أصغر طفل ينقذ العائلة بالمفتاح - 1
الفصل 1
في الرواق الكبير المؤدي إلى المكتب.
صوت خطواتها الصغيرة توقف فجأة.
ليليا، التي كانت تركض مثل السنجاب، ألقت نظرة سريعة على صورتها المنعكسة في تمثال من الكريستال الشفاف.
كانت طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات.
جسم دائري صغير بأطراف ناعمة وبطن بارز لطفل.
خدود بيضاء ناعمة مثل حلوى المارشميلو.
يد صغيرة مثل ورقة القيقب.¹
[¹ــ ورقة القيقب هي ورقة شجرة ذات شكل مميز بخمسة فصوص، وتتحول ألوانها في الخريف إلى الأحمر والبرتقالي. تشتهر كرمز وطني لكندا.]
قدمان صغيرتان للغاية مع أحذية صغيرة.
‘صغيرة جداً.’
كانت لا تزال تتفاجأ من حجم جسدها الصغير في كل مرة تراه.
على الرغم من أنها تبدو هكذا، إلا أنها كانت في الحقيقة تبلغ من العمر سبع سنوات هذا العام، نموها فقط الذي كان بطيئًا للغاية.
‘متى سأكبر وأصبح بالغة؟’
كان اليوم يومًا حاسمًا.
لقد جمعت كل الأدلة الممكنة لتخبر جدها عن الأفعال السيئة التي ارتكبها أبناؤه.
استغرق جمع الأدلة أكثر من نصف عام.
ومع ذلك، كانت لا تزال تشعر بالتوتر والقلق.
عندما يتعلق الأمر بجدها…
كان يعرف بالدوق الحديدي الذي لا تخرج منه حتى قطرة دم إذا طُعن.
ساحر أسطوري لديه القوة للتخلص من نصف سكان الإمبراطورية بإشارة من إصبعه.
ليس فقط أنه جعل عائلته السحرية الأغنى في الإمبراطورية، بل كان ناجحًا في كل مجال تجاري يدخله، مثل المناجم، السفن، والسكك الحديدية السحرية.
هو سيد عائلة روبرتس العريقة التي تمتد لألف عام.
فلاديمير فون روبرتس.
‘… هل سيصدقني جدي؟’
بينما كانت ليليا تفكر، تمايل شعرها الوردي الناعم.
‘يمكنك فعل ذلك، ليليا.’
شدت ليليا قبضتيها الصغيرتين وأخذت نفسًا عميقًا وهي تقرر.
سيكون الأمر صعبًا، لكن إذا حصلت على دعم جدها، فسيكون طريقها ممهدًا أمامها.
والأهم من ذلك، أن ليليا كانت تمتلك تلك القوة، وستتمكن من كسب قلب جدها.
بينما كانت ليليا تقرر، ظهر أمامها رجل ذو مظهر قاتم.
شعر أسود طويل وعينان حمراوتان تلمعان. إنه أوسديل، الابن الأكبر من بين أبناء جدها الذين كانت تحاول التخلص منهم.
كان أوسديل واحدًا من أولئك الذين يجب على ليليا إزاحتهم في النهاية.
كان يخطط لتحويل عائلة روبرتس إلى عائلة شريرة سيئة السمعة ويقوم بكل أنواع الأفعال الشريرة.
“… لا تتجولي هنا. هذا المكان ليس لطفلة مثلك.”
صوته العميق البارد وحده كان كافيًا ليشعر الآخرين بعدم الارتياح.
“أنا هنا فقط لأن لدي عمل هنا.”
قالت ليليا وهي تمسك بطرف فستانها.
“ماذا؟ طفلة مثلك لديها عمل؟ المكتب الخاص بالسيد هو مكان مخصص للبالغين فقط. حسنًا، يبدو أنه يجب أن أُعلم الأطفال الذين لا يعرفون مكانتهم.”
ابتسم أوسديل ابتسامة مخيفة وهو ينظر إلى ليليا. بدأت ظلال سوداء تزحف من الحائط عندما حرك إصبعه.
