أصبحتُ الأخت الصغرى في القانونِ لأبطالِ الحريم العكسي المُدمر - 3
في الواقع، كلُ بطلٍ من أبطالِ الرواية كان لديه جانبٌ مجنونُ.
الإمبراطور ماريوس مهووسٌ بجنون وسيفعل أيَّ شيءٍ للفوزِ بقلبِ البطلةِ حتى لو كان الذهابَ للحرب.
ليوفورد، أقوى رجلٍ في البلاد، هو شخصٌ ذو حبٍ نقي لكن يمكنهُ أظهارُ جانبٍ غير طبيعي.
بينما أظهر اولائك الاثنان هوسًا طبيعياً كأي ابطالٍ من رواية رومانسية، يعاني فرانسوا من جنونٍ حقيقي.
حسناً كان يمتلكُ ماضيٍ عائلي مؤسف و لكن…
هذا ليس المهم، بل حقيقة أن جنونه خطير، مثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
على الرغم من أنني كنت أستمتع بوجبة لذيذة، إلا أنني كنت من النوع الذي يراقب كل شيء إذا أحس بخطئ ما، حتى لو كنت صغيرة، لم أكن عاجزةً، لذلك بدا هذا اللقاء خطيرًا، كان مثل المشي على الجليد الرقيق.
“آه، أختي.”
سحبتُ أختي بلطف. لكن أختي لم تبرح مكانها.
“صحيح. أنا فرانسوا كاسيل.إذن لا بد أنكِ إميليا فيرشيو.”
حتى بدون النظر في المرآة، أعتقد أنني أعرف كيف يبدو تعبيري الآن.
لابد أن عيناي تهتز كما لو كان هناك زلزال.
‘كيف يعرفانِ بعضهما البعض على وجه الأرض؟’
سحبت أختي كرسيًا وجلست أمام فرانسوا كاسيل دون أن تعرف ما كنت أفكر فيه.
“هل وصلتكَ الاطروحةُ؟ أنها حولَ العلاقةِ بين السحر القديم والقدرات الخارقة للطبيعة.باعتباركَ سيد البرج السحري، يجب أن تعلم بشكل أفضل أنه ليس شيئًا يمكنُ الحصول عليه بهذه السهولة.”
“أنا أعرف.من المدهش أنه لا تزال هناك آثار للسحر القديم، ومع إضافة معلوماتٍ عن القدرات، فهذا قد أصبح منجم ذهبٍ للسحرة.”
“نعم… “
“و على وجه الخصوص،القدرات شيءٌ يمكن استخدامه حتى خارج تروفانشا أليس كذلك؟”
القدرات هي قوى خاصة تظهر فقط في تروفانشا.
ونتيجة لذلك، يرغب الكثير من الناس في القارة في دراسة هذه القوى، لكن المشكلة تكمن في أن تروفانشا تحافظ على سياسة انعزالية قوية.
ولهذا السبب، كان من الصعب رؤية شخصٍ يستخدمها ناهيك عن دراستها، لذلك لم يكن للسحرة سوى ورقة بحث واحدة عن القدرات.
لم تجب إميليا على سؤال فرانسوا و غيرت الموضوع.
“حتى لو كنتً سيد البرج السحري، كيف دخلت إلى تروفانشا؟”
“أعتقدُ ان هذا مكانٌ يمكن فيه اختراق خفر السواحل بسهولة”
جلست بجوار أختي ونظرت إلى فرانسوا كاسيل بغضب.
إذا كان هناك تهديد لأختي، فسوف أهرع اليه و اضربه في أي وقت! حتى أنني كنت أفكر في عضه.
“إذن ماذا تريد الآنسة فيرشيو؟”
قام فرانسوا كاسيل بتسريح شعره الفضي الرائع وابتسم بلطف.
نظرت إليه وفمي مفتوح على مصرعيه بسبب ابتسامته البراقة.
ومن ناحيةٍ أخرى، قامت أختي بالتربيتِ على رأسي بتعبيرٍ حاد، كما لو أنها لا تبالي بمظهره.
“كم يبدو عمرها الآن؟”
“حسنًا. أربعُ سنوات؟ خمسُ سنوات؟ ربما هي ليست ابنتكِ، هل هي أختكِ؟”
“هذا صحيح، إنها أختي الصغرى.و هي تبلغ سبع سنواتٍ، أختي مريضةٌ قليلاً. منذُ أن ولدت كان جسدها في حالةٍ سيئةٍ للغاية. حتى أدنى صدمةٍ يمكن أن تسبب لها الإصابة بالحمى، وإذا لمستها الريح الباردة ولو مرةً واحدة، ستبدأ بالسعال و يمكن أن تصاب بالالتهاب الرئوي. أوه و ايضاً فقط ناديني بإميليا، وليس الآنسة فيرشيو.”
