أقوى خادمة في الطائفة الشيطانية - 4
تبدأ حياة الخادمات في القصر دائمًا بالاجتماع الصباحي.
لكن في الواقع، يُطلق عليه “صباح” مجازيًا ، لأنه كان فجرًا مبكرًا، حتى قبل أن تبزغ الشمس.
لطالما كان من واجبنا نحن الخادمات أن نتحرك بنشاط لضمان بداية يوم منظّمة وهادئة لسادة النبلاء.
“سولها!”
ما إن دخلتُ الساحة، حتى لوّحت لي “سووك” بحماس وكأنها كانت تنتظرني بفارغ الصبر.
يبدو أن خبر تعييني كخادمة شخصية للأمير الثاني قد انتشر بسرعة، لأن النظرات التي لاحقتني كانت مختلفة عن المعتاد.كانت هناك عيون مليئة بالفضول، وأخرى حادة كأنها تحمل حسدًا أو غيظًا.
بعضهن نظرن إليّ وكأنني انتزعت منهن شيئًا ثمينًا، ربما رجلاً!
حاولت تجاهل كل تلك النظرات، وتوجهت نحو “سووك” بابتسامة، متظاهرة بعدم المبالاة.
“هل نمتِ جيدًا البارحة؟ لا بد أنك شعرتِ بالخوف وأنتِ وحدك.”
“سووك”، التي تشاركني الغرفة، كانت تخاف بشدة عند حلول الظلام.
“لا، لقد نمتُ مع الفتيات في الغرفة المجاورة.”
همست “سووك” في أذني وكأنها تريد أن أبقي الأمر سرًا.
“لقد ذهبتِ لرؤية جدتكِ، صحيح؟”
“نعم، شعرت أنه لن يكون لدي وقت لفترة قادمة، فذهبت الآن.”
“أشعر بالغيرة منكِ. لو كنت مكانكِ وأرى ذلك الوجه كل يوم، لما احتجت إلى الأكل لأشعر بالشبع!”
بالطبع، هذا شيء مستحيل، لكنني اكتفيت بالابتسام دون أن أجيب.
في الحقيقة، كنت أشعر بتوتر شديد في تلك اللحظة.
يقولون إنك حتى لو وقعت في فم النمر، يمكنك النجاة إن حافظت على هدوئك، لكن المشكلة كانت هل سأتمكن من الحفاظ على هدوئي؟
في الرواية الأصلية، كان “جيكون” أشبه بكابوس حيّ.
تلك المشاهد المروعة التي قرأتها كقارئة، مشاهد القتل الدموية، قد تتحول إلى واقع أمامي.
منذ الليلة الماضية، كنت أتخيل نفسي في وسط تلك الفوضى، غارقة في دمي، وكانت هذه الصورة تطاردني بلا توقف.
“هل الجميع هنا؟”
بينما كنت أهز رأسي محاولًة طرد تلك الأفكار المرعبة، خرجت السيدة كواك أخيرًا من مقرها.
كان مكان الاجتماع الصباحي دائمًا في الساحة الأمامية لمقر السيدة كواك.
“هناك تغييرات طفيفة في توزيع المهام اليوم. تم تعيين سولها كخادمة خاصة للسيد جيكون. تأكدن من أن كل شيء يسير بسلاسة.”
سرت همهمات بين الخادمات لبعض الوقت، لكنها سرعان ما أختفت عندما واصلت السيدة كواك حديثها.
بعد أن أضافت بعض التعليمات، أنهت الاجتماع الصباحي قائلة
“حسنًا، فلنبدأ اليوم بنشاط وحيوية!”
ما إن أنهت كلامها، حتى انطلقت الخادمات بسرعة إلى أداء مهامهن.
آه، لقد تفرق الجميع.
كانت تلك مشاهد مألوفة بالنسبة لي، فقد كنت دائمًا جزءًا من هذا الجمع.
لكن اليوم، لم أستطع التحرك بسهولة. قدماي كانتا ثقيلتين، وكأنهما مقيدتان، بينما تملأني رهبة التفكير بمواجهة “جي كون”.
“سولها، حظًا موفقًا!”
وصلتني كلمات سووك، لتخرجني من شرودي.
نعم، لا وقت لإضاعة المزيد من الوقت هكذا.
على ما يبدو، جيكون ليس ممن ينامون كثيرًا في الصباح. إذا أردت الوصول قبل أن يستيقظ، يجب أن أتحرك بسرعة.
تجاهلت دقات قلبي المضطربة، وبدأت بالسير نحو جناح، مقر إقامة السيد الثاني، الذي لم أزره من قبل أبدًا.
“كنت أعلم أنه بعيد، لكن ليس إلى هذا الحد!”
كان حجم قصر الطائفه مذهلًا حقًا، ولكن المشكلة كانت في ممراته التي تشبه المتاهة.
عندما بدأت العمل كخادمة، كان أول شيء تعلمته هو كيفية حفظ هذا المتاهة المزعجة. كان ذلك ضروريًا لأتمكن من أداء مهامي والوصولفي الوقت المحدد.
