أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 49
كان ذلك في الليلة التالية.
“آه، الجو قارس البرودة… أنه بارد جدًا”
على تخوم إقليم ويندسور، كان حراس الحدود ملتفين حول النار في موقعهم الأمامي، يحاولون درء البرد.
“ألا تشعر أن اليوم أبرد من المعتاد؟”
“نعم، يبدو كذلك”
“آه، أشعر بجوع شديد”
“ليتني أستطيع حضور الوليمة.
لابد أن هناك الكثير من الطعام الشهي”
“هل كان يجب أن نذهب أيضًا؟”
“بالطبع! وليمة تستضيفها العائلة النبيلة لعائلة ويندسور، متى سنحظى بفرصة مماثلة لتغيبنا عن الواجبات بشكل رسمي؟”
قبل فترة وجيزة، جاءت الشابة من سلالة ويندسور شخصيًا ودعتهم.
هناك وليمة ستُقام في قلعة ويندسور.
دعت جميع الجنود إلى نسيان مسؤولياتهم ليوم واحد والاستمتاع بالطعام والشراب والمرح.
كان الجنود مذهولين من تلك الدعوة المباشرة، فتوجهوا إلى قاعة الولائم جميعًا، باستثناء هذين الاثنين.
“لكن ألم يقال إنهم سيزيلون شجرة الحارس اليوم؟”
“صحيح.
سمعت أن الأرض قد تصبح ملوثة”
“هذا أمر مخيف”
وفجأة…
“هل تؤدون الحراسة بشكل صحيح؟”
“سيدي مارك!”
استدار الجنود بحركة مفاجئة، وأدوا التحية فورًا.
“يبدو أن باقي الجنود ذهبوا إلى الوليمة.
لماذا بقيتما هنا؟”
“حسنًا، سيدي، لا بد من بقاء أحدنا لحراسة الحدود، رغم السماح للآخرين بالمغادرة”
“فهمت”
“نعم.
لكن ماذا تفعل هنا، سيدي مارك؟”
قاطعه مارك مباشرة.
“عمّ كنتم تتحدثون الآن؟”
“عذرًا؟”
“لا بأس، واصلوا حديثكم”
تبادل الجنود النظرات المترددة قبل أن يجيب أحدهم.
“كنا نتحدث عن شجرة الحارس.
لقد قالوا إن العائلة النبيلة لعائلة ويندسور ستقوم بإزالتها اليوم”
“أهكذا؟ وما رأيكما في ذلك؟”
عند سؤال مارك، بدا التوتر على وجه الجنود.
“أعتقد… أنهم يعرفون ما يفعلون بما أن السيد كروز وسلالة ويندسور قررا ذلك”
“وأنا كذلك”
أومأ مارك برأسه متفكرًا.
“فهمت
إذن، كنتم تتحدثون عن هذا”
ثم رفع مسدسه، ووجهه نحو رأس أحد الجنود.
“سيدي مارك؟”
“وتتهاونون بهذا الشكل؟
ماذا لو ظهر متسلل فجأة؟”
“هذا…”
“أترون؟
لا تستطيعون حتى الرد وأنا أوجه سلاحي نحوكم.
لا يجب أن تغفلوا عن حذركم أبداً”
اعتقد الجنود أن هذا مجرد درس توبيخي، فتنفسوا الصعداء.
“نعم، سنأخذ ذلك بعين الاعتبار”
“افعلوا ذلك… في حياتكم القادمة”
دوّى صوت الطلقة النارية.
سقط الجندي على الأرض دون أن ينبس بكلمة.
“سيدي مارك! ما هذا؟!”
“وأنت كذلك”
طلقة أخرى.
بعد إطلاق النار على الجندي الثاني، تمتم مارك بصوت قاتم.
“في حياتكم التالية، كونوا جنودًا أوفياء،
لا كلابًا عمياء لا تميز أصحابها”
***
كان تعبير مارك حينها….
“لقد عشت طوال حياتك كالخادم الوضيع
لعائلة ويندسور”
باردا حد التجمد.
مارك، ما الذي تفعله؟”
رفع مارك سلاحه.
حينها، أدرك الكونت كروز معنى تلك الحركة، واهتزت عيناه من الرعب.
“على ماذا تنوي ؟”
“حياة الخنوع لعائلة ويندسور تنتهي هنا، يا
أبي”
وجه مارك سلاحه نحو الكونت كروز بنظرة حادة وقاسية، وأعلن بلا رحمة.
” سأكون السيد الجديد لعائلة ويندسور”
دوى صوت الرصاصة.
انهار جسد الكونت كروز كقشرة خاوية.
نظر إليه مارك بلا اكتراث لم يعد يشعر بأي اضطراب.