“إذاً أنتِ تطلبين مني استخدام السحر العلاجي عليها؟”
“لقد قرأتُ البحثَ الذي كتبته. يُقال أنه إذا شربتَ جرعةً سحرية له بنيةٌ مشابهة للقوة الالهية والقوة السحرية، فإن تأثير الشفاء يزيد خمس مرات. حتى لو لم يكن هناك ألم معين، أعتقد أنه سيجعل الجسم صحيًا عن طريق تحفيز انقسام الخلايا في حالة نمو الطفلة، ألا تعتقد ذلك؟”
سكبت إميليا كلماتاً صعبة دون أن تأخذ نفساً.
بينما كنت أستمعُ بهدوء، كان ذهني يدور، لكن فرانسوا كاسيل ضحكً كما لو كان الأمر مضحكًا.
“سمعتُ أنكِ لستِ ساحرةً، لكنكِ جيدةٌ جدًا.”
“أنا أعرفُ.”
كانت هذه الكلمات التي كشفت عن فخرها كأفضلٍ باحثةٍ سحريةٍ في تروفانشا.
هززت كتفي فخراً بلا سبب، ثم فتحت فمي بسرعة عندما تذكرت أنني كنت السبب الرئيسي وراء لقاءِ أختي بفرانسوا كاسيل.
“أختي ألا يمكننا الخروج؟ الجو خانق.”
لا يوجدُ شيءٌ جيد في التعامل مع فرانسوا كاسيل.
ومع ذلك، بدلًا من الردِ، أوقفت أختي موظفًا عابرًا، وطلبت لي بعضَ عصيرِ البرتقال، وواصلت المحادثة.
‘آه! لا أستطيعُ تحمُلَ هذا الرجل لأنهُ خطيرٌ حقاً…’
لم أستطع إلا أن أتظاهر بأنني أشربُ عصيرَ البرتقالِ وأسكبهُ على ملابسي.
“آوه!”
أخرجت أختي منديلًا ومسحت ملابسي بسرعةٍ.
ومع ذلك، فقد تم سكبُ الكثيرِ لدرجةِ أن المنديلَ لم يكن كافيًا.
أصبحت يدي لزجةً، لكن إذا كان بإمكاني تجنبُ فرانسوا كاسيل، فأنا راضية.
لكن لماذا يُحدقُ فرانسوا كاسيل بتعبيرٍ كهذا؟
كان يريحُ ذقنه على يده وينظرُ إلي وإلى أختي باهتمامٍ.
“على أيِّ حالٍ، سأتصلُ بكَ بشكلٍ منفصلٍ لإبلاغكَ بالتاريخِ والمكان المحددين.أعتقدُ أنني سأضطرُ إلى المغادرةِ اليوم.”
“نعم سأذهبُ أنا ايضاً.”
عادت أختي إلى المنزل معي الغارقةَ في العصير.
حاولتُ مقاطعةَ حديثها بطريقتي الخاصة، لكنني شعرتُ أن المحادثةَ المهمة قد انتهت وشعرتُ بعدمِ الارتياح.
“أختي…هل ستذهبينَ لرؤيةِ ذلك الرجل مرةً أخرى؟ أنا أكرههُ جداً.”
“لكنهُ كان وسيمًا جدًا لدرجةِ أنني لم أستطع رفعَ عيني عنهُ.”
“نعم لقد كان وسيماً …لكنني ما زلتُ أكرههُ!”
“لكن عليَّ الأستمرارُ في لقائهِ حتى تصبحي بصحةٍ جيدةٍ. هل تعلمينَ حتى الصعابَ التي مررتُ بها حتى التقيه؟”
لقد تركتني نبرةُ الصوتِ الهادئةُ غيرَ قادرةٍ على الشكوى، لذلك أخرجتُ لساني و أدرتُ رأسي.
“همف….”
لقد كان تمردًا خجولًا بطريقتي الخاصة، لكن لم تكن أختي إميليا شخصاً مهتماً بمثل هذا السلوكِ.
في النهاية، انتهى بي الأمرُ بخلع ملابسي.
* * *
بعد غَرقِ ريبيكا في البحرِ، عانيتُ من الحمى لفترةٍ من الوقت.
كان ذلك لأن جسدي كان يؤلمني لأنني لم أستطع تحملَ الصدمة.
عندما مرضتُ لدرجةِ أنني لم أستطع الخروج، لم يكن لديَّ خيارٌ سوى تركِ روضةِ الأطفال.