كان أوسديل ساحرًا متخصصًا في التعامل مع الظلال.
بدأت الظلال تتضخم وتتجه نحو ليليا.
“ماذا تفعل فجأة؟! كياااه!..!”
“هشش.”
اقترب أوسديل ووضع يده على فم ليليا.
“لا تثيري الضوضاء.”
شعرت ليليا بالقشعريرة وهي تتراجع للخلف، تفكر في أنه على الرغم من أن استخدام السحر الهجومي ممنوع في القصر، يبدو أن أوسديل قد وضع حاجزًا حول المكان لمنع أي تدخل.
‘أليس هذا كثيرا بعض الشيء بالنسبة لطفلة؟’
لكن أوسديل كان معروفًا بتعامله الوحشي حتى مع الأطفال.
بدأت الظلال التي كانت بحجم إنسان تتضخم حتى ملأت الممر، وظهرت لها عيون وفم غاضب وهي تقترب من ليليا.
‘… هل هو يخيفني فقط؟’
في تلك اللحظة، شعرت ليليا بضغط خانق في صدرها وسقطت على الأرض.
“آه… من فضلك توقف… لا أستطيع التنفس…!”
أدركت ليليا أن هناك هالة كثيفة من الطاقة المحيطة بها.
عندها سمعت صوت خطوات قادمة من نهاية الممر. يبدو أن الشخص الذي كان يحرس المكتب قد شعر بشيء.
“… اللعنة!”
اختفى أوسديل فجأة مع ظلاله.
بعد اختفائه، جلست ليليا ووضعت يدها على صدرها.
“بيب بيب.”
برز رأس صغير مغطى بالفرو الأبيض من جيب فستان ليليا. كان هذا المخلوق هو الروح المتعاقد مع ليليا، يحمل مفتاحًا ذهبيًا في فمه.
“بيييب!”
“ليس بعد.”
هزت ليليا رأسها وهي تداعب المخلوق الصغير.
“… بيييب.”
بدا خائب الأمل وهو يعود إلى جيب ليليا.
مزاجه كان صعبا بعض الشيء، وعلى الرغم من أنه لم يكن يتحدث بعد، إلا أنه كان كائنًا حريصًا على حراسة المفتاح بجدارة.
كل فرد من عائلة روبرتس يولد بقوة سحرية ويظهرها قبل بلوغ السابعة. كان هناك سبب خاص لعقد اتفاق مع روح المفتاح.
تاك تاك تاك!
عندها اقترب أحد مساعدي الدوق وسأل:
“ليليا الصغيرة؟ ماذا تفعلين هنا؟”
“آه، لقد ضللت طريقي إلى المكتب. لدي شيء أريد أن أعطيه لجدي.”
“هل هذا صحيح؟ حسنًا، تعالي معي إذن.”
بقيادة المساعد، اتبعت ليليا خطاه بخطواتها الصغيرة حتى وصلت إلى باب المكتب الكبير لسيد العائلة.
“إذا كان هناك شيء للسيد…”
“آه، انتظر لحظة.”
بدأت ليليا بالبحث في حقيبتها وأخرجت مجموعة من الأوراق الكثيفة التي أعدتها بعناية، وسلمتها له.
“أريد أن يتأكد جدي من رؤية هذا.”
مع ملاحظة مكتوبة أعلى الأوراق تقول: {أموال عائلة روبرتس الثمينة تتسرب بشكل مستمر}.
إذا كان جدها يهتم بالعائلة كما تعرف، فإنه بالتأكيد سيطلب رؤيتها.
كما توقعت، لم يمضِ وقت طويل حتى سُمِح لها بلقاء جدها على انفراد.
كان الدوق يجلس خلف مكتبه المصنوع من خشب الماهوجني²، مظهره بارد وخالٍ من التعبيرات.
[²ــ الماهوجني خشب صلب فاخر بلون بني محمر، يستخدم في صناعة الأثاث الراقي بفضل متانته وجماله.]
