أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 85
“لن يصل به الحال إلى أن يحطم جمجمة كل رجل يقترب منكِ كما كان يفعل في الماضي، أليس كذلك؟”
في تلك اللحظة، سطع وجه جاستن لانكستر في ذهني.
لا، هذا غير ممكن.
لا يمكن لرايوس أن يقتل الابن الثاني لعائلة لانكستر، ابن قائد الجيش، من أجل امرأة لم يكن يكن لها سوى مشاعر سطحية.
تلك الحماقة قد تهدم مستقبله كولي للعهد، وكل ذلك لمجرد أن جاستن أرسل لي بعض رسائل الحب وتبادلنا بضع كلمات عابرة.
ولكن، شعرت بشيء من الحيرة.
لم يكن هناك شخص آخر أستطيع أن أشتبه به سوى رايوس.
وإن كان هناك احتمال آخر، ربما يكون كارل…
“لن يقتلني لمجرد أنني تقدمت لخطبتك، أليس كذلك؟ حسنًا، لنجرب ذلك”
نهض إغنيس من على السرير.
“إذا فُسخت خطوبتك، هل ستتزوجيني؟”
“لا”
“ماذا؟”
“كنت فقط أخبرك بأنني ما زلت مخطوبة لولي العهد. لذا…
ليس لدي خيار سوى رفضك، اللورد إغنيس”
بالطبع، حتى لو كان لدي خيار، كنت سأرفضه بعد تفكير عميق.
لم أكذب في أي كلمة.
“إذن، إذا أردتِ الموافقة، عليه أولًا إلغاء الخطبة رسميًا، أليس كذلك؟”
لم أذكر أن إنهاء الخطبة يعني أنني سأقبل.
لم يكن من الضروري أن أشرح ذلك لرجل يهددني بهذه الطريقة.
“لكن إذا أردتِ، يمكنني مرافقتك إلى ولي العهد” ابتسمت له بحزن.
وفجأة، شعرت أن سذاجتي السابقة كانت ميزة.
على الأقل، في تلك اللحظة، لم يكن يخطر بباله أبدًا أنني أستخدمه كأداة.
—
“هاهاهاهاها”
انفجر ضحك رايوس غيرانز في أرجاء القاعة.
“هاهاهاهاها”
كان صوته جافًا، كأنه يأتي من حنجرة عطشى، مما جعل وجه الخادم الذي أمامه يشحب.
أن يضحك ولي العهد بهذه الطريقة فجأة…
“هاهاهاهاها”
كم من الوقت استمر في الضحك؟
لم أعد أحصي.
لكنه توقف فجأة، وأومأ بالموافقة.
“أدخلوهم”
إغنيس دي ويندسور ودانا ويندسور قد وصلا، حاملين طلبًا رسميًا لفسخ الخطوبة.
—
لم أكن يومًا أرى في رايوس شخصًا يستحق الخوف. منذ اللحظة التي التقيته فيها، لم أشعر بذلك أبدًا.
حتى عندما ساءت علاقتنا، حين غضب مني، أهانني، وأمطرني بالكلمات الجارحة.
لم أخفه أبدًا، بل لطالما وجدته مزعجًا، كريهًا، مثيرًا للاشمئزاز.
لكن الآن…
ما هذا؟ هل كان رايوس هكذا دائمًا؟
على العرش، جلس متكئًا، ساق فوق الأخرى، واضعًا ذقنه على راحة يده، بلا تعبير.
عيناه لم تشعلا بالغضب، بل كانتا محمّلتين بظلام عميق، مظلم تمامًا…
لكنني شعرت وكأنني أمام شخص آخر.
“إذن.،
حرك شفتيه فقط، متحدثًا دون أن يغير جلسته.
“ماذا تريدون مني؟”
“نطلب فسخ الخطبة، يا صاحب السمو”
على الرغم من ادعائه الخوف، لم يكن لسان إغنيس مقيدًا.
“لقد تقدمت لطلب يد دانا”
“طلبت يدها،
رايوس كرر العبارة، كما لو كان يسمعها لأول مرة، يتذوقها ببطء.
“طلبت يدها؟”
“نعم”
“لماذا؟”
“عذرًا؟”
“لماذا؟”
قالها بصوت بارد، دون أن يغير وضع يده التي تسند رأسه.
“أما زلتَ لا تعلم أن دانا ويندسور هي خطيبتي؟”
ضاقت عينا إغنيس وهو يراقب رايوس، محاولًا استشفاف نواياه.
“أنا أعلم ذلك.
ولهذا السبب جئت بطلب رسمي لإنهاء الخطبة، يا صاحب السمو”
“…”
“أخبرتني دانا أنها تريد أن تعيش في كنف الحب الحقيقي.”
لم أقل ذلك أبدًا، لكنني فضلت الصمت.
ربما ينجح أسلوب إغنيس. لا ضرر في المحاولة.
“وأنا قادر على منحها ذلك الحب”
تابع إغنيس بوقاحة، ناثرًا وعودًا فارغة.
“سأحب دانا وحدها، ولن أنظر إلى امرأة أخرى، أقسم بذلك أمام الرب”
“…”
“لن يكون هناك أحد سواها في حياتي”
عندها، عضضت شفتي. كدت أنفجر ضحكًا.
هذا الكلام…
عندما كانت بوابة العبور بين العوالم تغلق، قال لي رايوس نفس الجملة.
أنه لن يحب سواي، ولن تكون هناك امرأة غيري، وأقسم بالله.
يا لسخرية القدر.
أن أسمع اليوم نفس الكلمات التي نطق بها ذات يوم، أمام الشخص الذي مزق تلك الوعود دون تردد.
ربما لم يكن يعلم، لكنه مضحك على أي حال.
أما رايوس…
فأشك أنه يتذكر.
ولو كان يتذكر، لما خرق وعوده بسهولة.
أو ربما حتى لو تذكر، كان سيفعلها.
فقد كان يحتقرني، ويحب أليس بجنون.
“…إذن*
رفع رايوس طرف شفتيه.
تعبير غريب.
وجهه ظل متصلبًا، لكن فقط شفتيه ارتفعتا، كأنها ابتسامة… أو تهديد.
“تريدونني أن أفسخ الخطبة؟”
“نعم، يا صاحب السمو.
وإذا وافقتم، فنحن على استعداد لتقديم جزء من ثروتنا كتعبير عن امتناننا”
“كلها”
“عذرًا؟”
“أريدها كلها”
ببطء، رفع رايوس رأسه عن يده، جالسًا باستقامة، محدقًا بي بعينين داكنتين.
تحركت شفتاه من جديد، ونطق ببطء:
“كل قرش.
كل قطعة ذهب”
ارتجف شيء ما في داخلي.
مرة أخرى. ذلك الشعور الغريب.
كأنني أنظر إلى هاوية سوداء، لا قرار لها…
“إذا لم تكن مستعدة لمنحي كل شيء، فغادري الآن”
قالها رايوس بهدوء، ثم ابتسم مجددًا. هذه المرة، كانت ابتسامته مختلفة…
كان يبتسم كما يبتسم الوحش حين يرى فريسته.
“أرجو لكِ طريقًا هادئًا وآمنًا إلى منزلك”