أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 7
“نواه”
قلت بابتسامة كالشمس المتألقة.
“أي شخص يراك سيظن أنك أخ حنون”
“ا-اتركيني!”
لكنني لم أتركه، بل شددت قبضتي عليه أكثر.
“لو كانت روح دانا تسكن هذا الجسد، لقالت لك مثل هذا الكلام”
“ماذا تقصدين؟”
“لا تتصنع الآن دور الأخ المحب.
إنه تصرف منافق”
ارتعشت عيناه في حيرة، بينما واصلت بنبرة هادئة:
“لو كنت تراها فعلًا كأخت كبرى، لزرتها ولو مرة واحدة”
“أنتِ…”
“دانا قضت سبعة عشر عامًا في الملاذ للعلاج،
ولم يزورها أي فرد من العائلة ولو لمرة واحدة”
“!”
“لقد تخليتم عن أختكم المصابة بمرض الدمية، وتركتوها في الملاذ وكأنها لم تكن من عائلتكم يومًا”
تحول لون وجه نواه إلى شاحب، وارتجفت شفتيه، وكأنه يعاني من صراع داخلي مع ضميره.
نعم، لقد أصبتُ الهدف.
“والآن بعد أن استعادت حركتها وقدرتها على الكلام، تشعر بالاستياء؟”
كان الدوق السابق لعائلة وندسور قد أرسل ابنته دانا إلى الملاذ.
ولم يكن هذا الإجراء مقتصرًا عليها فقط، بل كل من أصيب بمرض الدمية في عائلة وندسور انتهت حياته هناك.
مرض الدمية، هذا الداء الغريب الذي يعاني منه بعض أفراد عائلة وندسور، حيث يولد الفرد بجسد بلا روح.
وعندما يظهر المرض، يرسل المصاب إلى ملاذ بعيد بحجة العلاج، لكن في الحقيقة، كان ذلك مجرد وسيلة للتخلص منهم بعيدًا عن الأنظار.
نعم، وكأنهم ألقوا بك جانبًا.
ولكن لماذا تغافلتُ عن هذا الأمر؟
لمدة سبعة عشر عامًا، بقي جسد دانا الفارغ في الملاذ، في رعاية الكهنة، بعيدًا عن عيني عائلتها.
بمعنى آخر، كانت تعامل كما لو أنها لم تكن موجودة.
“عندما كان الجسد فارغًا، عاملتموها كأنها غير موجودة.
والآن، تتظاهر بأنك الأخ المحب…”
كتمت ضحكتي.
“يبدو أن هذا نفاق بحد ذاته”
ظل نواه صامتًا، مصدومًا من كلماتي.
كان يجب أن أفعل هذا منذ زمن طويل.
بلا أدنى شعور، أطلقت سراح يده.
“الآن، غادر غرفتي يا نواه وندسور”
سأترك هذا الجسد قريبًا أنا أيضًا.
***
“كارل، كيف تجرؤ؟!”
عندما عادت ساندرا وندسور إلى غرفتها، انفجرت غاضبة.
“كيف تجرؤ على فعل هذا؟!”
كان جسدها يرتجف من الغضب، وكأن عالمها قد انهار.
“كيف يمكنك أن تنحاز إلى جانب دانا أمامي!”
لقد تعرضت ابنتها أليس للضرب، وأمام والديها!
ومع ذلك، اختار كارل الوقوف إلى جانب الفتاة التي ارتكبت هذا العنف.
“مسألة الوصاية على دانا على المحك.
لذا لم يكن لدي خيار”
قال كارل، وهو يشعر بالحرج، متجنبًا النظر في عيني ساندرا.
“فقط اصبري لسنة واحدة يا ساندرا.
سنة واحدة إضافية”
“أنت…”
“بعد سنة، ستكون ثروة دانا لنا.
أنتِ تعرفين حجم ثروة أخي الأكبر”
عند ذكر ثروة أخيه الأكبر، عضت ساندرا شفتيها.
“أنتِ تعرفين أن الكنوز التي اكتشفها أخي داميان هي التي جعلت عائلة وندسور الأغنى في القارة”
همس كارل بنبرة مغرية وهو يضع يده على كتفها.
“تلك الكنوز هي التي حولت وندسور من عائلة عسكرية بسيطة إلى الأغنى”
“لكن هذا لا يبرر ما فعلته!”
“نصف الكنوز التي اكتشفها ذهبت إلى دانا كإرث.
هل تتخيلين حجم تلك الثروة؟”
حدقت ساندرا في كارل بغضب، لكنها لم تستطع الرد.
كان على حق.
في الأصل، كانت عائلة وندسور عائلة عسكرية محترمة، ولم يكن الجنود يجمعون ثروات كبيرة.
ولكن الآن، بفضل الكنوز التي اكتشفها داميان، أصبحت العائلة الأغنى بين الجميع.
وبالطبع، ابنهم فيغو وندسور يزدهر في التجارة…
لكن بدون ذهب الجزيرة، لم يكن بإمكانهم توسيع أعمالهم بهذا الحجم.
