أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 61
ارتفعت زوايا فم رايوس بابتسامة رقيقة وأومأ برأسه،
مما جعل أليس تهرع نحونا بفرح.
وما إن وصلت حتى صرخت برقة:
[أليس مرات احسها جاسم ابو الشربت ههه]
“كياا!”
جذب رايوس ذراعها، وأجلسها على ركبته.
“يا صاحب السمو!
الجميع ينظرون إلينا”
“لا بأس”
ثم قبّل جبهتها بلطف.
“ابقي هنا”
“لكن… هذا محرج”
“لا يهم”
“…”
تجاهلت تمامًا هذا المشهد الحميمي الذي يجري بجواري.
لم يكن يستحق أي اهتمام مني.
لا تلتفتي إليه.
صحيح.
حب الرجال ليس ضروريًا لكسب ثقة أخي.
كسب ثقة فييغو ويندسور، أن أصبح نائبة رئيس عائلة ويندسور، أن أحصل على الأثر المقدس وأعود إلى عالمي.
لا شيء آخر يُهم بجانب هذه الأمور.
صحيح.
أنا هنا للقيام بدور المضيفة.
بهذه الفكرة، تمكنت من الابتسام بهدوء.
قلت للخادم
“لنبدأ الآن.
أرجوك، استدعي المستفيدين واحدًا تلو الآخر”
“ليلة الرعاية” لم تكن مجرد حفل عادي.
كانت مناسبة حيث تجمع العائلة الإمبراطورية الأيتام الذين تحت رعايتهم لتشجيعهم، وفي كل عام، كانت الإمبراطورة ترسل دعوات للمستفيدين.
الإمبراطورة كانت تمنحهم شخصيًا تمثالًا ذهبيًا لطائر أم، رمزًا للأم الوطنية التي ترعى مواطنيها.
لكن الآن، لا توجد إمبراطورة لتؤدي هذا الدور.
الإمبراطور الحالي غير متزوج.
وفي الأحوال العادية، كانت الإمبراطورة الأم تتولى هذا الدور، لكنها كانت تتجول حاليًا في القارة مع الإمبراطور السابق، والد رايوس البيولوجي.
وهذا يعني أنه لا توجد سيدة إمبراطورية لتقود الحفل بدور “طائر الأم”.
لهذا السبب توليت أنا، خطيبة ولي العهد، هذا الدور.
“شكراً لكِ، أيتها القديسة!”
“لستُ قديسة، أرجوكم لا تنادوني بذلك”
“نعم، أيتها قديسة!”
“قلت لكم أنا لست قديسة”
“آه، أعتذر!”
تصحيح كل لقب كان مرهقًا.
“قديسة!”
“قديسة، قديسة!”
كان هناك الكثير منهم.
آه، بدأت أفقد طاقتي.
في هذه الأثناء، كان رايوس يبدو وكأنه يستمتع بوقته.
“كيا، يا صاحب السمو، هناك
بعض من الكعك على فمك”
“إذًا كان يجب أن تأكليها بشكل صحيح”
بينما كانت أليس ما زالت تجلس على ركبته، كان يطعمها الكعكة ويتحدث معها.
وفي الوقت نفسه، كان الاهتمام بالمستفيدين بالكامل من نصيبي.
لكن لماذا كانت تنظر إلي بين الحين والآخر؟ أليس كانت تلقي علي نظرات سريعة، خاصة كلما ناداني أحد بـ”القديسة”.
“أم…”
ومع مرور الوقت، وصل أخيرًا آخر المستفيدين.
وأنا، أخفي إرهاقي، انتظرت تحيته.
“إنه لشرف لي أن ألتقي بكِ، سيدتي”
“ما اسمك؟”
“ا-ا-اسمي بازيلان كاراڤاجيو”
“حقًا، كاراڤاجيو. لا داعي لأن تكون متوترًا… انتظر” عقدت جبيني.
اسمه بازيلان كاراڤاجيو.
وإذا كان يتيمًا تحت رعاية الإمبراطورية، فهل يمكن أن يكون…
“هل أنت كارفاجيو؟” قال النحات بازيلان.
نظر الرجل إليّ بعينين نقيتين وكأنهما تعكسان جمال الربيع، وقال:
“هل تعرفينني؟”
“بالطبع!” أجبت بحماسة دون أن أدرك، ثم خفضت صوتي على الفور.
“لم أكن أعلم أنك ستحضر اليوم.
إنه لشرف حقيقي مقابلتك”
بازيلان كارفاجيو، النحات المعروف بعبقريته الفذة التي أشتهر بها رغم غياب أي تعليم رسمي له.
بالطبع، كنت على علم بأنه تحت رعاية الإمبراطورية، لكنني ظننت أنه لا يحضر مثل هذه الفعاليات، فقد كان غيابه عن الحفلات السابقة شائعًا.