لحسن الحظ، لم أكن ممن يضيعون بسهولة. في الواقع، كان لدي ذاكرة مكانية ممتازة، وكأنها موهبة فطرية. استطعت حفظ خريطة القصربأكملها في ذهني بسرعة تفوق زميلاتي.
ربما كانت هذه قدرة نجاة فطرية، مدفوعة بإصراري على تجنب المناطق المحظورة، خاصة حول الجناح .
لكن اليوم، كان عليّ كسر هذا العهد. ولحسن الحظ، رغم أنها زيارتي الأولى، وصلت إلى الجناح دون أي خطأ وفي الوقت المحدد تمامًا.
“واو، لم أتخيل يومًا أنني سأصل إلى هنا بنفسي!”
تجاوزتُ البوابة، وبدأت تنهيداتٌ تخرج من فمي دون أن أتمكن من إيقافها.
مازلت أتمنى في كل لحظة أن يكون هذا مجرد حلم”.
“أوه، انظري إلى ما تقوله. تبدو وكأنها في قمة السعادة!”
كانت هذه الكلمات القاسية التي صُبّت علي فجأة في تلك اللحظة.
“سولها، لم أكن أعتقد أنكِ هكذا، لديكِ جانب جريء!”
“كم من المال قدمتِ للسيدة كواك؟”
توجهت إليّ ثلاث أزواج من العيون التي تملؤها مشاعر الكراهية.
واحدة من هذه العيون كنت أعرفها جيدًا؛ كانت نفس النظرة التي قابلتني بها في الاجتماع الصباحي، كانت تطلق عليَّ نظرة قاسية وكأنهاستقتلني بنظراتها.
هل كان اسمها “دوآي”؟ كانت زميلتي الاكبر في السنة الثانية لي هنا.
“سمعت أنكِ ترعرعتِ مع جدتكِ فقط بعد وفاة والديكِ، هل ترغبين حقًا في النجاح لهذا الحد؟”
“على الرغم من أنكِ تهتمين بمظهركِ كثيرًا، إلا أنكِ جرأتِ على التفكير في الأمير الثاني!”
“هل تعتقدين حقًا أن شخصًا مثلِكِ يمكنه أن يتطلع إلى شيء كهذا؟”
ماذا يعني هذا؟ هل يُعتبر الآن أنني مثل الحية الماكرة أو شيء من هذا القبيل؟
كنت في حالة من الصدمة الشديدة من هذه الاتهامات، لم أكن أعرف من أين أبدأ في التوضيح.
في هذا الوضع البائس، كنت غاضبة للغاية، لكن في نفس الوقت لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن تكون هذه الفتيات، اللاتي يبدون مثلعقولهن في حديقة زهور!
( يعني عقولهم عبيطه )
“من الذي أستهدفه؟”
طوال 4 سنوات و10 أشهر، لم أقم بأي تصرف خاطئ أو مشكلة واحدة، ومع ذلك اليوم، كان شعوري يميل نحو العنف الشديد أكثر من أي وقت مضى.
“هل هدفك حقًا أن تصبحي سيدة الجناح؟
“إذا كان هذا هو هدفك، فمن الأفضل أن تستيقظي من هذا الحلم.”
“هل تعتقدين أن الأمير الثاني سيهتم بشخص مثلك؟”
“هل أصبحتِ صامتة فجأة؟ لماذا لا تردين عندما تتحدث إليكِ زميلتكِ؟”
“آه، كنتِ تنتظرين ردي؟”
“عندما كانوا يتحدثون بلا توقف فيما بينهم، لم يكن هناك مشكلة، لكن الآن يثيرون الضجة فقط لأنني تجاهلتهم.”
“عندما يثيرون الضجة، يجب أن أرد بنفس الطريقة. ماذا يمكنني أن أفعل؟”
“لكن ماذا أفعل؟ يجب أن تكون كلماتهم منطقية حتى أرد.”
“ماذا؟”
“هم يتحدثون هراءً بالتناوب ولا أستطيع فهم أي شيء منهم.”
“هراء؟ هراء حقيقي؟”
“نعم، كما ترى، أنا إنسانه، أليس كذلك؟ أما أنتم الثلاثة، فيبدو أنكم لستم كذلك. لدي الكثير من المهارات، لكنني لم أتعلم بعد كيف أقولالهراء. سأحاول أن أتعلم عندما يحين الوقت.”
