أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 69
“هذا هو مخزن الحبوب”
قال نورتون بتفاخر وهو يشير إلى أكبر مبنى في القرية بسطح أحمر.
“قلة من الناس يمكنهم الدخول هناك، وأنا من ضمنهم.
هل ترغبين في الذهاب؟”
“لا، ليس لدي رغبة لذلك…”
عندما لاحظ عدم اكتراثي، وجه نظره نحو سقف أسود هذه المرة.
“هذا هو مستودع الأسلحة، من الصعب جداً الوصول إليه.
هل تودين رؤية بعض الأسلحة؟ هل سبق وأن رأيتِ البارود؟”
“أفضل الذهاب…”
وأشرت إلى جبل بعيد.
“إلى هناك، إلى الجبل”
“الجبل؟”
“نعم.
هل الطريق إليه بعيد؟”
“ليس بعيداً جداً، لكنه ليس قريباً أيضاً”
ارتسمت على وجه نورتون ابتسامة مليئة بالمكر.
“الذهاب الى الجبل ليلاً،
يا لها فكرة جيدة، أليس كذلك؟”
“…”
من الواضح أن أفكار نورتون كانت مشوبة بفساد.
لكنني لم أكن قلقة؛ كنت على يقين من أن كارل وندسور سيظهر في الوقت المناسب.
وأيضاً، لدي مسدس تحت تنورتي.
إن ساءت الأمور، فلن أتردد في استخدامه.
***
كما توقعت.
إنه هنا.
رأيت الكهف العملاق على الجبل.
كما كنت أظن، إنه هنا.
وقفت أمام الكهف وأنا أرتجف.
كانت هذه أول مرة أرى فيها الكهف بعيني.
في المرة السابقة، كنت قد قرأت عنه فقط أثناء تطهيري لأرض كالتوسا الفاسدة.
هذا الكهف…
“ماذا تنتظرين؟ ألا تنوين خلع ملابسك؟”
“…”
استدرت ببطء، ثم تجمدت في مكاني.
“أسرعي، لا وقت لدينا”
أمام عيني، كان هناك رجل عارٍ بالكامل.
القماش الأبيض الملقى على الأرض بجانبه بدا وكأنه جلد مهمل.
“ماذا تفعل الآن؟”
تراجعت نحو داخل الكهف وأنا أقطب جبيني.
كنت أتوقع حدوث أمر سيئ، لكن لم يخطر ببالي أن يبدأ بخلع ملابسه بهذه السرعة والمهارة!
“في الكهف؟ يا لها من جرأة منكِ”
“متى قلت ذلك؟”
“لماذا؟ ألم يكن هذا ما قصدته بالمجيء إلى الجبل؟ ماذا يمكن لرجل وامرأة أن يفعلا على الجبل في الليل؟”
“…”
ما نوع التفكير الذي يمكن أن يؤدي إلى هذه العقلية المنحرفة؟ رغم أنني لم أكن مهتمة حقاً، إلا أنني تساءلت للحظة.
من حسن حظي أنني أحضرت المسدس.
بدأت أتحسس بيدي، متسائلة أين يجب أن أطلق الرصاصة.
في أصابع قدميه؟ أم في موضع أكثر حساسية؟
“أسرعي واخلعي ملابسك”
قال نورتون وهو يلهث بلهفة.
“لا تتراجعي الآن، أم تفضلين أن أساعدك في خلعها؟”
قررت أن أطلق عليه النار في الموضع الحساس.
وفي اللحظة التي اتخذت فيها هذا القرار…
“دانا!”
توقيت مثالي.
ابتسمت بثقة.
كما توقعت، كارل وندسور وصل في الوقت المناسب.
“دانا، ما الذي تفعلينه هناك…؟”
توقف صوت كارل فجأة.
في ليلة كان القمر يضيئها بشكل غير عادي، رأى الرجل العاري بوضوح.
تلعثم نورتون بإحراج.
“اللعنة، ز-زوجكِ هنا”
تجمد كارل في مكانه للحظة، غير مستوعب ما يدور في هذا المكان.
لكنه سرعان ما بدأ يتقدم نحونا بخطوات بطيئة.
“سنتحدث في وقت لاحق، سيدتي”
حاول نورتون ارتداء ملابسه والهروب، ولكن…
“آه!”
أمسك كارل بكتفه وهو يمر بجانبه وسأله بهدوء:
“دانا؟”
“آه! آه! هلّا تركتني؟!”
“هل حدث هذا برضاك أم أن هذا الوغد أجبرك؟”
“آاااه! أتركني! إنه مؤلم!”
بدا أن كارل افترض السيناريو الثاني.
ومع ذلك…
“دعه يذهب “
قلت بلا مبالاة.
“اتركه”
“…ماذا؟”
“قلت،
دعه وشأنه”
لم أكن أملك وقتاً لإضاعة المزيد على هذا الشخص التافه.
