أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 20
هذا الإحساس…
غمرني شعور غريب وتوترت أطرافي حتى أنني شعرت بوخز في قدمي.
كان شعورًا يشبه تلك اللحظات الأولى التي تذوقت فيها طعم قبلة “رايوس”؛
إحساس حلو وساحر ومغرق في النشوة حتى شعرت بالدوار.
” أفتقد هوان”
لا، لم يكن مجرد افتقاد؛ بل رغبة جارفة في احتضانه، في تقبيله.
سيطرت عليَّ مشاعر قوية لا يمكن مقاومتها.
لم يكن لديَّ أفكار أخرى.
نهضت فجأة.
يجب أن أتزوج “هوان” الآن!
اندفعت بسرعة عبر الحديقة.
أحتاج لرؤيته، لاحتضانه، لتقبيله!
“دانا!”
فجأة، أمسك أحدهم بذراعي.
رفعت رأسي مشوشة.
كان طويل القامة، شعره بلاتيني متألق ووجهه يحمل لمسة من الرقة.
هذا الرجل… من يكون؟
“دانا؟ ما الأمر؟”
بدا مألوفًا.
من هو؟
آه، نعم.
إنه عم “دانا”، كارل ويندسور.
“دانا؟ ماذا يحدث؟”
“اتركني.
لدي أمرٌ مهم”
أحكم “كارل” قبضته على ذراعي.
“دانا، ليس من الآمن التجول هكذا في الليل بلباس النوم هذا”
“اتركني!”
“دانا، أكره أن أقول هذا، لكن الليلة هي ليلة اكتمال القمر.
القمر مشرق للغاية.
وليس من المناسب أن تكوني بالخارج بهذا الشكل. لذا…”
“اتركني! اتركني! اتركني!”
“حسنًا، حسنًا. سأترككِ.
لكن أولاً عليك ارتداء شيء مناسب”
وفجأة، رفعني الرجل بين ذراعيه.
شعرت بالغضب الشديد، وبدأت أشد شعره بقوة.
ضحك الرجل بصوت عالٍ:
“هاهاها، دانا أصبحت أقوى بكثير، أليس كذلك؟”
“اتركني!”
“هاهاها، ابنة أخي قوية جدًا، قوية بالفعل”
لم يبالي بشد شعره، بل كان يضحك ويسير بخطوات ثابتة.
كنت أقاوم بعنف بين ذراعيه.
“هوان!”
لكن عندما صرخت باسمه، توقفت خطوات الرجل فجأة.
مال برأسه متسائلًا.
“لماذا ‘هوان’؟”
“يجب أن أتزوجه.
لذلك، دعني أذهب الآن!”
“وما علاقتكِ بهوان؟”
“نحن في حالة حب.
لقد طلب يدي للزواج.
سأصبح زوجته!”
“آه. ‘هوان’ بالنسبة لكِ…”
أطلق الرجل ضحكة صغيرة، لكن عينيه لم تضحكا؛ بل تحولت إلى نظرات حادة كالخناجر.
“هذا أمر غير مقبول، دانا”
“اتركني!”
“يبدو أن زوج شقيقتي قد استغلكِ.
من الطبيعي أن يحدث هذا وأنتِ بهذه البراءة”
“اتركني!”
“دانا، إنه لا يهتم بكِ، إنه يطمع في ثروتكِ فقط.
إنه لا يحبكِ”
“اتركني، اتركني، اتركني!”
بدأت الأمور تخرج عن السيطرة، ولم أعد قادرة على الربط بين أفكاري.
هوان…
لم يكن يشغلني سوى رغبة جامحة لرؤية ذلك الرجل.
حتى صياغة الجمل بشكل صحيح أصبحت أمرًا صعبًا.
“هوان، هوان!”
كما لو أنني أصبحت فتاة حمقاء لا تعرف سوى اسمه.
“يا دانا المسكينة.
