أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 47
***
“علينا أن نقوم بقطع شجرة الحارس”
عدتُ مسرعة إلى القلعة لأناقش الموضوع مع الكونت.
“الشجرة الآن في حالة سبات، لكنها ستبدأ بالتعفن قريبًا. حينها، ستبدأ الغابة المحيطة بالتلوث والتحلل”
“هل هذا يعني أن أراضي ويندسور ستتحول إلى أرض فاسدة؟”
“نعم، هذا ما سيحدث”
ارتسمت علامات الشحوب على وجه الكونت كوروز، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وردّ بثبات:
“إذن، لماذا لا نقوم بتطهيرها الآن؟”
“لقد حاولت، لكن محاولتي باءت بالفشل”
أجبت ببرود.
حين أدركت أن شجرة الحارس بدأت بالتعفن، لجأت إلى قوة التطهير التي أمتلكها، لكن العملية لم تكلل بالنجاح.
“السبب في ذلك هو أنها ما زالت في مرحلة السبات”
لم تصل الشجرة بعد إلى حالة التعفن الكامل.
“في مثل هذه الحالات الساكنة، تكمن نواة سوداء مركزة من التلوث.
علينا أن نعثر عليها ونعمل على تطهيرها”
تعلمتُ هذه الأمور أثناء محاولاتي في تطهير الأراضي الفاسدة.
فعندما تكون الأرض متحللة بالكامل، يمكن تطهيرها فورًا بوضع اليد على أي جزء ملوث.
ولكن في الحالات الساكنة، يكون الأمر أكثر تعقيدًا.
هناك نواة داخلية، مملوءة بالطاقة المتحللة، ويجب العثور عليها وتطهيرها.
“سنضطر إلى تدمير الشجرة للوصول إلى تلك النواة السوداء داخلها”
عند هذه اللحظة، حدث شيء غير متوقع.
“تدمير شجرة الحارس؟!”
فجأة، فُتح الباب بعنف.
هل كان يتنصت علينا؟ دخل مارك كوروز في عجلة.
***
وجهة نظر مارك
“أنتم الآن تتحدثون عن تدمير شجرة الحارس التي تحمي أراضينا؟”
“مارك، غادر فورًا”
“أبي، كيف تستطيع الجلوس بسلام وتستمع إلى هذا الكلام الذي يُعد إهانة؟!”
لم أكن قادرًا على تقبّل هذا الوضع.
كنت قد استمعت إلى محادثة غريبة، لكنني لم أتوقع أن تصل إلى هذا الحد من الجنون.
تدمير شجرة الحارس؟ الشجرة التي كانت تحمي أراضينا على مر العصور؟!
دانا ويندسور، تلك المرأة التي لم تطأ أرض ويندسور يومًا، تتحدث الآن عن تدمير أرضنا!
لمجرد أنها تحمل وثيقة ملكية، تظن أنها تستطيع التفوه بهذا الكلام الجنوني!
“الشجرة كانت مصدر حماية لهذه الأرض لسنوات طويلة. والآن تتجرئين على الحديث عن تدميرها؟!”
“مارك، أيها الأحمق!”
“أبي، أرجوك، افهم ذلك!”
ضربت الطاولة بعصبية شديدة.
“لماذا لا ترى الحقيقة؟ إنها تسعى للسيطرة مجددًا من خلال هذه الأكاذيب حول الأرض الفاسدة!”
“مارك!”
“أرض فاسدة؟ تطهيرها؟ توقفي عن الحديث بهذه السخافات.
أنتِ تزرعين الفوضى في أراضينا بنشر هذه الإشاعات الكاذبة!”
“مارك! كيف تجرؤ؟!”
وقف والدي غاضبًا.
وفي لحظة…
ثُقب
“…”
“…”
كلانا، والدي وأنا، نظرنا إلى يدي على الطاولة.
كان هناك قلم مغروس بعمق في يدي!
