أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 72
جمعة مباركة 🎀.
وضع كارل يده على كتفي قائلاً:
“دانا، لماذا تتصرفين هكذا فجأة؟”
ارتعشت للحظة.
كانت قبضة كارل مرعبة، لدرجة أنني واصلت ترديدها في ذهني بكل قوة:
لا يجب أن أظهر خوفي.
لو حدث ذلك، سيتم كشف كل شيء.
هذا الشخص سيفهم الأمر فورًا، تمامًا كما رأيته في ذكريات الأرض.
“لماذا قلبك ينبض بهذه السرعة؟”
لكن كارل كان قد شعر بنبض قلبي القريب من جسده.
“لماذا أنتِ مرعوبة هكذا؟”
لا. لا يجب أن يدرك ذلك.
لو علم أنني أخاف منه، فـ…
“كم سمعتِ من الحديث؟”
[تذكرت شنو قال لها في البارت هذاك بعدما قرت ذاكرة الارض اسمها هيج شي]
في لحظة، استعدت وعيي تمامًا.
كنت أعرف كيف أتصرف، وكأنها غريزة للبقاء.
“أنا خائفة…”
نطقت بصوت مرتعش بينما رفعت رأسي.
“عمي، هل أنت بخير؟”
أظهرت شعورًا أكبر بالخوف مع دموع بدأت تتجمع في عيني.
“ذلك الرجل ضربك، يا عمي”
“…هاه؟”
“لقد ضربك،
عمي، ما الذي علينا فعله…”
اهتز صوتي بشكل طبيعي وأنا أنظر في عيني كارل.
لكن، لحسن الحظ…
“هل أصبت بأي أذى؟”
تمكنت، بمهارة،
من إخفاء خوفي في هيئة اهتمام به.
“ماذا نفعل؟”
ثم لمست بخفة خد كارل الذي احمر بسبب ضربة ناتان، وسمحت لدموعي بالتدفق.
“ماذا نفعل؟ لا بد أن ذلك يؤلم.
ماذا سنفعل…”
انهمرت دموعي على وجهي،
وكأنها قلقة واتئلم على ألمه.
“آه، ماذا نفعل؟
ماذا علينا أن نفعل؟…”
بكيت بنبرة مؤلمة، وكأن الفكرة الوحيدة التي تدور في ذهني هي عدم تحملي لفكرة أن كارل قد تعرض لهذا العنف.
وكارل ظل يحدق فيّ مذهولًا.
كم دام هذا الصمت؟
بعد فترة وجيزة، بالكاد تمكن كارل من الحديث، وكأن حلقه كان مغلقًا:
“أنا بخير…”
كان يبدو عليه الحيرة والارتباك.
وكأنه تحت تأثير سحر ما، بدأ يمسح دموعي واحدة تلو الأخرى.
“هاها”
فجأة، ضحك.
“يا للغرابة.
هاها”
كارل أسند ذقنه على يده.
“آه،
آسف،
آه، هاهاهاها!”
“…”
بدأ يضحك بلا توقف، وكأنه لم يستطع كبح ضحكاته.
“آه، أنا آسف،
دانا”
بعد أن ضحك لبعض الوقت، قرص خدي بلطف.
“يبدو أنك الوحيدة التي تهتم لأمري حقًا.
أنا … آسف”
كان يحاول بوضوح كتم ضحكته، لكنه لم ينجح تمامًا. “الأمر فقط مضحك جدًا.
أنا اعتذر لكِ”
“…”
فهمت بشكل غامض ما كان يعنيه.
صحيح.
من سيهتم لشخص مثلك؟ لو كان هناك من يجب أن يقلق، فهو الشخص الذي يتعامل معك!
“أشكركِ على اهتمامكِ بي،يا دانا.
لكن، رجاءً، لا تبكي”
كارل، مبتسمًا بسخاء، احتضنني وربت على ظهري.
“يتألم قلبي عندما أراكِ تذرفين الدموع”
لا تكن سخيف.
لا ينبغي أن تقول ما لا تعنيه حقًا.
“كم سمعتِ مما دار بيننا؟”
في النهاية، أنت ستتسبب في نهايتي…
—
“حسنًا، توقفي عن البكاء الآن،
ودعينا نبحث عن حل”
اعترف كارل أخيرًا بأنه لم يعد بإمكانه إخفاء الأمر.
