أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 8
في تلك الليلة، وبعد الصخب الذي ساد، ذهبت إلى مكتب فيغو وندسور.
ألم يرجع بعد؟
كان المكتب خالياً، ولا أحد يعلم مكانه.
أين يمكن أن يكون؟
بعد اقتراحي بقراءة الرسالة التي تكشف عن خيانة رايوس، ثم مغادرتي، اختفى فيغو.
لماذا؟ ماذا حلّ به؟
عليّ تقديم طلب لإلغاء خطبتي.
اتكأت على الأريكة، مسترجعة ملامح رايوس في ذهني.
“هذه ليست خيانة، إنها
حب بين عاشقين”
ومع ذلك، ما زال مصراً على الزواج بي.
السبب الوحيد الذي يدفعه للاستمرار في هذه الخطبة هو طمعه في إرثي.
الثروة الهائلة التي تركها والدي الراحل، داميان وندسور، تعدّ غنيمة لا يمكن التخلي عنها بسهولة.
عليّ أن أجد طريقة لإنهاء هذه الخطوبة.
ليس فقط لكرهي له، بل لأجل الحصول على الأثر المقدس أيضاً.
خصوصاً، لانتزاعه من عمي كارل.
الخاتم الذي يلمع دائماً على إصبع الدوق ليس مجرد خاتم عادي.
إذ تحيط به تعويذة قديمة تجعله مستحيلاً للخلع كغيره من الخواتم.
ولا يمكن إزالته إلا أثناء مراسم التنازل عن المنصب، أو بقطع الإصبع.
هاتان الطريقتان هما الوحيدتان لانتزاع الخاتم.
ومن ثم، عليّ الإطاحة بكارل من رئاسة العائلة لأستولي على الخاتم.
لكن الإطاحة بكارل لن تكفي وحدها.
يجب أيضاً أن ألغي خطبتي من رايوس.
فلن يسلموا خاتم الدوق لامرأة على وشك مغادرة العائلة.
لذا…
عليّ إعلان رفضي للزواج.
إلغاء الخطوبة، وإعلاني عن عدم نيتي في الزواج، سيمكنني من تسلّم رئاسة العائلة بسلاسة.
سأثبت للعائلة أنني جديرة بالمنصب.
أنا على دراية بالصعوبات التي يواجهها فيغو في أعماله، وأعرف كيف أساعده على تجاوزها.
كما أن لديّ معلومات مهمة من شأنها أن تفيد العائلة.
إفشاء بعض تلك المعلومات سيجعلني أكتسب احترام فيغو.
فهو يؤمن بالكفاءة والجدارة بشدة.
وإلا لماذا كان يكرهني ومع ذلك يلتقي بي أسبوعياً للعمل؟
ارتسمت على شفتي ابتسامة مريرة.
حقاً، فيغو يكرهني.
نظرة عينيه عندما كشفت له لأول مرة أنني امتلكت هذا الجسد ما زالت محفورة في ذاكرتي…
“سيدتي”
اقترب السكرتير بحذر.
“هناك مأدبة غداً، لم تنسيها، أليس كذلك؟”
“بالطبع لا*
“جيد.
لقد بدوتِ مشغولة، فخشيت أن تنسي”
اكتفيت بالابتسام.
كيف لي أن أنسى؟ غداً، في القصر الإمبراطوري، سأحصل على وسام لتطهيري الأرض الفاسدة.
وسأكون أول امرأة في الإمبراطورية تحظى بهذا الشرف.
الوقت لا يمكن أن يكون أنسب من ذلك.
هذا التكريم سيضيف مصداقية لطموحي في أن أصبح أول امرأة تتولى رئاسة العائلة.
بينما كنت مستغرقة في أفكاري، سمعت طرقات خفيفة على الباب، وصوت الخادم يتحدث.
“سيدتي، ولي العهد أرسل رسولاً”
شعرت بضيق مفاجئ.
رايوس؟ في هذا الوقت المتأخر؟
“أعتذر على الإزعاج في هذا الوقت المتأخر”
دخل الخادم متردداً وقد ارتسم الحرج على وجهه.
“سموه يحتاج إلى الحديث معكِ بشكل ملح”
“ما الأمر؟”
هل جاء ليعتذر لي؟ رغم أن الوقت متأخر جداً؟
“سموه يطلب منكِ عدم حضور مأدبة الغد”
ماذا؟ للحظة شعرت وكأنني تلقيت صفعة على وجهي.
“…”
“نظراً لأنه قد يكون الأمر غير مريح لكِ، فالرجاء الامتناع عن الحضور.
