أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 32
منذ فترة وجيزة، حاول أحد النبلاء صرف شيك صادر من بنك ويندسور لدى بنك “ليتن”، لكن الموظف هناك قال:
“بسبب التطورات الأخيرة، لم نعد قادرين على ضمان مصداقية عائلة ويندسور”
يا له من تصريح ملفت!
أعجبتني تلك العبارة.
كانت تدل على أن أكبر بنك في الإمبراطورية، بنك ليتن، يتصرف بهذا القدر من الحذر.
وهذا يشير إلى مدى قوة تهديد بنك ويندسور لهم.
فييغو ويندسور، الذي بدأ مسيرته في القطاع المصرفي منذ ثماني سنوات فقط، تمكن في غضون هذه الفترة القصيرة من تهديد بنك ليتن الذي يملك إرثًا يمتد لأكثر من مئتي عام.
“الموظفون يحتجون منذ أيام دون أي نتائج ملموسة.
لذا، أخطط بعد عشرة أيام للقاء الماركيز ليتن شخصيًا للتفاوض”
“هل يعني ذلك أنه ينبغي علي إنهاء المسألة قبل ذلك؟”
“إذا استطعتِ، نعم”
“حسنًا، سأتمكن من حلها في غضون أسبوع”
هل ظن أنني أبالغ؟ لمحت في عينيه نظرة خفيفة من الانزعاج، لكنني غيرت موقفي وقلت:
“لا، الأسبوع طويل للغاية. أربعة أيام ستكون كافية”
“أربعة أيام؟”
“نعم. أعتقد أنني أستطيع إنهاء المسألة في غضون أربعة أيام على الأكثر، وربما في يومين أو ثلاثة في أحسن الأحوال”
“لديكِ ثقة كبيرة في نفسكِ”
ابتسمت ببراءة أمام نبرة سخريته الخفيفة.
“أرغب في تخفيف العبء عنك، أخي”
عليّ أن أكسب ثقته.
فلا خيار آخر أمامي.
“قد لا أكون أختك الحقيقية، لكن يمكنني أن أكون نافعة”
في تلك اللحظة، انحنى فييغو للأمام، مستندًا إلى ظهر الأريكة، وأخرج شيئًا من جيب سترته.
مسدس؟
وجهه نحوي، فارتجف قلبي من الخوف.
هل ينوي إطلاق النار علي؟
“آه”
ربما بسبب الصدمة، أدركت أن فوهة المسدس الفضية لم تكن موجهة إلي، بل كان فييغو يقدم لي المقبض.
لماذا يعطيني مسدسًا؟ ترددت قليلاً، لكنني أخذته ببطء.
عاد فييغو ليسترخي على المقعد، معبرًا عن انزعاجه بشكل طفيف.
“دانا ويندسور، هل لديكِ فقط سكرتير واحد معكِ؟”
“نعم؟”
“لا بد أنكِ أدركت الآن أن الكثيرين يتربصون بثروتك”
“…”
“استخدميه إذا تعرضتِ للاختطاف”
كان الهدف منه حماية نفسي، لا أكثر.
شعرت بشيء غريب أثناء لمسي للمسدس.
فييغو كان قلقًا على سلامتي لدرجة أنه أعطاني سلاحًا للدفاع عن نفسي…
“إما أن تطلقي النار على الخاطف، أو تطلقي النار على رأسكِ” [اخويه الحنينننننن اخويه الغالي سند وروحي]
سمعت صوت الأوراق وهو يقلبها.
“يجب أن تنهي أي مشكلة بنفسك، أليس كذلك؟”
رفعت رأسي ببطء.
كانت عيناه الزجاجيتان قد عادت للتحديق في الحروف مجددًا.
أما أنا…
آه، صحيح…
شعرت باشمئزاز شديد.
كما لو كنت غارقة في مستنقع من الوحل.
إنه يقول لي أن أموت.
“من الأفضل أن تموتي”
تذكرت كلماته السابقة.
كانت تلك هي نيته الحقيقية.
كدت أنسى ذلك للحظة.
“نعم، سأضع ذلك في محل الاعتبار”
أمسكت بالمسدس بإحكام وابتسمت.
عليّ أن أكسب ثقته.
حتى أصبح الوريثة الأولى.
حتى يحتاجني هذا الرجل.
حتى يراني شريكته الأبدية ويسلمني الأثر المقدس.
فقط حتى ذلك الحين.
“لا تقلق، أخي”
ففي النهاية، سيكون ذلك االوداع أبديًا.
***
“هذا أمر غير مقبول!”
صرخ الفيكونت مانوس.
“المفاوضات مع الماركيز ليتن بعد عشرة أيام! هذا قد يدمر كل شيء!”
الفيكونت مانوس، الذي يُعد أحد حلفاء عائلة ويندسور، كان أيضًا من كبار المسؤولين في بنك ويندسور.
كانت المواجهة الأخيرة مع بنك ليتن مصدر قلقه الأكبر، وكان من الضروري حلها في أسرع وقت! لكن فجأة، ظهرت دانا ويندسور!
“أرجوكِ، أعيدي التفكير في الأمر، سيدتي دانا!”
ضيقت عينيّ.
لم ينبس ببنت شفة عندما كان فييغو موجودًا.
كل ما استطاع قوله هو:
“نعم، نعم، سأفعل ذلك.
هاها. سأراقب الوضع”
ولكن بمجرد أن غادر فييغو، أطلق عنان غضبه.
“هذا أمر معقد.