كانت لدي مهام أخرى تنتظرني في هذا الكهف.
“أسرع”
ظهرت على وجه كارل ملامح الدهشة، وكأن شيئاً غير متوقع قد ضربه.
بدأت قبضته في التراخي، وتمكن نورتون من الانسلال بعيداً بسرعة.
“أي نوع من المجانين أنت!”
بدأت الدموع تملأ عيني نورتون.
[حساس الله يعين]
“مهلاً! زوجتك هي من أحضرتني هنا!
لماذا تصرخ هكذا بلا سبب!”
“…”
“آه، اللعنة، يا لسوء حظي!”
بصق نورتون على الأرض وغادر المكان مسرعاً.
حتى بعد رحيله، ظل كارل واقفاً مذهولاً.
بعد لحظات، مد يده قائلاً:
“…لنعد. دانا، تعالي معي”
لكنني، بدلاً من الاقتراب منه، استندت إلى جدار الكهف وقلت بهدوء:
“لا أريد”
“ماذا؟”
“قلت لا أريد.
ماذا لو حبستني في الطاحونة مرة أخرى؟”
أخيرًا، أدرك كارل السبب وراء برودي الجاف.
“دانا، أنا… آسف.
كنت أخشى أن تتجاهلي ما أقول وتخرجي.
تمامًا كما فعلت الآن”
“…”
“يا إلهي، كان عليّ أن أقفل الباب”
يا للعجب.
هل هذا ما يقوله شخص يعتذر بصدق؟ رغم أنني فكرت بذلك، قررت أن أنتظره بدلاً من الدخول في نقاش لا طائل منه.
استدرجته بلطف إلى أعماق الكهف.
هل يظن أنني أحاول الهروب منه؟
أطلق كارل زفرة تعبر عن إحباطه.
“دانا، أرجوك استمعي إلي،
حسناً؟ أعلم أنني كنت مخطئًا”
اقترب خطوة بخطوة، حتى وصل في النهاية إلى الداخل.
“دانا؟”
دخل الكهف أخيرًا.
كنت أترقب ردة فعله بفارغ الصبر.
هيا، كارل وندسور، اكتشف ما في هذا الكهف!
لكن…
“دانا؟ ماذا يجري هنا؟”
كانت ملامحه مليئة بالحيرة.
لا، بدا عليه الارتباك.
لم تكن هناك أي علامة على الاندهاش.
لماذا لا يبدو متفاجئًا؟ ألا يرى هذا الضوء النجمي الذي يملأ الكهف؟
أمامنا معدن أثمن من الذهب وأندر من الألماس، إنه “ريتيلان”.
كان يتلألأ في هذا الكهف مثل مجرة كاملة!
هذا المكان يحتوي على ريتيلان.
بمعنى آخر، اكتشافه يشبه العثور على جبل من الذهب.
لقد حقق كارل لتوه حلمه الأكبر!
“دانا، دعينا نخرج أولاً.
لنناقش الأمر في الخارج”
لماذا لا ينظر من حوله؟! كان تركيز كارل منصبًا بشكل غريب على وجهي، متجاهلًا كل ما حولنا.
“انتظري قليلاً!”
أمسك كارل بيدي بلطف.
“فقط لحظة!”
“أنا أخشى أن يخرج ثعبان من هنا.
دعينا نسرع ونخرج الآن، حسنًا؟”
للحظة، راودتني رغبة في الإمساك بشعره وتحريك رأسه نحو جدار الكهف.
انظر، أيها الأحمق! انظر إلى الداخل.
الكهف يتلألأ!
“أنا حقًا أخاف من الثعابين.
هل تدركين مدى خطورة ثعابين الجبال؟”
في النهاية، قررت أن ألعب الدور أمام هذا الغبي غير المدرك.
“ما هذا يا عمي؟”
“هاه؟ هل ظهر ثعبان؟ أين؟ أين؟”
“لا، هذا!”
طرقت على جدار الكهف.
“هناك شيء هنا يلمع!”
“؟ …”
أخيرًا، التفت كارل نحو الكهف.
ومرّت بضع لحظات ثقيلة.
“ه-هذا… يبدو وكأنه ريتيلان، أليس كذلك؟”
أخيرًا! لاحظت ذلك!
بدأت عينا كارل تتلألآن وهو يفحص المعدن.
“يا إلهي.
ريتيلان! هناك منجم ريتيلان في هذه الإمبراطورية،
يا للدهشة! هذا اكتشاف مذهل!”
نعم، أيها الأحمق.
كادت تنهيدة الراحة أن تنفلت مني.
أخيرًا، هذا الأبله أدرك قيمة ما أمامه!
كنت واثقة من أنه سيشعر بالحماسة ويبدأ في استكشاف الكهف بجدية.
ولكن…
“حسنًا،
أذن هل ستخرجين الآن؟”
“…”
ماذا؟
كانت دهشتي لا تُصدق.
___
فصل سريع قبل لا اروح للدوام 😞.