أصبحت موظفة بسيطة في لعبة تطوير الفنادق - 08
عندما أنهيت توقيعي على عقد العمل، دعونا نعود قليلًا إلى تلك اللحظة.
في ذلك الوقت، ظهرت لي نافذة النظام تحمل هذه المعلومات:
[يتم احتساب الأجر اليومي بناءً على العمل المنجز، ويُصرف كل ليلة.
بعد انتهاء عملك، عد إلى غرفتك وافتح الحصالة الموجودة على مكتبك!
※ يعتمد مقدار المكافآت الإضافية على مستوى الفندق، قدرات الشخصية، وعدد المهام المكتملة خلال اليوم.
كلما كان مستوى الفندق أعلى، وقدرات الشخصية أفضل، وعدد المهام المكتملة أكبر، زاد الأجر اليومي. يُرجى الانتباه لهذه النقاط!]
يُدفع الأجر بعملة “غالارد”، وهي العملة التي يمكن استخدامها لشراء هدايا تزيد من مستوى القبول أو الود.
ورغم أن أسعار هذه الهدايا مرتفعة، ولا تضاهي فعالية العناصر التي تُشترى بالأموال الحقيقية (الكاش)، إلا أنني، كلاعبة محاصرة داخل هذا العالم، لم أجد وسيلة أخرى للحصول على تلك الهدايا سوى من خلال “غالارد”.
‘لابد أن متجر غالارد موجود في هذا العالم أيضًا.’
فقد أوضح النظام نفسه أن “غالارد” يُستخدم لشراء هدايا تزيد من مستوى القبول، وهو أيضًا العملة الرسمية لهذا البلد، مما يعني أنه يمكن استخدامها لشراء أشياء أخرى أيضًا.
✦✦✦
“أنفك ينزف. لماذا لا تعودين إلى غرفتك لتستريحي اليوم؟”
“أوه، شكرًا على القلق، لكنني بخير تمامًا.”
تجاهلت نصيحة سيــــدوين، وعدت إلى العمل وأنا أكتم غضبي. كنت مصممة على إنجاز كل المهام المطلوبة مهما كلف الأمر.
‘كم سأجني من المال اليوم؟’
كان سيــــدوين قد وعد بأجر أسبوعي قدره 350 غالارد.
وبحساب يومي، يعني ذلك أنني سأحصل على 50 غالارد كحد أدنى في اليوم.
‘لكن لماذا حصلت على 5 غالارد فقط في الجولة الأولى؟ ولماذا أصبحت الآن 50؟’
رغم أن الأمر بدا غريبًا، لم أكترث كثيرًا. طالما أن الوضع يصب في صالحي، فلا داعي للقلق.
اليوم بذلت جهدًا مضاعفًا في إتمام المهام، لذا كنت أتوقع مكافآت إضافية تزيد من المبلغ الأساسي.
عدت إلى غرفتي بخطوات مليئة بالحماس، وأنا أترنم بأغنية صغيرة. توجهت مباشرة إلى الحصالة الحمراء التي ظهرت فجأة على مكتبي، وفتحتها بلهفة.
[…جاري حساب الأجر اليومي…]
[تم صرف أجر اليوم: 30 غالارد.]
“ماذا…؟”
ثلاثون غالارد فقط؟! أين الأجر الأساسي 50 غالارد؟ وأين المكافآت الإضافية التي توقعتها؟
غير مصدقة، قلبت الحصالة رأسًا على عقب، أفرغت محتواها على الأرض، وفتشتهة بعناية. لكنها كانت فارغة. المبلغ المستحق هو 30 غالارد فقط.
جلست أحدق في العملات الثلاث التي تتلألأ على كفي، وكأنني فقدت للتو حلمًا كبيرًا.
“لماذا…؟ كيف…؟ أريد تفسيرًا! الآن!”
وكأن النظام استجاب لاستدعائي، ظهرت نافذة أمامي تحمل الإجابة:
[لم يتم ارتداء الزي الرسمي، مما أدى إلى انخفاض كفاءة العمل. كفاءة العمل تؤثر مباشرة على الأجر اليومي. يُرجى الحرص على ارتداء الزي الرسمي دائمًا!]