هذا أمر من ولي العهد”
وقال ذلك وهو يسلم لي صندوقاً بنفسجياً.
وبنقرة، فتح الصندوق ليكشف عن وسام ذهبي لامع.
“سأمنحكِ الوسام هنا والآن”
“…”
“لذا، من فضلكِ لا تحضري المأدبة غداً.
هذا أمر مباشر من ولي العهد”
“… سأرفض”
بعد لحظة من الصمت، قلت.
“سأرفض، لذا خذوه معكم”
“إذا رفضتِ، فقد أمرني سموه بأن أنقل لكِ رسالة”
“وما هي؟”
“إذا كنتِ مصرة على الرفض، تعالي وقوليها له بنفسكِ”
“…”
“هذا… ما أمرني بإبلاغكِ به”
كان الخادم يكاد يخفي إحراجه.
“لقد قال إنه لن يقبل بأي شكل آخر من أشكال الرفض.
إنها مرسوم إمبراطوري، كما قال”
مجنون..
لقد فقد عقله تماماً، رايوس غيرانز.
***
مغتاظة، توجهت إلى قصر رايوس.
“كيــاا!”
قادني خادم إلى غرفة نومه.
“أ-أختي دانا؟ لماذا أنتِ هنا…”
كانت أليس مذعورة، وهي تسحب الغطاء لتغطي نفسها.
ما هذا؟ وقفت ثابتة كأنني تمثال.
لماذا أليس في السرير؟ ورايوس…
“…”
كان رايوس مسترخياً على الأريكة، يدخن سيجاراً، عاري الصدر.
ينظر إلي بنظرة لا مبالية تماماً.
“ل-لِمَ جئتِ إلى هنا، أختي؟”
لم أجب.
اكتفيت بتفحص الغرفة بهدوء.
إنه جنون.
استنتجت مرة أخرى.
رايوس غيرانز فقد عقله تماماً.
هل استدعاني فقط ليعرض عليّ هذه الفوضى؟
“أختي؟”
يبدو أن أليس لم تكن تعلم أنني قادمة.
لكن رايوس كان يعلم.
كانت هناك أربع سجائر مشتعلة حديثاً على صينية كريستال.
هذا يعني أنه كان ينتظرني.
الغضب اندفع بداخلي.
الحرارة صعدت إلى رأسي في لحظة.
وهذا ما كان يريده رايوس.
قررت ببرود.
هذه المسرحية من ترتيب رايوس.
بالتأكيد كان يهدف لإثارة غضبي.
لكنني لم أنوِ الوقوع في الفخ.
لن أكون دمية في يديه.
“سموّك”
أظهرت رد فعل مختلف تماماً عن ما كان يتوقعه.
ابتسامة كالعادة، لكن صوتي حمل معه الملل، ونظرتي مزيج من الاشمئزاز واللامبالاة.
“أرسلت رسولاً”
هذا كل ما قلته.
كما توقعت، عبس رايوس.
أرادني أن أغضب بالفعل.
“لقد جئتِ، داناي وندسور”
[يعني برسمية وكذا مو مثل قبل يناديها بأسمها الكوري الي هو دانا]
كان دائماً يناديني “دانا”، لكنه الآن قال “داناي”.
كان واضحاً أنه يود معاملتي كشخصية أخرى.
“يبدو أنكِ أسأتِ فهم كلامي السابق”
وأشار بيده نحو أليس التي كانت مضطربة.
“كنت سأقول إن أليس هي حبي”
ثم تنفّس سيجاره وزفر الدخان مع كلماته.
“من أين لكِ الجرأة لتظني أنكِ قادرة على تعذيب حبيبتي والفرار دون عقاب؟”
في تلك اللحظة، تأكدت.
هذا العرض برمته كان يهدف لإيذائي.
وغد. حاولت أن أكتم شفتاي كي لا أبتسم بسخرية.
بعد سماعه بما حدث لأليس اليوم، بدا أن رايوس كان غاضباً.
وهو الآن يعاقبني.
يريد تحطيم روحي بالكامل حتى لا أتمكن من تعذيب أليس مجدداً.
لقد ذهلت من قسوته.
هذا الرجل الذي كان يحبني بجنون طوال السنوات الماضية.
حبه كان قوياً لدرجة أنه كان يخنقني أحياناً.
هكذا كان حتى قبل أيام قليلة فقط…
“سنكون ثلاثة أزواج في المستقبل.
ألا يجب أن ننسجم معاً؟”
كيف يمكن لهذا لرجل أن يتغير بهذه السرعة؟
[نو أمان لأي مان 💋]