لقد قطعت وعدًا لأخي بأن أحل هذه المسألة في غضون ثلاثة أيام”
“عفوا؟ ثلاثة أيام؟”
“نعم، ثلاثة أيام”
“يا للهول، يا للسماء”
أمسك الفيكونت مانوس بعنقه وكأن شيئًا ما قد خنقه من الدهشة.
بعد تدخل أليس، ها هي دانا تأتي لتفسد الأمور!
لقد انهار مشروع زهرة ضوء القمر بسبب تصرفات أليس!
“لا وقت لدينا، يا فيكونت مانوس.
إن كنت عاجزًا عن القيام بذلك، فاذهب وأخبر فييغو بنفسك”
“…”
ابتلع الفيكونت مانوس كلماته.
كانت عبارة “لا أستطيع فعل ذلك” آخر شيء قد يرغب فييغو ويندسور في سماعه.
فقد اعتاد رئيسه أن يعامل غير الأكفاء باستخفاف ولا يكترث لهم.
في النهاية، لم يكن أمام الفيكونت مانوس خيار سوى الاستسلام قائلاً
“من أين نبدأ؟”
ابتسمت بلطف وقالت
“أول خطوة هي أن نبدأ بالحوار”
***
من منظور الفيكونت مانوس
كنا في المقر الرئيسي لبنك ليتن في العاصمة.
“لا يمكننا القيام بذلك”
مرة أخرى، رُفض الطلب المتعلق بتحويل شيك صادر عن بنك ويندسور إلى نقد.
“بنك ليتن لا يتعامل مع الشيكات الصادرة عن بنك ويندسور”
“ولماذا؟
بنك ويندسور يتمتع بسمعة ائتمانية عالية جداً”
ضحك مدير الفرع قائلاً
“يبدو أن سموكِ ليست على دراية كاملة.
الائتمان ليس بشيء يُحكم عليه بهذه البساطة”
“إذاً، ما هو المعيار الذي تعتمدونه في تقييم الائتمان؟”
“الزمن.
الزمن هو العامل الحاسم”
فتح مدير الفرع ذراعيه وأكمل
“بنك ليتن يمتلك أكثر من مئتي عام من الخبرة في الحفاظ على أموال عملائنا بكل أمان.
أما بنك ويندسور، فكم من الوقت مر على تأسيسه؟”
“أعتقد أنه في عامه الثامن الآن”
“بالضبط.
ثماني سنوات فقط”
أكد كلامه وهو يرفع أصابعه الثمانية قائلاً
“كيف لنا أن نثق بمؤسسة مالية حديثة العهد كتلك؟ سيدتي دانا، ربما لا تدركين هذا، ولكن سمعة بنك ويندسور ليست جيدة بين أوساط رجال الأعمال”
في الواقع، كان العكس هو الصحيح.
فقد اكتسب بنك ويندسور احترامًا متزايدًا بعد تعامله الرائع مع تعويضات حادثة زهرة ضوء القمر.
كان يُثنى عليه بسبب مرونته وقدرته على إدارة الأزمات. ولكن…
ما الذي قد تعرفه هذه الشابة؟
ضحك مدير الفرع في سره، معتقدًا أنه سيُرضيها ويرسلها في طريقها.
“أرجوكِ الآن، عودي إلى بيتكِ”
“لكن…”
بدت دانا مترددة وهي تخفض كتفيها
“أرجو منكم إعادة النظر في الأمر”
“أعتذر، سيدتي.
هذا قرار الشركة.
ما باليد حيلة، لا يمكننا قبول شيكات صادرة عن بنك ويندسور”
“ومع ذلك…”
راقبتُ وأنا أكتم ضحكتي.
ما الذي تفعله الآن؟ تُكرر نفس الطلب مراراً وتكراراً! أي أحد بإمكانه فعل ذلك! في الحقيقة، حتى ابنة أخي الصغيرة، البالغة من العمر خمس سنوات، تستطيع أن تكون أكثر إلحاحاً منها.
لقد كنت أحمقًا لتوقع شيء مختلف.
في الآونة الأخيرة، كانت دانا ويندسور قد أظهرت الكثير من الحنكة عندما قامت بتسوية مسألة تعويضات حادثة زهرة ضوء القمر بالكامل.
اعتقدت أنها تفهم المسؤوليات الكبرى.
خاصة بعد أن أوكل إليها فييغو ويندسور هذه المهمة شخصيًا!
يبدو أن الأقاويل حول مدى عناية فييغو بأخته صحيحة.
لكن محاولاتها العقيمة لم تتوقف هنا.
“إذاً، لدي طلب آخر.
هل يمكنكم استبدال هذه الأموال بعملات ذهبية؟” فتحت دانا حقيبتها وأخرجت كل الأموال التي كانت بحوزتها.
تفاجأ كلٌ من مدير الفرع وأنا بحجم الأوراق النقدية التي أخرجتها.
“إنه مبلغ خمسون مليون فران”
“خمسون مليون فران؟”
“نعم”
ظهرت الدهشة على وجه المدير.
لماذا تحمل هذا المبلغ الكبير في حقيبة يدها؟
“بالطبع يمكننا.
تحويل الأموال إلى عملات ذهبية هو أحد الخدمات الأساسية التي يقدمها البنك”
“أهذا صحيح؟”
“الذهب هو القوة الحقيقية للبنك، أليس كذلك؟
بنك ليتن هو البنك الأكبر في الإمبراطورية، ويمتلك أكبر احتياطي من الذهب”
تملكني شعور بالغضب.
يا للغباء! لماذا نسمح بهذا التباهي أمام ابنة عائلة ويندسور التي جاءت للاحتجاج حول شيكات البنك؟!
لكن لماذا تقوم دانا بتحويل النقود إلى ذهب في بنك ليتن الآن؟!