هل أخطأت في اعتقادي؟
“إنه لشرف عظيم أن تعرفين اسمي”
قال بازيلان بابتسامة متواضعة واحمرار بسيط على وجهه.
“ليس هذا فحسب، أنا من عشاق أعمالك”
قدّمت له تمثال الطائر الأم، وقلت ممازحة وفي صوتي نبرة من الفرح غير المعتاد:
“خصوصًا منحوتتك» الفتاة البحرية»”
“حقًا؟”
“إذا كنت تشك في كلامي، يمكنك زيارة قصر ويندسور.
لقد اشتريت تلك المنحوتة قبل عامين”
“ماذا؟”
“لقد وضعتها في بهو القصر.
ألم تكن تعلم؟”
“لا، لم أكن أعلم بذلك.
سمعت أن إحدى السيدات النبيلات اشترتها، لكنني لم أكن أعلم أنها أنتِ…”
تحول وجه بازيلان إلى الأحمر من الخجل.
“سأزور القصر بكل سرور إذا دعيتِني.
إنه شرف لي.
شكرًا لكِ”
“الشكر لك.
أرجو أن تواصل إبداعك.
أنا حقًا من محبي أعمال كارفاجيو-“
وفجأة، سُمع صوت تحطم زجاج.
“أعتذر”
استدرتُ بسرعة لأجد رايوس يمسح بقايا الشراب بمنديل بهدوء.
“صاحب السمو؟ هل أنت بخير؟”
“أنا بخير، لا تقلقي يا أليس”
أسرع الخدم لتنظيف شظايا الزجاج.
أطلقت تنهيدة خفيفة.
يا له من تصرف غريب من رايوس، فهو نادرًا ما يرتكب مثل هذا الخطأ.
ربما كان السبب وجود امرأة على حجره أثناء تناوله الشراب.
“حسنًا، كارفاجيو.
سنلتقي مجددًا.
سأرسل لك دعوة قريبًا”
“نعم، شكرًا جزيلًا لك”
احمرّ وجه بازيلان أكثر.
وأخيرًا، غادر بازيلان، وانتهى دوري الطويل كـ “الطائر الأم”.
آه، أخيرًا انتهى… لكن بينما كنت أتنفس بارتياح،
“كارفاجيو هذا، وكارفاجيو ذاك.
لو سمعكِ أحد، لظن أنكِ تغازلينه”
“…”
شعرت بالدهشة مما سمعته.
ما الذي قاله الآن؟ أدرت رأسي ببطء لأجد رايوس ينظر إلي بنظرة احتقار لا تخطئها العين.
“أن تكونين خطيبة ولي العهد وتتصرفين هكذا.
لقد جعلتِ مني أضحوكة”
“متى تصرفتُ بهذه الطريقة؟”
“لماذا؟ لقد كنتِ تفعلين ذلك طوال الوقت”
قال رايوس بابتسامة لاذعة، محاولًا استفزازي.
“بالنسبة للآخرين، يبدو أنكِ تحاولين بائسة إغراء الرجال”
“صاحب السمو، لم أفعل هذا قط.
لا بد أنك أسأت الفهم”
“أسأت الفهم؟”
ارتعشت دون وعي. كان ذلك لأنه رفع صوته فجأة.
تحولت أنظار الجميع نحونا.
حتى الموسيقى توقفت للحظة.
أما أليس التي كانت جالسة على حجره، فقد انكمشت خوفًا.
رايوس، بعدما أدرك أنه لفت الأنظار، أخذ نفسًا عميقًا واستعاد هدوءه.
قال بصوت منخفض لكن حاد:
“يبدو أنكِ نسيتِ وقاركِ، دانا ويندسور”
لكن كلماته التالية كانت أكثر قسوة.
“للآخرين، تبدين وكأنكِ تبيعين ضحكاتكِ”
“…”
ارتجفت يداي، وشعرت بوجهي يشحب.
“بماذا تقارني؟”
“بامرأة تبيع ضحكاتها*”
[يعني ديگول الها أنتِ بنت مو زينة بس من تحت التحت]
كرر رايوس ببرود، محدقًا بي بنظرة قاتمة كأنما يرغب في قتلي.
“هل هذا كل شيء؟ دعوة رجل إلى منزلكِ بذريعة استعراض منحوتة؟
ألا تدركين أن هذا التصرف لا يليق إلا بامرأة عديمة الشرف؟”
هل جنّ جنون هذا الرجل تمامًا؟
[والله حرام ينقال عنه رجال اصلاً بس شنسوي]
لم أستطع التفكير بوضوح؛ كان ذهني مشوش.
لابد أنه فقد عقله تمامًا،
وإلا كيف يمكنه أن يقول لي مثل هذا الكلام؟