتكاب خطأ وتدوس على قدم إيفان.
أمسك إيفان بيد ريت ورفعها. بينما استدارت ريت، استعدادًا للهبوط-
جلجل-
… حاولت أن تدوس على قدم إيفان لكنه أفلت منها بسرعة. وهكذا تبعت عدة محاولات أخرى.
وفي النصف الأخير، أصبحت المواجهة بين شخص يحاول أن يدوس على قدمه وشخص يحاول تجنب ذلك. ما مراوغة متستر.
وكانت الموسيقى تقترب من نهايتها. قلقة، مدت ريت قدمها إلى الخارج بتهور. ولكن سرعان ما أدركت أن حركتها كانت غير صحيحة.
“أه، اه!”
فقدت ريت توازنها وتعثرت باتجاه إيفان. ولحسن الحظ أنها لم تصطدم بالأرض. كان إيفان قد أمسك بريت قبل أن يسقطوا. نظرت ريت إلى إيفان تحتها، فسألت على عجل:
“إيفان، هل أنت بخير؟”
تومب، كانت تسمع نبضات قلب إيفان تتسارع بسرعة. يبدو أن ضربات القلب السريعة بشكل غير طبيعي قد أذهلها .
“….القليل…”
“هل تأذيت؟!”
“لا…”
“ماذا اذا؟”
قامت ريت بفحص جسد إيفان بسرعة بحثًا عن أي إصابات.
“ذلك…….”
تحدث إيفان وهو يغطي وجهه بذراعه. وكان خده تحت الفجوة بين ذراعيه أحمر.
“ماذا؟”
“…جسدكِ قريب جدًا.”
عندها فقط أدركت ريت أنها لم تكن مستلقية بشكل مريح فوق جسد إيفان فحسب، بل كانت تضغط عليه بشدة.
“آه، أنا آسفة!”
نهضت ريت بسرعة. كما فعلت، وقف إيفان ببطء أيضًا. وكان وجهه لا يزال محمرًا.
رؤية خديه لا تزال حمراء حتى أذنيه، بدأ وكأنه كان غاضبًا جدًا.
“سأرحل الآن.”
تدفق صوت صارم كما لو أن التوقعات قد تحققت. هذه المرة، كانت رييت هي الخاسرة .
لقد تمادت كثيرًا، مدفوعة بافتتانها بسيف إيفان.
يبدو أن إيفان لم يرغب في التواصل البصري وكان ينظر في مكان آخر، بينما لم تتمكن ريت حتى من إلقاء الوادع وغادرت الغرفة بسرعة.
* * *
في اليوم التالي، عندما ذهبت ريت إلى الأكاديمية ، كان هناك الكثير من الضجيج حول حفلة الرقص.
“ريت، هل وجدتِ شريكًا؟”
بمجرد أن رأى لوكاس ريت، سأل. كما لو أنها لم تكن تعاني من الصداع بسبب تلك المشكلة بالفعل.
وبما أنها خسرت الرهان مع إيفان بالأمس، فمن المناسب أن يكون إيفان شريكًا لها. ومع ذلك، إذا حكمنا من خلال رد فعله الأخير، كان من الواضح أنه لا يريد أن يفعل ذلك معها.
لذلك يتعين عليها العثور على شريك جديد، لكنها لا تريد الكشف عن مهاراتها في الرقص لشخص لا تعرفه على الإطلاق.
“إذا لم تجدِ واحدًا بعد، فلنفعل ذلك معًا.”
“لقد قلت بالفعل أنني لن أفعل ذلك معك.”
“ثم مع من ستفعلين ذلك؟”
هذا الرجل أكثر إصرارًا مما اعتقدت. أحيانًا يذكرها بإيفان بشعر أشقر.
“حسنًا، سأبحث عن شخص ما الآن.”
قامت ريت بمسح المناطق المحيطة بشكل عرضي. ولكن بطريقة ما، بدأ أنها كانت تتواصل بصريًا مع العديد من الأشخاص المختلفين اليوم.
“…ماذا يحدث هنا؟”
“حسنًا، الجميع يريد أن يكون شريككِ في الرقص.”
أوضح لوكاس كما لو أنه يستطيع قراءة أفكار ريت. سألت ريت متفاجئة .
“معي؟”
بعد التسبب في مشكلة مع صموئيل وحتى سماع شائعات مفادها أن الأولاد سيتجنبونها لأنهم يخشون أن تمزقهم مثل الدب.
“فقط أطلبِ من شخص ما أن يكون شريككِ. سيقول أي شخص نعم “
قام لوكاس بدس شعر ريت خلف أذنها.
“رييت لا تهتم حقًا بما يعتقده الآخرون.”
حتى مع لفتة لوكاس الحنونة، أغمضت ريت عينيها ونظرت حولها. في تلك اللحظة، كان صموئيل يمر. عندما تواصل صموئيل ورييت بالعين، توقف صموئيل في مساره.
انقر.
عندما حركت ريت إصبعها، كان صموئيل فجأة أمامها مباشرة.
“هل أتصلتِ بي يا ريت؟”
“هل وجدت شريكة في الرقص؟”
“لا…؟”
خدش صموئيل رأسه وهو يجيب.
“ما رأيك بالرقص معي؟”
عندما سألت ريت، كان صموئيل مندهشًا بشكل واضح.
“ماذا؟!”
“إذا لم تجد شريكة ، فلنفعل ذلك معًا.”
