أصبحت موظفة بسيطة في لعبة تطوير الفنادق - 06
تراجعت إلى الخلف بذهول، وسقطت جالسة على الأرض، وقلبي يخفق بشدة.
“ر..رأس؟! هل هذا رأس حقيقي؟ أم جمجمة؟ كيف يمكن لشيء كهذا أن يكون هنا؟!”
لم أستطع منع عقلي من تخيل الأسوأ؛ هل يُعقل أن “سيــــدوين”، بغضبه الشديد، قد دفن أحدهم هنا في الحديقة؟
لكن “أوفَان”، الذي هرع إلى المكان فور سماعه صرختي، قال بنبرة هادئة وكأن ما حدث مجرد أمر عادي:
“آه، يبدو أن هذا أخافكِ. لا تقلقي.”
انحنى بهدوء والتقط الرأس الذي تدحرج حتى وصل إلى قدمي.
“على الأرجح، سقط من هناك.”
أشار بيده إلى نافورة كبيرة تتوسط الحديقة. كانت ضخمة ومهيبة، ورغم ذلك لم ألحظ وجودها حتى الآن. في وسطها، كان هناك تمثال لطفل صغير، بلا رأس.
نظرتُ إلى الرأس الذي يحمله “أوفَان”، وأدركت أنه جزء من ذلك التمثال.
تنهدت بارتياح، قائلة:
“يا إلهي، لقد اعتقدتُ أنه رأس حقيقي!”
تشبثتُ بيد “أوفَان” لأقف على قدمي، ثم بدأت أنفض الغبار عن ملابسي بينما ألقي نظرات قلقة حول المكان.
كل شيء هنا بدا وكأنه خرج من أعماق الإهمال. الحديقة غارقة في الفوضى، الأعشاب الطويلة تغطي الأرض، والجدران تحكي قصة سنوات من الهجر.
تنهدتُ بعمق، وأخذت أسحق الأعشاب الطويلة تحت قدمي وأنا أفكر بصوت مرتفع:
“هل هذا المكان يُسمى فندقًا حقًا؟ هل كان هنا نزلاء من قبل؟”
إن كان الأمر كذلك، فلا شك أن “سيــــدوين” و”أوفَان” قد تخلّيا تمامًا عن أي ذرة من الضمير.
فهذا المكان لا يصلح حتى كمأوى مؤقت، ناهيك عن كونه فندقًا!
ابتسم “أوفَان” كما لو أنه لم يسمع أيًا من أفكاري الداخلية، وقال:
“رغم كل هذا، لدينا بالفعل نزلاء يأتون إلى هنا.”
يا لهم من أشخاص بلا ضمير.
ثم أضاف بابتسامة واثقة، وهو لا يزال يحمل رأس التمثال بين يديه:
“لقد مضى شهر واحد فقط منذ أن استحوذ البارون على هذا الفندق. نحن نعمل على تحسينه تدريجيًا. ومع وجودكم الآن، أعتقد أننا سنحرز تقدمًا أسرع. أعتمد عليكم.”
لكن، أليس من المفترض أن تتم أعمال الترميم والتجديد قبل افتتاح الفندق؟
فكرت مع نفسي: ربما أنا الغبية هنا التي تحاول تطبيق المنطق على لعبة محاكاة!
لم أكن مهتمة بمعرفة المزيد عن “الشهر الماضي” أو أي أسرار أخرى قد يخفيها هذا المكان.
ومع ذلك، لم يكن لدي خيار سوى الرد بابتسامة مصطنعة:
“سأبذل قصارى جهدي… أتمنى أن نعمل معًا بشكل جيد.”
✦✦✦
مع حلول المساء وانتهاء جولتي في استكشاف الحديقة، كانت الشمس قد بدأت تختفي خلف الجبال، تاركة السماء بلونها الذهبي المتلاشي.
ترك “أوفان” لي رسالة قصيرة، يشجعني فيها على بذل المزيد من الجهد في اليوم التالي، ثم عاد إلى المبنى الرئيسي. أما أنا، فقد توجهت ببطء نحو السكن الجانبي.
مررت عبر الطابق الأول المهجور تمامًا، وفتحت باب غرفتي. فجأة، ظهرت نافذة النظام أمامي.