“آآااااااه!”
صرخت بألم لا يُحتمل.
“م-ما الذي يحدث؟! رومي ويندسور!”
كان الشخص الذي طعنني بالقلم يبتسم بلا مبالاة.
“آه، المعذرة.
ظننت أنه هنالك فأر يحاول الهروب”
“!…!”
لعنت بصوت عالٍ وأنا أسحب القلم من يدي.
وبينما كنت أضغط على الجرح بمنديل، رمقت رومي بنظرة مليئة بالغضب.
“أيها النذل الحقير، يا سليل النبلاء المخادع،
تهاجم في لحظة غفلة؟!”
تفجرت الكلمات من فمي بلا تحكم.
“أيها المحتال! تجلس مستريحًا على كرسيك الفخم،
وقد نسيت كيف تخوض المعارك! جبان وضيع—”
“آه”
أمال رومي رأسه بنفاد صبر واضح.
“توقف عن الصياح، وإن كنت غير راضٍ، فلتسحب سيفًا أو مسدسًا”
“م-ماذا!”
“أنا أفضل المواجهات الجسدية في أغلب الأحيان.”
“حسنًا! سأستعد لمبارزة الآن!”
صرخت بينما أمسكت بيدي النازفة.
“مبارزة! الآن، أحضروا لي سيفي—”
لكن في تلك اللحظة، تدخل والدي.
صفعة!
صفعني بقوة على وجهي.
“أب-أبي!”
“لم أعد أعتبرك ابني! فأنا اتبرء من الآن
اغرب عن وجهي!”
“أبي!”
***
وجهة نظر دانا
“أعتذر”
بمجرد أن أُغلق الباب خلفه، انهار الكونت كوروز كما تنهار قطعة قماش مهترئة.
“أعتذر بشدة”
“…يكفي، اجلس.
فالأمر الذي نواجهه الآن أكثر أهمية”
“على الأقل، أصبح الأمر أكثر سهولة بعد رحيله”
سرعان ما نسيتُ أمر مارك وبدأتُ في مناقشة الخطوات القادمة.
***
من منظور مارك
كان قلبي مشتعلًا بالغضب.
هذا جنون! الجميع هنا قد فقدوا عقولهم، بلا شك!
تدمير شجرة الحارس التي تحمي الأراضي؟! كيف يمكن لوالدي اتخاذ مثل هذا القرار؟! هل فقد صوابه؟! أم أصابه الخرف؟
لا، هذا ليس جديدًا عليه.
لقد كان دائمًا على هذا الحال، دائمًا مستعدًا للتذلل لعائلة ويندسور.
لم أعد أثق بحكم والدي بعد الآن.
لقد تحوّل إلى مجرد خادمٍ مخلص لعائلة ويندسور!
توجهت إلى الشخص الأكثر حكمة الذي أعرفه.
إنه الكاهن موريوس.
“هل سمعت بشيء يُسمى الأراضي الفاسدة؟”
كنت أعرف ما هي الأراضي الفاسدة.
لقد سمعت عنها من قبل، لكنني لم أصدقها أبدًا.
أراضٍ تتحول فجأة إلى السواد، وكل ما عليها يموت بسبب التلوث؟! هذا هراء يهين عقول من يصدقونه.
“في الحقيقة، إنها خدعة من عائلة ويندسور”
كان موريوس يعرف الحقيقة، تمامًا كما توقعت!
“دانا ويندسور، تلك الشابة، كانت تعاني من مرضٍ غامض يُدعى مرض الدمى.
ويبدو أنهم اخترعوا قصة الأراضي الفاسدة لتغطية ماضيها المليء بالعار”
همس موريوس بصوت خافت.
“الجميع في العاصمة يعلمون ذلك، حتى العائلة الإمبراطورية كانت جزءًا من هذه المؤامرة”
“لماذا العائلة الإمبراطورية؟”
“الخوف هو أداة السيطرة الأقوى.
