أصبحت موظفة بسيطة في لعبة تطوير الفنادق - 05
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- أصبحت موظفة بسيطة في لعبة تطوير الفنادق
- 05 - الحدِيقة الكئَيبة . . .
في صباح اليوم التالي، اصطحبني “أوفَان” إلى مكتب “سيــــدوين”. كان المكتب يقع في ركن عميق بالطابق الأول من المبنى الرئيسي للفندق.
بينما كان “أوفَان” يُحضّر الشاي، سلّمني “سيــــدوين” ورقة.
“إنها عقد توظيف.”
أوه! لماذا يتحدث بلهجة غير رسمية فجأة؟ أين ذهب الأدب؟
رغبتُ في الرد عليه، لكنني كتمتُ غضبي. بصراحة، لديه أسباب كافية للتحدث بهذه الطريقة. بالنظر إلى الوضع الحالي، هو صاحب العمل – حتى لو كان الفندق على وشك الانهيار – وأنا مجرد موظفة عادية، بالرغم من أنني أملك القدرة على إعادة هذا الفندق إلى الحياة. إضافة إلى ذلك، نحن في لعبة قائمة على نظام الطبقات الاجتماعية، حيث يحمل “سيــــدوين” لقب البارون، بينما أنا مجرد فتاة من عائلة نبيلة متواضعة.
قال بلهجة حازمة:
“اقرئي العقد وإذا كان لديك أي استفسار، اطرحيه.”
“حسنًا.”
أجبتُ بإظهار بعض الامتعاض، لكنني بدأتُ في قراءة الورقة. لحسن الحظ، يبدو أن التحديث اللغوي قد تم تنفيذه بشكل صحيح، حيث يمكنني قراءة وكتابة النصوص الغريبة هنا.
بينما كنتُ أُمعن النظر في بنود العقد، لاحظتُ بندًا خامسًا غير مكتمل.
“بالنسبة للبند الخامس المتعلق بالراتب، المبلغ غير محدد هنا.”
“لأننا لم نقرر بعد ما إذا كنتِ تريدين الحصول على الراتب بالـ ‘ليف’ أو بالـ ‘غالارد’. يمكنكِ اختيار ذلك الآن.”
أوه؟ أليس من المفترض أن يكون بالـ ‘غالارد’ فقط؟ أذكر أن الفقاعة الحوارية ذكرت أن الرواتب تُدفع بالـ ‘غالارد’. حتى أثناء اللعب، كان راتب الموظفين يُدفع دائمًا بالـ ‘غالارد’. فما سبب هذا الخيار الآن؟
بتعجب، طرحتُ السؤال بطريقة غبية دون قصد:
“ما الفرق بين ‘ليف’ و’غالارد’؟”
نظر كل من “سيــــدوين” و”أوفَان” نحوي في نفس اللحظة.
لم يُذكر في اللعبة أي شيء عن ‘ليف’ و’غالارد’! كيف لي أن أعرف؟
بعد لحظة من الصمت المحرج، تنحنح “أوفَان” وقال:
“الـ ‘ليف’ هو العملة المشتركة بين أربع دول: ‘هاريو’، ‘رينسياد’، ‘فالكيسن’، و’يان’. يمكن استخدامه في جميع هذه الدول. أما ‘غالارد’ فهو العملة الخاصة بمملكة ‘هاريو’. وبما أن ‘ألسينيو’ تُعد منتجعًا شهيرًا محليًا ودوليًا، يمكن استخدام كلتا العملتين هنا.”
آه، يبدو أن هناك خلفية لهذه التفاصيل. لكن لماذا لم توضح شركة الألعاب هذه المعلومات؟ لو كان لديهم كتاب عن الإعدادات، لما شعرت بهذا الإحراج الآن.
بالرغم من شعوري بالخجل، حاولتُ أن أُخفي ذلك بالتركيز على قراءة بقية البنود.
وفجأة، قال “سيــــدوين”:
“أوفَان.”
“نعم، سيدي البارون.”
“تحقق من المعبد الذي يجمع المجانين في القرية المجاورة. تأكد مما إذا كان أحد أتباعهم قد هرب مؤخرًا. وأيضًا، تواصل مع فرقة الأمن في القرية لمعرفة ما إذا تم العثور على أي جثة مجهولة الهوية مؤخرًا.”
رفعتُ رأسي ونظرتُ نحوه بدهشة. ماذا يعني هذا الكلام؟
لكن نظراتهما المتفحصة جعلتني أفهم المعنى الخفي بسرعة. يقصدان أنني ربما أكون هاربة من ذلك المعبد المجنون، قتلتُ “تشاغو” واستوليتُ على هويته. أليس كذلك؟
“حسنًا، سيدي البارون. سأتحقق على الفور.”
“أوفَان”، لماذا تؤكد له الأمر؟
“آه! لقد كنتُ فقط مرتبكة للحظة!”
رد “سيــــدوين” بلهجة ساخرة:
“هل يُعقل أن تكوني غير متعلمة؟ أم أنكِ تتعلمين وتنسين كل شيء في غضون ثلاث ثوانٍ؟”
“أوه! ماذا قلتَ؟ لم أسمع بسبب صوت العصافير في الخارج. على كل حال، سأقبل بالراتب بالـ ‘غالارد’.”
ابتسمتُ ببراءة وسلمته الورقة، بينما كنتُ في داخلي ألعنه بلا توقف.