“آه… آه… آه! تـ// لهذا النظام اللـ///!”
✦✦✦
في صباح اليوم التالي، وبعد أن التهمت وجبة الإفطار التي أحضرها أوفان، ارتديت الزي الرسمي الذي قمت بغسله بعناية في منتصف الليل.
“كان عليّ الانتباه لهذا الأمر منذ البداية.”
استرجعت ذكريات اليوم الأول، حين لم أكمل المهام كما ينبغي ولم أرتدِ الزي الرسمي، مما أدى إلى حصولي على 5 غالارد فقط.
كم كان محرجًا أن أفرح حينها معتقدة أن الوضع يصب في صالحي.
“لا بأس، المهم الآن أنني تعلمت الدرس.”
تنفست بعمق، وأكملت ارتداء الزي الذي باتت تفوح منه رائحة الصابون المنعشة بدلًا من الرائحة الكريهة التي التصقت به في الخزانة.
“نظام، هل تظن أنني سأستسلم؟ أو أنني سأبكي وأقول: ‘لا أستطيع فعل هذا بعد الآن’؟ مستحيل. أنا واحدة من المحترفين المخضرمين في ميرفيا!”
لن أسمح لكم بإحباطي. هذه الكبوة لن تزيدني إلا إصرارًا وعزيمة.
هدأ الغضب الذي كان يشتعل داخلي، ولم يبقَ منه سوى رمادٍ دافئ، رماد عناد لا ينطفئ.
“من الآن فصاعدًا، سأعمل بكل دقة لأستعيد أموالي كاملة منك، أيها النظام!”
قمت بتجديل شعري بعناية إلى ضفيرتين متناسقتين، ولففت منديلاً حول رأسي بإحكام.
ثم راجعت مظهري مرتين، بل ثلاث مرات، لأتأكد من أن مئزر العمل مشدود جيدًا. لم أترك مجالًا لأي خطأ بسيط قد يقتطع جزءًا من أجري. حتى الغبار على الزي الرسمي أزلته بعناية قبل أن أغادر الغرفة.
‘آمل ألا يثير النظام مشكلة جديدة اليوم.’
وصلت إلى مكتب الاستقبال في الطابق الرئيسي للفندق، قبضت يدي بإصرار، وفتحت قائمة المهام لاستعراض المطلوب.
المهام الرئيسية، المهام الجانبية، والمهام اليومية…
كان لديّ الكثير لأفعله اليوم أيضًا.
‘سأبدأ بالمهام اليومية أولًا، ثم أتابع البقية.’
نظرًا لأن مستواي ما زال منخفضًا، كانت المهام اليومية تقتصر على أعمال التنظيف: إزالة الأعشاب الضارة من مدخل الفندق، تنظيف الأرضيات، والتقاط الحصى التي تعيق الممرات.
رغم تكرار العمل، إلا أنني كنت معتادة عليه، ومع الوقت أصبحت أنجزه بسرعة وكفاءة أكبر.
بعد أن أنهيت المهام اليومية، انتقلت إلى المهمة الرئيسية:
“شكرًا لكم، ونتمنى رؤيتكم مرة أخرى قريبًا!”
كانت المهمة تتعلق بتوديع النزلاء المقيمين في الغرفة رقم 201.
رافقتهم حتى بوابة الفندق، فتحت لهم الباب بابتسامة عريضة، ولوّحت لهم بحماس حتى غابوا عن الأنظار.
ثم استدرت لوضع مفتاح الغرفة في مكانه المخصص.
“صباح الخير.”
“آه! لقد أخفتني!”
كان أوفان يقف هناك، يعدّل نظارته بابتسامة هادئة، بينما كان سيدوين يقف بجانبه بوجه عبوس كعادته.
‘هل أنتما ثنائي لا ينفصل؟ مثل الشامبو والبلسم، أو الدجاج والمشروبات الغازية؟’
قال أوفان مبتسمًا: “يبدو أنكِ نمتِ جيدًا الليلة الماضية، مظهركِ اليوم يشعُّ حيوية.”
“نعم، لقد نمتُ بعمق.”
“كنتُ على وشك أن أتحدث معكِ عن زي العمل، لكن يبدو أنكِ قمتِ بارتدائه بالفعل.”
