أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 3
بعد فترة من حلول روحي في جسد “دانا ويندسور”، اكتشفت طاقة خفية مستكنة داخله.
كانت تلك الطاقة هي قوة التطهير، القدرة على تنقية “الأرض البائرة”.
تشير “الأرض البائرة” إلى ظاهرة فساد الأرض واسودادها، حيث يستحيل على أي كائن أن يحيا فيها –
سواء كان إنسانًا، أو حيوانًا، أو حتى نبتة واحدة.
لقد كانت كارثة بكل المقاييس.
ولو أن هذا الفساد انتشر في جميع أنحاء القارة، لكان ذلك إيذانًا بنهاية كل شيء.
ولكن هذا لم يحدث، لأنني ظهرت، وأنا أحمل قوة التطهير.
ومنذ أن استيقظت على هذه القوة، بدأت أتنقل بين المناطق الملوثة، لأعيد للأرض حياتها وأطهرها من فسادها.
وأثناء إحدى عمليات التطهير…
آه؟
في خضم إحدى تطهيرات الأراضي، وجدت نفسي فجأة، وبدون أي سابق إنذار، أقرأ “ذكريات الأرض”.
ارتعبت وسحبت يدي على الفور، لكن الأوان كان قد فات.
لقد قرأت جزءًا من تلك الذكريات.
أدركت الحقائق التي كانت الأرض تخفيها، الأحداث التي شهدتها، وحتى المستقبل الذي كانت تستشرفه.
لقد اطلعت على أسرار لا تحصى كانت الأرض تكتمها.
كانت الأرض مدهشة؛
هي العالم ذاته، والعالم هو الأرض.
وفي أعماق هذا الفهم، اطلعت على خبايا هذا الكون.
ومن بين تلك الأسرار:
وجود ما يُعرف بـ “الذخيرة المقدسة”.
الذخيرة المقدسة، وهي أثر رفيع غمرته القوة الإلهية، قادر على صنع المعجزات.
ووفقًا لذكريات الأرض، فإن هذه القوة تستطيع أيضًا فتح بوابات بين الأبعاد.
ولكنني تجاهلت الأمر تمامًا، لأنني اخترت البقاء في هذا العالم، وقررت ألا أترك أحبائي.
لكن… هل جنّوا جميعًا فجأة؟ لماذا يتصرف الجميع وكأنهم مسكونون بأرواح شريرة؟
لا، إذا كان الأمر يتعلق بالخال كارل… عندها ارتسم وجهه في ذهني.
كارل ويندسور، الوصي والحامي الذي شاركني أفراحي وأحزاني كما لو كنت ابنته الحقيقة.
كان يعتز بي حتى درجة الحماية المفرطة.
نعم، العم كارل سيتفهم.
اتجهت إلى غرفة عمي وكأن قوة خفية كانت تدفعني.
لسبب ما، كان باب غرفته مفتوحًا قليلًا.
“كارل، هل سمعت؟”
سمعت صوت زوجة عمي من داخل الغرفة.
“أليس تم اكتشافها مع رايوس من قبل دانا”
تصلبت في مكاني من هول الصدمة، أنظر بذهول عبر الفجوة في الباب.
“لقد اكتشفت أمرهما.
علاقتها بولي العهد”
شعرت وكأن قلبي قد هوى إلى أعماق صدري.
وضعت يدي على فمي من شدة الصدمة.
ما الذي سمعته للتو؟ ماذا قالت عمتي؟
هل كانت زوجة عمي على علم بالأمر مسبقًا؟
أليس كانت تلتقي سرًا برايوس، وعمتي كانت على علم بذلك؟
أصابعي ارتجفت، وفمي جف تمامًا.
لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد.
“يا لها من فوضى،
كيف تم اكتشافهما بهذه السرعة؟”
ثم سمعت صوت رجل.
“أليس بحاجة الى توخي حذرها”
عندما سمعت ذلك الصوت، شعرت وكأن الأرض تنشق تحت قدمي.
لم يكن ذلك سوى صوت العم كارل… وبعدها سمعت زوحة عمي تتنهد بضيق.
“لقد استمر هذا الأمر لوقت طويل.
لقد كانت تلتقي بولي العهد سرًا لمدة سنة، أليس كذلك؟”
“كان ينبغي أن يبقى الأمر سرًا لفترة أطول”
خفقات قلبي تسارعت بشكل مرعب.