نظر إليّ “سيــــدوين” بسخرية وهو يرفع حاجبيه قليلاً، ثم أخذ الورقة من يدي واتجه إلى مكتبه بجوار النافذة الكبيرة. جلس على كرسيه، وبدأ بملء الفراغات في العقد باستخدام قلمه المغموس بالحب
✦✦✦
بعد التوقيع على العقد، اصطحبني “أوفَان” في جولة للتعرف على الفندق.
كان مبنى الفندق مكونًا من أربعة طوابق، يحتوي على أحد عشر غرفة في المجموع: خمس غرف عادية في الطابق الثاني، وأربع غرف فاخرة في الطابق الثالث، وغرفتين فاخرتين جدًا في الطابق الرابع.
أوضح “أوفَان” أن الطابق الثاني يكفي للتشغيل حاليًا نظرًا لعدم وجود نزلاء، لذا اكتفى بإرشادي إلى الغرف العادية الخمس فقط.
كانت حالة الغرف سيئة للغاية. الأسرة تصدر أصواتًا مزعجة بلا توقف، والأثاث القديم ينبعث منه رائحة عفنة وكريهة.
الخزانة المهترئة كانت تبدو وكأن فأرًا قد يخرج منها بمجرد فتح الباب، أما الطاولة المائلة فبدت وكأنها تعيش آخر أيامها.
“ما هذا؟ هل نحن في عرض راقص لمايكل جاكسون؟!”
في الجولة الأولى عندما علقت داخل اللعبة، أغلقت باب الغرفة فور فتحه.
كان ذلك لأن الغرفة كانت سيئة للغاية لدرجة لا تُحتمل.
“كنت أظن أن الغرف في بداية اللعبة سيئة الشكل، ولكن…”
بفضل الرسوم التفصيلية للعبة “فندق ميرفيا”, تم تصوير الحالة الكارثية للغرف الأولى بدقة متناهية.
مع أنني توقعت أن الغرف ستكون بهذا السوء بعد رؤيتي لحالة الردهة واستحضار صورة اللعبة في ذهني، إلا أن الواقع كان أسوأ بكثير.
لذا، في المرة السابقة، لم أقترب من الغرف مطلقًا.
“لم أكن أتصور حينها أنني سأواجه هذا المنظر مجددًا، أو أن اللعبة ستُعاد تشغيلها.”
بما أنني الآن في هذا الموقف، رغبتُ في معرفة مدى سوء الغرف الأخرى. على أي حال، المستويات الأولى تتقدم بسرعة، وسأتمكن قريبًا من رؤية غرف الطابق الثالث.
كنت على وشك أن أسأل “أوفَان” إذا كان بإمكاني رؤية الغرف الأخرى.
“هل يمكنني رؤية غرف الطابق الثالث─”
[ هذه منطقة غير متاحة. يجب عليك فتح غرف الطابق الثالث أولًا.
(مستوى فتح غرف الطابق الثالث: المستوى 17) ]
“أريد فقط أن أنظر! مجرد نظرة! أليس هذا مسموحًا؟!”
أصابني العناد، وقررت المحاولة مرة أخرى.
“هل يمكنني رؤية الغرف─”
[ هذه منطقة غير متاحة. يجب عليك فتح غرف الطابق الثالث أولًا.
(مستوى فتح غرف الطابق الثالث: المستوى 17) ]
“حسنًا، لا أريد رؤيتها! لا أريد! لن أقترب منها!”
اضطررت إلى الاكتفاء بمعاينة الغرف العادية والعودة أدراجي.
قال “أوفَان”:
“في الطابق الأول من الفندق، بالإضافة إلى مكتب البارون، توجد صالتان لاستقبال الضيوف ومطعم. لكنها غير قيد التشغيل حاليًا.”
كان عليّ رفع مستوى الفندق لفتح تلك المناطق أيضًا. وكان من الواضح أن النظام سيمنعني من الدخول، تمامًا كما حدث مع غرف الطابق الثالث.
سألتُ:
“هل هذا كل ما في داخل الفندق؟”
“نعم، هذا كل شيء. هذا هو التصميم الداخلي للمبنى. أما إذا عبرتِ الردهة وخرجتِ إلى الخلف، فهناك حديقة. هل تودين رؤيتها؟”
من طريقة سؤاله، يبدو أن الحديقة من المناطق التي يمكن الوصول إليها في المرحلة التعليمية. أومأتُ برأسي بسرعة.
“حسنًا.”
بدأتُ أستعيد في ذهني صورة الحديقة في مراحلها الأولى، متشبثةً ببصيص أمل.
“ربما تكون الحديقة أفضل حالًا. من يدري؟”
. . . ولكن لا
“هذا لا يُعقل.”
إذا كانت حالة الداخل بهذا السوء، فكيف يمكن أن تكون الحديقة في حالة جيدة؟
“أتُسمِي هذة حديقة؟!”
لم تكن تبدو كحديقة، بل كموقعٍ مأخوذ من فيلم رعب؛ مكان تم إغلاقه بعد أن بدأ الناس الذين يقيمون فيه يظهرون كجثث واحدة تلو الأخرى، ليبقى مهجورًا لمدة مائة عام
حتى أنني تخيلت قصة عن صبيين فضوليين قررا استكشاف هذا المكان المريب.
هبّت رياح قوية زادت من كآبة الحديقة.
ورغم ذلك، قررتُ الاقتراب أكثر لمعرفة المزيد، بما أنني سأضطر إلى تحسين هذا المكان لاحقًا.
لكن أثناء سيري، شعرت بشيء يعترض قدمي.
عندما نظرتُ إلى الأسفل، التقت عيناي بعينين باهتتين.
“ما هذا…؟ آآآآآآآآآآآآه!”