لقد خططوا لاستغلال خوف الناس لتحقيق أهدافهم”
أجل! وكأن صاعقة من الإدراك ضربتني.
“هذا ما تحاول دانا ويندسور فعله الآن!”
“أرجوك،
احمِ هذه الأرض، يا سيدي”
“أرغب في ذلك! لكن والدي على وشك تسليم كل شيء لعائلة ويندسور! لقد طردني من القلعة!”
“لا أحد يستطيع أن يطردك من قلعتك.
لا أحد يهتم بهذه الأراضي بقدر اهتمامك أنت!”
كانت كلمات الكاهن موريوس كالنار التي أشعلت شرارة الانتفاضة في قلبي، لتلتهم كل شيء.
نعم، لا أحد يستطيع طردي.
حتى لو كان ذلك والدي.
“لدي خطة، يا سيدي”
بعد أن استمعتُ إلى خطة موريوس، ترددت.
“مثل هذا الفعل…”
“إنه من أجل مصلحة أعظم.
لحماية الأرض من عائلة ويندسور”
“…”
“سيكون هناك بعض التضحيات، لكن الله سيهديهم إلى الطريق القويم”
انحنى موريوس باحترام.
“قرارك هو ما نحتاجه، فأنت المالك الحقيقي لهذه الأرض”
***
من منظور أليس
كنت أتجول في الحديقة وكآبة تملأ قلبي.
أريد العودة إلى بيتي قريبًا.
ركلت حجرًا صغيرًا بينما واصلت السير ببطء.
لم يكن ينبغي لي أن آتي إلى أراضي ويندسور.
كل ما جنيته هو أنني تعرضت لاتهامات باطلة.
تذكرت الأحداث الأخيرة وزفرت بحزن.
لماذا يحاول الجميع دائمًا استغلالي؟
قدمت يد المصالحة لمارك بنوايا صافية، لكنه خانني.
وأختي دانا لم تفعل شيئًا سوى أن تقف وتشاهد.
شعرت بحزن كبير يغمرني.
كانت أختي دانا تعلم بكل شيء.
كانت تعلم أن مارك شرير، وأن التعامل معه بلطف لن يجدي نفعًا.
لكنها تركتني أتعرض للاستغلال.
ثم ظهرت في النهاية لتبدو كالبطلة، متسللة إلى القلعة عبر الجدران.
لماذا فعلت ذلك؟ كان بإمكانها أن تطلب مساعدتي، أليس كذلك؟ كنت سأفتح لها البوابات بنفسي، وأدعها تلتقي بالكونت كوروز!
إنها تغار مني.
[لك مين عم يحكي!!]
أختي دانا لا تستطيع تحمل رؤية نجاحي.
وفي تلك اللحظة، اقترب يوريس، حارسي الشخصي، وقال بصوت هادئ:
“مارك كوروز يقترب.
ما الذي تودين أن تفعليه؟”
مارك؟ ألم يُنفَ؟ هل لا يزال هنا؟ أم عاد الآن ليقترب مني بكل وقاحة؟
يا له من وقح! بعد أن خانني واستغلني، يعود الآن للتحدث معي!
قبضت يدي بغضب ونظرت إليه بحدة.
“سيدتي أليس، هل لي أن أتحدث معكِ على انفراد للحظة؟”
كم هو جريء أن يتحدث معي! شعرت بالغضب يتصاعد داخلي.
“لا، لا أريد هذا.
هل ستقدّم لي رشوة أخرى؟”
“الأمر ليس كذلك.
لقد أعطيتكِ هدية بدافع الإعجاب فقط…”
“كاذب!”
“…إذاً، سيدتي لا تصدقني أيضًا”
ابتسم مارك بحزن.
“لكن، من فضلكِ، صدقي شيئًا واحدًا فقط”
“م-ما هو؟”
“أنني معجب بكِ، سيدتي أليس”
“!…”
احمر وجهي على الفور.