والآن، نصف تلك الكنوز—
ثروة هائلة لا تقدر بثمن—
كانت من نصيب دانا.
“فقط سنة واحدة، وبعدها ستصبح تلك الثروة لي يا عزيزتي”
“أعلم! من لا يعرف هذا؟!”
“رجاءً، كوني صبورة.
أفعل كل هذا من أجل عائلتنا”
بدأ غضب ساندرا يتلاشى تدريجيًا.
ولم يكن السبب فقط الإرث، بل كان هناك سبب آخر…
زوجي وسيم للغاية!
زوجها كارل، الذي يصغرها بعشر سنوات، كان يتمتع بوسامة مبالغ فيها.
من كان سيصدق أن كارل في الثلاثينيات من عمره، ومع ذلك يبدو كأنه في العشرينيات، وهو أب لطفلين؟
وكان من بين الرجال الأكثر جاذبية في المجتمع.
لا أستطيع أن أظل غاضبة وأنا أنظر إلى هذا الوجه!
رغم شعورها بالضيق، إلا أن غضبها كان قد تلاشى منذ زمن.
“لكن مع ذلك، لم يكن عليك أن تذهب بعيدًا هكذا مع دانا”
“ماذا؟”
“التخلي عن ابنتك وتدليل ابنة أخيك مبالغ فيه.
ألم يكن يكفي أن تتحدث؟ يمكنك فقط أن تقول الأمور بالكلمات!”
“حسنًا، لن أكرر ذلك.
لذا، اهدئي يا ساندرا”
تحت تأثير نظرات زوجها الساحرة، شعرت ساندرا بالعجز.
نعم، هذا هو الثمن الذي تدفعه من تتزوج رجلاً وسيمًا.
“سنة واحدة.
سأنتظر حتى ذلك الحين فقط”
تنهد كارل بارتياح، شاكراً أن زوجته قد تفهمت.
“لكن ماذا عن أليس؟ أين ذهبت؟”
“ذهبت لرؤية ولي العهد”
قالت ساندرا بنبرة مليئة بالامتعاض.
“آمل أن يفهم ولي العهد معاناة أليس”
***
كانت أليس ترتجف من البؤس.
كيف يمكن لأبي أن يفعل هذا بي؟
كانت تعلم شيئًا عن مسألة الوصاية على دانا، ولكن حتى مع ذلك…
وكيف يمكن لأختي دانا أن تفعل هذا بي؟
لقد توسلتُ إليها راكعة.
كيف لم تسامحني؟!
كنت أعتقد أن أختي دانا ستتفهمني كعادتها.
دانا كانت دائمًا تتعاطف مع أليس.
عندما تعجبان بفستانٍ ما، كانت دانا دائمًا تتركه لأليس؛ وعندما تجد مجوهرات جميلة، كانت تهديها لها إذا أبديت اهتمامًا به.
دائمًا كانت تفعل ذلك، ولم تتصرف قط بشكل مختلف.
لذلك، كانت أليس واثقة من أن دانا ستفهم هذه المرة أيضًا…
لكن بدلاً من ذلك، رمتها بالماء، وصفعتها، وأمسكت بشعرها، بل وتلاعبت بوالدها ليعاقبها!
دانا، التي كانت دائمًا متسامحة، كانت هذه المرة قاسية!
“آه، آه، آه”
كانت أليس تبكي في العربة في طريقها لمقابلة ولي العهد.
كان وضعها بائسًا للغاية.
لم تتوقف دموعها حتى بعد أن التقت بولي العهد.
“أليس، لماذا تبكين؟”
“أنا آسفة، سموّك…”
“ما الذي حدث؟ أخبريني”
“لا، إنه خطئي بالكامل”
“ماذا؟”
“فقط…
أشعر بالأسف الشديد تجاه أختي دانا.
لا بد أنها كانت مجروحة بشدة لتفعل بي مثل هذا…”
تصلب وجه رايوس عند سماع ذلك.
“ماذا فعلت دانا بك؟”
“لا، لم تفعل شيئًا!”
تلعثمت أليس وهي تهز رأسها بسرعة.
لم تكن تريد أن يبدو الأمر وكأنها تشتكي.
لم تكن تريد أبدًا أن تظهر دانا كشخص سيئ.
“ل-ل-لا، الأمر ليس كذلك حقًا، آه…”
لكنها كانت سيئة في الكذب، وتلعثمت كالأبله.
“لا، حقًا، ليس الأمر كما يبدو، آه…”
كانت تبكي كالحمقاء.
“ماذا حدث بالضبط يا أليس؟”
لم تكن تريد أن تخبره حقًا.
أرادت أن تخفي سوء أفعال دانا.
حقًا كانت تريد…
لكن الكذب على شخص يثق بها كان خطأ.
لذا، من أجل رايوس الذي يثق بها، كان عليها أن تقول الحقيقة.
“في الحقيقة…”