لا تردد، بل بالعكس امتلأ صدره بيقين حازم كان يجب أن يفعل هذا منذ زمن بعيد، قبل وقت طويل جدا.
لقد كان خائن مثلك سبب دمار ويندسور.
ثم أشار إلى أتباعه.
ماذا تنتظرون؟ اقبضوا على داناي ويندسور.
ولكن في اللحظة التي
توجهت عيناه نحوي….
“!”
أطلقت النار دون تردد دوّى صوت الرصاصة.
“!آه”
أحد الرجال اندفع نحوي.
دوى صوت الرصاصة مجددًا!
“آه”
استل رجل آخر مسدسه.
دوى الصوت مرة ثالثة
وأخيرًا، مارك، الذي كان يحدق بي في دهشة.
“آه”
كانت أول طلقتين دقيقتين، فأطاحتا بالرجلين في الحال. أما الطلقة الأخيرة، فمع الأسف أخطأت قليلاً، لكنها أصابت ذراع مارك وأسقطت سلاحه من يده بينما كان ينظر إلي
بغضب.
“…أنتِ… مجنونة”
لكني واصلت إطلاق النار بلا تردد.
دوی صوت الطلقة مرة أخرى، لكنني أخفقت مجددًا.
انطلق مارك بسرعة، متدحرجا إلى الشجيرات وصاح بغضب:
” كيف تجرئين على قتل رجالي ؟!”
ضغطت على الزناد الفضي، وأفكاري تتصارع في ذهني. هل فعلا قتلتهم؟
نظرت إلى الأسفل، حيث بدت جثثهم بلا حراك.
ولكن، ماذا بعد ؟
“حين تقررين إطلاق النار، افعليها بشجاعة وحزم لا تتردي”
فجأة، سكن صوت هادئ في رأسي، وكأنه ذكرى.
“ركزي فقط على إصابة الهدف”
تمسكت بذلك الصوت كأنه طوق نجاة، وتلاشت كل أفكاري.
لم يتبق سوى تركيز مخيف وحده.
“دانا ويندسور، أنت…!”
دوى صوت الرصاصة مجددًا!
“آه”
استقرت الرصاصة في كتفه.
كنت أستهدف رأسه، لكن لم أتمكن من رؤيته بوضوح لأنه كان يتوارى بين الشجيرات.
ثم حدث ما لم يكن في الحسبان….
“أميييي!”
صوت طفل صغير يتردد في الأرجاء.
“آه، أمي، أين أنت؟!”
هل هربت الطفلة إلى الغابة خوفًا من البرابرة ؟
كانت طفلة صغيرة تركض وتبكي وما أشد سوء الحظ في هذا التوقيت
كما توقعت استغل مارك هذه الفرصة.
اندفع بسرعة وأمسك بالفتاة.
“آه، أمي!”
” توقفي “
صرخ مارك كوروز وهو يعصر عنق الفتاة بين ذراعيه.
“أسقطي السلاح إن لم تفعلي
سأقتلها !”
“آه، أمي!”
” أسقطي السلاح قلت أسقطيه”
لكني لم أفعل.
بدلاً من ذلك، وجهت سلاحي بوجه صارم.
ولكن حين صوبت، أدركت.
لا.
لن أصيبه.
لم أكن واثقة أنني سأتمكن من إصابة مارك فقط.
كنت أخشى أن أصيب الطفلة عن طريق الخطأ….
“ابقي هادئة”
لا أستطيع فعلها.
“احبسي أنفاسك”
ان هذا مستحيل.
“لا تزيلي عينيكِ عن الهدف”
بقدراتي، لا يمكنني فعل ذلك، أخي فييغو.
ثم فجأة…
مارك كوروز مثير للإعجاب.
إذا كان الأمر كذلك، فعلي أن أجد طريقة أخرى.
“لماذا لا تنظر إلى نفسك؟”
قلت بتحد مستفزة إياه بشكل متعمد.
“تبدو حقا مثيرًا للإعجاب، أليس كذلك؟”
“اصمتي! أنا سيد هذه الأرض!”
“أنتَ بالفعل كذلك .
تهدد طفلة
صغيرة من أبناء أرضك”
احمر وجه مارك من الخجل.
مشاعر العار اجتاحته.
الفتاة التي تبكي.
يده حول عنقها تماما مثل الأشرار.
“لا”
همس مارك بين أسنانه محاولا إقناع نفسه.
.أنا لست بشخصًا شرير”
أفعل هذا من أجل الأرض.
لن أسمح لعائلة ويندسور بالسيطرة”
ثم فجأة، ظهرت فوهة مسدس خلف رأس مارك.
أحدهم أمسكه بإحكام من الخلف.
“هل يمكنني أن أكسره؟”