وبفضل هذا، وبعد تعافي جسدي، ظهرت مشكلةُ الشعورِ بالمللِ الشديد طوال اليوم.
“أشتاق لأصدقائي… آه~فرانشيسكاااا. مارتيناااااا. انطونيوووو!أنظري إلى أنطونيو! أنهُ سعيدٌ للغاية و هو يلعب في الملعبِ!”
أخيرًا، لم أستطع التحملَ بعد الآن، لذا استلقيتُ على الأرضِ وبدأتُ في الاحتجاج.
انتقلَ أخي الأكبرُ أندريا إلى الجنوبِ بمفردهِ، قائلاً إنه لا يستطيعُ تربيةَ أخته الصغرى بعد الآن، وأختي الكبرى مشغولةٌ بالعمل.
لذلكَ، الشخصانِ المستهدفانِ هما ريجينا و إميليا اللتان هما شبه مستقلتين.
“أنا أشعرُ بالمللِ.”
“أميرتي هل تريدينَ لعبَ لُعبةِ المستشفى؟”
“لا يا ريجينا! سوف تجعلينني أستقلتي و بعدها سوفَ أغفو!”
“آه هاها تم القبضُ علي.”
تشبثتُ حينها بساقي أختي.
“أختي. دعينا نذهبُ إلى الملعب.”
“مستحيل.إذا ذهبنا وأصبتِ بنزلةِ برد، سأكونُ في مشكلةٍ كبيرة.”
“آه أختي!”
قضيتُ عشرَ دقائقٍ أفركُ جبهتي على ساقِ أختي وأصارعها للخروج.
بالطبع تجاهلت أختي عنادي بابتسامتها الناعمةِ المميزة.
ومن ثمَ بووومم! انفتحَ البابُ وخرجت أختي إميليا، التي كانت نائمةً، بسرعة.
“دعيها تذهب و تحفرُ في الرمالِ و تلعب!إنها لا تذهبُ حتى إلى روضةِ الأطفال، لذا لا بد أنها تشعرُ بالمللِ الشديدِ في المنزلِ وحدها.”
يبدو أن إميليا قد استيقظت بمزاجٍ سيءٍ للغايةِ.
كما قلت، أختي إميليا كانت أكبر فردٍ في عائلتنا حساساً للنوم، كانت تنفجرُ أحيانًا عندما لا تحصلُ على قسطٍ كافٍ من النوم. ويبدو الآن أن هذه هي مرحلةُ البدايةِ.
“لا أستطيعُ المساعدة…ليلي اذهبي بسرعة وغيري ملابسكِ.”
“مرحى!”
لقد كنتُ متحمسةً للغايةِ لدرجة أنني قمتُ بتغيير ملابسي بسرعة وخرجت.
أمسكتُ بيدِ أختي ريجينا وشعرتُ بحالةٍ جيدةٍ طوال الطريقِ إلى الملعب لدرجةِ أنني شعرت أنني أستطيع الطيرانَ في أيِّ لحظةٍ.
“ليلي هل تحبينَ هذا كثيراً؟”
“هاه! أنا أحُبه بالطبع!”
لا أعرفُ كم من الوقت مضى على أخرِ مرةٍ جئتُ فيها للملعبِ.
حتى لو كنتُ أعرفُ الروايةَ الأصلية، فأنا لا أتذكر حياتي الماضية، وعمري العقليُ مشابهٌ قليلاً لأقراني.
لذا، لا أعرف كم كان الأمرُ مرهقًا ومحبطًا عندما كنتُ عالقةً في المنزلِ.
‘بالإضافةِ إلى ذلك، كان الأمرُ صعبًا لأنني كنتُ قلقةً من أن أخواتي سينتهي بهن الأمرُ بمقابلةِ الأبطال الأصليين.’
يُقال إن ريجينا رفضت فكرةَ الذهابِ في رحلةِ عمل إلى مأدبةٍ إمبراطورية، لكن من المؤكدِ أن الأخت الكبرى أليس ستكلفُ بمرافقةِ أشخاصٍ من حكومة تروفانشا عند وصول الوفد الإمبراطوري.
و يبدو أن أختي إميليا على اتصالٍ بفرانسوا كاسيل المجنون بسببي…
لا يوجدُ شيءٌ جيد في التورطِ مع الأبطالِ، لذلكَ سأموتُ من القلقِ.
“آهــــه.”
وبينما كنتُ أتنهدُ بعمقٍ، ابتسمت أختي ريجينا قليلاً، ربما ظنت أنني كنتُ أتخيلُ شيئًا غريبًا.
وفي هذه الأثناء وصلنا إلى الملعب.
