أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 44
من منظور أليس
“آهاها!”
انفجرت ضاحكة وأنا أرتشف الشمبانيا.
“يا للعجب، هل حقًا؟”
“نعم، أطلقت سهمًا نحو خنزير بري من الخلف.
ثم، وقد استشاط غضبًا، اندفع نحو شجرة حتى انهار ميتًا!”
“يبدو أنك تمتلك مهارات فائقة في الصيد”
“هاها، بالطبع.
إتقان الفنون القتالية ضروري لحماية أراضي ويندسور”
“بوجود شخص مثلك يتولى حماية الأراضي، لا شك أن الناس يشعرون بطمأنينة وسكينة تامة!”
قلت مبتسمة بإشراقة مفعمة بالثقة.
قرأت في “دليل السيدة الراقي” أن أفضل وسيلة لكسب ود الآخرين هي الإشادة بهم!
لم أكن متأكدة في البداية لأن الكاتب كان رجلاً، لكن اكتشفت أنه محق تمامًا!
واصلت الثناء عليه.
“الأرض ما كانت لتزدهر لولا مجهوداتك العظيمة، حتى مع غياب اهتمام أخي فييغو.
الفضل كله يعود إليك، مارك”
“همم، نعم، يمكن القول ذلك”
“من فضلك، استمر في حماية الأرض بنفس هذا التفاني”
“هاهاها! بالطبع!”
“بالنيابة عن عائلة ويندسور، أقدم لك جزيل الشكر”
“يا له من شرف عظيم.
بالمناسبة…”
تنحنح مارك وأخرج شيئًا ملفوفًا في صندوق من المخمل الأحمر.
“لقد حضرت لك هدية تعبيرًا عن رغبتي في توطيد علاقتنا المستقبلية”
“يا إلهي! ما هذا؟”
“افتحيه لتري بنفسك، آنسة أليس”
لم أصدق، هدية ونحن بالكاد تعارفنا!
كتمت ابتسامتي المتلهفة وأنا أفتح الصندوق.
“يا إلهي…”
كان بداخله عقد ألماس براق.
“واااو! إنه مذهل جدًا!”
“سعيد أنه نال إعجابكِ”
“لكن! هل من اللائق أن أقبل شيئًا كهذا؟”
ابتسم مارك بمكر وقال:
“بالطبع، إنه مجرد طلب لتعزيز علاقاتنا المستقبلية، آنسة أليس”
تعزيز العلاقات المستقبلية – إنه طلب ضمني للولاء لعائلة ويندسور!
شعرت بالانتشاء.
أخيرًا، فتح مارك قلبه! لقد حليت المسألة!
لقد حليت المشكلة التي كانت تؤرق أخي فييغو.
ليس أختي دانا، بل أنا!
أنا، أليس ويندسور، التي حسمت الموقف!
“أتطلع للعمل معك، لورد كوروز…”
ولكن، فجأة تساءلت:
“أين هو الكونت كوروز الآن؟”
—
من منظور دانا
“بالفعل.
الكونت كوروز طريح الفراش منذ ثلاثة أشهر”
استدعيت المسؤول التنفيذي من شركة مالكان التجارية للتأكد من صحة الأمر.
وبالفعل، أكد المسؤول.
“كما سمعتِ، بدأ الأمر بعد طقوس أُقيمت قبل ثلاثة أشهر”
“طقوس؟”
“نعم، في غابة الأراضي، توجد شجرة حارسة قديمة. نصلي هناك من أجل ازدهار الأرض مرة في السنة.
ولكن منذ تلك الطقوس قبل ثلاثة أشهر، مرض الكونت.
وهناك شائعات تقول إنه قد لُعن من الآلهة”
“هل هذا صحيح؟”
“نعم.
في الواقع، هذا سر، ولكن… ظهرت بقع سوداء على جسده”
“!…”
صدمتني الحقيقة.
البقع السوداء على الجسد؟ هذه هي العلامة المؤكدة!
الأرض الفاسدة.
العلامات المبكرة للتلوث الناجم عن ملامسة الأرض الملعونة!
“آه، أعلم ما تفكرين فيه.
ولكن لا داعي للقلق.
لا توجد أرض فاسدة في أراضي ويندسور”
قال المسؤول ضاحكًا.
“عشرات الأشخاص حضروا الطقوس، ولكن الكونت فقط هو من ظهرت عليه الأعراض”
“…”
“لو كانت الأرض فاسدة حقًا، لظهرت الأعراض على كل الحاضرين”
لكنني لم أضحك.
لم يكن الموقف يدعو للضحك، نظرًا للخطر الذي تمثله الأرض الفاسدة.
بعدما صرفت المسؤول، توجهت للبحث عن رومي.
يا لهذه الفوضى…
بالقرب من نافذة كبيرة، كان رومي يقرأ بهدوء، ممددًا ساقيه وكأنه في إجازة وسط هذه الفوضى.
“أخي رومي”
“هم؟”
رد دون أن يرفع عينيه عن الكتاب.
“هل يمكنك أن تدخلني إلى القلعة؟ أحتاج لرؤية غرفة الكونت كوروز”
“نعم”
“هل يمكن فعل ذلك بسرية تامة؟”
“نعم”
“…”
هل فكَّر حتى قبل أن يجيب؟ فقط يُجيب بالإيجاب دون تروٍّ؟
“إذًا، خذني الآن.