كيف لكِ أن تكوني بهذه السذاجة؟”
“هوان! هوان!”
“أرجوكِ سامحيني.
لكن لحمايتكِ وللحفاظ على ثروتكِ،
ليس لدي خيار آخر”
“هوان! هوان! هوان!”
“نعم، هوان.
لا يمكنني السماح لذلك الوغد بسرقة ثروتكِ”
أمسك الرجل بلطف عنقي، وكأنه أصاب نقطة ضعف.
شعرت بأن قواي تتلاشى ببطء، وبدأ الظلام يتسلل. فقدت الوعي تدريجيًا بين ذراعيه.
“ذلك الحقير تجرأ على الطمع في ثروتكِ”
همس الرجل بينما كان يسير حاملًا إياي.
إلى أين؟
لم أعد أدري.
كنت أغرق في الظلام.
“آه، رومي، لقد أتيت في الوقت المناسب”
بدأت حواسي بالتلاشي.
“أبي، لماذا دانا…”
هوان… يجب أن ألتقي بهوان.
“رومي”
“نعم؟”
“علينا أن نقتل ‘هوان’.”
هوان، هوان…
…
“آه!”
فتحت عيني فجأة.
اجتاحتني دوامة من الدوار جعلت العالم يدور من حولي.
كنت أتنفس بصعوبة، وأرمش بسرعة.
ما الذي حدث؟
ما الذي جرى للتو؟
أهذه…
حديقتي؟ حديقتي الخاصة التي كنت أشرب فيها الشاي.
الطاولة أمامي، وأنا…
هاه؟
كنت ألتقط مستندًا سقط على الأرض.
تجمدت في تلك الوضعية، جسدي متيبس تمامًا.
ما الذي حدث؟
لماذا كنت ما أزال في الحديقة؟
أتذكر أنني كنت بين ذراعي “كارل” منذ لحظات قليلة.
عندها دخلت الخادمة إلى الحديقة وقالت:
“سيدتي، ها هو شاي البابونج”
ما هذا…؟
حدقت بالخادمة بنظرة مشوشة وهي تتقدم ببطء لتضع كوب الشاي أمامي.
“تاك”
في تلك اللحظة، تسللت رائحة هادئة عبر أنفي.
الرائحة الهادئة والمريحة لشاي البابونج كانت نفسها كما كانت سابقًا…
“الجو بارد الآن.
هل أحضر لك شالًا؟”
“…”
امتد الصمت، وأخذت الخادمة ذلك كإشارة لرفض، فانحنت بأدب قائلة:
“إذن، سأغادر”
الصوت نفسه، النبرة ذاتها، الحركة نفسها كما حدثت من قبل.
كل شيء كان يتكرر تمامًا كما في السابق.
ما هذا…؟
آه. الآن أدركت.
في تلك اللحظة، انكشفت لي الحقيقة.
فهمت ما يحدث.
نظرت إلى يدي. لقد رأيت المستقبل.
***
رؤية الذكريات التي احتفظت بها الأرض.
لقد مررت بهذا من قبل.
الماضي، الحاضر، وحتى جزء من المستقبل الذي شهدته الأرض.
رأيت كل هذا لوهلة عابرة.
هكذا علمت بمكان وجود الأثر المقدس.
لكن قدرة “الرؤية” هذه ظهرت مرة واحدة فقط.
لمعت كوميض خاطف ثم اختفت.
ومنذ ذلك الحين، لم أستطع الاطلاع على ذكريات الأرض مجددًا.
نعم، لم يكن ذلك مجرد وهم أو حلم.
لقد رأيت المستقبل.
المستقبل الذي كان سيحدث لو شربت ذلك الشاي.
وللتأكد، مشيت على نفس الطريق الذي رأيته في الرؤية.
وعندها.
“دانا؟”
التقيت بـ “كارل ويندسور”.