كانت هيئته باردة مثل الجليد، بجسد ضخم وعينين بلون الياقوت الأحمر وشعر فضي يميل إلى اللون الأزرق.
وقفت ليليا كأنها تواجه وحشًا ضخمًا، مما جعلها تشعر بالخوف والضعف. بدأت يداها الصغيرتان تتعرقان وهي تمسك بطرف فستانها.
“… من الذي سمح لك بالتحقيق في هذه الأمور؟”
سأل الدوق بصوت بارد وهو يشير إلى الأوراق.
“… هذا…”
ابتلعت ليليا ريقها قبل أن تتحدث.
‘أنا خائفة، ولكن لا يجب أن أظهر خوفي.’
كان جدها يكره الضعفاء والجبناء.
بل يفضل أن تكون جريئة.
ضغطت ليليا على قلبها المرتجف، وقالت بشجاعة:
“ستحتاج إلى وقت للتحقق مما إذا كان ما في الأوراق صحيحًا، أليس كذلك؟ حسنًا، هل يمكنني تناول وجبة خفيفة أثناء الانتظار، يا جدي؟”
“… رغم صغرك، لديك جرأة كبيرة.”
ضيق الدوق حاجبيه وأمر مساعده الذي كان يقف خلفه:
“أحضر شيئًا تأكله الطفلة.”
بعد فترة قصيرة، وُضع على الطاولة في مكتب الدوق كوب من الحليب، وبسكويت زبدة لذيذ، وكعكة بالكريمة. كانت هذه وجبة غير عادية في هذا المكان.
وكان المشهد الأكثر غرابة هو الطفلة الصغيرة التي جلست على الأريكة، تهز ساقيها وتنتظر.
كان الدوق يتساءل عما إذا كان ابنه الأصغر قد أنجب بالفعل إنسانًا، أم شيئًا آخر تمامًا.
بعد فترة من التحقق من صحة الأوراق، استشاط الدوق غضبًا.
“… من هو المسؤول؟!”
تحطم!
تحطم مقبض الكرسي الذي كان يمسك به بقوة.
وسط الصمت المخيف الذي خيم على المكتب، لم يجرؤ أي شخص على الحركة.
عندما ضاقت عينا الدوق الحمراء الباردة، دوى صوته الغاضب في أرجاء القاعة.
“من هو الأحمق الذي تجرأ على فعل هذا؟”
كان من الواضح أن الدوق لن يدع أي شخص يفلت من العقاب إذا ثبتت مسؤوليته عن هذه الكارثة.
لم يكن ليتردد حتى في قطع صلته حتى بأقربائه إن لزم الأمر.
اقترب بخطوات متتالية نحو حفيدته الصغيرة التي كشفت عن هذا الأمر.
“إذن، من بين أبنائي الثلاثة، من تجرأ على تلويث اسم روبرتس بهذه الفعلة؟ هاه؟”
رفعت ليليا ثلاث أصابع صغيرة بجانب أذن الدوق وهمست:
“ثلاثة منهم.”
“…”
حدق الدوق بوجه جديّ في ليليا، لكن تعابيره تغيرت سريعًا.
“آه، أقصد الثلاثة الكبار! بالطبع أبي ليس منهم، يا جدي.”
“بالطبع لن تقولي والدك. رغم أنك لا تزالين صغيرة. من يحمي من هنا؟ على أي حال، أنتِ… حقًا شيء مميز.”
ابتسمت ليليا ببساطة في مواجهة نظرة جدها الحادة.
‘عليّ حماية العديد من الأشياء، يا جدي. لأنني أعلم بمستقبل هذه العائلة بالكامل.’
قبل عام فقط، كانت ليليا قد أدركت أن هذا العالم ليس إلا رواية.
يتبع…
أتمنى تعجبكم ترجمتي ومو تنسوا تعلقوا 😚
رايكم في البطلة؟
جد البطلة؟
أوسديل؟