أصبحت موظفة بسيطة في لعبة تطوير الفنادق - 1
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- أصبحت موظفة بسيطة في لعبة تطوير الفنادق
- 1 - العَرضْ التْروِيجِي
في حياة كل شخص، هناك مشهد لا بد وأنه شاهده ولو مرة واحدة.
“لاااا! لا أريد! قلت لا!”
إنه مشهد الطفل الذي يلقي بنفسه على الأرض، يرفس بقدميه الصغيرتين ويصرخ بأعلى صوته.
رأيت هذا المشهد مراراً وتكراراً، وكنت أفكر حينها:
“هذا امتياز لا يُسمح به إلا في الصغر. من يجرؤ على فعل هذا وهو بالغ؟”
لكن…
“آاه! لا أريد! قلت لا!”
من كان يتخيل أنني سأكون أنا من يفعل ذلك.
أما هذا الرجل الذي ينظر إليّ بنظرة حادة، فهو سيديون جينتي، مدير فندق ميرفيا، والمذنب الأول فيما وصلت إليه.
تسأل لماذا أفعل هذا؟ الأمر بسيط: لأنني أريد العودة إلى المنزل.
[مستوى إعجاب سيديون انخفض بشكلٍ كبير.]
[مستوى إعجاب سيديون الحالي: <كراهية> 30%]
أعيش في عالم لعبة، حيث تظهر نوافذ النظام أمامي، وتُمنح لي مهام يومية.
“بفضلك، لن يشكل وجود سكة قطار بجانب الفندق أي مشكلة، لأن طبلة أذني انفجرت للتو.”
أما سيديون، رئيسي وهدفي في رفع مستوى إعجابه، فهو شخص يستفزه حتى الكلام الطيب، وكأن الطيبة مرضٌ يعاني منه، فلا يفوّت فرصة لإزعاجي!
أريد العودة إلى منزلي قبل أن أفقد صوابي.
“أريد العودة! أعدني! قلت أعدني إلى المنزل!”
[مستوى إعجاب سيديون انخفض.]
[مستوى إعجاب سيديون الحالي: <كراهية> 50%]
[يرجى الانتباه: إن وصل مستوى الإعجاب إلى <كراهية> 100%، سيتم طردك من قبل سيديون وتنتهي اللعبة.]
يقولون إن الصدق يصل إلى القلوب، وها قد فهم النظام أخيراً رغبتي الحقيقية وأرشدني إلى طريقة العودة.
“صحيح، لمَ أنسى؟ عندما يصل مستوى الإعجاب إلى الصفر، تنتهي اللعبة.”
أي تحذير هذا؟ هذا ما أريده أصلاً.
بدأت شعلة الأمل تتقد في داخلي.
إنهاء اللعبة. يا له من تعبير جميل! كم حلمت بسماعه!
لكن قبل أن أتمكن من التعبير عن فرحتي، وصلني صوت بارد كالجليد.
“إلى أين؟ إلى أين تريدين العودة بالضبط؟”
ورغم برودة صوته، كان ثمة ابتسامة راضية على وجهه، وكأن شيئاً ما يعجبه في كل هذا.
يبتسم؟ الآن؟
ثم، في تلك اللحظة.
[مستوى إعجاب سيديون ارتفع من <كراهية> 50% إلى <كراهية> 10%!]
…لماذا ارتفع الآن؟
لم أفهم أبدًا ما يدور في عقله، لكن ما حاجتي لفهمه؟ سأركز فقط على هدفي.
وما الذي أحتاجه الآن؟ الصدق! قول ما أردت قوله حقاً!
وقفت على قدميّ، وبصوتٍ مرتجف نطقت بكل ما في قلبي، بحذرٍ شديد.
“لم يتبق معي نقود، والموظفون على وشك الجنون، ومع ذلك تجد ما يُضحكك؟ يا مختل، لا تخاطبني، فأنا مشغولة! ولا تخفض صوتك بهذا الشكل، إنه يثير اشمئزازي!”
“ماذا؟”
ظهرت الدهشة على ملامحه كأن تغييري المفاجئ أربكه.
لكنني لم أعره اهتماماً، ابتسمت ابتسامة ساخرة، أخذت نفساً عميقاً، وحشدت قوتي من أعماق صدري.
ثم أطلقت صرخة مدوية!
“أعدني للمنزل! أعدني الآن! أخرجوني من هذا المكان!! آاااه!”
هيا بنا إلى <كراهية> 100%!
صرخت بكل قوتي حتى شعرت بألم في حلقي.
“لكن… هناك شيء ناقص.”
تلفتُّ حولي، ولاحظت بعض الزينة المتناثرة.
“هذا هو!”
دون تفكير، بدأت بكسر الزينة المتبقية في الردهة، وألقيت كل ما على مكتب الاستقبال على الأرض، بينما أصرخ.
“آاه! آااه!”
وبعد لحظات، ظهرت نافذة النظام مجدداً.
[مستوى إعجاب سيديون انخفض بشكل كبير.]
[مستوى إعجاب سيديون الحالي: <كراهية> 100%]
[بما أن مستوى الإعجاب وصل إلى <كراهية> 100%، لم يعد بإمكانك العمل في الفندق.]
وضعت يدي على فمي، غير مصدقة.
أخيراً…أخيراً انتهت اللعبة! يمكنني العودة إلى المنزل!
ثم رفعت يدي عن شفتي، وأرسلت قبلة ساخرة في الهواء.
“وداعاً، سيدي المدير! لا أريد رؤيتك ثانية!”
رغم أننا لم نكن على وفاق، إلا أن كسر إعجابه سمح لي بالرحيل.
أرجوك، لا أريد رؤيتك مجدداً، يا سيديون!
حين أعود، سأبدأ بمسح اللعبة من أول لحظة.
ومع فرحتي، لم أتمكن من إخفاء ابتسامتي، حتى ظهر صوت تنبيه من النظام.
[بما أنك لم تصلي إلى النهاية الحقيقية، لا يمكن إنهاء اللعبة. سيتم البدء من جديد.]
ماذا؟… ماذا يقصد؟…
حاولت قراءة نافذة النظام مرة أخرى، لكن عينيّ بدأت تغمضان، وشعرت بجسدي يثقل.
آخر ما رأيته كان سيديون يركض نحوي بوجه مرتعب، ثم انطفأ المشهد تماماً، وبقيت أصواتٌ تتردد بعيداً.
“بوني تشيغو!”
يا إلـــهي…
لو كنت أعلم، لاهتممت أكثر باختيار اسمي في اللعبة.
بوني…بوني هو اسم كلبي!!