عضضت شفتي كي لا يُسمع صوت أنفاسي الثقيلة.
ما الذي أسمعه؟ هل تخدعني أذني؟
“أحتاج إلى الاحتفاظ بوصايتي على دانا لمدة عام آخر.
عندها فقط سأصبح الوريث الأول لثروتها”
لا، لم تكن أذني تخدعني.
كان ذلك بلا شك صوت العم كارل!
“ماذا لو ألغت دانا وصايتي الآن؟”
ولكن كيف؟ كيف لعمي كارل أن يتفوه بتلك الكلمات؟
“هذا مستحيل.
لا يمكن لتلك الفتاة الساذجة أن تغضب حقًا”
“أجل، هي ستعفو عنك سريعًا إن نطقت ببعض العبارات التي تريحها”
كانت كلماتهم تثقل رأسي بألم حاد، لكن ذلك لا يقارن بما أتى بعده.
“ما الفائدة من أن نكون الورثة الأوائل طالما أنها لا تزال حية؟ لن نحظى بالممتلكات”
“لهذا، يجب أن نضمن موتها المبكر”
كان الأمر لا يصدق…
“انتظر، هل الباب مفتوح؟ ألم تغلقه قبل قليل؟”
“يا للهول، أنا متأكدة أنني أغلقته”
“أوه، ماذا لو سمعنا أحدهم!”
عندما سمعت خطوات تقترب، استدرت وهربت إلى غرفتي.
هرولت عبر الممر، وما إن أغلقت الباب خلفي، حتى سقطت على الأرض من شدة الاضطراب.
لم أستوعب تمامًا ما سمعته من غرفة عمي كارل.
وضعت يدي على رأسي، غير مصدقة.
ما الذي سمعته للتو؟
“لقد استمر الأمر لفترة طويلة.
كانت تلتقي بولي العهد سرًا منذ سنة، أليس كذلك؟”
صوت عمتي الذي بدا عاديًا للغاية وكأنها كانت على دراية بالعلاقة منذ البداية.
“كان من المفترض أن يظل الأمر سرًا لفترة أطول”
صوت العم كارل، نادمًا على انكشاف السر قبل الأوان.
ثم…
“عليّ أن أحتفظ بوصايتي على دانا لمدة عام آخر، فقط حينها سأكون الوريث الأول لثروتها”
ثم جاءت الجملة التي قصمت ظهر البعير…
“ما الفائدة من أن نكون الورثة الأوائل إذا كانت لا تزال حية؟ لن نحصل على شيء”
“لذا، علينا التأكد من وفاتها المبكرة”
شعرت وكأن أحدًا يخنقني ويمنعني من التنفس.
حينها أدركت السبب.
إذن، لهذا كان العم كارل يمنعني من الرحيل.
ليتمكن من الاحتفاظ بوصايته لمدة خمس سنوات؟ ليضمن أنه الوريث الرئيسي لثروتي؟
إن مت قبل أن تنقضي تلك السنوات، لن يحصل على شيء؟
إذًا، كان يمنعني فقط من أجل المال؟ وكان يتآمر لضمان موتي؟
ارتعشت من الغضب، وفجأة، اتضحت الأمور كلها أمامي.
إذن، لقد تم خداعي؟
هل كان كل شيء مجرد أكذوبة؟
كل شيء، بلا استثناء؟
“آه”
تمدّدت على الأرض، جسدي يرتجف دون توقف، وكأنني على وشك البكاء.
لكن بدلًا من ذلك، انفجرت ضاحكة بشكل جنوني، لم أعد أستطيع حبس ضحكاتي.
“ها!”
ضحكت.
“هاهاهاهاها!”
تتابعت ضحكاتي المتواصلة، ثم جلست فجأة.
كانت دموعي قد جفت تمامًا.
ولم أعد الشخص نفسه.
المرأة التي كانت تبكي بسبب خيانة الحب اختفت بلا أثر.
“أوغاد مجانين”
لم يبقَ سوى نظرات مشتعلة بالغضب.
“لقد خدعوني”
ابتسمت بمرارة.
“لقد عبثتم مع الشخص الخطأ”
حقًا.
كنت أريد أن أحيا حياة طيبة كـ “دانا ويندسور”، لكن هذه المرة… لن أعيش بالطريقة نفسها.