تذكرت الأجر الذي خسرته بالأمس بسبب إهمالي في ارتداء الزي الرسمي، فرددت بلهجة مقتضبة بينما كنت أتوجه نحو مكتب الاستقبال:
“وجدته في الخزانة.”
“يبدو رائعًا عليكِ، آنسة تشيغو.”
ابتسم أوفان ورفع إبهامه بإشارة إعجاب. ورغم أنه مجرد مجاملة، إلا أنني شعرت بشيء من السرور يتسلل إلى داخلي.
“شكرًا.”
رفعت كتفي بخفة، وضعت مفتاح الغرفة في مكانه، وظهرت نافذة النظام على الفور، يتبعها صوت منخفض يخترق أذني:
“حقًا، يبدو زيّ الخدم ملائمًا جدًا لكِ.”
[*المهمة الرئيسية*
– 【مرحبًا بك، هل هذه أول مرة تعملين فيها في فندق؟ (4)】 اكتملت! تم صرف المكافأة.]
[*المهمة الرئيسية*
– 【نبضات قلب نحوك】
إن بناء علاقة وطيدة مع المدير أمر بالغ الأهمية. كلما زادت ودية سيــــدوين تجاهك، زادت أرباح الفندق وإكراميات النزلاء!
مستوى العلاقة الحالي: “غريب”.
المطلوب: الوصول إلى مستوى “عادي – المرحلة الأولى”.
المكافأة عند الإكمال: 100 غالارد، 300 نقطة خبرة.]
‘حسنًا، يبدو أن الوقت قد حان لمواجهة هذه المهمة.’
رفع مستوى العلاقة مع هذا الشخص، الذي لا يبدو أنه يملك أدنى اهتمام بالتقرب مني، بدا وكأنه تحدٍ مستحيل.
‘حتى اسم المهمة يبدو مستفزًا.’
تنهدت بعمق وابتسمت ابتسامة ساخرة، ثم رفعت حاجبيّ قائلة:
“أعتقد أنني أبدو رائعة لأنني لطيفة بطبيعتي، أليس كذلك؟”
رد سيــــدوين بابتسامة ساخرة مماثلة، وقال:
“يبدو أن كلمة ‘لطيفة’ في قريتكِ تعني شيئًا مختلفًا عن معناها هنا.”
ثم أضاف بنبرة حادة:
“تأكدي من عدم التعرض لنزيف آخر. تنظيف الفوضى مرتين سيكون أمرًا مرهقًا.”
قال ذلك وغادر برفقة أوفان، تاركًا إياي أشتعل غضبًا داخليًا.
‘حسنًا، سيدوين، سأرفع مستوى علاقتك، حتى لو اضطررت لسحق كبريائك في هذه العملية.’
بعد أن تأكدت من مغادرتهما، انحنيت نحو مكتب الاستقبال وبدأت أفتش بحذر.
‘ظهور مهمة العلاقة يعني أن هناك حدثًا مهمًا على وشك الحدوث.’
خلف مكتب الاستقبال كان هناك رف مخصص لحفظ الأشياء، بما في ذلك: صندوق المفاتيح، الأوراق والأقلام، دفتر تسجيل بيانات النزلاء، وصندوق النقود الخاص بالغرف.
لكن تركيزي انصب بالكامل على صندوق النقود الأرجواني الساحر.
“هذا الصندوق من برج السحر. يبدو صغيرًا، لكنه واسع جدًا من الداخل بمجرد فتحه. يتم تفعيله فقط باستخدام مفتاح سحري مرتبط به، لذا يجب الحرص الشديد على إدارة المفتاح.”
استعدت كلمات أوفان في ذهني بينما حاولت سحب الصندوق من مكانه.
‘يا إلهي، إنه أثقل مما يبدو!’
رغم حجمه الصغير الذي لا يتعدى حجم كفي، إلا أن وزنه كان هائلًا. بالكاد استطعت حمله بكلتا يدي، وتحركت بضع خطوات بطيئة بصعوبة.
‘ومع ذلك، كيف تمكن شخص ما من سرقته بسهولة؟’
من يمكن أن يكون؟
لص.
نعم، الليلة، سيكون هناك لص يتسلل إلى هذا الفندق.