“هل تعتقدين أن الكلام هو كُل شيء؟ هل تودين أن تموتي اليوم؟”
“هل تعتقدين أنني سأضربك؟”
“نحن الثلاثة يمكننا تدميرك بسهولة!“
“ثلاثة ضد واحد. حقًا هذا بائس.“
“عندما أستمريت في السخرية منهن، بدت اعينهن تتجنبني.“
“لم تستطع دوآي التحكم في غضبها، فصرخت واندفعت نحو شعري.“
“لاحظت جسدها مليء بالثغرات.“
“كانت حركاتها بلا أي أثر للتدريب الفنون القتاليه.“
“أنا أيضًا لست بخبيرة، لكنني لا أجهل الفنون القتالية.“
“بفضل تعليم شين كيم لي منذ صغري، تعلمت كيفية الدفاع عن نفسي.“
“قمت بضرب الكتف الآيمن لدوآي باستخدام حافة يدي.“
“سقطت دوآي على الأرض تصرخ من الألم.“
“لقد أصبت نقطة ضعفها لذا يجب ان تكون آلام ذراعها شديدة. أعتقد أنه سيكون من الصعب عليها رفع ذراعها اليوم.“
“حسنًا، من التالي؟”
“دون أن أتمكن من أخذ نفس، هاجمتني فتاة أخرى محاولة الأمساك بياقة قميصي. كانت زميله ذات بنية قوية.“
“القتال دائمًا مايكون لصالح من ينهيه بسرعة.“
“ضربت فكها السفلي بكل قوتي.”
“مع صوت قوي، سقطت فاقدة للوعي.”
“أنتِ، أنتِ……!”
“مرة واحدة قد تكون مصادفة، لكن ليس مرتين.”
“في لحظة خاطفة، نظرت إليّ الفتاة التي فقدت الاثنين من جانبها بدهشة وخوف.”
“على الرغم من أن تعبيرها كان لا يزال يعكس الغضب، إلا أن عيونها كانت مليئة بالتحفظ، وكأنها تعلم أنه لا يمكنها مهاجمتي بسهولة بعد ما رأتني.”
“ماذا ستفعلين؟ هل ستواصلين القتال معي، أم أنكِ ترغبين في التوقف هنا؟”
“ماذا عن هؤلاء؟”
“سوف يستفيقون قريبًا. ولكن لا بد من تنظيف الجناح.”
“لم أكن أرغب في أن أكون عائق بسبب الإهمال في التنظيف منذ اليوم الأول. من المؤكد أن هذا هو الحال مع باقي الزملاءأيضًا.”
“سأتغاضى هذه المره، ولكن لن يكون هناك فرصة أخرى.”
“من الآن فصاعدًا، أي شيء يحدث في غونيونغ غاك ( الجناح ) سيكون تحت مسؤوليتي. وهذا يعني أنني سأكون أعلىمرتبة منكم، وهذا يشمل أنني أمتلك السلطة لتطبيق عقوبات بناءً عن العمل، أليس كذلك؟
“يبدو أنهن لم يتوقعن ذلك، وبدت عليهن علامات الدهشة.”
“هل كانو يعتقدون أن يمكنهم فعل مايريدون دون أي عواقب؟
“آخر شيء أود قوله هو أنه يبدو أن لديكم سوء فهم كبير عني. أكثر من أي شخص آخر، أنا من يشعر بالغضب هنابسبب تعييني.”
ضربت صدري بقبضتي بغضب.
“لكني لم أقدم رشوة، وأعتقد أنني قد أكون جريئة، لكن الطموح في الترقّي ليس من أولوياتي.”
“لا يوجد شيء من هذا القبيل. أن أصبح السيدة؟ لا أريد ذلك ولا أفكر فيه حتى. ذوقي غريب، فأنا أكره الأشخاص الوسيمين جدًا. ربما أناالوحيدة بين خادمات القصر التي لا تحب الإيغونجا ( ذو الطبقات الرفيعة ). بالنسبة لي، هو مثل الكارثة. هل يوجد شخص يريد أن يتلقىاهتمام الكارثة؟ بالطبع لا، حتى إيغونجا المحبوب من الجميع لن يهتم بشخص مثلي.”
كان من الضروري أن أقول ذلك. وكان هذا أمرًا محتملًا جدًا.
“على أي حال، أتمنى أن لا تزعجوني بنفس المشكلة مجددًا. هل تفهمون؟”
عند سؤالي، اهتزَّت أجسام الاثنان اللتان كانا ملقيات على الأرض.
بدوا وكأنهم فهموا رسالتي بأن يتوقفوا عن التظاهر بأنهم فاقدو الوعي، وبدأوا في النهوض ببطء.
“دعونا نحاول أن نعيش جيدًا حتى يوم التبديل.”
طالما كنت الخادمة المعينة في الجناح، فسيظل قصر “غونيونغ غاك ( يلي هو الجناح )” في أفضل حالة دائمًا. لا ينبغي أن يتمكنوا منالعثور على أي خطأ صغير.
سأبذل قصارى جهدي خلال الشهرين القادمين!
وعندما تذكرت الأمير جيكون، تراجع قلبي مرة أخرى، لكنني بذلت جهدًا كبيرًا لعدم إظهار ذلك وأنا أدخل إلى داخل “غونيونغ غاك”.
بعد لحظات، قفز شخص من فوق الشجرة بالقرب من المكان الذي نشب فيه الجدال بين سولها والخادمات.
“كارثة…”
– ترجمه : سول .