طلبت اختبار لادعاء لوكاس بأن أي شخص سيقبلها. مع عدم وجود شخص مناسب في الأفق، لم يكن صموئيل خيارًا سيئًا.
ومع ذلك، من المدهش أن صموئيل لم يتمكن من فتح فمه بسهولة.
” لا تريد؟”
“لا لماذا أنا! الأمر فقط… أنا، لا أستطيع أن أصدق أنني أستطيع… لقد راودتني هذه الفكرة.”
تحولت خدود صموئيل إلى اللون الأحمر.
في تلك اللحظة، جاء صوت لوكاس من الجانب.
“صموئيل.”
نظر صموئيل إلى لوكاس، متفاجئًا.
“هل ستفعل ذلك؟”
عندما سأل لوكاس بإبتسامة ، أصبح وجه صموئيل متصلبًا بمهارة. الكلمات التي قالها صموئيل لرييت في وقت سابق تتبادر إلى ذهنها.
[ اوهانا : رييت بين وحشين إيفان و لوكاس ]
لقد أخبرها أن تتوخى الحذر مع لوكاس. لقد رآه في زقاق هيمسوورث الخلفي، وبدأ وكأنه شخص مختلف تمامًا.
على الرغم من أنها سألت لوكاس عن ذلك من قبل، إلا أن الموضوع تغير ولم تتمكن من الحصول على إجابة مناسبة.
على عكس ما حدث عندما واجه صموئيل ، سأل صموئيل بلهجة جادة.
“أنت… هل ذهبت إلى الزقاق الخلفي لهيمسوورث في ذلك اليوم؟”
وبالمثل، اختفت الإبتسامة من وجه لوكاس عندما تلقى السؤال.
“أنت الشخص الذي قال مثل هذه الأشياء لرييت، هاه؟”
“نعم، لأنني لا أستطيع أن أجعل شخصًا مثلك يتجول مع ريت!”
ريت، التب كانت تستمع بهدوء إلى المحادثة، شعرت بتناقض هائل. صموئيل نفسه كان يدخل ويخرج من هذه الأماكن بلا خجل، لكن ليس لوكاس.
كانت على وشك أن تقول شيئًا ما، لكنها قررت إلتزام الصمت الآن لأنها كانت تشعر بالفضول بشأن رد فعل لوكاس.
كانت نظرة ريت وصموئيل مثبتة على لوكاس.
“همم…”
مرر لوكاس يده على شعره، وبدأ في حيرة.
“حسنًا، في الواقع، لقد كنت هناك من قبل.”
” أنظرِ ،لقد أخبرتكِ يا ريت!”
نظر صموئيل بحماس إلى ريت. اتسعت أعين رييت.
“لوكاس، ألم تسألني إذا كنت أؤمن بهذه الكلمات ؟”
“أوه… حسنًا، اعتقدت أنني يجب أن أقول الحقيقة.”
تجنب لوكاس عينيها وهو يتحدث.
في رد فعل لوكاس، بدأ الأمر وكأنه قد كشف بالقوة سرًا مخفيًا، وشعرت ريت بألم مؤقت من الندم.
ولكن يبدو أن صموئيل لم يعتقد ذلك.
“كما هو متوقع! إنه فتى ذو وجهين.”
“لماذا ذهبت إلى هناك إذن؟”
متجاهلة كلمات صموئيل، سألت ريت لوكاس. كانت بحاجة إلى تفسير.
“لقد ذهبت لـ…أحصل على شيء ما.”
لقد تخلى عن تعبيره البهيج المعتاد وشبك يديه بتوتر ، وهي لفتة بدت مفجعة.
“كل ما يمكنك الحصول عليه هو شيء غير قانوني!”
أصر صموئيل على ذلك بعناد، ويبدو أنه غير مبال بمظهر لوكاس.
قرصت ريت جانب صموئيل .
“آو-“
“كفى، توقف عن السؤال .”
“لكن ريت…”
تجاهل صموئيل لوكاس، وبدأ محبطًا. رفع لوكاس رأسه وتحدث.
“العنصر الذي كنت أخطط للحصول عليه لم يكن قانونيًا، ولكن لم يكن المقصود منه إيذاء أو تهديد أي شخص.”
“….”
“أقسم.”
ناشدت لهجة لوكاس الجادة الحقيقة. ينبغي أن يكون كافيًا.
“حسنًا، دعونا نتوقف عن الحديث عن هذا.”
أدارت ريت جسدها لمواجهة صموئيل.
“هل ستكون شريكي أم لا؟ أخبرني .”
“لحظة واحدة.”
أخذ صموئيل نفسًا عميقًا، ورتب ملابسه، وتنحنح، ثم تحدث.
“بالطبع، إذا أرادت ريت أن…”
“من سألك؟”
في تلك اللحظة، فُتح الباب الخلفي للفصل الدراسي، ودخل شخص مألوف.
“لماذا أنت هنا يا إيفان؟”
“عن قرب، إنه وسيم بشك
ل لا يصدق.”
“الآن أفهم لماذا تطارده الفتيات.”
كان الطلاب يشعرون بالإثارة عند ظهور شخصية مشهورة من المدرسة.
لكن إيفان لم يعر ذلك أي اهتمام وذهب مباشرة إلى ريت.
عندما نظر إليها بتعبير استجواب، كانت أعينه السوداء الشديدة مرئية.
“أعتقد أنني فزت بالرهان؟”
═══∘ ° ❈ ° ∘═══
ترجمة : اوهانا
انستا : Ohan.a505
الواتباد : Ohan__a505