✦✦✦
[ مهمة تعليمية
✦ فتح خريطة الفندق: تم فتح خريطة الفندق. يمكنك الآن عرضها من خلال نافذة تفاصيل الشخصية. ]
✦✦✦
على مكتبي، الذي كان خاليًا تمامًا في الصباح، ظهرت خريطة جديدة بأناقة ملفتة.
✦✦✦
[ خريطة الفندق
✦ تعرض الخريطة جميع مناطق الفندق. يمكنك النقر على أي منطقة لاستعراض تفاصيلها. ]
✦✦✦
الخريطة أظهرت المناطق التي زرتها اليوم، بالإضافة إلى مناطق لم أتمكن من الوصول إليها بسبب قيود اللعبة.
أما المناطق غير المكتشفة، فقد كانت مغطاة بضباب رمادي. وعندما نقرتُ عليها، ظهرت رسالة جديدة من النظام:
✦✦✦
[ هذه منطقة غير متاحة. يجب فتح المنطقة أولاً. ]
✦✦✦
كما توقعت، لا يمكنني رؤية سوى المناطق المفتوحة فقط.
بعد أن انتهيتُ من استعراض الخريطة، شعرتُ بإرهاق شديد يغمرني.
استلقيتُ على السرير وأنا أتحدث إلى نفسي بصوتٍ عالٍ:
“يوم كامل أمضيته في كتابة العقد واستكشاف المكان فقط؟ كيف يمكنني إنهاء اللعبة والوصول إلى النهاية الحقيقية بهذه الوتيرة؟!”
كان الإرهاق قد تغلّب عليّ، وربما كان السبب هو الفوضى التي أحاطت بي طوال اليوم.
الشيء الوحيد الجميل في هذا المكان هو وجه “سيدوين”، لكنه بلا فائدة على الإطلاق لأن كلماته كانت بنفس سوء حال الفندق.
تقلّبتُ على السرير محاوِلة العثور على وضعية مريحة، وفجأة، ظهرت نافذة النظام مجددًا أمامي.
✦✦✦
[مهمة تعليمية
✦ فتح خريطة الفندق: تمت المهمة! تم تسليم المكافأة.]
[مهمة تعليمية
✦ جمع النقاط: …]
نظام اللعبة، الذي لا يعرف الرحمة، لم يترك لي مجالًا للشعور بالإنجاز. فورًا أعطاني المهمة التالية:
“نظّف بهو الفندق لتحصل على المزيد من النقاط. النقاط هي العملة المستخدمة لتطوير الفندق. كلما حصلت على المزيد، تمكنت من استبدالها بعناصر أفضل.
المكافأة عند الإكمال: 30 نقطة.”
نظرتُ إلى النافذة الكبيرة فرأيتُ أن الظلام قد خيّم تمامًا في الخارج. ألقيتُ بجسدي المنهك على السرير مرة أخرى.
“لا يهم. سأفعل ذلك غدًا… غدًا.”
اليوم كان مرهقًا بما فيه الكفاية.
دفنتُ وجهي في الوسادة، وسرعان ما بدأت تغمرني غفوة عميقة.
العشاء… كنتُ بحاجة لتناول العشاء…
✦✦✦
أحرقتُ كل طاقتي، حتى شعرتُ أنني أصبحت فارغة تمامًا.
جلستُ على الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني، وأنا ألهث.
“آه…!”
المبلغ الإجمالي للنقاط التي جمعتها حتى الآن هو 190 نقطة.
لقد كان هذا نتيجة تنظيف شاق منذ الصباح.
10 نقاط عند كنس الأرض، 20 نقاط عند مسحها بالماء، و10 نقاط لترتيب مكتب الاستقبال… وهكذا.
“أليس هذا لعبة؟! ألا يفترض أن يتم التنظيف بنقرة واحدة؟!”
منذ استيقاظي صباحًا، بعد أن التهمتُ بشراهة شطيرة الحساء التي أعطاني إياها “أوفَان”، قضيتُ يومي بأكمله في التنظيف، التنظيف، والمزيد من التنظيف.
“حتى غرفتي لم أنظفها بهذه الطريقة من قبل! كان عليّ تجاوز هذا الدليل التعليمي!”
لو كنتُ أعلم أن الأمر سيتطلب كل هذا الجهد، لما أضعتُ وقتي.