فصلتُ يدي من يد أختي وركضتُ بحماسٍ إلى الملعبٍ.
عندما رأيتُ الرمالَ والأراجيحَ الملونةَ في الملعبِ، خفقَ قلبي بشدةٍ.
“ليلي، العبي بحذرٍ!”
ولم أتمكن حتى من سماعٍ ما قالتهُ ريجينا.
صعدتُ الدرج للوصولِ إلى الزحلوقة.
“كياهاهاهاها!”
لقد أشتقتُ إلى شعورِ النزولِ من الزحلوقةٍ.
بعد النزولِ على الزحلوقةِ حوالي خمسَ مراتٍ متتاليةٍ، صعدتُ على الأرجوحةِ، وجلست أختي ريجينا على مقعدٍ في أحد جانبي الملعبِ وقامت بالحياكة.
“هاهاهاها!”
كنت أتأرجحُ بسعادةٍ وقامَ أحدهم بدفعِ ظهري.
يبدو أنهُ ربما كانَ أم أو أبِ أحدِ الأطفالِ في الملعب.
“كياهاهاها!”
“هل أعجبكِ هذا؟ هل تريدينَ أن أدفعكِ لأعلى؟”
“هاهاها! أعلى أعلى!”
أومأتُ برأسي على صوتِ الرجلِ البالغِ الذي كان يدفعُ الأرجوحة.
أرتفع الأرجوحةُ أعلى وأعلى. شعرتُ و كأنني أطيرُ في السماء.
ارتفعت ضحكتي و لمعت في ضوءِ الشمس.
لقد كنتُ متحمسةً جدًا لدرجة أنني لم ألاحظ أن يدي كانت تفقدُ قوتها.
ولم يستغرق الأمرُ سوى لحظةٍ واحدةٍ حتى سقطَ جسدي من الأرجوحةِ التي كانت منحنيةً بزاوية 90 درجة تقريبًا.
رأيتُ ريجينا تقفُ من مقعدها وقد أصبحت شاحبةً.
في اللحظةِ التي بدا فيها العالمُ بطيئًا للغاية و أمتلأت عيناي بالسماء الزرقاء، فكرتُ “وداعاً أيها العالم”.
“… … هاه؟”
كنتُ أتوقعُ ألمًا فظيعًا، لكنني شعرتُ بلمسةٍ دافئةٍ وقاسية.
لقد ذهلتُ ونظرتُ لأرى رجلاً ذو عضلاتٍ يمسكني بإحكام.
“هاه؟”
وقبلَ استيعابِ أيِّ شيءٍ، جاءت ريجينا وهي تصرخ.
“ليليانا!”
أخذتني أختي بعيدًا عن الشخص الآخر وفحصت جسدي.
لقد فوجئتُ جدًا بأن وجهَ أختي، الذي كان مفعمًا بالحيويةِ دائمًا، تحولَ إلى اللونِ الأزرق وكأنها على وشكِ الموتِ.
“هل أنتِ بخيرٍ؟ هل تتألمينَ؟”
“نعم أنا بخير.”
“يا إلهي…”
عانقتني ريجينا بإحكامٍ لقد شعرتُ بجسدها و هو يرتجفُ.
“يا طفلة!”
في الوقتِ المناسب، جاء رجلٌ يركضُ نحوي بشعرٍ أشقرٍ لامع.
أعتقدُ أنه هو الشخص الذي كان يدفعني.
كان الرجلُ وسيمًا بشكلٍ مدهش، وكان وجههُ متفاجئًا تمامًا مثل وجهِ أختي.
“أنتِ لم تؤذي رأسكِ، أليسَ كذلك؟ هل هناكَ أيُّ طرفٍ مكسور؟ أعتقدتُ أنكِ ستموتينَ بسببِ سقوطكِ فجأةً هكذا.”
“جلالتكَ ماريوس. لا تقلق إن الطفلةَ آمنةٌ.”
“لقد نجت بفضلِ إمساككَ لها يا ليو.اعتقدتُ إن شيئاً سيءً سيحصلُ للطفلة.”
لقد صدمتُ عندما أدركت أن الرجلَ ذو الشعرِ الأشقر اللامع كان يُدعى ماريوس، والرجل ذو الشعر الأسود الذي أمسكني كان يُدعى ليو.
لأنني عرفتُ من هم.
لقد كانوا الأبطالَ في الروايةِ الأصلية، ماريوس فون زيميلهوفن وليوفورد فون والتراشين.
“ليليانا؟”
اهتزت عينيَّ بعنفٍ. كان هذا الوضعُ مربكًا جدًا في الوقتِ الحالي.
لماذا هذاينِ الرجلانِ هنا؟