رجل وسيم ذو شعر بلاتيني لامع وابتسامة لطيفة، يغمره ضوء القمر.
يرتدي نفس الزي الذي رأيته في المستقبل.
” دانا، هل خرجتِ في نزهة ليلية؟”
اقترب كارل بابتسامة دافئة.
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي.
ولم لا؟ هذا الرجل جعلني أفقد الوعي بالقوة.
ولم يتوقف عند ذلك.
كان يخطط لقتل “هوان”، زوج شقيقته، دون تردد.
أليس هو الزوج المحب؟ لكنه خطط بكل برود لقتل شقيق زوجته “ساندرا”.
شعرت بقشعريرة تسري في عمودي الفقري.
“كارل ويندسور” كان دائمًا لطيفًا ومبتهجًا معي.
ولكن الآن، بدأت أخاف ازدواجيته.
هذا الرجل يخطط لإنهاء حياتي، في حين يبتسم بكل روعة ولطف.
“دانا.
التجول في هذا الوقت المتأخر بملابس النوم ليس جيدًا”
متظاهرًا بالاهتمام، يخدعني حتى النهاية.
بينما يخطط لتدميري.
كارل بدت عليه الحيرة عندما لم أجب، ثم نزع معطفه ووضعه على كتفي.
“الجو بارد في الليل.
ماذا لو أصبتِ بنزلة برد؟”
أبدى اهتمامه بلطف.
“إذا كنتِ ستواصلين التنزه، على الأقل ارتدي معطفًا مناسبًا”
أمسكت بالمعطف بإحكام، وتمكنت من التحدث بنبرة ثابتة: “نعم.
سأعود للراحة الآن”
مقزز.
أشعر برغبة في التقيؤ.
“شكرًا على اهتمامك”
أنت لست سوى شيطان بشري، “كارل ويندسور”.
“نعم، من الأفضل لك ذلك.
إنه متأخر.
عودي للداخل وارتاحي*
” تصبح على خير، عمي”
ابتسمت بهدوء واستدرت للذهاب.
ثم، وكأنني تذكرت شيئًا، توقفت وسألته بلهجة عادية:
“بالمناسبة، متى من المتوقع أن يعود أخي رومي؟”
“آه،
في الواقع، رومي في طريقه الآن.
لا بد أنه وصل إلى القصر الآن”
“حقًا؟
“نعم.
يبدو أنه حقق نصرًا آخر”
“أخي رومي رائع حقًا”
بعد هذا الحديث القصير، واصلت السير.
ومع كل خطوة، ازداد يقيني.
الآن، تأكدت من كل شيء.
كل شيء حدث كما رأيته من قبل.
عندما لمست الأرض لألتقط المستند.
عندها لمحت المستقبل.
هوان، ذلك الحقير…
اجتاحتني موجة من الغضب.
ذلك الوغد لا بد أنه أضاف شيئًا إلى شاي البابونج.
بعد شربي للشاي في الرؤية، ظهرت أعراض غريبة.
أتباع الشياطين يبيعون شيئًا مثل “جرعة الحب”، والجرعة الزائدة تجعل الشخص أحمق.
لابد أنه وضع ذلك.
ذلك الوغد.
قد يكون “هوان” قد فشل هذه المرة، لكنه بالتأكيد سيحاول مجددًا.
سيحاول أن يجعلني حمقاء ويستولي على ثروتي.
وإذا استمر في المحاولة، فقد ينجح في النهاية.
علي التخلص من “هوان رولاند” الآن.
كنت أعد نفسي لذلك منذ فترة طويلة.
حان الوقت لاستخدام رسائل الحب التي جمعته منه.
“ليثي”
في وقت متأخر من الليل، استدعيت سكرتيري مجددًا.
وسلمته ظرفًا.
“سلم هذا إلى هوان رولاند”
“ما هذا؟”
أجبته بابتسامة باردة:
“إنه الرد على ما أرده”