اتضح أن حتى الدروس التعليمية ليست بلا ثمن. تلك المهام التي تبدو بسيطة يمكنها أن تكون عبئًا مرهقًا.
بدأ الفضول يقتلني حول مكافأة إكمال الدليل التعليمي.
“لا بد أن تكون مكافأة عظيمة جدًا! لن أقبل بأقل من ذلك!”
هل تسمعني أيها النظام؟
إذا كان عليّ أن أختار، فإنني أريد عنصرًا لرفع مستوى التقدير مع “سيــــدوين”. شيء يجعل تقديره يرتفع بسرعة!
“رجاءً، أيها النظام! قدم لي عنصرًا للتقدير!”
مع هذا الدعاء الحار، قمتُ بمسح الثريا الأخيرة في البهو بعناية.
✦✦✦
[أكملت تنظيف الثريا وحصلت على 80 نقطة.]
[تم إكمال المهمة التعليمية: “جمع النقاط”! تم منح المكافأة.]
[تم إنهاء الدليل التعليمي! تم إرسال مكافأة الدليل التعليمي إلى صندوق البريد.]
✦✦✦
“أخيرًا!”
ألقيتُ القماشة البالية في الدلو، ودخلتُ إلى صندوق البريد فورًا.
ضغطتُ على أيقونة الهدايا، وضعتُ يدي معًا، وأغمضتُ عيني متوسلة.
“رجاءً، رجاءً، رجاءً! عنصر التقدير، من فضلك!”
صندوق الهدايا الذي كان يهتزّ توقف فجأة، وظهرت نافذة النظام.
✦✦✦
[حصلت على “مقشة متينة” و”قماشة نظيفة”.
✦ تزيد كفاءة التنظيف بمقدار +3 عند الاستخدام.]
✦✦✦
ظهرت موسيقى احتفالية تعلو أجواء المكان، تتزامن مع انفجار الألعاب النارية من حولي، بينما الأوراق الملونة تتطاير في الهواء كأنها تستهزئ بي.
“لا، لا، هذا مستحيل!”
بعد كل هذا الجهد والعناء، هل هذه هي المكافأة التي أحصل عليها؟!
حتى المطورون يجب أن يمتلكوا ذرة من الضمير، أليس كذلك؟
“لابد أن هناك خطأ ما! دليل تعليمي لا يمكن أن يكون بهذه السخافة!”
وقفتُ في مكاني بثبات، متأملة أن يظهر شيء آخر، شيء أكثر قيمة يستحق هذا العناء.
“أريد مكافأتي الحقيقية! أريدها الآن!”
وبينما كنت أحدق في نافذة النظام بعينين ضيقتين ووجه ممتلئ بالحنق، ظهرت رسالة جديدة أمامي:
“بالطبع، لم يكن هناك خطأ!”
في تلك اللحظة، شعرت أن كل شيء قد انهار. وضعت يدي معًا مرة أخرى، هذه المرة بتوسل أكبر، وكأنني أحاول إقناع النظام بالشفقة.
“عنصر التقدير! أرجوك، رجاءً!”
على الرغم من أن لعبة “ميرفيا” لم تكن تتطلب إنفاق المال الحقيقي لتحقيق التقدم، إلا أنني كنتُ أنفق أموالي باستمرار لرفع تقدير “سيــــدوين”.
أما باقي المهام، فقد كنتُ واثقة من قدرتي على إتمامها دون شراء أي عناصر.
لكن رفع تقدير “سيــــدوين”؟ هذا كان أمرًا آخر تمامًا.
وكوننا بدأنا علاقتنا بطريقة سيئة، جعل الأمر يبدو مستحيلًا أكثر.
لذلك، كنتُ بحاجة إلى مكافأة استثنائية.
✦✦✦
[لا يمكن تخزين “المقشة السميكة” و”القماشة النظيفة” في الحقيبة. سيتم منحها فورًا.]
✦✦✦
قبل أن أفهم الرسالة، اختفت الكلمات وظهرت نافذة جديدة.
كانت هناك دائرة تحتوي على عينين وخط أفقي في المنتصف، يتحرك وكأنه فم.
ثم، فجأة، بصقت النافذة المقشة والقماشة الجديدتين.
✦✦✦
[تم تسليم المكافأة بنجاح!]