أريد الذهاب إلى غرفة الكونت كوروز”
“نعم”
أغلق كتابه ونهض، ممددًا ساقيه الطويلتين.
“لنذهب”
شعرت بعدم الارتياح.
هل يمكنني الوثوق به حقًا؟
***
ما كان يجب أن أثق به.
“أرجوك، يا أخي”
تمسَّكت برومي، مُغمضة العينين.
“أرجوك يا الهي، دع هذا ينجح…”
لم يخطر في بالي أننا سنصعد جدران القلعة!
والآن، ها أنا أتسلق الجدران مُعلَّقةً بظهر رومي!
“تسلق الجدران للدخول؟”
“نعم.
حسبما أعرف، تلك النافذة هناك تؤدي إلى غرفة الكونت كوروز”
كنت في حالة ذهول ورفضت الفكرة.
كيف سنصعد جدران القلعة؟!
“قلتِ إنه لا مجال للعنف.
هذا هو السبيل الوحيد دون إيذاء أحد”
وافقت في النهاية، ولكن الآن أشعر بندم شديد.
كان يجب أن أختار العنف.
كان عليّ أن أطلب من أخي فييغو أن يرسل الجيش.
كان عليّ أن أقطع إصبع كارل وأسلب الأثر المقدس!
كل ذلك كان أفضل من الموت!
عندما نظرت من الأسفل، لم يبدو الأمر مرعبًا.
لكنني كنت مخطئة بشكل كبير.
إنه مرتفع جدًا من الأعلى!
شعرت بدوار لا يوصف.
فكرة السقوط وتحطم جمجمتي ملأتني بالخوف.
هذه الرهبة من المرتفعات… كانت نقطة ضعفي منذ كنت يون دانا.
“لم أكن أعلم أنك تخافين المرتفعات”
“هل يمكنك التركيز على التسلق، من فضلك؟”
“كنت أعتقد أنك لا تمتلكين اي نقاط ضعف.
هذا لطيف”
“كفّ عن المزاح، يا أخي! قد تفقد تركيزك ونسقط” توسلت إليه للمرة الأولى منذ زمن بعيد.
ضحك رومي بخفة وقال،
“آه، إنه شعور جميل.
أنفاسكِ تدغدغ أذني”
توقف عن المزاح! أشعر أنني سأقع!
شدّدت ساقيّ حول خصره.
جسده كان صلبًا كالصخر.
كل عضلة كانت متماسكة كقطعة فولاذية.
لو كان أكثر ليونة، ربما كنت سأشعر ببعض الأمان.
نعم، سأبقي عيني مغمضتين.
إنه أكثر رعبًا إذا فتحتها.
لا تنظري للأسفل.
فقط تمسَّكي برومي جيدًا، ومع مرور الوقت…
“دانا، بلطف”
همس رومي بصوت هادئ وهو يتسلق للأعلى، لكن بدا عليه الانزعاج.
“هل فهمتِ؟ أنتِ تضغطين عليّ أكثر من اللازم”
“نعم، نعم؟”
“قدماكِ. لا تضغطي بهذا الشكل”
لكنني كنت قد فقدت التركيز.
فتحت عيني قليلاً ورأيت إلى أي مدى ارتفعنا.
شعرت أنني على وشك الإغماء.
هذا الخوف من المرتفعات اللعينة.
يجب أن أتغلب عليه بطريقة ما… يا لي من حمقاء، ضعيفة، وغبية!
كم من الوقت مرّ هكذا؟
“دانا، هل أنتِ بخير؟”
عندما فتحت عيني، وجدت نفسي في غرفة الكونت كوروز.
“لقد وصلنا”
“…شكرًا لك. لقد فعلت ما بوسعك”
“لم أكن أعلم أنك تخافين المرتفعات، دانا”
حسنًا، عندما كنت يون دانا، كدت أموت بعد سقوطي من مكان مرتفع.
كتمت تلك الكلمات.
“لا، الأمر ليس بهذا السوء.
كنت فقط حذرة”
توجهت مترنحة نحو السرير، متظاهرة بالشجاعة.
هل هذا هو الكونت كوروز؟ كان الجو مظلمًا جدًا لرؤية التفاصيل بوضوح.
“أخي، هل معك قداحة؟”
“نعم. انتظري لحظة”
أخرج رومي قداحة، وأشعل شمعة، وسلمها لي.
أخذتها ووجهت ضوءها نحو وجه الكونت كوروز.
“!…”
كدت أن أسقط الشمعة من يدي.
وجه الرجل كان مغطى ببقع سوداء!
هذا تلوث بلا شك! الأعراض واضحة كالشمس.
إنها نفس العلامات التي تظهر على المصابين بتلوث الأرض الفاسدة!
“يبدو أنه مصاب بالتلوث” تمتم رومي بنبرة استياء.
ناولته الشمعة وسحبت الغطاء.
“آه”
عنقه.
ذراعاه.
ساقاه.
البقع السوداء كانت تغطي جسده بالكامل.
ولكن…
كيف لا يزال على قيد الحياة؟