“دانا، هل تعرفين كيف يُخلق الأطفال؟”
[كيف يصنع الاطفال، يعني منوين يجون البيبيز]
ماذا؟
كنتُ مذهولة لدرجة أنني حدقت فيه بصمت.
“يبدو أنكِ لا تعرفين”
أومأ كارل وكأنه كان يتوقع هذا الجواب.
“كيف يُخلق الأطفال هو-“
“…أعرف”
“ماذا؟”
“قلتُ إنني أعرف ذلك”
حينها بدا كارل مصعوقًا.
“أنتِ تقولين انكِ ت-تعلّمين ذلك؟”
“…”
“من أخبرك بذلك؟”
لو قلتُ إنني علمت بنفسي، لربما فقد وعيه.
لقد أدركت تمامًا أن هذا الرجل لا يراني كشريكة ناضجة، بل كطفلة عديمة الخبرة.
لماذا يتصرف هكذا رغم أن فارق السن بيننا يكاد يكون معدومًا؟
إنه أمر مزعج للغاية.
على أي حال، بعدما استعاد كارل رباطة جأشه، بدأ يشرح.
“ذاك… الأمر يتعلّق بإضافة شعور بالانتماء
… شيء من هذا القبيل”
“فهمت”
كان واضحًا لماذا حاول كارل إخفاء الحقيقة.
هل سمع ما حدث أثناء نومه بجانبي في المطحنة الليلة الماضية؟
وهو يستمع إلى ذلك الصوت الغريب كخلفية ويضع يده على كتفي ليطلب مني النوم بسرعة؟
هذا الشخص بالتأكيد ليس طبيعيًا.
“إذن، ماذا ستفعل الآن؟”
“ما المتوقع؟ بالطبع سنهرب”
ابتسم بلطف وهو يمسك بكتفي.
“سأسرق عربة وأخبئها في الغابة، فقط انتظري قليلاً”
حين سمعت ذلك، أجبته بأدب.
“كن حذرًا.
ماذا لو أصبت يا عمي”
بالطبع، لم أكن قلقة على الإطلاق.
كانت مجرد جملة تقليدية أقولها لتتماشى مع ادعائي السابق بالقلق.
لكن،
“نعم، أنا خائف قليلاً أيضًا”
لدهشتي، أومأ كارل بجدية.
“لكنني تعلمت بعض مهارات الدفاع عن النفس في الجيش، لذا أعتقد أنني سأتمكن من النجاة”
“…”
لم أتمكن سوى من مراقبته بذهول أمام هذه المسرحية التي أتقنها بمهارة.
بعد أن غادر كارل، أخيرًا شعرت بالراحة وسقطت على الأرض.
كان حلقي جافًا بسبب التوتر الشديد.
شخص مجنون.
إنه حقًا مجنون.
لقد سمعت شائعات عن أن كارل ويندسور كان قاسيًا جدًا خلال خدمته العسكرية.
لكنني كنت أعتقد أن تلك القصص الأسطورية كانت مبالغًا فيها لأغراض الدعاية.
كان كارل ويندسور الذي أعرفه شخصًا لطيفًا كالعسل، وأحيانًا مرتبكًا.
بصراحة، كان من الصعب تخيل أنه كان جنديًا…
لقد كان حقًا مشهدًا مرعبًا.
كان ذلك المشهد الأكثر رعبًا الذي شاهدته في حياتي.
لم أرغب أبدًا في رؤيته مرة أخرى.
في تلك اللحظة، لم يكن كارل يبدو كإنسان، بل ككائن مختلف تمامًا، كوحش قادر على إنهاء حياة البشر بكل سهولة.
ومن هذا الموقف، أدركت شيئًا مهمًا.
كارل ويندسور هو عدو خطير جدًا، و… لا يجب أن يدرك أبدًا أنني عدوه.
أبدًا، وتحت أي ظرف من الظروف، لا يجب أن يُكتشف هذا السر.
تنهدت بعمق وأنا أنتظر كارل.
بالتأكيد سيجلب العربة دون أي مشكلة.
والآن، كل ما علي فعله هو العودة إلى قصر ويندسور.
هذا كل ما يتوجب علي القيام به، ولكن…
“ساعدوني!”
لماذا يستمر ذلك الصوت في التردد في ذهني حتى في هذا الوضع؟
حتى بعد أن شاهدت ذلك المشهد الدموي، لم يتلاشَ صوت الفتاة.
بل على العكس، كلما اقترب وقت الهروب،
ازداد الصوت قوة.
هل من الصواب تركها في هذا الحال؟